بازگشت

سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الکائنين بعد الحسني


أقول: نستوقفک أخي القارئ هنيئة لامعان النظر فيما عنونه هنا المؤلف - ابن المنادي - و ما أورده فيما بعد من أحاديث، و مقارنة ذلک مع ما تقدم من روايات ذات صلة بهذا الموضوع لتري جليا کيف التبس عليه فهم هذا الأمر العقائدي المهم و الحيوي الخطير، و هذا - و الحق يقال - أمر طبيعي، و نتيجة منطقية لأنه أخذ من عين کدرة، و لم ينهل من المعين الصاف الزلال، أعني کلامهم صلوات الله عليهم اذ هم أولي و أعرف به من غيرهم، فقد أوضحوا حقيقة أمرهم کما أراده الله لهم و أنزله علي خاتم أنبيائه و رسله صلي الله عليه و آله و سلم عبر جملة من الآيات المقدسة، و الأحاديث الشريفة، و في مطاوي کلامهم کما عرفهم به جدهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بينه لهم.

و يشاطر ابن المنادي هذا عجزه عن ادراک کنه و معرفة حقيقة حديث«الاثنا عشر خليفة»جملة من أعلام القوم، ما يدرينا أنهم قد استوعبوا المراد منه الا أنهم و بدافع من التعصب الأعمي قد انصرفوا الي توجيهه بما ينافي الواقع لئلا ينهدم ما بني من عقائد علي اسس واهية فخبطوا في بيانهم خبط عشواء و سقط ما في أيديهم، و انتهوا الي طريق مسدود، معلنين عن عجزهم و فشلهم في ذلک رغم أن الحديث واضح صحيح و معناه لائح صريح؛

فهذا ابن العربي المالکي يعترف - بعد ذکر رأيه - قائلا: و لم أعلم للحديث معني!! و ذاک ابن البطال ينقل عن المهلب قوله«لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث!!!»

و أما ابن الجوزي فانه بعد أن يجهد نفسه في استقصائه - و هذا منتهي الجهل - يقول: قد أطلت البحث عن معني هذا الحديث و تطلبت مظانه فلم أقع علي المقصود!!! و نترک للقارئ اللبيب اصدار حکمه علي کلام کهذا و حري بالاشارة هنا الي أن سماحة العلامة السيد علي الحسيني الميلاني له بحث رائع في کتابه الموسوم

ب«الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في کتب السنة»حول هذا الموضوع حيث يقول: و ببالي أني رأيت من يصرح منهم بوجود أربعين قولا في معني الحديث... انظر ص 55 منه.

لقد اشتهر أخي القارئ عن رسول صلي الله عليه و آله و سلم بأسانيد متعددة و ألفاظ شتي - کما هو مروي في کتب الفريقين - أنه صلي الله عليه و آله و سلم قد ذکر الأئمة المعصومين و الخلفاء من بعده، و صرح بأنهم اثنا عشر معصوما - انظر ح 2 الآتي (و راجع أيضا عوالم العلوم للبحراني - المجلد الخاص بالنصوص علي الأئمة الاثني عشر، و احقاق الحق: 74-3:13 في تنصيص رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي أن الخلفاء بعده اثنا عشر من مصادر العامة) . قوله صلي الله عليه و آله و سلم: يکون بعدي اثنا عشر خليفة - ناهيک عزيزي القارئ عن أنه صلي الله عليه و آله و سلم قد أکد في کل مناسبة، بل و ما وجد الي ذلک من سبيل، علي من يخلفه ويليه، ذاکرا لأمر الامامة، و مبينا أنها امتداد للنبوة، و أنها ضرورة من ضرورات الحياة، و هذا ما يقره العقل و يؤيده الوجدان و يحتمه التسلسل القيادي لبني البشر و الانسانية جمعاء...

