في شرفه و عظيم منزلته
عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال نبي الله صلي الله عليه و سلم: «ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه، حتي تضيق بهم [1] الأرض الرحبة، و حتي تملأ الأرض جورا و ظلما، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجي ء اليه من الظلم، [2] فيبعث الله عز و جل رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا و عدلا، کما ملئت ظلما و جورا، يرضي عنه ساکن السماء و ساکن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا الا أخرجته، و لا السماء من قطرها شيئا الا صبه الله [3] عليهم مدارارا، يعيش فيهم سبع سنين، أوثمان أو تسع، [4] يتمني الأحياء الأموات، مما صنع الله عزوجل بأهل الأرض من خيره».
أخرجه الامام الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه»، [5] و قال: هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه.
و ذکر الامام أبواسحاق: الثعلبي، في «تفسير القرآن العزيز»، [73 ظ] في قصة أصحاب الکهف، قال: و أخذوا مضاجعهم، فصاروا الي
[ صفحه 142]
رقدتهم، الي آخر الزمان، عند خروج المهدي عليه السلام، يقال: ان المهدي يسلم عليهم، فيحييهم الله عزوجل، ثم يرجعون الي رقدتهم، فلا يقومون الي يوم القيامة.
و عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: قلت يا رسول الله، امنا آل محمد المهدي، أو [6] من غيرنا؟
فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «بل منا، يختم الله به الدين، کما فتحه بنا، و بنا ينقذون من الفتن، کما أنقذوا من الشرک، [7] من غيرنا؟
فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «بل منا، يختم الله به الدين، کما فتحه بنا، و بنا ينقذون من الفتن، کما أنقذوا من الشرک، [8] و بنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة اخوانا، کما ألف بين قلوبهم [9] بعد عداوة الشرک، و بنا يصبحون بعد عدواة الفتنة اخوانا، کما أصبحوا بعد عداوة الشرک اخوانا في دينهم».[74 و] أخرجه جماعة من الحفاظ في کتبهم؛ منهم: أبونعيم الأصبهاني، [10] و أبوالقاسم الطبراني، [11] و عبدالرحمن بن [أبي] [12] حاتم، و الامام أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [13] .
[ صفحه 143]
و ذکر الامام أبواسحاق الثعلبي، في تفسير قوله تعالي: (حم، عسق)، [14] قال: قال بکر بن عبدالله [15] المزني: ح: حرب يکون بين قريش و الموالي، فتکون الغلبة لقريش علي الموالي، م: ملک بني أمية، ع: علو ولد العباس، س: سنا المهدي، ق: قوة عيسي حين ينزل، فيقتل النصاري، و يخرب البيع. [16] .
و عن طاووس، قال: وددت لو أني لا أموت حتي أدرک زمان المهدي، يزاد المحسن في احسانه، و يتاب علي المسي ء من اساءته، و هو يبذل المال، و يشتد علي العمال، و يرحم المساکين.
أخرجه الامام أبوعبدالله نعيم بن حماد في کتاب الفتن.، [17] .
و عن کعب الأحبار، [18] قال: ينزل رجل من بني هاشم بيت المقدس،: حرسه اثنا عشر ألفا. [74 ظ]
و في رواية عنه أيضا قال: حرسه ستة و ثلاثون ألفا، علي کل طريق لبيت المقدس اثنا عشر ألفا.
[ صفحه 144]
أخرجهما الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». و عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال «يخرج في آخر امتي المهدي، يسقيه الله الغيبث، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا، و تکثر الماشية، و تعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا»، يعني حججا.
أخرجه الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه»، [19] و قال: هذا حديث صحيح الاسناد، و لم يخرجاه.
و عن أنس بن مالک، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «نحن سبعة بنو عبدالمطلب سادات أهل الجنة، أنا، و أخي علي، وعمي حمزة، و جعفر، و الحسن، و الحسين، و المهدي».
[75 و]: أخرجه جماعة من أئمة الحديث في کتبهم؛ منهم:
الامام أبوعبدالله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في «سننه». [20] .
و أبوالقاسم الطبراني، في «معجمه».
