سياق المأثور في ظهور يأجوج و مأجوج
1:233- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أحمد بن اسحاق الحضرمي، و نبا حمدان بن علي الوراق، [1] قال: نبا مسلم بن ابراهيم، قال: نبا وهيب بن خالد، قال: نبا عبدالله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال ذات يوم:
«قد فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه».
و عقد مثل هذه، ثم ان وهيب أومأ بيده فعقد تسعين. [2] .
2:234- نبا أبوعيسي موسي بن هارون الطوسي، قال: نبا الحسن بن محمد المروذي، قال: نبا شيبان بن عبدالرحمن، عن قتادة في قوله عز و جل:
(حتي اذا فتحت يأجوج و مأجوج) . [3] .
قال: هما خليفتان جعل الله خروجهما علامة للساعة؛
(و هم من کل حدب ينسلون) . [4] .
قال: من کل أکمة، و من کل نحو يخرجون.
قال شيبان: و نبا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو البکالي، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، قال:
الملائکة عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء الکروبيون الذين يسبحون الليل [و النهار] لا يفترون، (و جزءا واحدا الذين وکلوا بحراسة کل شي ء، و الملائکة) . [5] .
[ صفحه 288]
و الانس و الجن [6] عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء الجن، و جزءا واحدا الانس، و اذا ولد واحد من الانس ولد معه تسعة من الجن.
و الانس عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء يأجوج و مأجوج، و جزءا واحدا سائر الانس. [7] .
3:235- و حدث عن حميد بن هلال، عن أبي الضيف، [8] عن کعب، قال: يخرج يأجوج و مأجوج و ذلک بعد قتل الدجال حتي يأتوا علي البحيرة، فيشرب أولهم الماء، و يلحس أوسطهم الطين، و يمر آخرهم فيقولون:
لقد کان هنا مرة ماء! قال: فيأتي الصوت عيسي بن مريم، فيقول: اللهم انه لا کفاء لنا، و لا طاقة [لنا] بهم، فاکفناهم بم شئت.
فيبعث الله عليهم نغفا [9] في أقفائهم، فيصبحون موتي کلهم.
ثم يبعث الله عليهم طيرا فيخطفهم، فترمي بهم الي البحر، و تمطر السماء، و تنبت الأرض حتي أن الرمانة الواحدة لتشبع السکن.
- قال أبوالضيف: و ما السکن يا کعب؟ قال: أهل البيت -
[ صفحه 289]
فبينا الناس کذلک اذ أتاهم الصريخ: [10] ان ذا السويقتين الحبشي قد سار الي البيت الحرام ليهدمه، فيبعث عيسي طليعة (سبعمائة أو بين السبعمائة و الثمانمائة حتي اذا کانوا ببعض الطريق بعث) [11] الله عليهم ريحا يمانية طيبة، فيقبض [الله فيها] [12] روح کل مؤمن و لو کان في جوف حجر.
قال: ثم انما مثل ذلک و مثل الساعة، کمثل رجل ينتج فرسا، [13] فهو يقول:
تضع الآن! تضع غدا! فمن تکلف علم الساعة بعدها فهو متکلف، لا يعلم علم الساعة أحدا الا الله. [14] .
4:236- قال شيبان: و حدثنا قتادة، عن أبي سعيد الخدري؛ أن الناس يحجون، و يفتحون، و يعتمرون، و يغرسون بعد خروج يأجوج و مأجوج. [15] .
5:237- قال قتادة: و ذکر لنا أن رجلا قال: يا رسول الله، قد رأيت السد، سد يأجوج و مأجوج؟ فقال: انعته لي؟ قال: هو کالبرد المحبر، طريقة سوداء و طريقة
[ صفحه 290]
حمراء، فقال: قد رأيته. [16] .
6:238- قال شيبان: و حدثنا قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن نبي الله قال:
ان يأجوج و مأجوج يحفرون السد کل يوم، حتي اذا کادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا.
قال: فيعيده الله أشد ما کان، حتي اذا بلغت مدتهم، أراد الله أن ينقبوه، حفروه، حتي اذا کادوا أن يخرقوه، قال الذي عليه: ارجعوا، فستفتحونه غدا ان شاء الله. و استثني، فيعودون اليه فيجدونه کهيئته حين ترکوه بالأمس، فيخرقونه و يخرجون علي الناس، فيستقون [17] المياه و يفر الناس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم الي السماء، فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، و علونا أهل السماء، قسوة و عتوا!
فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم، فيهلکهم به، حتي - و الذي نفس محمد بيده - ان دواب الأرض لتسمن و تبطن، [18] و تشکر شکرا من لحومهم. [19] .
- الشکر: هو الامتلاء، و لذلک يقول العرب لضرع الشاة شکرا شديدا، و هي ناقة شکري، و شاة شکري نهدا هو الصواب. [20] .