کيف لا، و هو صلي الله عليه و آله و سلم الآمر امته بضرورة الوصية بقوله الشريف:«من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية». (رواه المفيد في المقنعة: 101، عنه وسائل الشيعة: 259:19 ح 8، و قد أفرد الحر العاملي رحمه الله کتابا مفصلا عن الوصية و ضرورتها، في المجلد المذکور ص 257 الي آخر الکتاب.) .

و المبين لهم اصول هذه العقيدة السماوية المجيدة بقوله«من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية». (راجع الطيالسي في مسنده ص 259 ط. حيدرآباد الدکن، و راجع احقاق الحق: 85:13. (.

سيما و أن معرفة امام الزمان - نبيا کان أو اماما ينوب عنه - أمر قد کلفت به الخلائق أجمع منذ بدء الخليقة، و شاهد ذلک ما ذکره جل و علا في محکم قرآنه المجيد في سورة النمل (حتي اذا أتوا علي واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساکنکم لا يحطمنکم سليمان و جنوده) (سوره النمل: 18) . فالآية الشريفة صريحة في بيان تشخيص النملة لنبي زمانها و معرفتها له. (راجع نور الثقلين: 82:4 و غيره من التفاسير) .

تري أفيترک الرسول الأعظم و صاحب العقل الأکمل صلي الله عليه و آله و سلم الذي تحمل الشدائد و الصعاب علي مدي سنين عديدة لنشر اصول العقيدة الاسلامية امته بلا تکليف، و لم يعين لهم من يقوم مقامه و ينوب عنه، و أبوبکر - علي سبيل المثال - يتخذ خليفة من بعد حکومته التي لم تتجاوز ثلاث سنوات؟! لعمري انه المحال بعينه...

و شواهد التاريخ تملأ بطون الکتب بمواقفه صلي الله عليه و آله و سلم التي ذکر فيها خليفته... فکان علي بن أبي طالب عليه السلام هو أول الخلفاء و أبا الأئمة الاثني عشر عليهم السلام هو المشار اليه في کل مرة و المعين المنصوص عليه من قبل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأمر الله جل جلاله لخطورة أمر الامامة و عجز العقل البشري المتأثر دائما بالأهواء و العواطف عن انتخاب الأفضل سيما لأمر جليل کبير کهذا، ألا و هو تعيين من يقوم مقام خاتم الأنبياء و سيد المرسلين...

و ما حديث غدير خم الشريف (و هو حديث معروف مشهور بلغ حد التواتر. تناقلته الخاصة و العامة بمختلف الأسانيد و شتي الألفاظ) . في حجة الوداع الامثال صارخ و دليل قاطع علي تعيينه عليه السلام خليفة و اماما و وليا و وصيا بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأمر من الله، بقوله جل

و علا (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليک من ربک و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمک من الناس) . (المائدة: 67) .

و في قوله تعالي (اليوم أکملت لکم دينکم و أتممت عليکم نعمتي و رضيت لکم الاسلام دينا) (المائدة: 3) . يبدو جليا عظم أمر الامامة، و أنها أمر الهي يقصر العقل البشري عن الاتيان بنظيره...

أضف الي ذلک حديثا مشهورا آخر ألا و هو الحديث المعروف ب«حديث الثقلين» (هو أيضا حديث متواتر و في کتب الفريقين مذکور بألفاظ مختلفة و أسانيد عديدة) . الذي أوضح فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بجلاء عن حقيقة أن القرآن الکريم أهل بيته عليهم السلام هما فقط و فقط عنوان الهداية، و المنجيان من الضلال من بعده.

و لو أتينا علي ذکر المواقف التي ذکر فيها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الخلفاء من بعده، و أنهم اثنا عشر خليفة من أهل بيته عليهم السلام لطال بنا المقام، و ما حديث المنزلة و الراية، و الدار، و نجوم السماء، و الطير الا شواهد صادقة علي ذلک، و مصداقها في کتاب الله عز و جل في آيات المباهلة (قال تعالي في سورة آل عمران: 61) ... فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءکم و نساءنا و نساءکم و أنفسنا و أنفسکم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الکاذبين) ) . و التطهير (قال تعالي في سورة الأحزاب: 33) انما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت و يطهرکم تطهيرا) ) . و اولي القربي (قال تعالي في سورة الشوري: 23) قل لا أسئلکم عليه أجرا الا المودة في القربي) ) . ووو.

