سياق المأثور في طلوع الشمس من المغرب لاغلاق باب التوبة
1:252- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: نبا الطنافسي أبويوسف يعلي بن عبيد، قال: نبا أبوحيان التيمي - تيم الرباب - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، قيل:
جلس ثلاثة نفر الي مروان بالمدينة، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها خروج الدجال، فانصرفوا من عنده، فجلسوا الي عبدالله بن عمرو بن العاص، فحدثوه بما سمعوا من مروان في ذلک، فقال عبدالله بن عمرو:
ان مروان لم يقل شيئا، قد حفظت أولها من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول في الآيات:
ان أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها، و خروج الدابة علي الناس ضحي، فأيتهما کانت قبل صاحبتها، فالاخري علي أثرها قريبا.
ثم قال عبدالله - و کان يقرأ الکتب -: فأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها، و عادتها أنها اذا غربت أتت تحت العرش، فسجدت فتستأذن في الرجوع،
[فيأذن لها في الرجوع] ، [1] فاذا أراد الله أن تطلع من مغربها استأذنت في الرجوع، فلا يرد عليها شي ء، فاذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، و عرفت أن لو أذن لها في الرجوع لم تدرک المشرق، قالت: رب ما أبعد المشرق! رب من لي
[ صفحه 300]
بالناس! فاذا صار الافق کالطوق، استأذنت في الرجوع، فيقال لها: اطلعي من مکانک.
فتطلع علي الناس من مغربها، ثم تلا عبدالله بن عمرو هذه الآية:
(يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا) . [2] . [3] .
و قد رواه عن ابن حيان جماعة، منهم اسماعيل بن علية، و في حديث حذيفة بن اليمان، و حذيفة بن اسيد الغفاري المسندين، أن طلوع الشمس من المغرب أول الآيات، کذلک جاءت الرواية عن ابن مسعود أنها أول الآيات، و أنها اذا طلعت کذلک ضمت الأعمال لانغلاق باب التوبة حينئذ.
2:253- حدثني الحسين بن الحباب بن مخلد، قال: نبا أبوهشام محمد بن زيد الرافعي؛
ثم حدثني أحمد بن محمد بن عبدالله بن صدقة، قال: نبا علي بن المنذر الطريقي، قال: نبا محمد بن الفضيل، قال: نبا عمارة بن القعقاع [قال:
خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد الله و أثني عليه ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني] [4] يقولها ثلاث مرات -.
فقام اليه صعصعة بن صوحان العبدي، فقال: يا أميرالمؤمنين! متي يخرج الدجال؟فقال: مه يا صعصعة! قد علم الله مقامک، و سمع کلامک، ما المسؤول [عنه]
[ صفحه 301]
بأعلم من السائل، [5] ولکن لخروجه علامات و أسباب، و هيئات، يتلو بعضهن بعضا حذو النعل بالنعل في حال واحد، ثم ان شئت أنبأتک بعلامته، يا صعصعة.
فقال: عن ذاک سألتک يا أميرالمؤمنين.
قال: فاعقد بيدک، و احفظ ما أقول لک:
اذا أمات الناس الصلوات، و أضاعوا الأمانات، و کان الحلم ضعفا، و الظلم فخرا، و امراؤهم فجرة، و وزراؤهم خونة، و أعوانهم ظلمة، و قراؤهم فسقة، و ظهر الجور، و فشي الربا، و ظهر الزنا، و قطعت الأرحام، و اتخذت القينات، و شربت الخمور، و نقضت العهود، و صنعت العمات. [6] .
و تواني الناس في صلاة الجماعات، و زخرفوا المساجد، و طولوا المنائر، و حلوا المصاحف، و أخذوا الرشا، و أکلوا الربا، و استعملوا السفهاء، و استخفوا بالدماء، و باعوا الدين بالدنيا؛
واتجرت المرأة مع زوجها حرصا علي الدنيا، و رکب النساء المنابر، و تشبهن بالرجال، و تشبه الرجال بالنساء، و کان الاسلام بينهم علي المعرفة، و شهد شاهدهم من غير أن يستشهد، و حلف من قبل أن يستحلف.
