بازگشت

التعريف بالکتاب


حقا أخي القارئ ان کتاب«الملاحم»هذا في الجملة هو أثر ثمين، و أصل قديم، و مصنف هام، نقلت عنه عيون الکتب، و أخذت منه المؤلفات القديمة المعروفة، و أخرج بعض رواياته کبار المصنفين من أعلام الطائفة و الجمهور؛

فمصنفه کما عرفت هو من أعلام القرن الرابع الهجري المشهورين، و موضوعه جذاب وشيق، يلتذ الجميع بقراءته و سماعه سيما و أن رواياته و أحاديثه هي بمثابة استقراء لما هو آت من الزمان، و اخبار عما ستؤول اليه الامور، و ما سينجم من أحداث، و عرضها ضمن اطار الملاحم و الفتن التي ستعم الدنيا في آخرالزمان.

و تجدر الاشارة الي أن أصحاب المؤلفات القدامي کتبوا في موضوع الملاحم و الفتن، و عينوا لها أبوابا خاصة ضمن مؤلفاتهم کما تري في الصحاح و السنن، و لم يفرد له کتابا مستقلا الا القليل منهم، و منهم مصنف هذا الکتاب الذي کتبه استجابة لکتاب صدر اليه من بعضهم، لقوله في ديباجة الکتاب:«حرکني لتأليف ملاحم الفتن، و اختلاف الکلمة، و افتراق الامة... کتاب صدر الي بالأمس...

فابتدأ بذکر الآيات القرآنية الکريمة ذات الصلة بالبحث، و ما روي في تفسيرها، مستفيدا بعدها من حديث طويل منسوب للامام جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام، ثم شرع بذکر مروياته في الفتن، ثم زاد بعدها الأخبار التي رويت في الملاحم مبوبا اياها بطرز جديد بقوله في أول کل باب - دون ذکره للفظ الباب -:«سياق المأثور»أو«سياق المذکور»و ما شابه ذلک. و قد ضمن کتابه ما اثر من الملاحم في کتاب دانيال عليه السلام تلبية لرغبة صاحب الکتاب الذي صدر اليه کما تقدم.

و جدير بالذکر الي أن ابن المنادي ذکر في ص 348 - کما سيأتي - ما لفظه:



[ صفحه 11]



«فبهذا الحديث ختمنا هذا الکتاب الآتية أخباره في الملاحم، و الکتاب الذي قبله في الفتن، و قد أردفناهما بما لم يدنه الطلب... و جعلنا ذلک مثبتا في کتاب أفردناه للزيادات...».

فمصنفه هذا هو في الحقيقة ثلاثة کتب: الأول يختص بالفتن، و الثاني بالأخبار الآتية من الملاحم، و الثالث هو کتاب الزيادات في الفتن و الملاحم و قد استهل کتابه الثالث بخطبة صغيرة و هو ما لم يفعله في أول کتابه الثاني الذي شرع به ظاهرا في ص 132. و العجب أن ابن المنادي لم يذکر هذا في ديباجة مصنفه، أو لعله ذکره و سقط من النسخة التي وصلت الينا.

و حري بالاشارة هنا الي أن انتخابنا لتحقيق هذا الکتاب انما جاء لأهمية موضوعه، و لما يذکر في بعض أحاديثه من أخبار معتبرة، رواها الفريقان في شخص الامام المهدي عليه السلام ناهيک عما لمؤلفه ابن المنادي الحنبلي من باع طويل في الرواية و التأليف، و أنه دونه في القرن الرابع الهجري.

و يبدو أن أنظار المحققين - طيلة مدة مديدة - قد انصرفت عنه لصعوبته لأن نسخته يتيمة نادرة، و أن بعض أحاديثه غريبة أو تفرد ابن المنادي بروايتها.