بازگشت

سياق العود الي ذکر الابلة و البصرة


1:105- حدثني الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي، عن أبيه، عن الربيع ابن أنس، عن رجل لم يسمه، قال:

جاء رجل الي عبدالله بن مسعود، فقال له:

يا أباعبدالرحمن! اني اريد أن أسکن البصرة.

فقال له: لا تسکنها. قال: ثم رد عليه السؤال، فرد ابن مسعود عليه الکلام الأول، فقال له الرجل: لابد لي من ذلک.

فقال له ابن مسعود: فان کان لابد لک من ذلک، فاسکن رابيها و لا تسکن سبختها [1] فانه قد خسف بها مرة، و سيخسف بها ثانية.

قال الربيع بن أنس: بلغنا في الخسف الأول الذي کان بالبصرة أنه کان بها من الحکام خمسة حکام سوء: أحدهم جائر، و الآخر حائر، و الآخر مخطئ، و الآخر خاطئ، و الآخر يسمي حمال الخطايا، فانطلق رجل مسکين، فحمل امرأته علي حمار يتطلب الرفاغية [2] و الرزق.

فأتي البصرة، فلما ذهب ليدخلها، قال له الجلوازي: لا تدخلها حتي تؤدي درهمين! قال له: [أنا] انسان مسکين، و ليس عندي شي ء، و انما جئت أطلب الرفاغية و الرزق. فقال: لا تدخلها حتي تؤدي درهمين، فأعطاه.



[ صفحه 171]



ثم مضي الرجل، فقال للناس: ان هذا قد ظلمني و أخذ مني درهمين، فهل هاهنا من أحد يعدني [3] عليه؟ قالوا: نعم هاهنا حائر.

فانطلق اليه، فاستعدي، و أخبره مما صنع جائر، فقال:

لا تبرح حتي تؤدي أربعة دراهم! قال: فأخذ منه أربعة دراهم.

ثم مضي فأخبر الناس بما صنع به جائر، و حائر، و قال:

هل هاهنا أحد يعدني عليهما؟

قالوا: نعم ائت خاطئا فانه يعديک.

فأتاه فأخبره بما صنع جائر و حائر، فقال:

لا تبرح حتي تؤدي ثمانية دراهم! قال: فأخذ منه ثمانية دراهم.

فقال: أما من أحد يعدني علي هؤلاء؟ قالوا: بلي، مخطئ فأتي مخطئا، فذکر له ذلک، فقال:

لا تبرح حتي تؤدي ستة عشر درهما!

فقال: لا، و الله ما عندي شي ء انما جئت أطلب الرفاغية و الرزق و الخير.

قال: فضربوه و ضربوا امرأته، حتي أسقطت، و کانت حاملا، و قطعوا ذنب حماره.

فقال: أما من أحد يعدني علي هؤلاء؟ فقالوا له: ائت حمال الخطايا.

فأتاه، و ذکر ذلک له: فقال:

خذوا امرأته، ولتکن عندکم حتي تحيل، [4] و خذوا حماره فاحملوا عليه حتي ينبت ذنبه!!

فأخذوا امرأته، و حماره و ترکوه.



[ صفحه 172]



قال: فتنحي و برز الي المحراب، فصلي رکعتين، و دعا عليهم، فخسف بهم، فهو الخسف الأول الذي کان بالبصرة.

2:106- اخبرت عن عبدالله بن الصباح، قال: نبا عبدالعزيز بن عبدالصمد، قال: نبا موسي الحناط [5] - لا أعلمه الا ذکره [عن] موسي بن أنس، عن أنس بن مالک، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:

يا أنس! الناس سيمصرون أمصارا، و أن مصرا منها يقال له«البصرة»- أو البصيرة - فان أنت مررت بها، أو دخلتها فاياک و سباخها، و کلاها، و سوقها، و باب امارتها، و عليک بضواحيها، فانه يکون بها خسف و قذف و رجف، و قوم يبيتون فيصبحون قردة و خنازير. [6] .

3:107- حدثنا جعفر بن محمد بن شاکر الصائغ، قال: نبا هوذة بن خليفة، قال: نبا عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير، قال:

سمعت أباموسي الأشعري يقول:

ان لهذه - يعني البصرة - أربعة أسماء: البصرة، و الجزيرة، و تدمر، و المؤتفکة. [7] .

4:108- حدثني هارون بن علي بن الحکم المزوق، قال: نبا محمد بن اشکاب، قال: نبا سهل بن حاتم، قال: نبا عمران، عن السميط، قال:

قال کعب الأحبار: کأني بمسجد البصرة في لجة البحر کأنه جؤجؤ سفينة. [8] .



[ صفحه 173]



و في رواية مقاتل بن سليمان، عن الضحاک بن مزاحم، عن ابن عباس في قول الله عز و جل (و ان من قرية الا نحن مهلکوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا کان ذلک في الکتاب مسطورا) [9] قال: يعني ان ذلک في اللوح المحفوظ مکتوب، ان ذلک لا محالة کائن، ليس منه بد، فهلاک مصر انقطاع نيلها، و هلاک الزوراء بالخسف، و هلاک البصرة من قبل الماء، و ذکر مدنا بعد ذلک کثيرة. [10] .

5:109- و في کتاب ابراهيم الذي يقال له الامام، [11] ذکر حوادث کثيرة، فمنها:

من البصرة يخرج رجل من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام کل من يتبعه [هم] بنو تميم، يکون غرق البصرة من عين بالخبطان بالقارة [12] من البصرة، تغرقها حتي يري أعلي مسجدها کجؤجؤ الطائر في لجة البحر. [13] .



[ صفحه 174]




پاورقي

[1] في الأصل«سختها»قال ابن الأثير في النهاية: 333:2 و فيه:«أنه قال لأنس - و ذکر البصرة - ان مررت بها و دخلتها فاياک و سبخها و کلأها»السباخ: جمع سبخة، و هي الأرض التي تعلوها الملوحة، و لا تکاد تنبت الا بعض الشجر.

[2] يقال: عيش رافغ: أي واسع.

[3] أعدي فلانا علي فلان: نصره و أعانه و قواه.

[4] الحائل: کل أنثي لا تحمل.

[5] في الأصل«الخياط». ترجم له في تهذيب التهذيب: 559:5.

[6] رواه أبوداود في سننه بهذا الاسناد: 113:4 ح 4307.

[7] قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للمنذر بن الجارود: يا منذر! ان للبصرة ثلاثة أسماء سوي البصرة في الزبر الأول لا يعلمها الا العلماء: منها الخريبة، و منها تدمر، و منها المؤتفکة. راجع شرح النهج لابن ميثم، عنه البحار: 225:60.

[8] ورد هذا الحديث بالفاظ مختلفة و أسانيد عديدة، انظر البحار: 254:32 و ج 224:60 ح 58، و معجم البلدان: 436:1، و غيرها.

[9] الاسراء: 58.

[10] انظر تفسير علي بن ابراهيم: 411:1، و مجمع البيان: 264:6، و البحار: 226:60 نقلا عن شرح النهج لابن ميثم، و التشريف بالمنن لابن طاووس: 252 عن ابن عباس نقلا عن فتن السليلي.

[11] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 379:5 رقم 173، و المصادر المذکورة بهامشه و هو السيد أبواسحاق ابراهيم بن محمد بن علي بن حبر الأمة عبدالله بن العباس الهاشمي.

[12] کذا.

[13] انظر کتاب التشريف بالمنن لابن طاووس: 253.