بازگشت

کتاب الزيادات في کتاب الفتن و الملاحم الطارقات


بسم الله الرحمن الرحيم

هذا أول کتاب«الزيادات في کتاب الفتن و الملاحم الطارقات»؛

الحمد لله المتوحد بالحمد، المستأثر بالکبرياء و المجد، حمدا تهتز له سائر المنشآت الظاهرات و الباطنات، و صلي الله علي أفضل امنائه، و أجل رسله و أنبيائه محمد نبينا و علي آله و جميع أوليائه و سلم.

أما بعد: أدام الله سلامتک من مکاره البوادر، و أبرأ جملتک من الأسواء کلها و المحاذر، فاني أردفت ماضي کتابينا اللذين أحدهما يتضمن أخبار کون الفتن، و الآخر يتفرد بالآثار الآتية، هذا الکتاب الذي أودعته الزوائد، و ضمنته من الأخبار حسب ما نالته اليد في هذا الوقت، فآزرنا الله و اياک بالسلامة من الفتن و الملاحم، و ما کان منسوبا الي الشرور و اکتساب المآثم، انه أکرم الأکرمين، فلنبتدئ بما تيسر کتبه من الأخبار الواردة بذکر أنواع الفتن، نعوذ بالله منها، و من جميع المحن.

1:298- حدثني جدي، قال: نبا وهب بن جرير بن حازم أبوالعباس الأزدي البصري، قال: نبا شعبة بن الحجاج العتکي، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال عمر بن الخطاب:

أيکم يحدثنا حديثا، أو يحفظ ما سمع من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول في الفتن؟ قال: فقلت: أنا.

فقال: انک لحري، فما سمعته يقول؟ قال: فقلت: سمعته يقول:



[ صفحه 352]



فتنة الرجل في أهله و ولده و في جاره و ماله، تکفرها عنه الصلاة و الصدقة، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر.

فقال: ليس هذه التي اريد، ولکني اريد التي تموج موج البحر.

قال: فقلت: يا أميرالمؤمنين، لا بأس عليک منها، ان بينک و بينها بابا مغلقا.قال: أفيکسر ذلک الباب أو يفتح؟ قال: فقلت: لا، بل يکسر.

فقال: ذلک أحري أن لا يغلق ذلک الباب أبدا.

قال أبووائل: فقلنا لحذيفة: فهل علم ذلک [1] الباب؟

قال: نعم، کما علم أن دون غد الليلة، (و ذلک أني) [2] حدثته حديثا ليس بالأغاليط.

قال: فهبنا أن نسأله من الباب، قال: فأمرنا مسروقا أن يسأله، فسأله.

فقال: الباب عمر بن الخطاب. [3] .

2:299- حدثنا أبوبکر أحمد بن زهير أبوخيثمة النسائي، قال: حدثنا محمد بن سعيد الاصبهاني، قال: نبا شريک، عن منصور بن المعتمر، و حصين بن عبدالرحمن، و أبي مالک الأشجعي ثلاثتهم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال لنا عمر بن الخطاب:

أيکم سمع من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الفتن شيئا؟ فقلت: أنا. فقال: انک لحري.

قال: فقلت: لعلک تعني فتنة الرجل في أهله و ماله و نفسه و جاره، فتلک تکفرها الصلاة، و الصيام، و الصدقة، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنکر؟



[ صفحه 353]



قال: لا، ولکن التي تموج کموج البحر.

قال حذيفة: فقلت له: ان بينک و بينها بابا مغلقا، و ذکر الحديث. [4] .

3:300- حدثنا جدي، قال: نبا أبوالنضر هاشم بن القاسم، قال: نبا شريک، عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن أبي القاسم محمد - ابن الحنفية- بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: تکون خمس فتن:

فتنة عامة، و فتنة خاصة، و فتنة سوداء مظلمة يکون الناس فيها کالبهائم، [و] ما ذکر الرابعة و لا الخامسة. [5] .