و الحافظ أبونعيم الأصبهاني وغيرهم، [21] رضي الله عنهم.
و عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي صلي الله
[ صفحه 145]
عليه و سلم، قال: «تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدرارا، و لا تدع الأرض شيئا من نباتها الا أخرجته».
رواه الحافظ أبونعيم، في «صفة المهدي».
و الحافظ أبوالقاسم الطبراني، في «معجمه».
و عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «المهدي منا، يختم الدين بنا، کما فتح بنا».
أخرجه الحافظ أبوبکر البيهقي.
و عن جابر، عن، [22] أبي جعفر محمد: بن علي، عليهما السلام [75 ظ] قال: يظهر المهدي بمکة عند العشاء، و معه راية رسول الله صلي الله عليه و سلم، و قميصه، و سيفه، و علامات، و نور، و بيان، فاذا صلي العشاء نادي بأعلي صوته، يقول: أذکرکم الله أيها الناس، و مقامکم بين يدي ربکم، فقد اتخذ الحجة، و بعث الأنبياء، و أنزل الکتاب، و أمرکم أن لا تشرکوا به شيئا، و أن تحافظوا علي طاعته و طاعة رسوله، و أن تحيوا ما أحيي القرآن، و تميتوا ما أمات، [23] و تکونوا أعوانا علي الهدي، ووزرا [24] علي التقوي؛ فان الدنيا قد دنا فناؤها و زوالها، و أذنت بالوداع، و اني أدعوکم الي الله و الي [25] رسوله، و العمل بکتابه، و اماتة الباطل، و احياء سنته. [26] .
[ صفحه 146]
فيظهر في ثلاثمائة و ثلاثة عشر، عدة أهل بدر، علي غير [76 و] ميعاد، و قزعا کقزع [27] الخريف، و رهبان: بالليل أسد بالنهار.
فيفتح الله تعالي للمهدي أرض الحجاز، و يستخرج من کان في السجن [28] من بني هاشم.
و تنزل الرايات السود الکوفة، فتبعث بالبيعة الي المهدي.
و يبعث المهدي جنوده في الآفاق، و يميت الجور و أهله، و يستقيم له البلدان. يفتح الله علي يديه القسطنطينية.
أخرجه الامام أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [29] .
و عن عبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «لن تهلک أمة أنا في أولها، و عيسي ابن مريم في آخرها، و المهدي في وسطها».
أخرجه الامام أحمد بن حنبل، في «مسنده». [30] .
و رواه الحافظ أبونعيم، في «عواليه».
[76 ظ] و عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، أن: رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «أبشروا أبشروا، انما أمتي کالغيث، لا يدري آخره خير أم أوله، أو کحديقة أطعم منها فوج عاما، لعل آخرها فوجا يکون أعرضها عرضا، و أعمقها عمقا، و أحسنها حسنا،
[ صفحه 147]
کيف تهلک أمة أنا أولها، و المهدي أوسطها، و المسيح آخرها، و لکن بين ذلک ثبج [31] أعوج، ليس مني، و لا أنا منهم».
أخرجه الامام أبوعبدالرحمن النسائي، في «سننه».
و عن الأوزاعي، عن يحيي، أو عن عروة بن رويم، [32] أن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال: «خيار أمتي أولها و آخرها، و بين ذلک ثبج أعوج، ليس مني، و لست منه».
أخرجه الامام أبومحمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، في «غريب الحديث»، [33] و قال: الثبج: الوسط.
قال أبوزيد: يقال ضرب بالسيف ثبح: الرجل. أي وسطه، [77 و] و الجمع: أثباج.
و عن سليمان بن عيسي، قال: بلغني أنه علي يدي المهدي يظهر تابوت السکينة من بحيرة طبرية، حتي يحمل، فيوضع بين يديه ببيت المقدس، فاذا نظرت اليه اليهود أسلمت الا قليلا منهم.
أخرجه الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [34] .
و عن أنس بن مالک، رضي الله عنه. قال: سمعت رسول الله
[ صفحه 148]
صلي الله عليه و سلم يقول: «لن تهلک أمة أنا أولها، و مهديها وسطها، و المسيح ابن مريم آخرها».
