بازگشت

سياق المأثور في ذلک و فيما يتصل به


1:196- نبا علي بن سهل النسائي، قال: نبا عفان بن مسلم أبوعثمان الصفار، قال: نبا عبدالواحد بن زياد، قال: نبا الحارث بن حصيرة، قال: نبا زيد بن وهب، قال: قال أبوذر: لأن احلف عشر مرات أن ابن صائد هو الدجال، أحب الي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به، و ذلک أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعثني الي امه، فقال: سلها کم حملت به؟

فأتيتها، فسألتها، قالت: حملت به اثنا عشر شهرا، ثم أرسلني اليها، فقال: سلها عن صيحته حين وقع، فسألتها، فقالت: صاح صيحة صبي ابن شهرين.

قال أبوذر: ثم ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لقيه ذات يوم، فقال له: اني قد خبأت لک خبيا. فقال: خبيت في خطم شاة عفراء«الدخ»؛ [1] .

و ذلک أنه أراد أن يقول«الدخان»فلم يستطع، فقال«الدخ».

فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اخسأ فانک لن تسبق القدر.

و في رواية أخري أنه بعث الي ام الدجال يسألها عن مولده، فقالت:

ولدته مجنونا ممرورا. [2] .

2:197- حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، قال: نبا عفان بن مسلم، قال: نبا حماد بن سلمة، قال: نبا علي بن زيد، عن عبدالرحمن بن أبي بکرة، عن أبيه أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:

بمکث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور



[ صفحه 245]



أضر شيئا و أقله نفعا، تنام عيناه و لا ينام قلبه.

ثم نعت لنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أباه، فقال: أبوه رجل طوال ضرب اللحم، کأن أنفه منقار، و امه فرضا خية [3] طويلة الثديين.

قال أبوبکرة، فسمعنا بمولود ولد في اليهود في المدينة، فذهبت أنا و الزبير حتي دخلنا علي أبويه، فاذا نعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيهما، فقلنا لهما: هل لکما ولد؟

فقالا: مکثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أضر شيئا، و أقله نفعا، تنام عيناه و لا ينام قلبه!

فخرجنا من عندهما فاذا الغلام منجدل في قطيفة في الشمس، له همهمة، فکشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ فقلنا: و هل سمعت؟

فقال: نعم، و اني تنام عيناي و لا ينام قلبي.

قال حماد: و هو ابن صياد. [4] .

3:198- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا سعيد بن سليمان الواسطي المعروف بسعدويه، قال: نبا خلف بن خليفة، قال نبا أبومالک الأشجعي، عن أبي حازم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

أنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران: أحدهما نار تأجج، و الآخر ماء أبيض، فان أدرکه أحد منکم فليشرب من الذي يراه نارا، فان فيه ماء باردا، و اياکم و الآخر فانه الفتنة، و اعلموا أنه مکتوب بين عينيه«کافر»يقرأه من يکتب و من لا يکتب، و ان احدي عينيه ممسوحة عليها ظفرة، و انه يطلع في آخر أمره علي نهر



[ صفحه 246]



«الأردن»علي ثنية أفيق [5] کل أحد يؤمن بالله و اليوم الآخر ببطن الأردن، فانه يقتل [من] المسلمين ثلثا، و يهزم ثلث، و يبقي ثلث، فيقاتلوه حتي يحجز بينهم الليل، و ذکر باقي الحديث؛

ثم ينزل عيسي بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدرکه عند باب لد فيقتله. [6] .

و في الحديث کلام قد حذف منه، و أکبر ما فيه من رواية غير الصاغاني، و هو من حديث صفوان بن صالح المؤذن، عن الوليد بن مسلم، عن عبدالرحمن ابن يزيد بن جابر، و قد تداخلت الروايات، فليعلم ذلک.