4:301- حدثنا - جدي، قال: نبا أبوالنضر، قال: نبا شريک، عن علي بن عبدالله الغطفاني، عن رجل قد سماه - أراه زيد بن وهب - عن حذيفة بن اليمان، قال:

تکون ثلاث فتن: فتنة بعدها توبة و جماعة، و فتنة بعدها توبة و جماعة، و فتنة بعدها جماعة، و لم يذکر توبة. [6] .

5:302- حدثنا جعفر بن محمد بن شاکر، قال: نبا سعيد بن سليمان، قال: نبا أبوعقيل، قال: حدثني يعقوب بن سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:

يوشک أن تظهر فتنة لا ينجي منها الا الله عز و جل، أو دعاء کدعاء الغريق. [7] .



[ صفحه 354]



6:303- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أبونعيم، قال: نبا المبارک، عن الحسن، عن جندب، قال لي حذيفة بن اليمان:

کيف أنت بقائد ينجو و يهلک أتباعه؟

7:304- حدثنا جدي، قال: نبا أبوالنضر، قال: نبا شريک، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن زاذان، عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: کيف أنتم اذا خرج أحدکم من حجلته الي حشه، [8] ثم خرج يبتغي أهله و قد مسخ قردا، فيفر منه أهله. [9] .

8:305- حدثني هارون بن الحکم، قال: نبا سوار بن عبدالله القاضي، قال: نبا المعتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد في قوله عز و جل (ليظهره علي الدين کله) . [10] .

قال: لا يکون ذلک حتي لا يبقي يهودي، و لا نصراني، و لا صاحب ملة الا الاسلام، حتي تأمن الشاة الذئب، و البقرة الأسد، و الانسان الحية، و لا تقرض فأرة جرابا، و حتي توضع الجزية، و يکسر الصليب، و يقتل الخنزير، و هو قول الله عز و جل (ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون) و قوله عز و جل (حتي تضع



[ صفحه 355]



الحرب أوزارها) . [11] .

قال مجاهد: و ذلک عند نزول عيسي بن مريم. [12] .

9:306- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي، عن أبيه أنه أتي بيت المقدس - و سادنه يومئذ أبوالعوام - قال: فقلنا: يا أباالعوام، انا جئنا نصلي في هذا المسجد لغير تجارة، فأخبرنا کيف کانوا يصلون؟

و أخبرنا بشي ء عهده اليک کعب، فقال: ممن أنتم؟ قلنا: من أهل العراق.

فقال: انکم قوم تکذبون و تزيدون في الحديث! ثم سکت ساعة حتي ظننا أنه لا يتکلم، ثم قال: سمعت کعبا يقول: تدور رحي العرب بعد خمس و عشرين عاما من موت نبيهم؛

ثم تنشوا فتنة يکون منها قتل و قتال، فأمسک فيها نفسک و سلاحک و اهرب منها حتي تنجلي؛

ثم تکون طمأنينة حتي يکون الناس في الاستواء کالراية؛

ثم تنشوا فتنة، أجدها في کتاب الله تعالي المظلمة، تلوي بکل ذي کبر، فأمسک فيها نفسک و سلاحک و اهرب منها، و ان لم تجد الا جحر عقرب فانجحر فيه.

10:307- نبا علي بن داود القنطري، قال: نبا عبدالله بن صالح کاتب الليث، قال: أخبرني الليث بن سعد، قال: حدثني سليمان بن زيد مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، عن مصعب بن عبدالله بن أبي امية، قال: حدثتني ام سلمة أنها سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: ليأتين علي الناس زمان يکذب فيه الصادق، و يصدق فيه الکاذب، و يخون فيه الأمين، و يؤتمن فيه الخؤون، و يشهد الرجل و ان لم يستشهد،



[ صفحه 356]



و يحلف المرء و ان لم يستحلف، و يکون أسعد الناس بالدنيا لکع ابن لکع، لا يؤمن بالله، و لا برسوله. [13] .

11:308- حدثني محمد بن حماد بن ماهان أبوجعفر الدباغ، قال: نبا أبوالربيع سليمان بن داود الزهراني، قال: نبا اسماعيل بن عياش الحمصي، قال: نبا شرحبيل بن معشر، قال: سمعت فضالة بن عبيد الأنصاري يقول: کيف أنتم اذا قعد الجملاء [14] علي المنابر، يقضون بالهوي، و يقتلون بالغضب. [15] .