أخرجه الامام أبوعبدالرحمن النسائي، في «سننه». [35] .
و عن عبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، عن النبي صلي الله عليه و سلم، قال: «المهدي طاووس أهل الجنة».
أخرجه الديلمي، [36] في کتاب «الفردوس».
و عن عوف بن محمد، [37] قال: کنا نتحدث أنه يکون في هذه [77 ظ] هذه الأمة خليفة، لا يفضل: عليه أبوبکر، و عمر، رضي الله عنهما.
أخرجه الامام أبوعمروالداني، في «سننه». [38] .
و عن محمد بن سيرين، قيل له: المهدي خير، أو أبوبکر و عمر؟
قال: هو خير [39] منهما، و يعدل نبيا. [40] .
و في رواية عنه، أنه ذکر فتنا [41] تکون، فقال: اذا کان ذلک فاجلسوا في بيوتکم، حتي تسمعوا علي الناس بخير من أبي بکر و عمر.
[ صفحه 149]
قيل: يا أبابکر، خير من أبي بکر و عمر!
قال: قد کان يفضل علي بعض الأنبياء عليهم السلام.
أخرجهما الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن» [42] و عن حذيفة، رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه و سلم، في قصة المهدي عليه السلام، و ظهور أمره، قال: «فتخرج الأبدال من الشام و أشباههم، و يخرج اليه [43] النجباء من مصر، و عصائب أهل الشرق و أشباههم، حتي يأتوا مکة، فيبايع له بين زمزم و المقام، ثم يخرج: متوجها الي الشام، و جبريل علي مقدمته، [78 و] و ميکائيل علي ساقته، يفرح به أهل السماء و أهل الأرض، و الطير، و الوحوش، [44] و الحيتان في البحر، و تزيد المياه في دولته، و تمد الأنهار، و تضعف الأرض أکلها، و تستخرج الکنوز».
أخرجه الامام أبوعمروعثمان بن سعيد المقري ء، في «سننه». [45] .
و عن کعب الأحبار، رضي الله عنه، قال: المنصور المهدي يصلي عليه أهل الأرض، و طير السماء، يبتلي بقتل الروم و الملاحم عشرين سنة، ثم يقتل شهيدا هو و ألفان معه، کلهم أمير صاحب راية، فلم تصب المسلمين [46] مصيبة بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم أعظم منها.
أخرجة الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن» [47] .
[ صفحه 150]
و عن اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، [78 ظ] قال: قال لي عبدالله بن عباس: لو لم: أر [48] أنک مثل [49] أهل البيت، ما حدثتک بهذا الحديث.
قال: فقال مجاهد: فانه في ستر، [50] لا أذکره لمن تکره.
قال: فقال ابن عباس: منا أهل البيت أربعة؛ منا السفاح، و منا المنذر، و منا المنصور، و منا المهدي.
فقال له مجاهد: [51] فبين لي هؤلاء الأربعة.
فذکر له حال السفاح، و المنذر، و المنصور، ثم قال: و أما [52] المهدي [53] الذي يملأ الأرض عدلا کما ملئت جورا، و تأمن البهائم السباع، و تلقي الأرض أفلاذ کبدها.
قال: قلت، و ما أفلاذ کبدها؟
قال: أمثال الأسطوانة من الذهب و الفضة.
أخرجه الامام الحافظ أبوعبدالله الحاکم، في «مستدرکه»، [54] و قال: هذا حديث صحيح الاسناد، و لم يخرجاه.
و عن کعب الأحبار، [55] قال: قال قتادة: المهدي خير الناس، أهل
[ صفحه 151]
نصرته و بيعته من أهل کوفان [56] و اليمن و أبدال الشام، [57] مقدمته جبريل، و ساقته: ميکائيل، محبوب في الخلائق، يطفي ء الله تعالي [79 و] به الفتنة العمياء، و تأمن الأرض حتي ان المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل، لا يتقي شيئا الا الله عزوجل، تعطي الأرض برکاتها [58] و السماء برکاتها. [59] .
