بازگشت

في فتح مدينة القاطع و ما يليها و رجوع حلي بيت المقدس اليها


عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، في قصة المهدي، عليه السلام، و فتحه لرومية، قال: «ثم يکبرون عليها أربع تکبيرات، فيسقط حائطها، و انما سميت رومية، لأنها کرمانة من کثرة الخلق، [1] فيقتلون بها ستمائة ألف، و يستخرجون منها حلي بيت المقدس، و التابوت الذي فيه السکينة، و مائدة بني اسرائيل، و رضاضة [2] الألوح، و عصا موسي، و منبر سليمان، و قفيزين من المن الذي أنزل الله علي بني اسرائيل، أشد بياضا من اللبن».

قال حذيفة، يا رسول الله، کيف و صلوا الي هذا؟

فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «ان بني سرائيل لما اعتدوا و قتلوا الأنبياء بعث الله [3] بخت نصر [4] فقتل بها سبعين



[ صفحه 198]



ألفا، ثم ان الله تعالي رحمهم، فأوحي الله عزوجل الي ملک من [103 و] ملوک فارس، أن:سر الي عبادي بني اسرائيل، فاستنقذهم [5] من بخت نصر، وردهم الي بيت المقدس، مطيعين له أربعين سنة، ثم يعودون، فذلک قوله عزوجل في القرآن: (و ان عدتم عدنا) [6] ان عدتم في المعاصي عدنا عليکم بشر من العذاب، فعادوا، فسلط عليهم طياليس ملک رومية، فسباهم، و استخرج حلي بيت المقدس و التابوت و غيره، فيستخرجونه و يردونه الي بيت المقدس، ثم يسيرون حتي يأتوا مدينة يقال لها [7] طاجنة، فيفتحونها، ثم يسيرون حتي يأتوا مدينة يقال لها [8] القاطع، و هي علي البحر الذي لا يحمل جارية - يعني السفن- فيه».

قيل: يا رسول الله، و لم لا يحمل جارية؟

قال: «لأنه ليس له قعر، و ان ما ترون [9] من خلجان ذلک البحر، جعله الله عزوجل منافع لبني آدم، لها قعور فهي تحمل السفن».

قال: حذيفة فقال عبدالله بن سلام: و الذي بعثک بالحق، [103 ظ] ان صفة هذه المدينة: في التوارة، طولها ألف ميل، و عرضها خمسمائة ميل.



[ صفحه 199]



قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «لها ستون و ثلاثمائة باب، يخرج من کل باب مائة ألف مقاتل، [10] فيکبرون عليها أربع تکبيرات، فيسقط حائطها، فيغنمون ما فيها، ثم يقيمون فيها سبع سنين، ثم يقفلون منها الي بيت المقدس؛ فيبلغهم [11] أن الدجال قد خرج في يهودية أصبهان».

أخرجه الامام أبوعمرو المقري، [12] في «سننه».

و عن زياد بن ربيعة الفارسي، [13] قال: يسير منکم جيش الي رومية فيفتحونها، [14] و يأخذون حلية [15] بيت المقدس، و تابوت السکينة، و المائدة، و العصا، و حلة آدم، فيؤمر علي ذلک غلام شاب، فيردها، الي بيت المقدس.

أخرجه الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [16] .

و عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في قصة:المهدي، [104 و] قال: [17] و يتوجه الي الآفاق، فلا تبقي مدينة وطئها [18] ذو القرنين



[ صفحه 200]



الا دخلها و أصلحها، و لا يبقي جبار الا هلک علي يديه، و يشف الله عزوجل قلوب أهل الاسلام، [19] و يحمل حلي بيت المقدس في ماءة مرکب تحط علي غزة و عکا، و يحمل الي بيت المقدس، [20] و يأتي مدينة فيها ألف سوق، في کل سوق مائة [21] دکان، فيفتحها، ثم يأتي مدينة فيها يقال لها القاطع، و هي علي البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه الا أمر الله عزوجل، طول المدينة ألف ميل، و عرضها خمس مائة [22] ميل، فيکبرون الله عزوجل ثالث تکبيرات، فتسقط حيطانها، فيقتلون بها ألف ألف مقاتل، و يقيمون فيها [23] سبع سنين، يبلغ الرجل منهم تلک المدينة مثل ما صح معه من سائر بلد [24] الروم، و يولد لهم الأولاد، و يعبدون الله حق عبادته، و يبعث المهدي، [104 ظ] عليه السلام، الي أمرائه: بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، و ترعي الشاة و الذئب في مکان واحد، و تلعب الصبيان بالحيات و العقارب، لاتضرهم بشي ء، و يذهب الشر، و يبقي الخير، و يزرع الانسان مدا يخرج [25] سبعمائة مد، کما قال الله تعالي: (کمثل حبة أنبتت سبع سنابل في کل سنبله مائة حبة، و الله يضاعف لمن يشاء)، [26] و يذهب الربا و الزنا و شرب الخمر و الريا، و تقبل الناس علي العبادة و المشروع



[ صفحه 201]



و الديانة، و الصلاة في الجماعات، و تطول الأعمار، و تؤدي الأمانة، و تحمل الأشجار، و تتضاعف البرکات، و تهلک الأشرار، و تبقي الأخبار، و لا يبقي من يبغض أهل البيت، عليهم السلام.

ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع الي القدس الشريف، بألف مرکب، فينزلون شام فلسطين بين عکا و صور و غزة و عسقلان، [27] قيخرجون [28] ما معهم من الأموال، و ينزل المهدي بالقدس: الشريف، [105 و] و يقيم بها الي أن يخرج الدجال، و ينزل عيسي ابن مريم، عليه السلام، فيقتل الدجال.

و عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال: «غزا طاهر بن أسماء بني اسرائيل، فسباهم و سبا حلي بيت المقدس، و أحرقها بالنيران، و حمل منها في البحر ألفا و تسعمائة سفينة حلي، حتي أوردها روية».

قال حذيفة: سمعت [29] رسول الله صلي الله عليه و سلم، يقول: «ليستخرجن [30] المهدي ذلک حتي يرده الي بيت المقدس، ثم يسير و من معه حتي يأتوا [31] خلف رومية، مدينة فيها مائة سوق، في کل سوق مائة ألف سوقي، فيفتحونها، ثم يسيرون حتي يأتوا



[ صفحه 202]



مدينة يقال لها القاطع، علي البحر الأخضر المحدق بالدنيا، ليس خلفه الا أمر الله تعالي، طول [32] المدينة ألف ميل، و عرضها خمسمائة ميل، لها ثلاثة آلاف باب، و ذلک البحر لا [105 ظ] يحمل جارية: السفينة؛ [33] لأنه ليس له قعر، و کل شي ء ترونه [34] من البحار انما هو خلجان من ذلک [35] البحر، جعله [36] الله تعالي منافع لابن آدم».

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «فادنيا مسيرة خمسمائة عام».

أخرجه الحافظ أبونعيم، في «مناقب المهدي».



[ صفحه 203]




پاورقي

[1] في سنن الداني: «کرمانة مکتنزة من الخلق».

[2] الرضاض: الفتات، و فن السنن: «و رضراضة». و الرضراض: الحصا أو صغارها.

[3] في ب، ق زيادة: «عليهم».

[4] قال الشهاب الحفاجي: «بخت نصر، بضم الموحدة و تشديد الصاد المفتوحة لا يجوز سکونها الا في الشعر: الذي خرب بيت المقدس و ديار الشأم، و أجلي اليهود، و نکي فيهم نکاية عظيمة، واسمه معرب مرکب، کحضرموت أو کبعلبک. نص عليه سيبويه و نصر، مشدد کبقم، و لا يخفف. و في المقتضب لابن السيد: بخت نصر، معرب بوخت بمعني ابن، و نصر اسم صنم وجد عنده فسمي به، اذ لم يعرف له أب».

شفاء للغليل 41.

[5] في ب: «فأنقذهم».

[6] سورة الاسراء 8. و بعد الاية في ب، ق زيادة: «أي».

[7] سقط من: ب، ق، و سنن الداني.

[8] سقط من: ب، ق، و سنن الداني.

[9] أي ان ما ترونه من البحار انما هو خلجان من ذلک البحر. کما يأتي في حديث حذيفة آخر هذا الفصل.

[10] سقط من: ق.

[11] في الأصل، ق، و السنن «فيبلغکم».

[12] في ب، ق: «الداني»، و هو المقري أيضا. و الحديث في سنن الداني لوحة 110،109.

[13] في الفتن لنعيم بن حماد: «و عن زياد بن نعيم عن ربيعة الفارسي»، و لعل الصواب: «زياد بن ربيعة بن نعيم»، و يقال له: «زياد بن نعيم» أيضا، لکنه «الحضرمي»، و ليس «الفارسي».

انظر تهذيب التهذيب 388،365:3.

[14] في الفتن: «فيفتحونها».

[15] في ب: «حلي».

[16] في باب ما بقي من الأعماق و فتح القسطنطينية. الفتن لوحة 133.

[17] سقط من: ب.

[18] في ق: «دخلها».

[19] في ب: «المسلمين».

[20] سقط من: ب، ق.

[21] في ب زيادة: «ألف».

[22] سقط من: الأصل.

[23] سقط من: ب.

[24] سقط من: ب «بلاد».

[25] في ب: ق زيادة: «له».

[26] سورة البقرة 261.

[27] عسقلان: مدينة بالشام، من أعمال فلسطين، علي ساحل البحر، بين غزة وبيت جبرين.

معجم البلدان 674،673:3.

[28] في ب: «فيخرج».

[29] في ب، ق: «فسمعت».

[30] في ق: «سيخرج».

[31] في ب: «ثم يسيرون معه حتي يأتي».

[32] في ب، ق زيادة: «تلک».

[33] في ب: «جارية يعني سفينة».

[34] في ب: «ترون».

[35] سقط من: ب.

[36] في ق: «جعلها».