12:309- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا محمد بن بشر العبدي؛ و يحيي بن آدم، جميعا عن مالک بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالک أنه قال: ما يأتي علي الناس زمان الا و هو شر من الذي قبله.

سمعت ذلک من نبيکم صلي الله عليه و آله و سلم.

13:310- نبا يحيي بن عبدالباقي، قال: حدثني العباس بن الوليد العذري، قال: أخبرني أبي، قال: بنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن حذيفة بن اليمان أنه قال: کان الناس يسألون رسول الله عن الخير، و کنت أسأله عن الشر مخافة أن يدرکني، فقلت: يا رسول الله، انا حديثوا عهد [بالاسلام] [16] و کنا [أهل] جاهلية، و شر و ضلالة، و ان الله عز و جل حبانا بالاسلام، و بهذا الخير، فهل بعد الخير من شر؟

قال: نعم. قلت: فهل بعد ذلک الشر من خير؟ قال: نعم، و فيه دخن.



[ صفحه 357]



قلت: و ما دخنه؟ قال:

قوم يستنون بغير سنتي، و يهتدون بغير هداي، يعرف منهم و ينکر.

قلت: فهل بعد ذلک الخير من شر؟

قال: نعم، دعاة الي أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها.

قلت: صفهم لنا يا رسول الله؟ قال: هم من جلدتنا، [17] و يتکلمون بألسنتنا.

[قلت:] فما تأمرني ان أدرکني ذلک الزمان؟ قال: تلزم جماعة المسلمين و امامهم.

قلت: فان لم يکن لهم جماعة و لا امام؟ قال: تعتزل تلک الفرق، و لو أن تقبض بأصل شجرة حتي يدرکک الموت و أنت کذلک. [18] .

قال أبوالعباس الوليد بن يزيد، فسئل الأوزاعي عن تفسير حديث حذيفة، حين سأل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الشر الذي يکون بعد ذلک الذي جاء به فقال الأوزاعي: نعم، هي الردة التي کانت بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فکفر من کفر من قبائل العرب، و ظنوا أن رحي الاسلام قد زالت، فأظهروا ما کان في أنفسهم من الکفر، فلما رأي ذلک أبوبکر الصديق، دعا المهاجرين و الأنصار، و من ثبت علي الايمان الي قتال أهل الردة، فأجابوه الي ذلک، و لم يختلف عليه اثنان منهم، فکان فيما قال لهم أبوبکر: ما ترک قوم القتال في سبيل الله الا ضربهم الله بذل.

و ما بينکم و بين أن يضربکم بذل الا أن تتلو هذه الآيات علي غير ما أنزلها الله عز و جل في الأمر بالمعروف، و النهي عن المنکر، عليکم أنفسکم، لا يضرکم



[ صفحه 358]



من ضل اذا اهتديتم. قال الأوزاعي: فما اختلف علي أبي بکر اثنان. [19] .

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: فيخرجون [20] [حتي ينزلوا مدينتي هذه] - و اسمها طيبة - و هي أجود مساکن المسلمين، ثم يکتبون الي من يکتبون من العرب، حيث يبلغ کتابهم، فيجيبونهم حتي تضيق بهم المدينة، ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا امامهم علي الموت، و يفتح الله لهم؛

ثم انه يکسر أغماد سيوفهم، فيقول صاحب الروم: ان القوم قد استماتوا لهذه الأرض، و قد أقبلوا اليکم، و هم [لا] يرجون حياة، و اني کاتب اليهم أن يبعثوا الي من عندهم من العجم، و نخلي لهم أرضهم هذه، فان لنا عنها غني، فان فعلوا فعلنا، و ان أبوا قاتلناهم حتي يقضي الله بيننا و بينهم.

فلما بلغ أمرهم ذلک الي من يلي أمر المسلمين قال لهم:

من کان عندنا من العجم، فأراد أن يسير الي الروم فليفعل. فيقوم خطيب من الموالي فيقول: معاذ الله أن نبتغي بالاسلام دينا. فيبايعوا علي الموت، کما بايع الذين من قبلهم.