4:199- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا يونس بن المؤدب، قال: نبا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: أتينا عثمان بن أبي العاص يوم الخميس [7] لنعرض عليه مصحفا لنا، فلما حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا، ثم روحنا الي الجمعة، فجلسنا الي رجل يحدث، ثم جاء عثمان بن أبي العاص، فتحولنا اليه، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

يکون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقي البحرين، و مصر بالجزيرة، [8] و مصر بالشام، فيفزع المسلمون ثلاث فزعات، فيخرج الدجال في أعراض جيش منهزم [9] من قبل المشرق، فأول مصر يرد اليه المصر الذي بملتقي البحرين، فيصير



[ صفحه 247]



أهله ثلاث فرق: فرقة تقيم، تقول«نشأمه و ننظر ما هو»و فرقة تلحق بالأعراب، و فرقة تلحق بالمصر الذي يليهم؛

و مع الدجال سبعون ألفا عليهم التيجان، و أکثرهم تبعة اليهود و النساء، ثم يأتي المصر الذي يليهم، ثم يأتي الشام، و ينحاز المسلمون الي عقبة أفيق، و يبعثون سرحا فيصاب سرحهم، فيشتد ذلک عليهم، و تصيبهم مجاعة شديدة و جهد حتي أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأکله؛

فبينا هم کذلک اذ نادي مناد من السحر: يا أيها الناس، أتاکم الغوث - يقول ذلک ثلاثا - فيقول بعضهم لبعض: ان هذا لصوت رجل شبعان؛

فينزل عيسي بن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أمير [10] الناس: تقدم يا روح [الله] فصلي بنا. فيقول: انکم معشر هذه الامة بعضکم امراء علي بعض، تقدم أنت فصل بنا. فيتقدم الأمير، فيصلي بهم.

فاذا انصرف أخذ عيسي بن مريم حربته، فيذهب نحو الدجال، فاذا رآه الدجال ذاب کما يذوب الرصاص، و يضع عيسي حربته بين يديه، [11] فيقتله؛

ثم ينهزم أصحابه و ليس شي ء يومئذ يخبئ منهم أحدا حتي أن الشجرة لتقول للرجل المؤمن: يا مؤمن هذا کافر، و حتي أن الحجر ليقول للرجل المؤمن: يا مؤمن هذا کافر. [12] .



[ صفحه 248]



5:200- حدثنا علي بن سهل النسائي، قال: نبا عبيد [13] الله بن موسي، قال: نبا شيبان بن عبدالرحمن، قال: يحيي بن أبي کثير، عن اسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالک، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم - في حديث طويل يذکر فيه قصة الدجال قال فيه -:

فيأتي الدجال حتي ينزل في ناحية من المدينة، فترجف عند ذلک ثلاث رجفات، فيخرج اليه کل کافر و منافق. [14] .

6:201- حدثنا علي بن سهل، قال: نبا عفان، قال: نبا حماد بن سلمة، عن اسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالک، قال: قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم:

ان الدجال يطأ الأرض کلها الا مکة و المدينة، فيأتي المدينة فيجد بکل نقب من نقابها صفوفا من الملائکة، و يأتي«سبخة الجرف»فيضرب هنالک رواقه، فترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج اليه کل کافر و منافق. [15] .

7:202- نبا عبدالله بن الصقر التميمي، [16] قال: نبا الحسين بن الأسود العجلي، قال: نبا عمرو بن محمد العنقزي، [17] قال: نبا اسماعيل بن رافع، [18] قال:



[ صفحه 249]



سمعت عمرو بن عبدالله الحضرمي، يقول: سمعت أباامامة الباهلي يقول:

خطبنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم، فکان أکثر خطبته حديثا حدثناه عن الدجال، فحذرناه، فکان من قوله يومئذ أن قال:

يا أيها الناس، انه لم تکن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، و ان الله تبارک و تعالي لم يبعث نبيا بعد نوح الا حذره امته، و اني آخر الأنبياء، و أنتم آخر الامم، و هو خارج فيکم لا محالة، فان يخرج و أنا حي بين أظهرکم فأنا حجيجه، و ان يخرج بعدي فکل امرئ حجيج نفسه، و ان الله خليفتي علي کل مسلم؛

