و فيها ذکر فتنة العراق الآتية من ناحية القطقطانية
القطقطانة: موضع قرب الکوفة من جهة البرية بالطف، به کان سجن النعمان بن المنذر، و قيل: بينها و بين الرهيمة نيف و عشرون ميلا اذا خرجت من القادسية تريد الشام. (مراصد الاطلاع: 1107:3) .
1:254- بلغني عن ابراهيم بن سليمان بن حيان بن مسلم بن هلال الدباس الکوفي، [1] قال: نبا علي بن أسباط المقري، [2] قال: نبا علي بن الحسين العبدي، عن سعد الأسکافي، عن الأصبغ بن نباتة، قال:
خطب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالکوفة، فحمد الله تعالي و أثني عليه، ثم قال:
أيها الناس ان قريشا أئمة العرب أبرارها لأبرارها، و فجارها لفجارها، ألا و لابد من رحي تطحن علي ضلال و تدور، فاذا قامت علي قطبها [3] طحنت
[ صفحه 305]
بحدتها، ألا و ان لطحنها روقا، و روقها حدتها، و فلها علي الله عز و جل.
ألا و اني و أبرار عترتي و أهل بيتي أعلم الناس صغارا، و أحلم الناس کبارا، معنا راية الحق، من تقدمها مرق، و من تأخر عنها محق، و من لزمها لحق.
و انا أهل بيت الرحمة، و بنا فتحت أبواب الحکمة، و بحکم الله حکمنا، و بعلم الله علمنا، و من صادق سمعنا، فان تتبعونا تنجو، و ان تتولوا يعذبکم الله بأيدينا.
بنا فک الله ربق الذل من أعناقکم، و بنا يختم لابکم، و بنا يلحق التالي، و الينا يفي ء الغالي، و لو لا أن تستعجلوا و تستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدثتکم بشباب من الموالي، و أبناء العرب، و نبذ من الشيوخ کالملح في الزاد، و أقل الزاد الملح، فينا معتبر و لشيعتنا منتظر، و انا و شيعتنا نمضي الي الله عز و جل بالبطن و الحمي و السيف، و ان عدونا يهلک بالداء و الدبيلة و بما شاء الله من البلية و النقمة؛
و أيم الله أن لو حدثتکم بکل ما أعلم لقالت طائفة: ما أکذب و أرجم!!
و لو انتقيت منکم مائة قلوبهم کالذهب، ثم انتقيت من المائة عشرة، ثم حدثتهم فينا أهل البيت حديثا لينا لا أقول فيه الا حقا، و لا أعتمد فيه الا صدقا، لخرجوا و هم يقولون: علي من أکذب الناس!!
و لو اخترت من غيرهم [4] عشرة، فحدثتهم في عدونا، و أهل البغي علينا أحاديث کثيرة، لخرجوا و هم يقولون: علي من أصدق الناس!!هلک خاطب الخطب، [5] و حاص صاحب العصب، [6] و بقيت القلوب تتقلب، منها مشغب، و منها مجدب، و منها مخصب، و منها مشتت. [7] .
[ صفحه 306]
يا بني ليبر صغارکم کبارکم، و ليرأف کبارکم بصغارکم، و لا تکونوا کالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين، و لم يعطوا في الله عز و جل محض اليقين، کبيض في أداحي؛
ويح الفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف مترف، مستخف بخلفي، و خلف الخلف، و بالله لقد علمت تأويل الرسالات، و انجاز العدات، و تمام الکلمات، و ليکونن من [8] أهل بيتي رجل يأمر بأمر الله، قوي.
يحکم بحکم الله، و ذلک بعد زمان مکلح مفضح، يشتد فيه البلاء، و ينقطع فيه الرجاء، و يقبل فيه الرشاء؛
فعند ذلک يبعث الله عز و جل رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه يحمله الحقد علي سفک الدماء، قد کان في ستر و غطاء، فيقتل قوما هو عليهم غضبان، شديد الحقد حران في سنة بخت نصر، يسومهم خسفا، و يسقيهم کأسا مصبرة سوط عذاب، و سيف دمار.
ثم يکون بعده هنات و امور مشتبهات، ألا ان من شط الفرات الي النجفات بابا الي القطقطانيات في آيات و آفات متواليات يحدثن شکا بعد يقين، يقوم بعد حين، تبني المدائن، و تفتح الخزائن، و تجمع الامم، ينفذها شخص البصر، و طمح النظر، و عنت الوجوه، و کشف البال حين [9] يري مقبلا مدبرا.
فيالهفاه علي ما أعلم، رجب شهر ذکر، رمضان تمام السنين، شوال يشال فيه أمر [10] القوم، ذو القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر؛
[ صفحه 307]
ألا ان العجب کل العجب بعد جمادي في [11] رجب، جمع أشتات، و بعث أموات، و حديثات هونات هونات بينهن موتات، رافعة ذيلها، داعية عولها، معلنة قولها، بدجلة أو حولها.
ألا ان منا قائما، عفيفة أحسابه، سادة أصحابه، تنادوا [12] عند اصطلام عداء الله باسمه و اسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا، بعد هرج و قتال، و ضنک و خبال، و قيام من البلاء علي ساق؛
و اني لأعلم الي من تخرج الأرض ودائعها، و تسلم اليه خزائنها، و لو شئت أن أضرب برجلي فأقول: أخرجوا [13] من هاهنا بيضا و دروعا.
کيف أنتم يا بني [14] هنات، اذا کانت سيوفکم بأيمانکم مصلتات، ثم رملتم رملات ليلة البيات؟! ليستخلفن الله خليفة يثبت علي الهدي، و لا يأخذ علي حکمه الرشاء، اذا دعا دعوات بعيدات المدي، دامغات المنافقين، فارجات عن المؤمنين؛
ألا ان ذلک کائن علي رغم الراغمين، و الحمد لله رب العالمين. [15] .
[ صفحه 308]
پاورقي
[1] اختلف في ضبط اسمه، فقد ترجم له الأردبيلي في جامع الرواة: 22:1، و قال: ابراهيم بن سليمان بن عبدالله بن حيان النهي... ثقة في الحديث، سکن الکوفة... ثم سکن بني هلال.
و ترجم له النجاشي في رجاله: 93:1 رقم 19، و قال: ابراهيم بن سليمان بن عبيدالله ابن خالد النهمي... سکن في الکوفة... و سکن في بني هلال... له کتب منها:
... کتاب الخطب، انتهي.
أقول: استظهر الآغا بزرگ في الذريعة: 183:7 و ص 188 أنها خطب أميرالمؤمنين عليه السلام.
[2] في الأصل«المصري». راجع رجال النجاشي: 73:2.
[3] في کنز العمال«قلبها».
[4] في الکنز«غيرکم».
[5] في الکنز«حاطب الحطب».
[6] في الکنز«و حاصر صاحب القصب».
[7] في الکنز«مسيب».
[8] في الکنز«من يخلفني في».
[9] في الکنز«حتي».
[10] في الأصل«من».
[11] في الکنز«و».
[12] في الکنز«ينادي».
[13] في الکنز«أخرجي».
[14] في الکنز«يابن».
[15] عنه کنز العمال: 592:14 ح 39679. و روي النعماني في الغيبة ص 195 ح 4 باسناده الي الحارث الأعور الهمداني، عنه عليه السلام (قطعة) .