[ صفحه 359]



ثم يسيرون مجتمعين، فاذا رآهم أعداء الله طمعوا و أحردوا و جهدوا، ثم يسل المسلمون سيوفهم، و يکسرون أغمادها، و يغضب الجبار علي أعدائه، فيقتل المسلمون منهم حتي يبلغ الدم ثنن [21] الخيل.

ثم يسير من بقي منهم بريح طيبة يوما و ليلة حتي يظنوا أنهم [قد عجزوا] [22] ثم يبعث الله عليهم ريحا عاصفة، فتردهم الي المکان الذي منه اصدروا، فيقتلهم بأيدي المهاجرين، فلا ينفلت منهم [أحد] و لا مخبر، فعند ذلک تضع الحرب أوزارها؛

يا حذيفة، فيعيشون في ذلک ما شاء الله حتي يتيکم من المشرق خبر الدجال أنه قد خرج، فينالکم في ذلک أمر عظيم، و بلاء شديد، أن يعين الله برحمته. [23] .

و يسلط الله علي الناس سنين أشد من سنين فرعون، ثم يقبل عدو الله بجنوده من اليهود، و أهل اصبهان، و أصناف الناس، معه جنة و نار، و رجال يقتلهم ثم يحييهم، معه جبل من ثريد، و نهر من ماء، و اني سأنعت نعته:

انه يخرج ممسوح [العين] في جبهته مکتوب«کافر»يقرأه من يحسن الکتابة، و من لم يحسن الکتابة، فجنته نار، و ناره جنة، و هو المسيح الکذاب، و يتبعه من نساء اليهود ثلاثة عشر ألف امرأة - فرحم الله رجلا منع سفيهته [أن] تتبعه - و القوة [عليه يومئذ] بالقرآن، فان شأنه شديد، تنبعث اليه الشياطين من



[ صفحه 360]



مشارق الأرض و مغاربها، فيقولون له: استعن بنا علي ما شئت. فيقول لهم: انطلقوا فأخبروا الناس، أني ربهم، أني قد جئتهم بجنتي و ناري!! فتنطلق الشياطين فيدخل علي الرجل أکثر من مائة شيطان، فيتمثلون له بصورة والديه [24] و اخوته و مواليه و رقيقه، فيقولون له:

أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم، هذا أبي، و هذه امي، و هذا أخي، و هذه اختي. فيقول الرجل: ما نبأکم؟ فيقولون له: بل أنت، فأخبر ما نبأک؟

فيقول الرجل: انا قد اخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج. فيقول له الشياطين: مهلا، لا تقل هکذا، فانه ربکم يريد القضاء بينکم، هذه جنته، و هذه ناره، قد جاء بها معه، و معه الطعام و الأنهار، و ليس طعام الا ما کان عنده الا ما شاء الله!!

فيقول لهم الرجل: کذبتم، ما أنتم الا شياطين، و هذا هو الدجال الکذاب الذي بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد حدث بصفته و صفتکم، و حذرنا منه و منکم، فلا مرحبا بکم و لا به، أنتم الشياطين، و هو عدو الله الکذاب الدجال، و ليرسلن الله عيسي بن مريم عليهاالسلام فيقتله.

قال: فعند ذلک يحيبون، و ينقلبون خاسرين. [25] .

قال صلي الله عليه و آله و سلم: فبينما أنتم علي ذلک، اذ نزل عيسي بن مريم بالمنارة، [26] و بها جماعة من المسلمين و خليفتهم، و ذلک بعد ما يؤذن المؤذن، فيسمع المؤذن



[ صفحه 361]



عصعصة، [27] فاذا عيسي قد هبط، فيقول له:

يا روح الله تقدم فصلي بالناس صلاة الصبح - و ذلک تصديقا لحديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بذلک -. [28] .

فيقول عيسي: بل انطلقوا الي امامکم فليصلي بکم، فانه نعم الامام، فيصلي بهم امامهم، و يصلي عيسي معهم خلفه.