انه يخرج من خلة بين العراق و الشام، فيعيث يمينا و يعيث [19] شمالا؛

يا عباد الله فاثبتوا فانه يبدأ فيقول: نا نبيکم! و لا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربکم! و لن تروا ربکم حتي تموتوا، و سأصفه لکم صفة لم يصفها لکم نبي لامته؛

انه أعور، و ان ربکم ليس بأعور، و انه مکتوب بين عينيه«کافر»يقرأه کل مؤمن کاتب و غير کاتب؛

و ان من فتنته أن معه جنة و نارا، فناره جنة و جنته نار، فمن لقيه منکم فليتفل في وجهه، و من ابتلي بناره فليستغث بالله، و ليقرأ فواتح سورة الکهف، تکون النار بردا و سلاما عليه کما کانت النار بردا و سلاما علي ابراهيم عليه السلام.

و ان من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت؛

و ان من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت ان أبعث لک أباک و امک، أتشهد أني ربک؟ فيقول: نعم. فيمثل له شيطانان علي صورة أبيه و امه، فيقولان له:

يا بني اتبعه فانه ربک!



[ صفحه 250]



و ان من فتنته أنه يرکب حمارا ما بين اذنيه أربعون ذراعا؛

و ان من فتنته أنه يصيح ثلاث صيحات فيسمعها أهل المشرق و أهل المغرب؛

و ان من فتنته أنه يتناول الطير من الهواء؛

و ان من فتنته أنه يتناول الشمس فيشقها؛

و ان من فتنته أن لا يبقي شي ء من الأرض الا وطئه، و ظهر عليه سبعة أيام الا مکة و المدينة، فانه لا يأتيهما من نقب من نقابها الا لقيته الملائکة بالسيوف مصلتة [20] حتي ينزل عند الظريب [21] الأحمر، عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقي منافق و لا منافقة الا خرج اليه؛

فتنفي المدينة الخبث عنها کما ينفي الکير خبث الحديد، و يدعي ذلک اليوم«يوم الخلاص». [22] .

فقالت ام شريک بنت أبي العکر: [23] يا رسول الله! فأين الناس [24] يومئذ؟قال: هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، و امامهم رجل صالح.

و ان من فتنته أنه يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتي تروح عليهم مواشيهم يومهم ذلک أعظم ما کانت و أسمنه؛



[ صفحه 251]



و ان من فتنته أن يمر بالحي فيکذبونه فلا تبقي لهم ماشية الا هلکت؛

ثم يسير حتي يأتي بيت المقدس، و فيه امام الناس فيحاصرهم، فبينا هو محاصرهم اذ نزل عليه عيسي بن مريم، حين يدخل امام الناس في صلاة الغداة، فاذا رآه ذلک الامام عرفه، فرجع يمشي القهقري ليتقدم عيسي، فيصلي بهم فيضع عيسي يده بين کتفي ذلک الامام فيقول له: صل أنت فانها لک اقيمت. فيصلي عيسي وراءه، فاذا انصرف ذلک الامام قالوا: [25] افتحوا الباب. وراء الباب الدجال معه سبعون ألف يهودي، کلهم ذو سيف محلي، و ساج.

و اذا فتح الباب نظر الدجال الي عيسي، فاذا رآه ذاب کما يذوب الملح في الماء، و کما يذوب الرصاص في النار، ثم ولي هاربا، فيقول له عيسي:

ان لي فيک ضربة لن تفوتني [26] بها. فيضربه عند الباب [27] الشرقي فيقتله؛

و يهزم الله اليهود، فيقتلون قتلا ما قتل أحد مثله قط، فلا يبقي شي ء يتواري به يهودي الا أنطق الله ذلک الشي ء، لا حجر، و لا شجر، و لا بهيمة الا أنطقه الله تبارک و تعالي، فيقول: يا عبدالله! يا مسلم! هذا يهودي فتعال فاقتله.