فأما ما يروي عن بعضهم بالسين في ذلک فانه تصحيف، فان ذلک انما يقال
[ صفحه 291]
فيما أسکر من الخمر و غيرهما من الأشربة التي تذهب العقول، فليعلم ذلک.
7:239- أخبرنا محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي أيضا، قال: نبا علي ابن الحسن اللاني، قال: نبا عبدالله بن عصمة، عن حماد بن سلمة، عن قتادة بن أسلمة، [21] عن قتادة، عن أنس بن مالک، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم بنحوه، قال:
يرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قتلنا من في الأرض و من في السماء! فيرسل الله عليهم النغف في أقفائهم فيقتلهم.
قال: النغف هو ما يخرج في مسفر البعير.
8:240- حدثني الحسن بن العباس بن أبي مهران، قال: نبا ابن عبدالرحمن الدشتکي، [22] قال: نبا عبدالله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، قال: نبا الربيع بن أنس، قال: نبا أبوالعالية الرياحي، قال:
بلغني أن يأجوج و مأجوج يزيدون علي الانس کلهم الضعف، و أن الجن يزيدون علي الانس الضعف، و أن يأجوج و مأجوج رجلان:
أحدهما اسمه«يأجوج»و الآخر اسمه«مأجوج».
هو لم يقل هذا القول الذي انقضي ذکره آنفا الا عن رواية سمعها، فأما أن يکون مما اخذ من التوراة، أو من غيرها، و قد نظرنا في ذلک، فاذا ذلک لا يبعد أن يکون صحيحا، فيکون هذان الاسمان لشخصين کالقديمين تعميرا و رئاسة، ثم يصير ذلک کالاسم الواحد للامة اليأجوجية و المأجوجية.
و أما الأخبار السنيدة، و التي ليست بسنيدة، فانها جاءت بخلاف ذلک، و ذاک علي لفظ الآية المنزلة.
[ صفحه 292]
ثم الذائع بيننا عن المفسرين أنهما اما صنفان يعودان الي تقارب في التصور و الفعل، و اما صنف واحد يختلفون في الطول و القصر فقط، و قد يقول الناس: لمن يسمي ثابتا [: ثابتا] فاذا صغر، جمع بين التصغير و بين الصحيح، فقالوا: ثابت و ثبيت، و يقولون لمن يسمي يأجوج خلاف مأجوج في الطول و القصر و نحو ذلک، لأننا قد سمعنا فيهم علي قدر الذراع، و دون ذلک فيما بين القامتين صارا کالصنفين، و ان شملهما التقارب في الصورة و اللون و الفعل، و الله أعلم.
9:241- حدثنا عبدالله [بن] أحمد [بن محمد] بن حنبل في کتاب العلل، قال: نبا يحيي بن سفيان، [23] قال: نبا عبدالله بن يوسف، قال: نبا يحيي بن حمزة، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، أنه قال في خبر يأجوج و مأجوج:
انهم أربعمائة ألف امة، ليس منها امة تشبه الاخري.
قال الأوزاعي: و حدث عنده أن منهم ألفا، و منا واحدا. [24] .
10:242- و قد روي سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم:
ان يأجوج و مأجوج امم، في کل امة أربعمائة امة،لا يموت الرجل منهم حتي يري ألف عين تطرف بين يديه من صلبه، و هم من ولد آدم، فيسيرون في خراب الدنيا.و يکون مقدمتهم في الشام و ساقتهم بالعراق، يمرون بأنهار الدنيا فيشربونها، و الفرات و دجلة و بحيرة طبرية، حتي يأتوا بيت المقدس، فيقولون: قد قتلنا أهل الأرض، فقاتلوا الآن أهل السماء!
فيرمون السهام الي السماء، فترجع سهامهم مخضبة بالدماء، فيقولون: قد
[ صفحه 293]
قتلنا من في السماء!! و يکون عيسي بن مريم يومئذ و المسلمون بجبل طور سيناء، فيوحي الله الي عيسي أن أحرز عبادي بالطور و ما يلي«ابله» [25] فيرفع يديه عيسي، و يرفع المسلمون أيديهم، فيدعون الله عليهم.
فيبعث الله عليهم دابة يقال لها«النغف»فتدخل في مناخرهم، فيصبحون موتي من حاق الشام الي حاق المغرب حتي تنتن الأرض من جيفهم و نتنهم، فعند ذلک طلوع الشمس من مغربها. [26] .
11:243- حدثني هارون بن علي بن الحکم، قال: نبا محمد بن داود بن يزيد القنطري، قال: نبا آدم بن أبي اياس، [27] قال: نبا شعبة، قال: نبا النعمان بن سالم، قال: سمعت نافع بن عاصم بن عروة [28] بن مسعود يحدث عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أنه قال:
ان ليأجوج و مأجوج أنهارا، و يلعبون فيها ما شاؤا، و شجرا يلقمون منها، و نساء يجامعون ما شاؤا، و لا يموت أحدهم الا ورثه من ذريته ألف.