هذا عزيزي القارئ قبس من العقيدة الحقة، ولکن أني لمن يدرکها؟! و حديثهم صعب مستصعب لا يدرکه الا نبي مرسل، أو ملک مقرب، أو عبد صالح امتحن الله قلبه للايمان. (راجع في ذلک بصائر الدرجات ص 20 ب 11) .

بل و هل يتسني لذوي العقول أن يعرفوا معني الامامة و حقيقة من مثلها أعني الامام«علي»عليه السلام الذي خاطبه من لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي بقوله:«يا علي ما عرف الله الا أنا و أنت، و ما عرفني الا الله و أنت، و ما عرفک الا الله و أنا». (راجع منتخب بصائر الدرجات: 125) .

انها المأساة بعينها، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

فلو کان قد تحقق فعلا ما أراده الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم لکان کما قال الله سبحانه و تعالي: (و ألو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) . (الجن: 16) .

و کما قال تعالي أيضا: (و لو أنهم أقاموا التوراة و الانجيل و ما أنزل اليهم من ربهم لأکلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم) . (المائدة: 66) .

لکنها مشيئة الله جل جلاله ليحيي من حي عن بينة، و يهلک من هلک عن بينة، و لا يسعنا في هذا المقام الا ترديد ما کان يردده ابن عباس«ان الرزية کل الرزية ما حال بين رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بين أن يکتب لهم ذلک الکتاب لاختلافهم و لغطهم». (صحيح البخاري: 138:5 و ج 9:7) .

بعد شهادته صلي الله عليه و آله و سلم حيث منع و هو مسجي و علي حافة الرحيل عن هذه الدنيا الفانية من تدوين تلک الحقائق التي طالما ذکرها و بينها، حيث قال: ائتوني بکتف و دواة

من تدوين تلک الحقائق التي طالما ذکرها و بينها، حيث قال: ائتوني بکتف و دواة أکتب لکم کتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا: انه - يعني خاتم الأنبياء و المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم يهجر!!! (راجع صحيح البخاري المتقدم) .

و لو کان لکان کل حرف منه نورا ساطعا يدلل علي مشاعل الهداية الاثني عشر الذين أرادهم الله خلفاء من بعد رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، بوضوح يراه حتي من أعمي الحسد عينه، و غلف الحقد قلبه.

و اذ لم يتحقق ما أراده الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم عاجلا، فانه بحوله و قوته سيتحقق آجلا ان شاء الله لقوله تعالي: (ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون) (الصف: 9) . و ذلک علي يدي صاحب الأمر و الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف علي ما اشتهر في روايات الفريقين الذي ستجتمع عليه قلوب الامة تحقيقا و مصداقا لقوله صلي الله عليه و آله و سلم«لا يزال هذا الدين قائما حتي يقوم اثنا عشر خليفة کلهم من قريش تجتمع عليهم الامة»کما في الحديث الرابع من هذا الباب. (و راجع الايقاظ من الهجعة ص 94 - 72) .

فهو الذي سيقوم به الدين، و ستجتمع عليه الامة محققا لحکومة الأئمة الاثني عشر عليه السلام الذين أرادهم الله و ذکرهم رسوله صلي الله عليه و آله و سلم کما في أحاديث هذا الباب و ذلک في رجعتهم عليهم السلام.

فبربک أيها القارئ المنصف أي شاهد مما تقدم يوحي الي خلافة ستة من ولد الحسن، و خمسة من ولد الحسين، و واحد من ولد عقيل بن أبي طالب الذين ذکرهم المصنف کما توهم في بيانه، و هل أن فيها ما يشير الي خلافة من أسماه بالحسني و من يليه؟! و أين هو من دولتهم عليهم السلام القائمة الممتدة الي قيام يوم القيامة علي ما تضافرت به الروايات، کما ذکر المحدث الکبير الحر العاملي في بيانه الرائع في کتابه«الايقاظ من الهجعة». (ص 405 - 392) .