أخرجه الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [60] .
و عن الحکم بن عتيبة، [61] قال: قلت لمحمد بن علي، عليهما السلام: سمعنا أنه سيخرج منکم رجل يعدل هذه الأمة.
قال: انا نرجوا ما يرجوا الناس، و انا نرجوا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد، سيطول [62] ذلک اليوم، حتي يکون ما ترجوا هذه الأمة.
و ذکر باقي الحديث.
أخرجه الامام أبوعمروالداني، في «سننه». [63] .
و عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، [64] قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و سلم، و هو في الحالة التي قبض فيها، فاذا فاطمة عند رأسه، فبکت حتي ارتفع صوتها، فرفع رسول الله
[ صفحه 152]
[79 ظ] صلي: الله عليه و سلم طرفه [65] اليها، فقال: «حبيبتي فاطمة، ما الذي يبکيک؟»
قالت: أخشي الضيعة من بعدک.
فقال: «يا حبيبتي، أما علمت [66] أن الله اطلع علي أهل الأرض اطلاعة، فاختار منها أباک، فبعثه برسالته، ثم اطلع اطلاعة، فاختار منها [67] بعلک، و أوحي الي أن أنکحک اياه، يا فاطمة، و نحن أهل بيت قد أعطانا الله عزوجل سبع خصال، لم تعط أحدا قبلنا و لا تعطي أحدا بعدنا؛ أنا خاتم النبيين، و أکرم النبيين علي الله عزوجل، و أحب المخلوقين الي الله عزوجل، و أنا أبوک و وصيي خير الأوصياء و أحبهم الي الله عزوجل، و هو بعلک، و شهيدنا خير الشهداء، و هو حمزة بن عبدالمطلب، عم أبيک، و عم بعلک، و منا من له جناحان أخضران، يطير بهما في الجنة مع الملائکة حيث شاء، وهو ابن عم أبيک، و أخو بعلک، و منا [80 و] سبطا هذه الأمة، و هما: ابناک الحسن و الحسين، وهم سيدا شباب أهل الجنة، و أبوهما - و الذي بعثني بالحق - خير منهما.
يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، ان منهما مهدي هذه الأمة، اذا صارت الدنيا هرجا و مرجا، و تظاهرت الفتن، و نقطعت السبل، و أغار بعضهم علي بعض، فلا کبير يرحم صغيرا، و لا صغير يوقر کبيرا، فيبعث الله عزوجل عند ذلک منهما من يفتح حصون
[ صفحه 153]
الضلالة، و قلوبا غلفا، يقوم بالدين في آخر الزمان، کنا قمت به في أول الزمان، و يملأ الدنيا عدلا، کما ملئت جورا،
يا فاطمة، لا تحزني و لا تبکي، فان الله عزوجل أرحم بک و أرأف مني، و ذلک لمکانک مني، و موقعک من قلبي، قد زوجک الله زوجک، وهو أعظم حسبا، و أکرم منصبا، و أرحم بالرعية، و أعدلهم بالسوية، و أبصرهم بالقضية، و قد سألت: ربي عزوجل [80 ظ] أن تکوني أول من يلحقني من أهل بيتي».
قال علي، عليه السلام: فلما قبض التي صلي الله عليه و سلم، لم تبق فاطمة الا خمسة و سبعين يوما، حتي ألحقها الله تعالي به، عليهما السلام.
أخرجه الحافظ أبونعيم الأصبهاني، في «صفة المهدي».
و ذکر الحافظ أبوالقاسم عبدالرحمن النخعي [68] السهيلي، في کتاب «شرح سيرة رسول الله صلي الله عليه و سلم»، [69] في تفضيل فاطمة، عليها السلام، علي نساء العالمين، فذکر قوله صلي الله عليه و سلم: «انما فاطمة بضعة مني»، و قوله عليه السلام: «هي خير بناتي»، و شبه ذلک، ثم ذکر سؤددها، و تفضيلها علي غيرها، فذکر أسبابا کثيرة؛ منها أنه قال: و من سؤددها أن المهدي
[ صفحه 154]
المبشر به في آخر الزمان من ذريتها، فهي مخصوصة بهذه الفضيلة دون غيرها، عليها السلام.