فيکون عيسي بن مريم في امتي حکما عادلا، و اماما مقسطا، يدق الصليب، و يذبح الخنزير، و يرفع الجزية، و يترک الصدقة [فلا يسعي] علي شاة و لا بعير، و يرفع الشحناء و التباغض، و تنزع حمة کل ذات حمة حتي يدخل الوليد يده في في الحية [فلا تضره] و ترعي [28] الوليدة الأسد فلا يضرها، و يکون الذئب في الغنم



[ صفحه 252]



کأنه کلبها، و تملأ الأرض من الاسلام [29] کما يملأ الاناء من الماء، و تکون الکلمة واحدة، و لا يعبد الا الله، و تضع الحرب أوزارها، و تسلب قريش ملکها، و تکون الأرض کفاثور [30] الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتي يجتمع البقر علي القطف - يعني العنقود - فيشبعهم، و يکون الفرس بالدريهمات، و يکون الثور بکذا و کذا من المال.

قيل: يا رسول الله! ما يرخص الفرس؟ قال: لا يرکب لحرب أبدا. قيل: فما يغلي الثور؟

قال: تحرث الأرض کلها، و تکون أيام الدجال أربعين سنة، و يکون الشهر کالجمعة، و الجمعة کاليوم، و آخر أيامه کالشرارة، يصبح أحدکم علي باب المدينة فما يبلغ بابها الآخر حتي يمسي!

قيل: يا رسول الله! فکيف يقدر الناس الصلاة في تلک الأيام القصار؟ [قال:] کما يقدرون منها في أيامکم هذه الطوال.

قال: و قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يأمر الله السماء أن تحبس ثلث قطرها، و يأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، فاذا کانت السنة الثانية أمر الله السماء فحبست ثلثي قطرها، و أمر الأرض فحبست ثلثي نباتها، فاذا کانت السنة الثالثة أمر الله السماء فلم تمطر قطرة، و أمر الأرض فلم تنبت خضراء، فلا يبقي ذو ظلف الا هلک الا ما شاء الله.

قيل: يا رسول الله! فماذا عيش [31] الناس يومئذ؟

قال: التسبيح و التحميد و التکبير و التهليل يجري ذلک عليهم [32] مجري



[ صفحه 253]



الطعام. [33] .

8:203- حدثني أحمد بن محمد بن عبدالله بن صدقة، قال: نبا يونس بن عبدالأعلي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عبدالرحمن بن شريح أنه سمع في مجلس موسي بن وردان - لا يدري أموسي کان يحدث أو غيره - عن أبي هريرة، قال: کنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في بعض حوائط المدينة، فذکر الدجال، فقرب من أمره حتي أن بعضنا يلتفت يظن أنه قد غشيهم.

و هذا حديث من حديث طويل فيه صفته، و ما يلقي الناس منه في مسيره من بلد، و ما يسحر به أعين الناس من التخيل الباطل، و کيف ينزل عيسي بن مريم، فيقتله، و غير ذلک من أحواله. [34] .

9:204- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا الليث بن سعد، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبدالله بن ثعلبة الأنصاري، يحدث عن عبدالرحمن ابن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف، يقول: سمعت ممع بن جارية يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول - في الحديث الطويل عن الدجال في آخره -:

فينزل عيسي بن مريم فيقتل الدجال بباب لد. [35] .

کان مجمع عم عبدالرحمن بن يزيد، و أما ابن ثعلبة هذا فانه عبدالله بن ثعلبة



[ صفحه 254]



الأنصاري، و قد روي هذا الحديث الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد [36] الله بن ثعلبة؛

ثعلبة هذا يروي بقية بن الوليد ذلک عنه، عن الزهري، و کذلک يروي العباس ابن الوليد العذري، عن أبيه، عن الأوزاعي سواء.

و أما محمد بن مصعب القرقساني [37] فانه يحدث عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبدالله بن ثعلبة لرواية الليث بن سعد، عن الزهري سواء.