ثم ان الامام ينصرف، و يعطي عيسي الطاعة، فيستبشر الناس بنزول عيسي، فيراه الدجال، فيماع کما يماع القير علي النار، فيمشي اليه عيسي فيقتله باذن الله، و يقتل معه جماعة من اليهود، و يتفرقون و يختبون تحت کل حجر و شجر حتي أن الشجرة لتقول للرجل المسلم:«يا عبدالله! يا مسلم. تعال له هذا يهودي ورائي فاقتله»و يقول الحجر مثل ذلک، غير شجرة اليهود، و هي [شجرة الغرقد] [29] .



[ صفحه 362]



فانها لا تدعو الي أحد يکون منهم عندها.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: انما حدثتکم حديث الدجال لتعقلوه و تعوه و تفهموه، فاعقلوه و وعوه و افهموه، و حدثوا به من خلفکم، و يحدث به الآخر من کان بعده، فان فتنته أشد الفتن و أعظمها.

ثم انه يعيش عيسي بعده ما شاء الله، ثم يتوفي، و يصلي عليه المؤمنون. [30] .

14:311- حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالله بن صدقة، قال: نبا يونس بن عبدالأعلي الصدفي، قال: أخبرني محمد بن ادريس أبوعبدالله الشافعي، قال: أخبرني محمد بن خالد الجندي، [31] عن أبان بن صالح، عن الحسن، [32] عن أنس بن مالک، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال:

«لا يزداد الأمر الا شدة، و لا الدين [33] الا ادبارا، و لا الناس الا شحا، و لا تقوم الساعة الا علي شرار الناس، و لا مهدي الا عيسي بن مريم». [34] .



[ صفحه 363]



کأنه يريد لا مهدي نبوي سماوي الا عيسي بن مريم في ذلک الوقت، ثم لا يکون بعده من يخلفه أرضي و لا سماوي بحال؛

و لم يرد نفي المهدوية الأرضية، التي تقادمت، اذ الرسل و النبيون و الخلفاء الراشدون التي جاءت الأخبار الصحاح بصفاتهم، و هم اثنا عشر قرشيا، يکونون - فيما ذکر عن دانيال - بعد الحسني الذي هو مهدي الأرض المشهور، [35] فلما ثبت ذلک کله، ثبت في خبر أنس ما تقدمنا بذکره آنفا، و ليعلم مع ذلک أن خبر أنس باسناده لين؛

و لو أنه لم يوصف باللين لکان ما أتي به علي بن أبي طالب عليه السلام، و ابن مسعود، و ام سلمة، و أبوهريرة، و أبوسعيد الخدري، و ثوبان مسندا.

ثم الذي روي عن سعيد بن المسيب، و الحسن البصري، و سالم بن أبي الجعد، و غيرهم في ثبت کون المهدي الحسيني. [36] .

هذا [مضافا] الي المحکي عن کعب الأحبار، و عبدالله بن عمرو بن العاص، و أبي الجلد، و من داناهم في المعرفة و السن أثبت من خبر أنس، فلنقلب النفوس بأن خبر أنس انما أتي بالمعني الذي أسلفنا ذکره، فان ذلک هو الصحيح المعول به في ذلک، و بالله التأييد.

15:312- حدثنا محمد بن علي بن عتاب أبوبکر الأيادي، قال: نبا محمد



[ صفحه 364]



ابن المثني أبوموسي العنزي [37] في سنة تسع و أربعين و مائتين، و نبا محمد بن [أبي] [38] عدي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالک، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«لا تقوم الساعة حتي لا يبقي أحد يقول الله الله عز و جل». [39] .

فهذا آخر هذا الکتاب المتضمن الفتن و الملاحم، نعوذ بالله منها و من جميع المکاره و الآثام.

و الحمد لله رب العالمين، و صلواته علي سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين، و أصحابه أجمعين، أبدا ما ذکره الذاکرون، و ما غفل عنه الغافلون.

نمقه حاجي محمد شوشتري في تاريخ شونزدهم [40] شهر رمضان المبارک سنة 1270 ه. ق.