12:244- قال شعبة: و حدثنا عبيدالله بن أبي يزيد، قال: سمعت ابن عباس - و رأي غلمانا ينزوا بعضهم علي بعض - قال: هکذا يخرج يأجوج و مأجوج.
13:245- حدثنا سعدان بن نصر، قال: نبا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن امها ام حبيبة، عن زينب زوج النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قالت:
[ صفحه 294]
استيقظ النبي من النوم محمرا وجهه و هو يقول:«لا اله الا الله - قال ذلک ثلاث مرات - ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه»و حلق حلقة.
قلت: يا رسول الله أيهلک فينا [29] الصالحون؟
قال: نعم، اذا کثر الخبث. [30] .
فيما ذکرنا في هذا الباب المنقضي کفاية مما ترکنا من حديث يأجوج و مأجوج، فلنقطع ذلک، و لنذکر ما ذکر في غور المياه، مبينا في هذا الباب الذي قد وصلنا اليه.
[ صفحه 295]
پاورقي
[1] ترجم له في تاريخ بغداد: 171:8، و سير أعلام النبلاء: 49:13.
[2] رواه أحمد في مسنده: 342:2 و ص 529 باسناده الي وهيب مثله.
[3] الأنبياء: 96.
[4] الأنبياء: 96.
[5] کذا، و في مستدرک الحاکم«و جزءا لرسالته».
[6] في المستدرک«و جزأ الخلق».
[7] رواه الحاکم في المستدرک: 536:4 ح 8506 باسناده الي قتادة (مثله) و فيه:
«ان الله عز و جل جزأ الخلق عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء الملائکة، و جزءا سائر الخلق، و جزأ الملائکة عشرة أجزاء...». عنه عقد الدرر: 384.
و أورد صدره في مجمع البيان: 114:7 عن قتادة (مثله) .
[8] في الأصل«حميد، عن ابن هلال الصيف»تصحيف. راجع ترجمة«أبي الضيف»في الجرح و التعديل: 396:9، و فيه: روي عن کعب، و روي عنه حميد بن هلال.
[9] في النهاية لابن الأثير: 87:5 في حديث يأجوج و مأجوج«فيرسل الله عليهم النغف...»النغف - بالتحريک -: دود يکود في انوف الابل و الغنم.
[10] في الأصل«من الناس ثم يأتي الصريخ عيسي بن مريم يقول»و ما أثبتناه من جامع البيان للطبري.
[11] في الأصل بدل ما بين القوسين«ما بين الثمانية الي التسعة فيبعث»و ما أثبتناه من جامع البيان.
[12] من جامع البيان.
[13] في جامع البيان«يطيف حول فرسه».
[14] رواه في جامع البيان للطبري: 71:17، و الدر المنثور: 677:5 باسناده الي کعب.
و رواه نعيم في الفتن: 589:2 ح 1641 باسناد الي أبي الضيف (نحوه) .
[15] رواه في الدر المنثور: 678:5، باسناده الي أبي سعيد الخدري، و له اتحادات و تخريجات کثيره ذکرت في معجم أحاديث المهدي عليه السلام: 153:2.
[16] رواه نعيم في الفتن: 584:2 ح 1632، و البخاري: 167:4، و في جامع البيان للطبري: 20:16 باسناده الي قتادة (مثله) .
[17] في الأصل«فينسفون»و ما أثبتناه من المستدرک للحاکم.
[18] في المستدرک للحاکم«تبطر».
[19] رواه الحاکم في المستدرک: 534:4 ح 8501 باسناده الي قتادة.
و أورده في عقد الدرر: 378 عن أبي هريرة.
[20] کذا.
[21] کذا، و الظاهر«حماد بن سلمة، عن قتادة».
[22] في الأصل«الرشتکي»تصحيف، هو أحمد بن عبدالرحمن الدشتکي، ترجم له في تهذيب التهذيب: 102:1.
[23] کذا، و لم نقف علي هذا الاسم في مشيخة عبدالله بن أحمد بن حنبل.
[24] رواه نعيم في الفتن: 592:2 باسناده الي الأوزاعي مثله.
[25] کذا، و الظاهر اسم لموضع.
[26] أورده في عقد الدرر: 381 عن حذيفة مثله، و قال:
أخرجه الامام أبوعمرو عثمان بن سعيد المقرئ في سننه.
[27] في الأصل«اناس»تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 187:1.
[28] في الأصل«عتبة»تصحيف، ترجم له في الجرح و التعديل: 454:8.
[29] کذا، و في بقية المصادر«أنهلک و فينا».
[30] رواه نعيم في الفتن: 591:2 باسناده الي ابن عيينة مثله.
و أورده ابن کثير في نهاية البداية و النهاية: 141:10، قال:
و ثبت في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش مثله.