10:205- حدثني جدي، قال: نبا يونس بن محمد المؤدب، [38] نبا أبوبکر محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: نبا الحسين بن محمد المروزي، قال: نبا شيبان [39] بن عبدالرحمن النحوي، عن قتادة، قال: حدثني عبدالرحمن بن آدم، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الأنبياء اخوة علات، [40] امهاتهم شتي، و دينهم واحد،



[ صفحه 255]



و أنا أولي الناس بعيسي بن مريم، لأنه لم يکن بيني و بينه نبي، [41] و أنه خليفتي علي امتي، و أنه نازل، فاذا رأيتموه فاعرفوه:

فانه رجل مربوع الي الحمرة و البياض، بين ممصرتين، [42] [کأن رأسه يقطر] [43] و ان لم يصبه بلل، و انه يکسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يفيض المال، و يقاتل الناس علي الاسلام، فيهلک الله في زمانه مسيح الضلالة الکذاب، و يوضع الآية في الأرض حتي ترعي الاسود مع الابل، و النمور مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم شيئا، فيمکث في الأرض أربعين، ثم يتوفي و يصلي عليه المؤمنون.

و روي هذا الحديث بطوله همام بن يحيي، عن قتادة، عن عبدالرحمن بن آدم کذلک الا أنه قال:

«و يصلي عليه المسلمون»، و قال:«أربعون سنة». [44] .

11:206- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: هذا الحديث ان کنت قرأته علي القاسم بن الفضل فقد قرأته عليه، و الا فانه حدثني به، و أکبر ظني أنه حدثني به، قال: حدثني به، قال:



[ صفحه 256]



کنا من وراء النهر، فانکسفت الشمس حتي نظرنا الي النجوم نهارا، و معنا رجل من الأنصار يقال له«موسي بن هشام»فقال قائل من القوم:

لقد کنت أري أنها الساعة! فقال موسي بن هشام: ولکن و الله ما کنت أري أنها الساعة، ولکن قد علمت أنها آية، و أنها ستنجلي.

فقال له رجل: أو ليس الله يقول: (لا تأتيکم الا بغتة) [45] ولکن من بينها أعلام، لا تکون الساعة حتي تکون تلک الأعلام؟

قال: فلعلک تقول: ان بعد ما تري عدلا، و انه سيکون مهدي، و ان الدجال حق؟

فقال: نعم، من عمل بطاعة الله فهو هاد مهدي، و سيکون في آخرالزمان خليفة [اسمه] اسم نبينا«محمد» [46] و ان الدجال حق، و ما بعث الله نبيا الا حذره امته.

و قد أخبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم امته به، و حدثهم أنه کائن منهم، يجمع لکم الروم، و تجمعون لهم، ويلي أمر هذه الامة رجل اسمه اسم نبيکم«محمد»من أکرم الخلائق علي الله عز و جل غير ثلاثة رجال: ابراهيم، و عيسي، و محمد، [47] و ان منتهي الولاية الي ابراهيم، و ان أولي الناس بابراهيم محمد.

يجمع لکم الروم و تجمعون لهم، فيقتتلون بأعماق، [48] فيشترط شريطة الموت، فيقاتلون حتي يمسوا، و يرجع کل غير غالب؛



[ صفحه 257]



ثم يلتقون ثانية کذلک، ثم يلتقون ثالثة فيقاتلون حتي يخلص الرئيسان أحدهما الي صاحبه، و يکون صاحب الناس يومئذ المهدي، فيقتل صاحب الروم، و تنهزم الروم، فيقتلهم المسلمون حتي يدخلوا القسطنطينية، فيملأون أيديهم من الغنائم.

فبينا هم کذلک اذ خرج الدجال من منازله المسماة«روشنقباذ» [49] فينصدع أهل البصرة علي ثلاثة أثلاث: ثلث يلحقون بالأعراب، و ثلث يلحقون بالشام؛ [50] .

ثم يسير حتي ينزل بساباط من أرض الکوفة، فينصدع أهل الکوفة حتي تتفرق ثلاثة أثلاث:

ثلث يلحقون بالأعراب، و ثلث يلحقون بالشام، و ثلث ينقطع بهم.