أقول: تم - بعونه و لطفه و منه - الفراغ من تحقيق هذا المصنف في غرة شوال المکرم سنة 1418 ه. ق في عش آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و حرم آل البيت عليهم السلام قم المقدسة، حامدين، مستغفرين، مصلين، و سائلين المولي سبحانه و تعالي أن يعجل فرج مولانا صاحب العصر و الزمان عليه السلام و يجعلنا من أعوانه و أنصاره و الممهدين لظهوره و مقوية سلطانه، و أن يتوج عملنا برضاه، و يتجاوز عنا باحسانه انه سميع مجيب، و صلي الله علي سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين.

کتب عبدالکريم العقيلي


پاورقي

[1] في فتن نعيم«فهل يعلم عمر من».

[2] من فتن نعيم، و في الأصل«أنه».

[3] رواه نعيم في الفتن: 44:1 ح 60 باسناده الي الأعمش مثله.

[4] رواه نعيم في الفتن: 46:1 ح 65 باسناده الي أبي مالک الاشجعي مثله.

[5] رواه نعيم في الفتن: 52:1 ح 77 باسناده الي الأعمش، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: جعل الله في هذه الامة خمس فتن: فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم الفتنة السوداء المظلمة التي تصير الناس کالبهائم، ثم هدنة، ثم دعاة الي الضلالة، فان بقي لله يومئذ خليفة فالزمه.

[6] رواه نعيم الفتن: 52:1 ح 79 باسناده الي حذيفة مثله.

[7] أخرجه في کنز العمال: 153:11 ح 31006. عن البيهقي و الحاکم في تاريخه.

أقول: روي الشيخ الصدوق في کمال الدين باسناده عن مولانا الامام الصادق عليه السلام قال: ستصيبکم شبهة فتبقون بلا علم يري، و لا امام هدي، لا ينجو منها الا من دعا بدعاء الغريق، قلت: و کيف دعاء الغريق؟ قال: تقول:«يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينک»عن البحار: 148:52 ح 73.

[8] الحش: البستان.

[9] أخرجه في کنز العمال: 231:11 ح 31342 عن مصنف ابن أبي شيبة.

[10] التوبة: 33.

[11] سورة محمد صلي الله عليه و آله و سلم: 4.

[12] أورده في الدر المنثور: 231:3 عن البيهقي في سننه عن جابر بن عبدالله.

[13] أخرجه في کنز العمال: 221:14 ح 38475 عن الطبراني.

[14] في الأصل«الحملان»قال في النهاية: الجملاء: الضخام الخلق، کأنه جمع جميل، و الجميل: الشحم المذاب.

[15] ذکره في النهاية: 298:1 عن فضالة (مثله) .

[16] أضفناها للزومها السياق، و في الأصل«انا کنا حديث عهد بالجاهلية». و في رواية نعيم«انا کنا أهل جاهلية و شر».

[17] في الأصل«جادتنا»تصحيف بين.

[18] روه نعيم في الفتن: 35:1 ح 29 و 30 من طريقين (مثله) ، عنه کنز العمال: 218:11، ح 31292. و أخرجه في کنز العمال ح 601:14 ح 39688 عن ابن أبي شيبة و ابن عساکر.

[19] کذا، و قد وهم الأوزاعي في بيانه للحديث، فقد سبقه القرآن الکريم في ذلک بقوله تعالي (أفاين مات أو قتل انقلبتم علي أعقابکم) و قد فاضت تفاسير الفريقين في بيانها و شرحها؛

و أما ما يتعلق فيما أسماه الأوزاعي بالردة و حروبها، فانها کانت مع قبائل مسلمة امتنعت من تسليم الزکاة الي أبي بکر ليقينهم بأن خليفة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب عليه السلام علي ما سمعوه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في مواطن عديدة کان من أبرزها يوم غدير خم.

[20] تأتي هذه القطعة في الأصل بعد قوله الآتي«فيتمثلون له بصورة والديه». و ما أثبتناه کما في فتن نعيم.

[21] الثنن: الشعرات التي في مؤخر رجل الفرس.

[22] من فتن نعيم، و بعدها في الأصل قوله الآتي:«و اخوته و مواليه و رقيقه»و هو من خلط النساخ ظاهرا.