و عن [70] اسحاق بن يحيي بن [71] طلحة، عن طاووس، قال: [81 و] ودع عمر بن: الخطاب، رضي الله عنه البيت، ثم قال: و الله ما أراني [72] أدع خزائن البيت، و ماقية من السلاح و المال، [73] لم أقسمه في سبيل الله.
فقال له علي ابن أبي طالب: امض يا أميرالمؤمنين، فلست بصاحبه، انما صاحبه فتي [74] شاب من قريش، يقسمه في سبيل الله تعالي، في آخر الزمان.
أخرجه الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [75] .
و عن أبي معبد مولي ابن عباس، قال: سمعت ابن عباس، يقول: اني لأرجو أن لا يذهب الليل و النهار، حتي يبعث الله منا أهل البيت من يقيم لهذه الأمة أمرها، فتي شابا، لم تلبسه الفتن، و لم يلبس الفتن، يأمر بالمعروف، و ينهي عن المنکر کما فتح الله بنا هذا الأمر، أرجو بنا يختمه.
أخرجه الامام أبوبکر أحمد بن الحسين البيهقي، في [76] «البعث
[ صفحه 155]
و رواه الامام أبوعمرو المقري [77] بمعناه، و زاد في آخره: قال أبومعبد: فقلت لابن عباس: أعجزت عنه شيوخکم ترجوه: [81 ظ] لشابانکم. [78] .
قال: ان الله عزوجل يفعل ما يشاء.
و عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال: «يخرج المهدي في أمتي، يبعثه الله غياثا للناس، تنعم الأمة، و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا».
أخرجه الحافظ أبونعيم الأصفهاني، في «صفة المهدي».
و عن کعب الأحبار، قال: اني لأجد المهدي مکتوبا في أسفار الأنبياء، ما في حکمه ظلم و لا عيب. [79] .
أخرجه الامام أبوعمروالداني، في «سننه». [80] .
و عن ابن حمير، [81] أنه قال: يفتح القسطنطينية أمير کريم ذو دين، ليس بغال، و لا سارق، و لا غاش، و لا ذي تخليط.
أخرجه الامام أبوالحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، في کتاب الملاحم». [82] .
[ صفحه 156]
وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: يبايع للمهدي: بين الرکن و المقام، لا يوقظ نائما، و لا يريق دما.
أخرجه الامام أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن». [83] .
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «أبشرکم بالمهدي، يبعث في أمتي علي اختلاف بين الناس و زلازل، فيملأ الأرض قسطا و عدلا، کما ملئت جورا و ظلما، يرضي عنه ساکن السماء، و ساکن الأرض».
أخرجه الامام أحمد بن حنبل، في «مسنده». [84] .
و رواه الحافظ أبونعيم، في «صفة المهدي».
و عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا ان صفوة الله من من خلقه فلانا؟ [85] -يعني المهدي - فاسمعوا له و أطيعوا».
أخرجه الحافظ أبوعبدالله نعيم بن حماد، في کتاب «الفتن» [86] [82 ظ] و عن أبي سعيد الخدري: رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «يخرج رجل من أهل بيتي، و يعمل بسنتي، و ينزل له الله [87] البرکة من السماء، و تخرج له الأرض برکتها، و تملأ به عدلا، کما ملئت ظلما و جورا».
أخرجه الحافظ أبونعيم الأصبهاني، في «صفة المهدي».
[ صفحه 157]
و عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «منا [88] الذي يصلي عيسي ابن مريم خلفه».
أخرجه الحافظ أبونعيم، في «مناقب المهدي».
و عن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه و سلم، وذکر الدجال، و قال: [89] «ان المدينة لتنفي خبثها، کما ينفي الکير خبث الحديد، و يدعي ذلک اليوم يوم الخلاص».
فقالت أم شريک: فأين العرب يا رسول الله يومئذ؟
قال: «هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت [90] المقدس: و امامهم [83 و] مهدي رجل صالح».
أخرجه الحافظ أبونعيم، في کتاب «الحلية».