ثم و أين هو من الرجعة التي ذکرها الله في کتابه الشريف: (و لقد کتبنا في الزبور من بعد الذکر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) . (الأنبياء: 105) .

(و يوم نحشر من کل امة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون) . (النمل: 83) .

(قالوا ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين) . (غافر: 11) .

(وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض کما استخلف الذين من قبلهم) . (النور: 55) .

(و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين) . (القصص: 5) .

(و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا ولکن أکثر الناس لا يعلمون-ليبين لهم الذي يختلفون فيه و ليعلم الذين کفروا أنهم کانوا کاذبين) . (النحل: 39 - 38) .

و غيرها من الآيات الدالة علي الرجعة.

ناهيک عما ورد في الأدعية المبارکة، فقد روي ابن طاووس رحمه الله في اقبال الأعمال: 202 باسناده الي جده الشيخ الطوسي رحمه الله في مصباحه أنه قال: خرج الي القاسم بن العلاء الهمداني وکيل أبي محمد العسکري عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصم وادع فيه بهذا الدعاء:«اللهم اني أسألک بحق المولود في هذا اليوم... قتيل العبرة، و سيد الاسرة، الممدود بالنصرة، يوم الکرة، المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، و الشفاء في تربته، و الفوز معه في أوبته، و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته حتي يدرکوا الأوتار...»

و أخيرا و ليس آخرا فاننا نکتفي أخي القارئ بهذه التذکرة عسي أن تنفع من کان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد».

1:211- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد أبومحمد المؤدب، قال: نبا حماد بن سلمة، عن سماک بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي، قال:

سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

«لا يزال الاسلام عزيزا الي اثني عشر خليفة»، ثم قال کلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: يا أبت ما قال؟ فقال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«کلهم من قريش». [1] .

2:212- حدثنا أبوبکر أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي، [2] قال: نبا علي بن الجعد، قال: نبا أبوخيثمة زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد الهمداني، قال: سمعت جابر بن سمرة، يقول:

سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

يکون بعدي اثنا عشر خليفة، کلهم من قريش، فلما رجع الي منزله أتته



[ صفحه 269]



قريش، فقالوا له: ثم ماذا يکون؟ قال: ثم يکون الهرج.

و قد رواه جماعة، عن زهير، منهم أبوجعفر النفيلي، [3] و أبوالنضر هاشم بن القاسم الکناني [4] کذلک.

3:213- حدثنا ابراهيم بن موسي أبواسحاق التوزي، قال: نبا يوسف بن موسي اقطان، قال: نبا عبدالرحمن بن مغراء، [5] قال: نبا اسماعيل بن أبي خالد - و اسم أبي خالد هذا هرمز الوالبي الکوفي - [6] عن أبيه، عن جابر بن سمرة السوائي، قال:

سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:«لا يزال هذا الدين قائما حتي يکون اثنا عشر خليفة، تجتمع عليهم الامة». قال جابر بن سمرة: سمعت من النبي کلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، فقال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«کلهم من قريش».

و قد روي هذا الحديث عمرو بن عثمان [بن سعيد] [7] بن کثير، عن مروان ابن معاوية، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة السوائي، عن النبي کذلک حرفا بحرف.

4:214- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا شهاب بن عباد العبدي، قال: نبا ابراهيم ابن حميد الرواسي، [8] عن اسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة، قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«لا يزال هذا الدين قائما حتي يقوم اثنا عشر خليفة



[ صفحه 270]



- أظن أبي قال: کلهم من قريش - تجتمع عليهم الامة».