[23] رواه نعيم في الفتن: 424:1 ذ ح 1254 باسناده الي مکحول، عن حذيفة مثله ضمن حديث طويل، و في آخره هکذا«... خبر الدجال أنه قد خرج فينا». و تأتي تتمة هذا الحديث في المجلد الثاني من الفتن و بنفس الاسناد کما ستري في التخريجة التالية.

[24] يأتي بعدها في الأصل قوله المتقدم«قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيخرجون...».

[25] رواه نعيم في الفتن: 537:2 ح 1518 باسناده الي مکحول، عن حذيفة (مثله) ، عنه کنز العمال: 599:14 ح 39687.

[26] في الأصل الکلمة مشوشة، و المراد بها المنارة البيضاء في شرقي دمشق المذکورة في الروايات و أن عيسي بن مريم ينزل فيها، راجع البحار: 98:51 ح 38 و صحيح مسلم: 2250:4 و غيرهما.

[27] کذا، و لعلها تصحيف«همهمة».

[28] روي ابن ماجة في سننه: 1361:2 ضمن ح 4077 باسناده الي أبي امامة قوله: فيضع عيسي يده بين کتفيه - يعني کتفي الامام المهدي عليه السلام - ثم يقول له: تقدم فصل، فانها لک اقيمت. فيصلي بهم امامهم.

و أورد في احقاق الحق: 198:13 جملة من مصادر العامة في قوله صلي الله عليه و آله و سلم«منا الذي يصلي عيسي بن مريم خلفه»فراجع.

أقول: ان طلب عيسي بن مريم عليهماالسلام - و قد کان من اولي العزم - من الامام المهدي عليه السلام أن يتقدم فيصلي بالناس و قوله له«فانها لک اقيمت»و صلاته خلفه، دلالة صادقة علي تقديم الأفضل، اذ لو لم يکن المهدي عليه السلام أفضل منه لقبح عقلا تقدم المفضول علي الأفضل، فتدبر جيدا.

[29] أثبتناها للزومها السياق، قال ابن الأثير في النهاية: 362:3 في حديث أشراط الساعة«الا الغرقد، فانه من شجر اليهود»و في رواية«الا الغرقدة»هو ضرب من شجر العضاه، و شجر الشوک.

[30] روي ذيله نعيم في الفتن: 538:2 ذ ح 1518.

[31] قال الذهبي في ميزان الاعتدال: 535:3 ح 7479 عنه، عند ترجمته له: قال الأزدي: منکر الحديث. و قال عبدالله الحاکم: مجهول. قلت - أي الذهبي -: حديثه«لا مهدي الا عيسي بن مريم»هو خبر منکر...

و قال عنه السمعاني في الأنساب: 96:2 بعد اشارته لهذا الحديث: قد تکلموا فيه.

[32] في الأصل«عن أبان بن ضاعن الحيرة»تصحيف بين لما في المتن.

[33] في الأصل«الدنيا»و ما في المتن کما في المستدرک، و هو الصواب.

[34] رواه الحاکم في المستدرک: 488:4 ح 8363 باسناده الي يونس بن عبدالأعلي الصدفي مثله.

[35] کذا، و الکلام مشوش، و فيه خلط واضح، و کأن مراده أن الرسل و الأنبياء أخبروا بصفات الخلفاء الراشدين الاثني عشر بعد الحسني!!! و هو أيضا کلام باطل تقدم کلا منا فيه في سياق المأثور عن الخلفاء الکائنين بعد الحسني.

[36] و هو الصحيح المشهور عند الفريقين، و العجب من ابن المنادي أن يروي ذلک ثم يذکر«الحسني»في مواطن عديدة.

[37] في الأصل«العبري»تصحيف، هو محمد بن المثني بن قيس بن دينار، ترجم له في تاريخ بغداد: 51:4 رقم 1687.

[38] أضفناها، و هو الصواب، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 220:9 رقم 61.

[39] أخرجه في کنز العمال: 222:14 ح 38485 عن أحمد، و مسلم، و الترمذي بأسانيدهم الي أنس مثله.

[40] کلمة فارسية، و تعني«السادس عشر».