و عن جابر بن عبدالله، رضي الله عنه، قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «من کذب بالدجال فقد کفر، و من کذب بالمهدي فقد کفر».
أخرجه الامام أبوبکر الاسکاف، في «فوائد الأخبار» کذا رواه أبوالقاسم السهيلي، رحمه الله تعالي، في «شرح السيرة» له. [91] .
[ صفحه 158]
و عن کعب الأحبار، رضي الله عنه، قال: المهدي خاشع لله خشوع النسر [92] جناحه.
رواه الحافظ أبومحمد الحسين، في کتاب «المصابيح». [93] .
و عن أميرالمؤمنين علي، عليه السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة واحدة».
أخرجه جماعة من أئمة الحديث؛ [94] منهم الامام أحمد بن حنبل. [95] .
[83 ظ] و الحافظ أبوعبدالله محمد بن يزيد بن: ماجه. [96] .
و الشيخ [97] أبو [98] عمرو الداني. [99] .
و أبونعيم الأصبهاني. [100] .
و أبوالقاسم الطبراني. [101] .
و عن شعيب [102] بن أبي حمزة، قال: دخلت علي أبي عبدالله الحسين بن علي، عليهما السلام، فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟
[ صفحه 159]
قال: لا.
فقلت: فولدک؟
قال: لا.
فقلت: فولد ولدک؟
قال: لا.
فقلت: فمن هو؟
قال: الذي يملأها عدلا، کما ملئت جورا، علي فترة من الأئمة تأتي، کما أن رسول الله صلي الله عليه و سلم بعث علي فترة من الرسل.
و عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، في قصة المهدي، و فتحه لمدينة القاطع، قال: فيبعث المهدي، عليه السلام، الي أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، و ترعي الشاة و الذنب في مکان واحد، و تلعب الصبيان بالحيات و العقارب، لا يضرهم شي ء، و يذهب الشر، و يبقي الخير، و يزرع الانسان مدا: يخرج [84 و] له سبعمائة مد، کما قال الله تعالي: (کمثل حبة أنبتت سبع سنابل في کل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء)، [103] و يذهب الربا و الزنا، و شرب الخمر و الريا، و تقبل الناس علي العبادة و المشروع و الديانة و الصلاة في الجماعات، و تطول الأعمار، و تؤدي الأمانة، و تحمل الأشجار، و تتضاعف البرکات، و تهلک الأشرار، و يبقي الأخيار، و لا يبقي من يبغض أهل البيت، عليهم السلام.
[ صفحه 160]
و عن سالم الأشل، قال: سمعت أباجعفر محمد بن علي، يقول: نظر موسي في السفر الأول، الي ما يعطي قائم آل محمد، فقال موسي: رب اجعلني قائم آل محمد، فقيل له: ان ذلک من ذرية أحمد.
فنظر في السفر الثالث، فرأي مثله، فقال مثله، فقيل له مثله. [104] .
[84 ظ]: و عن أبي عبدالله الحسين بن علي، عليهما السلام، أنه سئل: هل ولد المهدي، عليه السلام؟.
قال لا، و لو أدرکته لخدمته [105] أيام حياتي.
و عن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، أنه قال: يکون هذا الأمر في أصغرنا سنا، و أجملنا ذکرا، و يورثه الله تعالي علما، و لا يکله الي نفسه.
[ صفحه 161]
پاورقي
[1] ي ب، ق: «عليهم».
[2] سقط من: ق.
[3] في ب: «صبته».
[4] علي تقدير الاضافة للتمييز.
[5] تقدم في أول الفصل الأول من الباب الرابع، و تقدم تخريج في صفحة 44.
[6] في الفتن: «المهدي منا أئمة الهدي أم».
[7] من هنا الي آخر قوله «عداوة الشرک» سقط من: ق.
[8] من هنا الي آخر قوله «عداوة الشرک» سقط من: ق.
[9] سقط من: ب.
[10] في ب، ق زيادة: «في صفة المهدي».
[11] في ق زيادة: «في معجمه».
[12] تکملة لازمة.
و هو أبومحمد عبدالرحمن بن محمد بن ادريس الرازي الحافظ، المتوفي سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.