ثم يسير الدجال حتي ينزل عقبة أفيق من بيت المقدس، فيبعث الله ملکا يحول بينه و بين الطلوع، و يأتي المسلمين الخبر، فيرجعون حتي يأتوا بيت المقدس، و ينزل عيسي بن مريم بين الآذان و الاقامة [من] صلاة الغداة، فيعرفه المسلمون، فيقولون له: تقدم فيقول: لا، أنتم أئمة، يؤم بعضکم بعضا. فيصلي اماما أمامه، و يصلي عيسي خلفه؛

فاذا انصرفوا من الصلاة، سار عيسي بن مريم الي الدجال، فاذا نظر الي الدجال، ذاب کما يذوب الرصاص علي النار، و معظم أصحابه النساء و الأعراب و اليهود، فيقتل عيسي الدجال و يهرب أصحابه، فما من حجر و لا شجرة يستتر بها أحد منهم الا ناداه الحجر و الشجر: هلم هذا کافر فاقتله، غير شجرتين«الدفلي»و«الحرمل»فانهما من شجر اليهود.



[ صفحه 258]



و يفتح يأجوج و مأجوج، فيخرجون حتي ينتهوا الي البحيرة«بحيرة طبرية»فيبعث الله عليهم دودا و قرحا، يأخذ في أعناقهم فيقصفها، و ينزل الله القطر من السماء، کيوم أهبط آدم الي الأرض، حتي أن الوحش ترعي مع السباع، لا تعادي بعضها بعضا، و يوضع السلاح فلا يحمل سلاح للحرب، و حتي أن الرجل ليمر بالقبر، فيقول: يا فلان، لو تعلم ما نحن فيه لسرک!

و يمکث عيسي بن مريم بين أظهرهم أربعين عاما، فيکسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يقبض الله روح کل مؤمن، فيبقي بقيتهم في الأرض، فيعودون الي ما کان آباءهم يعبدون في الجاهلية، و يتسافدون في الطرق تسافد الحمير، و علي اولئک تقوم الساعة.

12:207- حدثنا يحيي بن عبدالباقي، قال: نبا العباس بن الوليد العذري، [51] قال: أخبرني أبي، قال: نبا الأوزاعي، قال: أخبرني الزهري، عن نافع مولي أبي قتادة الأنصاري، عن ابراهيم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال في حديثه عن الدجال:«کيف أنتم اذا نزل فيکم عيسي بن مريم، و امامکم منکم»؟ [52] .

13:208- حدثنا جدي قال: نبا علي بن بحر القطان، قال: نبا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني نافع مولي أبي قتادة الأنصاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فذکر مثله. [53] .

14:209- حدثنا جدي، قال: نبا علي بن بحر القطان، قال: نبا هشام بن



[ صفحه 259]



يوسف، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني طلحة بن عبدالله بن عوف، عن أبي بکرة الثقفي، [54] قال:خرج علينا النبي صلي الله عليه و آله و سلم يوما و قد أکثر الناس في شأن مسيلمة - و قال و لم يکن النبي قال فيه قولا - فقال:«أما بعد، فانکم قد أکثرتم في شأن هذا الرجل الذي قد أکثرتم في شأنه، ألا و انه کذاب من ثلاثين کذابا، يخرجون بين يدي المسيح الدجال، و انه ليس من بلد الا سيدخله رعب المسيح الدجال الا المدينة، و ذلک أن علي کل نقب من نقابها ملکين يذبان عنها رعب المسيح الدجال»فذکر حديثا هذا بعضه. [55] .

15:210- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد المؤدب، قال: نبا صالح بن عمر، قال: نبا عاصم بن کليب، عن أبيه، قال: سمعت أباهريرة يقول: احدثکم ما سمعت من رسول الله الصادق المصدق:

حدثنا رسول الله أبوالقاسم الصادق صلي الله عليه و آله و سلم:«ان الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس و فرقة، فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوما - الله يعلم ما مقدارها - و يزلزل المؤمنون زلزالا شديدا؛

فينزل الله عيسي بن مريم فيؤمهم، فاذا رفع رأسه من رکعته، قال:

سمع الله لمن حمده، قتل الله الدجال، و أظهر الله المؤمنين. [56] .