5:215- حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، قال: نبا أبي، قال: نبا عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبدالملک بن [9] عمير، عن جابر بن سمرة، قال:

جئت أنا و أبي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو يقول:

«لا يزال هذا الأمر صالحا حتي يکون اثنا عشر أميرا»؛

ثم قال کلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال:«کلهم من قريش».

6:216- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا موسي بن أبي اسماعيل أبوسلمة، قال: نبا وهيب [10] بن خالد، عن داود بن أبي هند، عن عامر - يعني الشعبي - عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

«لا يزال هذا الأمر عزيزا الي اثني عشر خليفة». قال: فکبر الناس و ضجوا، فقال کلمة خفية، فقلت لأبي: يا أبة ما قال؟ قال: قال:«کلهم من قريش».

7:217- حدثنا أحمد، قال: نبا أبونعيم، قال: نبا فطر بن خليفة، قال: حدثني أبوخالد الوالبي، قال: سمعت جابر بن سمرة السوائي، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة کلهم من قريش».

8:218- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا عبيد [11] الله بن عمر، قال: نبا سليمان، قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة ذکر النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال:

«لا يزال الدين منيعا ينصر أهله علي من ناواهم الي اثني عشر خليفة».

فجعل الناس يقومون و يقعدون، فتکلم کلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، أو



[ صفحه 271]



لأخي: أي شي ء قال؟ فقال: قال: کلهم من قريش.

9:219- حدثنا علي بن سهل، و أحمد بن زهير، قالا: نبا محمد بن بکير أبوالحسين الحضرمي، [12] قال: نبا يونس بن أبي يعفور، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه - و اسمه وهب بن عبدالله السوائي الکوفي - قال:

کنت [مع عمي] [13] عند النبي و هو يخطب، فقال صلي الله عليه و آله و سلم:«ألا لا يزال أمر امتي صالحا حتي يمضي اثنا عشر خليفة، کلهم من قريش». [14] .

قال: و خفض بذلک صوته [فقلت لعمي، و کان أمامي: ما قال يا عم؟ قال:] ، [15] فقال: يا بني، کلهم من قريش. [16] .

و لهذه المتون طرق أضربنا عن ذکرها ايثار التخفيف، و ان الذي کتبنا هيهنا من ذلک ينوب عن المتروک، و کأن الفائدة التي حملتنا علي کتب أخبار هذا الباب هي أن هذا المتن انما يکون مصداقه بعد موت المهدي المعروف بالحسيني الذي هو من ولد السبط الأکبر، و هو الحسن [17] بن علي بن أبي طالب عليه السلام، و انما تنبهنا لذلک



[ صفحه 272]



أنه کذلک بما ألفيناه في کتاب دانيال المذکور فيما تقدم من کتابنا هذا و هو أنه قال:

اذا مات المهدي ملک خمسة رجال يتلو بعضهم بعضا، و هم من ولد السبط الأکبر، ثم يملک بعدهم خمسة رجال يتلو بعضهم بعضا، و هم من ولد السبط الأصغر، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأکبر، فيملک الأول ثم يملک بعده ولده فيتم بذلک اثنا عشر ملکا کل واحد منهم امام مهدي رشيد مرشد، هاد مهتد، ثم ينقرض نسل السبط الأکبر و الأصغر بالموت؛

و کذلک لا يبقي الموت أحدا من بني هاشم، فيولي الناس رجلا من موالي السبط الأکبر، فيأبي ذلک، فلا يترکوه حتي يتولي عليهم، فيسير في الناس سيرة حسنة علي منهاج الأئمة الذين من ولد النبي الامي، فاذا مات ذلک المولي ظهر الفساد و النفاق و الفجور في الأرض، فحينئذ تخرج دابة الأرض.