طبقات الحنابلة 55:2، تذکرة الحفاظ 3: 832-829، فوات الوفيات 543،542:1، طبقات الشافعية الکبري 3: 328-324، لسان الميزان 432:2، طبقات المفسرين للسيوطي 64-62.
[13] من: ب، ق.
و أخرجه نعيم في نسب المهدي. الفتن لوحة 102.
[14] الآيتان الأولي و الثانية من سورة الشوري.
[15] سقط من: الأصل.
و هو أبوعبدالله بکر بن عبدالله بن عمرو المزني البصري.
محدث، ثقة، ثبت، و کان فقيها.
توفي سنة ثمان و مائة.
تهذيب التهذيب 485،484:1.
[16] البيع؛ جمع البيعة، بکسر الباء: متعبد اليهود و النصاري.
[17] من: ب، ق.
أخرجه نعيم بن حماد، في سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه. الفتن لوحة 99 و ما هنا ملفق من روايتين عن طاووس.
[18] في ب، ق زيادة: «رضي الله عنه».
[19] في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 558:4.
[20] في باب خروج المهدي، من کتاب الفتن. سنن ابن ماجه 1368:2.
و الرواية فيه: «نحن ولد عبدالمطلب؛ سادة أهل الجنة؛ أنا و حمزة و علي و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي».
[21] رواه السيوطي عن الحاکم في المستدرک - و قال: «و تعقب» و أبي نعيم. جمع الجوامع 851:1.
[22] سقط من: ق.
[23] في ق زيادة: «القرآن».
[24] في وزر: الملجأ، وهو يعني المعين و المساعد.
[25] سقط من: ق.
[26] في ب: «السنة».
[27] في ب، س، ق زيادة: «سحاب».
[28] في س: «بالسجن».
[29] في باب اجتماع الناس بمکة و بيعتهم للمهدي فيها. الفتن لوحة 95.
[30] سقط من: ب.
[31] الثبج: الوسط. و سيأتي و ما بين الکاهل الي الظهر.
[32] بالراء مصغرا، اللخمي أبوالقاسم. مات سنة خمس و ثلاثين و مائة.
تقريب التهذيب 19:2.
و في ب، ق: «الزبير».
[33] کذا في النسخ، و ليس في غريب الحديث، وانما هو في تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 115،114، و فيه: «ليس منک، و لست منه».
[34] في سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه. الفتن لوحة 100،99.
[35] لم أجده في المجتبي من سنن النسائي.
[36] أبوشجاع شيرويه بن شهرداد بن شيرويه الديلمي الشافعي، الحافظ، المتوفي سنة تسع و خمسمائة.
تذکرة الحفاظ 1259:4، طبقات الشافعية الکبري 112،111:7.
[37] في ق: «أحمد»، و المثبت في سائر النسخ، و سنن الداني.
[38] سنن الداني. لوحة 82.
[39] في الفتن، لنعيم بن حماد: «أخير».
[40] في الفتن: «بنبي».
[41] في الفتن: «فتنة».
[42] أخرجهما في سيرة المهدي. الفتن لوحة 99،98.
[43] سقط من: ب.
[44] في ب، ق: «والوحش».
[45] سنن الداني. لوحة 105.
[46] في الأصل: «يصب المسلمون».
[47] من: ب، ق.
[48] في المستدرک: «أسمع».
[49] في ب، ق: «منا».
[50] في ب، س، ق: «ستري».
[51] سقط من: ب.
[52] سقط من: في.
[53] سقط من: ب.
[54] في کتاب الملاحم و الفتن. المستدرک 514:4.
و تقدم بعضه في الباب السادس.
[55] من: ب، ق.
[56] کوفان: سم أرض، و بها سميت الکوفة، و کوفان أيضا: قرية بهراة.
معجم البلدان 321:4.
[57] تکملة من الفتن، لنعيم بن حماد.
[58] في الفتن: «زکاتها».
و في الفتن: «و السماء برکاتها».
[59] سقط من: ب.
[60] في سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه. الفتن 98.