و لبسوا جلود الضأن علي قلوب الذئاب، و کانت قلوبهم أمر من الصبر، و ألسنتهم أحلي من العسل، و سرائرهم أنتن من الجيف، و التمسوا النفقة لغير الدين، و انکر المعروف، و عرف المنکر؛
فالنجا النجا، والوحا والوحا، نعم المسکن حينئذ«عبادان»النائم فيها کالمجاهد في سبيل الله، و هي أول بقعة آمنت بعيسي عليه السلام، وليأتين علي الناس
[ صفحه 302]
زمان يقول أحدهم: يا ليتني تبنة في لبنة من بيت من بيوت عبادان. [7] .
قال: فقام اليه الأصبغ بن نباتة، فقال: يا أميرالمؤمنين و من الدجال؟
فقال: ألا ان الدجال«صائد [8] بن صائد»الشقي من صدقه، و السعيد من کذبه، ألا ان الدجال يطعم الطعام، و يشرب الشراب، و يمشي في الأسواق، و الله عز و جل يتعالي عن ذلک.
ألا ان الدجال طوله أربعون ذراعا بالذراع الأول، تحته حمار أقمر، طول کل اذن من اذنيه ثلاثون ذراعا، ما بين حافر حماره الي الحافر الآخر مسيرة يوم و ليلة، تطوي له الأرض منهلا منهلا. [9] .
يتناول السحاب، و يسبق الشمس الي مغربها، يخوض البحر الي کعبيه، أمامه جبل دخان، و خلفه جبل أخضر، ينادي بصوت له، يسمع به ما بين الخافقين:
الي أوليائي الي أحبائي، فأنا الذي خلق فسوي، و الذي قد فهدي، أنا ربکم الأعلي!!
کذب عدو الله، ليس ربکم کذلک، فانه أعور ممسوح، و ان ربکم ليس بأعور، ألا ان الدجال أکثر أشياعه و أتباعه اليهود، و أولاد الزنا، يقتله الله بالشام علي عقبة يقال لها«عقبة أفيق»لثلاث ساعات يمضين من النهار، علي يد عيسي ابن مريم عليه السلام؛
و عند ذلک خروج الدابة من الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، و عصا
[ صفحه 303]
موسي بن عمران، فينکتب بالخاتم علي جبهة کل مؤمن: هذا مؤمن حقا حقا».
ثم تنکتب بالعصا علي جبهة کل کافر:«هذا کافر حقا حقا»؛
ألا ان المؤمن حينئذ يقول للکافر: ويلک يا کافر! الحمد لله الذي لم يجعلني مثلک، و حتي أن الکافر ليقول للمؤمن: طوبي لک يا مؤمن! يا ليتني کنت معک فأفوز فوزا عظيما. [10] .
لا تسألوني عما بعد ذلک فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عهد الي أن أکتمه. [11] .
[ صفحه 304]
پاورقي
[1] في الأصل هکذا«فلا يرد في الرجوع، فلا يرد عليها شي ء، ثم تستأذن في الرجوع، فلا يرد عليها شي ء».
و ما أثبتناه من الدر المنثور و مسند ابن أبي شيبة.
[2] الأنعام: 158.
[3] رواه ابن أبي شيبة في مسنده: 67:15 ح 19135، و رواه السيوطي في الدر المنثور: 390:3.
[4] أثبتناها من اکمال الدين للصدوق.
[5] في الأصل«فأعلم بذلک من السائل».
[6] کذا.
[7] في اکمال الدين: خير المساکن يومئذ بيت المقدس، وليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سکانه.
[8] في الأصل«صافن».
[9] في الأصل«طواله الأرض مهلا مهلا».
[10] و في اکمال الدين بعده ما لفظه«ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله، و ذلک بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلک ترفع التوبة فلا توبة تقبل، و لا عمل يرفع: (و لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا) .
[11] رواه في اکمال الدين للصدوق: 525:2 باسناده الي النزال بن سبرة (مثله) باختلاف يسير في اللفظ، عنه البحار: 192:52 ح 26.