ثم لم [أجد] أحدا من شيوخنا الذين أدرکناهم يدلنا علي وقت هؤلاء الخلفاء الذين هم اثنا عشر قرشيا، لکنا ألفينا في تأليف أبي داود السجستاني ذکر حديث جابر بن سمرة المسند مکتوبا أول أخبار المهدي مبهمي الوقت، فاستدللنا بما في کتاب دانيال علي أن هؤلاء القوم انما يملکون الخلافة واحدا بعد واحد، بعد موت المهدي الذي يعرف في الأخبار اسمه و نسبه و صفته، و صفة عدله و استقامة أمره؛

ثم انا ألفينا في رواية أبي صالح، عن ابن عباس عند قول الله في سورة النور: (وعد الله الذين آمنا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) [18] .



[ صفحه 273]



يقول: ليسکننهم الأرض آمنين [غير] [19] خائفين (کما استخلف الذين من قبلهم) .

يعني من بني امية و بني العباس، فملک بني امية نيف و ثمانون سنة، و ملک بني العباس أکثر من مائة سنة، [20] ثم ذکرهم واحدا بعد واحد بصفاتهم الي أن قال:

ثم يخرج رجل من أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم من قبل المشرق يقود الجيوش لا يبقي جورا الا أبطله و أبدل مکانه عدلا، و لا يترک بابا من الظلم الا وسعه بالنصفة، و يظهر العدل و الأمن في زمانه، فيمکث في الأرض علي ذلک هاديا مهديا، و اماما مقسطا، و اسمه«محمد بن عبدالله» [21] من صفته أنه رجل ربعة، لونه مشرب حمرة، و هو شديد في جسمه، شجاع قلبه، شديد بأسه، يفرج الله به عن هذه الامة کل کرب، و يصرف الله عنهم بعدله کل ظلم و جور؛

ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلا خمسين و مائة سنة، [22] فستة من ولد الحسن، و خمسة من ولد الحسين، و واحد من ولد عقيل بن أبي طالب، و هو خيرهم!



[ صفحه 274]



ثم يموت، فيفسد الزمان، و تعود المناکير، و يهرب أهل المعروف و أهل الخير، و يعلو أهل الفساد و الفجور، فيظهرون ذلک حتي أنهم يتسافدون في الطرق کالحمير علانية، و لا يخافون مانعا؛

و عند ذلک يفتح يأجوج و مأجوج السد، و يسيرون في الأرض، فلا يأتون علي شجرة و لا علي ماء الا أکلوه و شربوه و أهلکوه، فالويل کل الويل لمن کان باقيا في ذلک الزمان؛

ثم تظهر الآيات البواقي بعد ذلک الي قيام الساعة.

و قال کعب الأحبار في رواية اسامة بن زيد، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن المثني بن هانئ، عنه:

خرجت اريد الاسلام فنزلت بيهودي يقال له«ذو قرنات»فقال لي: أين تريد؟ قلت: اريد هذا النبي الذي خرج من مکة، و نزل بيثرب.

فقال لي: ان کنت تريده، فاعلم أنه قد قبض في هذا اليوم.

قال کعب: فخرجت أقص الطريق، فاذا أنا برکب قد أقبلوا من قبل يثرب، فسألتهم عنه، فقالوا: انه قبض، و ارتد الناس بعده عن دينهم.

فانصرفت راجعا الي ذي قرنات، فأخبرته بما قالوا، فقال:

قد صدقوا في شي ء، و کذبوا في شي ء:

أما قولهم في أنه قبض فانهم صدقوا في ذلک، و أما قولهم ان الناس بعده ارتدوا عن دينهم، فقد کذبوا في ذلک، هذا دين يبقي الي يوم القيامة.

قال کعب: فقلت له: فمن يکون بعده؟ قال: السلم.

قلت: فمن يکون بعده؟ قال: القرن الحديد. [23] .

قلت: فمن يکون بعده؟ قال: الطيي السير.



[ صفحه 275]



قلت: فمن يکون بعده؟ قال: الهادي المهدي.

قلت: فمن يکون بعده؟ قال: العتريف المترف. [24] .

ثم ذکر واحدا يتلو الآخر بصفتهم الي أن قال:

ثم يکون اثنا عشر مهديا، [25] ثم ينزل روح الله من السماء، فيقتل الدجال.