[ صفحه 260]



فلنقطع الآن هذا الباب هيهنا، و لنذکر عدة الخلفاء الکائنين بعد الحسني، و هم علي ما أدت الأخبار السنيدة التي أوردها جابر بن سمرة، و عبدالله بن عمرو ابن العاص، و أبوجحيفة السوائي، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم اثنا عشر خليفة، کلهم قرشيون مهديون، مکتوبا ذلک في الباب الذي قد انتهينا اليه.



[ صفحه 261]




پاورقي

[1] في مسند أحمد«خبيت لي خطم... و الدخ».

[2] رواه أحمد في مسنده: 148:5 باسناده الي عفان بن مسلم مثله.

[3] قال في النهاية: 433:3 في حديث الدجال أن امة کانت فرضا خية أي ضخمة عظيمة الثديين.

[4] رواه الترمذي في السنن: 449:4 و أحمد في مسنده: 40:5 باسناديهما الي حماد ابن سلمة مثله، عنهما کنز العمال: 304:14.

[5] أفيق: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، و العامة تقول فيق. معجم البلدان: 233:1.

[6] رواه الحاکم في المستدرک: 536:4 ح 8507 باسناده الي سعيد بن سليمان مفصلا مثله.

[7] في المستدرک«الجمعة».

[8] «بالحيرة»«خ».

[9] في کنز العمال«في أعراض الناس فينهزم»و في مستدرک الحاکم«و في عراض جيش فيهزم».

[10] في المستدرک«امام».

[11] في مستدرک الحاکم«ثندوته». الثندوة للرجل کالثديين للمرأة.

[12] رواه الحاکم في المستدرک: 525:4 باسناده الي حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، و علي بن زيد، عن أبي نضرة مثله، و قال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط مسلم بذکر أيوب السختياني، و لم يخرجاه. و أخرجه في کنز العمال: 328:14 عن مسند أحمد، و ابن عساکر بالاسناد عن عثمان مثله.

[13] في الأصل«عبد»ترجم له في تهذيب التهذيب: 34:4.

[14] رواه أحمد في مسنده: 191:3 باسناده الي اسحاق بن عبدالله (مثله) .

[15] انظر التخريجة السابقة.

[16] کذا، و المذکور في تاريخ بغداد: 489:9 رقم 5113«عبدالله بن الصقر بن نصر السکري».

[17] في الأصل«العبقري»تصحيف، ترجم له في الجرح و التعديل: 262:6، و قال: العنقز: شي ء ينسب اليه.

و قال السمعاني في الأنساب: 253:4 بعد أن ذکره: العنقز: هو المرزنجوش.

[18] في الأصل«نافع»تصحيف، و ما أثبتناه هو الموجود في سند ابن ماجة. ترجم له في الجرح و التعديل: 169:2.

[19] في الأصل«فيغيث يمينا، و لا يغيث شمالا».

[20] في سنن ابن ماجة«صلتة».

[21] في الأصل«الضراب». و الظريب: تصغير ظرب و الظراب: الجبال الصغار.

[22] في الأصل«الاخلاص».

[23] في الأصل«العسکر»تصحيف. و قد اختلف في نسبها، راجع ترجمتها في الاصابة و الاستيعاب و اسد الغابة و الجرح و التعديل.

[24] في السنن«العرب».

[25] کذا، و في سنن ابن ماجة«قال عيسي».

[26] في سنن ابن ماجة«تسبقني».

[27] في سنن ابن ماجة«باب اللد».

[28] في سنن ابن ماجة«و تفر». و في عقد الدر«تنفر».

[29] في سنن ابن ماجة«السلم»و هو الظاهر.

[30] الفاثور: الخوان.

[31] في سنن ابن ماجة«فما يعيش».

[32] في الأصل«يجزي عنهم».

[33] رواه نعيم في الفتن: 535:2، باسناده الي عمرو بن عبدالله الحضرمي (مثله) ، و ابن ماجة في السنن: 1359:2 باسناده الي اسماعيل بن رافع، عن أبي زرعة، عن أبي امامة الباهلي مثله، عنه عقد الدرر: 339.