[61] في النسخ: «عتبة»، و التصويب من سنن الداني، وانظر تقريب التهذيب 192:1.
[62] في ب ق زيادة: «الله».
[63] سنن الداني. لوحة 162،161.
[64] سقط من: ق.
[65] في ق: «رأسه».
[66] في ق: «تعلمي» خطا.
[67] سقط من: الأصل.
[68] کذا جاء في النسخ، و مصادر ترجمته تذکر أنه «الخثعمي» لا «النخعي». فهو أبوالقاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد الخثعمي السهيلي، الحافظ، اللغوي، المتوفي سنة احدي و ثمانين و خمسمائة.
المطرب من أشعار أهل المغرب 240-230، وفيات الأعيان 144،143:3، تذکرة الحفاظ 1348:4، الديباج المذهب 483،480:1.
[69] الروض الأنف 431،430:2.
[70] في ق زيادة: «أبي»، و هو خطأ.
[71] في النسخ زيادة: «أبي»، و هو خطأ أيضا.
و هو اسحاق بن يحيي بن طلحة التيمي، متروک الحديث، ضعيف 7 توفي سنة أربع و ستين و مائة. تهذيب التهذيب 255،254:1.
[72] في ب، ق: «أدري»، و المثبت في: الأصل، س، و الفتن.
[73] سقط من: ق. و في الفتن: «أم».
[74] في الفتن: «منا».
[75] في سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه. الفتن لوحة 100.
[76] زيادة من: ب، ق.
[77] في ب، ق «الداني». و هو في سنن الداني. لوحة 96،95.
[78] في ب، ق: «لشبابکم». و الکلمة بدون نقط تحت الباءين في السنن.
[79] في الأصل، س: «عنت»، و المثبت في ب، ق، و السنن.
[80] سنن الداني. لوحة 100.
[81] في الأصل: «أني خمير». و التصويب من سائر النسخ.
و هو محمد بن حمير بن أنيس السلمي الحمصي.
صدوق، مات سنة مائتين.
تقريب التهذيب 156:2، الاکمال 516:2.
[82] من: ب، ق.
[83] في اجتماع الناس بمکة و بيعتهم للمهدي فيها. الفتن لوحة 94.
[84] مسند الامام أحمد 52،37:3.
[85] مسند الامام أحمد 52،37:3.
[86] کذا في الفتن و النسخ: «فلانا» بالنصب.
[87] سقط من: الأصل.
[88] في ق زيادة: «المهدي».
[89] في ب، ق زيادة: «فيه».
[90] في ب، ق: «في بيت».
[91] من ب، ق الي قوله «رحمه الله تعالي»، و من ب وحدها الباقي.
و الحديث في الروض الأنف 431:2. و فيه أن أبابکر الاسکاف رواه مسندا الي مالک بن أنس عن محمد بن المنکدر عن جابر. و الذي يروي عن أنس بن مالک هو أبوخالد مطر بن ميمون الاسکاف. الأنساب 233:1.
و لعل المقصود أبوبکر محمد بن محمد بن أحمد الاسکافي، کان ثقة، حدث ببغداد، و توفي سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة. الأنساب 234:1.
[92] في ب، ق زيادة: «ينشر».
[93] لم أجده في مصابيح السنة البغوي، و انها أخرجه نعيم بن حماد، في صفة المهدي و نعته. الفتن لوحة 100.
[94] تقدم الحديث في أول الباب السادس، و تقدم تخريجه هناک.
[95] في ب، ق زيادة: «في مسنده».
[96] في ب، ق زيادة: «القزويني في سننه».
[97] سقط من: ب، ق.
[98] سقط من: ق.
[99] في ب زيادة: «في سننه»، و هو في سنن الداني. لوحة 100.
[100] سقط من: ق.
[101] في ب، ق زيادة: «في معجمه».
[102] في ق: «سعيد» تحريف.
و هو أبوبشر سعيد بن دينار أبي حمزة الأموي الحمصي.
ثقة، عابد، مات سنة اثنتين و ستين و مائة.
تقريب التهذيب 352:1.
[103] سورة البقرة 261.
[104] سقط من: الأصل.
[105] في س: «خدمته».