سياق الميسور في ملحمة الزنج بالبصرة
1:97- حدثنا محمد بن عبدالملک بن مروان أبوجعفر [1] الواسطي المعروف بالدقيقي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، عن سعيد بن جمهان، عن [ابن] [2] أبي بکرة، عن أبيه، قال:
ذکر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أرضا يقال لها«البصرة»أو«البصيرة» [3] الي جنبها نهر يقال له«دجلة»ذو نخل کثير، فينزل به بنو قنطوراء، قال:
فيفترق الناس ثلاث فرق:
فرقة تلحق بأهلها، و فرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم فيقاتلون، فقتلاهم شهداء، و يفتح الله علي بقيتهم.
قال لنا أبوجعفر الدقيقي: و أما الفرقة الثالثة فانها سقطت علي من کتابي. [4] . [5] .
2:98- حدثنا أبوجعفر محمد بن عبدالملک الدقيقي، قال: نبا هشام بن عبدالملک أبوالوليد الطياليسي، قال: نبا حشرج بن نباتة، قال:
[ صفحه 164]
حدثني سعيد بن جمهان، عن عبيدالله [6] بن أبي بکرة، عن أبيه، قال:
قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«لتنزلن طائفة من امتي أرضا يقال لها«البصرة»فيکثر بها عددهم، و يکثر بها عدد نخلهم، ثم يجي ء بنو قنطوراء، عراض الوجوه، صغار الأعين، حتي ينزلوا علي نهر لهم يقال له«دجلة»فيفترق المسلمون ثلاث فرق:
فأما فرقة فتأخذ بأذناب الابل تلحق بالبادية، و أما فرقة فتأخذ علي أنفسهم و کفرت، فهذه و تلک سواء، و لنا فرقة فيجعلون عيالهم خلف ظهورهم و يقاتلون، فقتلاهم شهداء، و يفتح الله علي بقيتهم.
ثم ذکر الحديث الي آخره مثل حديث أبي الوليد الماضي [7] حرفا بحرف، و لم يسم ابن أب بکرة. [8] .
3:99- حدثنا ابراهيم بن موسي أبواسحاق التوزي، [9] قال: نبا هارون بن عبدالله بن مروان أبوموسي السمسار، [10] قال: نبا أبوالنعمان عارم بن الفضل، [11] قال:
[ صفحه 165]
نبا عبدالوارث بن سعيد، قال: نبا مسلم بن أبي بکرة، عن أبيه، قال: قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم:
«ان اناسا من امتي ينزلون غائطا [12] يقال له«البصرة»عنده نهر يقال له«دجلة»و يکون من أمصار المهاجرين، فاذا کان في آخرالزمان جاءه بنو قنطوراء، قوم عراض الوجوه، صغار الأعين حتي ينزلوا بشاطي ء النهر، فيفترق أهلها علي ثلاث فرق:
فأما فرقة فيأخذون بأذناب الابل فيهلکون.
- و فيه کلام انقطع علي عارم بن الفضل.
و قد روي هذا الحديث عبدالصمد بن عبدالوارث، عن أبيه [13] -؛
و فرقة يأخذون لأنفسهم و هلکوا؛
و فرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم و يقاتلون، و هم الشهداء». [14] .
4:100- حدثنا ابراهيم بن موسي التوزي. قال: [نبا] أحمد بن [منصور بن] سيار [15] أبوبکر الرمادي، قال: نبا أبومعمر، واسمه عبدالله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري البصري، قال: نبا عبد [16] الوارث بن سعيد، عن مسلم بن أبي بکرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:
«ان اناسا من امتي سينزلون بغائط [17] يسمونه البصرة»
[ صفحه 166]
فذکر الحديث و زاد فيه، قال:
«و يهلکوا، و أما فرقة فيأخذون لأنفسهم و کفروا، و أما فرقة فيجعلون ذراريهم وراء ظهورهم و يقاتلون، و هم الشهداء».
و رواه عبدالصمد بن عبدالوارث، عن أبيه کذلک. [18] .
5:101- حدثني هارون بن علي بن الحکم المزوق، قال: نبا ابراهيم بن سعيد الجوهري، عن علي بن الحکم، عن شهر بن حوشب، قال:
يکون في [19] شعبان صوت، و في رمضان هادة، [20] و في شوال معمعمة، [21] و في ذي القعدة تحارب القبائل، و في ذي الحجة يسلب الحاج، و في المحرم - يقولها ثلاثا - و في صفر الأصفار يقتل کل جبار عند مجتمع الأنهار، و قال: العجب - قالها ثلاث مرات - بين جمادي و رجب. [22] .