ثم ذکر الآيات الي أن تفني الدنيا.

و قد روي عن أبي الجلد [26] - و اسمه جيلان بن فروة الجوني ثم البکري، و کان قد قرأ الکتب - أن رجلين من أهل النبي صلي الله عليه و آله و سلم يملکان سبعين سنة:

الأول منهما يملک ثلاثين سنة، و الثاني يملک أربعين سنة؛

فحدثني محمد بن حماد الدباغ، قال: حدثني أبوالربيع الزهراني، قال: نبا سلم بن قتيبة، قال: نبا أبوالعوام، عن أبي عمران الجوني، قال: قال أبوالجلد:

يملک هذه الامة خليفتان من قريش: أحدهما ثلاثين سنة، والذي يليه أربعين سنة.

و أما حاتم بن أبي صغيرة - و هو أبويونس القشيري - [27] في روايته عن أبي الجلد، فانه ذکر عنه أن رجلا من أهل بيت النبي يملک هو و ولده اثني و سبعين سنة، فجعل الثاني ابنا للأول، وزادت روايته هذه سنتين علي الرواية التي قبلها، فلم



[ صفحه 276]



يستبهم أمر هذين الرجلين علي أهل المعرفة بالتواريخ و أيام الماضين [من] الاثني عشر المذکور عددهم هذا، فيبقي من العدد الکامل الذي هو خمسون و مائة و ثمانون سنة [28] موزعة بين العشرة الباقون، فيلي بعضهم أکثر من. [29] .

10:220- قال عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي فيما روي من الملاحم، عن خالد بن أبي عمران، عن حذيفة بن اليمان، قال: انه سئل عن الولاة الذين يلون أمر هذه الامة، فذکر خلافة أبي بکر و عمر و عثمان، و علي، و بني امية، ثم خلافة ولد العباس، ثم ذکر السفياني، و يأجوج و مأجوج، و الدابة، و الدجال، و الخسف و المسخ، و الحيات ذوات الأجنحة اللواتي يسکن الهواء؛

ثم ذکر طلوع الشمس من مغربها.

و قال عند ذکر المهدي الحسني و القائمين بعده، و هم اثنا عشر مهديون: ثم يکون بعدهم مولي السبط الأکبر، و هو الحسن بن علي، فيملک أمر الامة أربع سنين، فيعيش معه الناس أطيب عيش؛

ثم يموت و لا يکون بعده للناس امام فيعود البلاء و الضيق و الفساد، [30] و الخوف و الجوع، و القتل الذريع، و موت الفجأة، و ذلک عند قيام الساعة.

فلنکتب الآن في هذا الباب الذي نحن عنده، الأخبار التي أتت بذکر الجبل الذي من ذهب، يحسر عنه الفرات فيقتل الناس عليه حتي يتلف أکثرهم، و يکون خسف يحول دون ذلک الذهب، و ذلک في عهد الدجال، و ما ذکر من الحوادث في أيامه و بعدها، و الله أعلم بذلک متي يکون، و هو العليم الخبير.



[ صفحه 277]




پاورقي

[1] الحديث مشهور و في کتب الخاصة و العامة مذکور، بأسانيد شتي و ألفاظ مختلفة راجع کتاب عوالم العلوم للبحراني - المجلد الخاص بالنصوص علي الأئمة الاثني عشر.

[2] ترجم له في الجرح و التعديل: 52:2، و المنتظم: 328:12.

[3] في الأصل«البقلي»تصحيف، و تقدمت ترجمته.

[4] في الأصل«الأکفاي»ترجم له في تاريخ بغداد: 64:14 و قال،: من بني ليث بن کنانة.

[5] في الأل«معني»تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 400:3، و الجرح و التعديل: 290:5، و سير أعلام النبلاء: 300:9.

[6] اختلف في اسم أبيه، راجع سير أعلام النبلاء: 176:6 رقم 83.