[34] روي نحو الحاکم في المستدرک: 537:4 ح 216 باسناده الي النواس الکلابي نحوه.

[35] انظر التخريجة السابقة.

[36] في الأصل«عبيد»ترجم له في تهذيب التهذيب: 104:3.

[37] ترجم له في تهذيب التهذيب: 272:5 رقم 7434، و قال: قال أبوداود: سمعت أحمد يقول: حديث القرقساني، عن الأوزاعي مقارب... و قال: قال صالح بن محمد: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة، و قد روي عن الأوزاعي غير حديث، کلها مناکير، و ليس لها اصول.

أقول: و ابن المنادي في کلامه هذا- و هو من خريتي صناعة الرجال - يدعم رواية القرقساني هنا بما يورده من طرق اخري صحيحة لهذه الرواية، فلاحظ.

[38] في الأصل«المؤذن»تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 351:14.

[39] في الأصل«سنان»تصحف، ترجم له السمعاني في الأنساب: 469:5.

[40] قال في النهاية: 291:3: و فيه«الأنبياء أولاد علات»أولاد العلات: الذين امهاتهم مختلفة و أبوهم واحد، أراد أن ايمانهم واحد، و شرائعهم مختلفة.

[41] في فتن نعيم«رسول». قال المسعودي في مروج الذهب: 212:3:... ظهر نبي من بني عبس بين عيسي و محمد صلي الله عليه و آله و سلم يقال له«خالد بن سنان».

[42] في کنز العمال«عليه ثوبان ممصران». قال في النهاية: 336:4، في حديث عيسي عليه السلام:«ينزل بين ممصرتين»الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة.

[43] أضفناها من سنن أبي داود.

[44] روه نعيم في الفتن: 575:2 باسناده الي معمر، عن قتاده مثله، و أبوداود في السنن: 117:4 ح 4324 باسناده الي همام بن يحيي، عن قتادة مثله. و أخرجه في کنز العمال: 336:14 ح 38856 عن مسند أحمد بالاسناد الي أبي هريرة مثله.

[45] الأعراف: 187.

[46] زاد بعدها في الأصل«أحمد».

[47] کذا، و لم نقف فيما وصل الينا من أحاديث عنه صلي الله عليه و آله و سلم ما يشابه هذا اللفظ، و الله أعلم.

[48] قال في معجم البلدان: 222:1: الأعماق: جاء ذکره في فتح القسطنطينية، قال: فينزل الروم بالأعماق و بدابق، و لعله جاء بلفظ الجمع، و المراد به العمق: و هي کورة قرب دابق بين حلب و انطاکية.

[49] کذا، و الظاهر أنها تصحيف«روستقباذ». قال في معجم البلدان: 79:3، روستقباذ: هو طسوج من طساسيج الکوفة في الجانب الشرقي من کورة استان شاذقباذ.

[50] هنا سقط علي الظاهر، اذ لم يذکر الثلث الثالث، و قد تقدم أن الثلث الثالث يترکون ذراريهم خلف ظهورهم.

[51] هو أبوالفضل العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 471:12.

[52] رواه نعيم في الفتن: 574:2 ح 1605 باسناده الي الزهري مثله.

و أخرجه في کنز العمال: 332:14 عن صحيح مسلم باسناده الي أبي هريرة.

[53] رواه نعيم في الفتن: 574:2 ح 1605 باسناده الي الزهري مثله.

و أخرجه في کنز العمال: 332:14 عن صحيح مسلم باسناده الي أبي هريرة.

[54] هو نفيع بن الحارث، الصحابي المعروف.

[55] رواه نعيم في الفتن: 550:2 ح 1546 باسناده الي معمر مثله.

[56] أورده في مجمع الزوائد: 668:7 ح 12543 بالاسناد الي أبي هريرة مثله و فيه:«و ظهر المسلمون»، ثم زاد في آخره: فأحلف أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أباالقاسم الصادق المصدوق صلي الله عليه و آله و سلم قال:«انه لحق، و أما أنه قريب، فکل ما هو آت قريب».

رواه البزار، و رجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر، و هو ثقة.