[7] أضفناها، و هو الصحيح، ترجم له في الجرح و التعديل: 249:6.

[8] في الأصل«الرقاشي»، ترجم له في تهذيب التهذيب: 139:1.

[9] في الأصل«عن»تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 438:5، و تهذيب التهذيب: 481:3.

[10] في الأصل«وهب»تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 106:6.

[11] في الأصل«عبد»ترجم له في تهذيب التهذيب: 28:4.

[12] في الأصل«الخضرمي»تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 95:2.

[13] أضفناها من المستدرک علي الصحيحين.

[14] کذا، و لم يذکر في المستدرک عبارة«کلهم من قريش».

[15] أضفناها من المستدرک، و فيه: ثم قال کلمة و خفض بها صوته.

[16] رواه الحاکم في المستدرک: 716:3 باسناده الي يونس بن أبي يعقوب (کذا) مثله.

و أخرجه في کنز العمال: 32:12، عن الطبراني، و ابن عساکر بالاسناد الي عون مثله الي قوله«کلهم من قريش».

[17] في الأصل«أبوالحسن». و في الکلام خلط بين.

أقول: ليت شعري کيف استنتج ابن المنادي أن المهدي هو الحسيني، من أولاد الامام الحسن عليه السلام!! فان کان ما ذکره استقراء من کتاب دانيال کما ذکر، فهو غير صحيح البتة، بقرينة ما سيورده - هو نفسه - لا حقا من کتاب دانيال في قوله«اذا مات المهدي»بلا وصف بالحسني، أو من أولاد الامام الحسن عليه السلام!! و الا فکيف يکون الحسيني من أولاد الامام الحسن عليه السلام؟! فلاحظ و تدبر.

[18] النور: 55.

[19] أضفناها للزومها السياق.

[20] قوله: يعني من بني امية... الي هنا هو من قول ابن المنادي ظاهرا، و لم نجد ما يعضده في کتب الفريقين، بل هو تحکم واضح لا أساس له، و ما يحفظه لنا التاريخ من أحداث رهيبة جرت في زمن بني امية و بني العباس و علي رأسها اراقة دم سبط الرسول الأعظم الامام الحسين عليه السلام خير ما يبطل هذا المعني ناهيک عما تقدم مما رواه ابن المنادي عن آخر کتاب دانيال بما لا يمت بأي صلة لهذا الکلام، فلاحظ.

[21] کذا، و هو مشابه لما يروي«و اسم أبيه اسم أبي»و کلاهما قول مردود لما صرحت به أکثر کتب الفريقين من أنه عجل الله فرجه ابن الامام الحسن العسکري عليهماالسلام، راجع في ذلک فرائد السمطين (مخطوط) بعدة طرق، ينابيع المودة: 442، أربعين أبي الفوارس: 38، مودة القربي: 95، مناهج الفاضلين: 239، مقتل الحسين للخوارزمي: 145، و راجع أيضا احقاق الحق: 13: 73 - 49.

[22] کذا، و لم نقف علي مراده و معناه.

[23] راجع في ذلک مجمع الزوائد: 65:9.

[24] قال في النهاية: 178:3، فيه«أنه ذکر الخلفاء بعده فقال:«أوه لفراخ محمد من خليفة يستخلف، عترف مترف، يقتل خلفي، و خلف الخلف»، العتريف: الغاشم، الظالم، و قيل: الداهي الخبيث، و قيل: هو قلب العفريت، الشيطان الخبيث».

[25] کذا، و قول هذا«اليهودي»خلاف لما أراده الله و بينه علي لسان رسوله، راجع تعليقتنا في أول هذا الباب.

[26] في الأصل«الخالد»تصحيف، و يأتي ذکره في الحديث التالي صحيحا، ترجم له في الجرح و التعديل: 547:2.

[27] في الأصل«القتيري»تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 461:2.

[28] کذا.

[29] کذا، و لم يتضح لنا مراد ابن المنادي من هذا الکلام.

[30] زاد بعدها في الأصل«و الضيق».