فبلغني عن سليمان بن شرحبيل [23] الدمشقي، قال: نبا اسماعيل بن عياش [24] .
[ صفحه 167]
الحمصي، عن ابن عباس في قصة سطيح، و ما تکلم به في الحوادث الکائنة أنه قال:و في صفر الأصفار يقتل کل جبار عند مجتمع الأنهار، و لا ينفعهم نوم و لا قرار. [25] .
و قد رأينا تصديق هاتين الروايتين، و ذلک في أول صفر سبعين و مائتين حين قتل الله صاحب الزنج [26] الذي خرج بالبصرة فقتل بينه و بين امراء المسلمين خلق ما وقف علي احصائهم کثرة لأن القتال دام بين الفئتين عشر سنين، و کان ذلک في صفر عند مجتمع الأنهار، و کان في نفسه جبارا قتالا.
فأما الجيش المذکور شأنهم في الأخبار بأنهم يخربون الکعبة البيت الحرام فاولئک غير هؤلاء، و ما أقرب مجي ء تصديق الأخبار الجائية فيهم.
فلنکتب ما تيسر من أخبارهم في هذا الفصل الذي نحن عنده، و بالله التأييد.
[ صفحه 168]
پاورقي
[1] في الأصل«بن جعفر»تصحيف لما في المتن، و ذکر صوابه في آخر الحديث، راجع في ترجمته تهذيب التهذيب: 190:5.
[2] أثبتناها لرواية سعيد بن جمهان عن أولاد أبي بکرة، راجع تهذيب التهذيب: 298:2، و لرواية أولاد أبي بکرة عن أبيهم کما في سير أعلام النبلاء: 5:3، و بقرينة الأسانيد التالية.
[3] الترديد من الراوي.
[4] يأتي ذکرها في ح 3 الآتي.
[5] رواه نعيم في الفتن: 678:2 ح 1907 باسناده الي أبي بکرة مثله، عنه التشريف بالمنن لابن طاووس: ص 192 و 332، و أخرجه في کنز العمال: 218:14 مثله.
[6] في الأصل«عبدالله»تصحيف، ذکره في تهذيب التهذيب: 623:5، عند ترجمته لأبيه نفيع بن الحارث.
[7] بقرينة قوله«ثم ذکر الحديث الي آخره...»أن هنالک حديثا آخر بسند آخر سقط من النساخ، باعتبار أن الحديث الثاني هو نفسه برواية أبي الوليد، فتأمل.
[8] انظر التخريجة السابقة.
[9] في الأصل«الثوري»تصحيف و کذا بعدها، هو ابراهيم بن موسي بن اسحاق، أبواسحاق الجوزي المعروف بالتوزي. راجع تاريخ بغداد: 185:6.
[10] کذا، و لم نقف علي وصفه بالسمسار في کتب التراجم، و المذکور فيها أبوموسي البزار المعروف بالحمال، راجع تاريخ بغداد: 21:14 و المصادر المذکورة بهامشه.
[11] ترجم له في تهذيب التهذيب: 240:5، و فيه: محمد بن الفضل السدوسي، أبوالنعمان البصري، المعروف بعارم.
[12] الغائط: المطمئن من الأرض.
[13] في الأصل«أئمة»تصحيف لما في المتن، و هو عبدالوارث بن سعيد.
[14] انظر التخريجة السابقة.
[15] في الأصل«سمار»تصحيف. ترجم له في تاريخ بغداد: 358:5، و تهذيب التهذيب: 119:1.
[16] في الأصل«عبدالواحد الوارث»تصحيف بين.
[17] في الأصل«غاية»تصحيف بقرينة الحديث السابق.
[18] انظر التخريجة السابقة.
[19] في الأصل«في ذلک».
[20] الهادة: الرعد. مؤنث الهاد، و هو صوت من البحر فيه دوي. و في بقية المصادر«هدة».
[21] المعمعة - جمعها«معامع»-: صوت الحريق في القصب و نحوه، صوت الأبطال في الحرب، و شدة الحر. و المعامع: الحروب و الفتن.
[22] رواه نعيم في الفتن: 226:1 عن شهر بن حوشب، عن رسول صلي الله عليه و آله و سلم. و راجع في ذلک کتابنا الموسوم ب«علامات ظهور صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف مرتبة زمنيا»و هو الآن قيد الطبع.
[23] في الأصل«شرحيل». قال السمعاني في الأنساب: 22:2، أبوالقاسم سليمان بن شرحبيل الجبلاني - نسبة الي جبلان، و هو بطن من حمير - من أهل الشام.
[24] في الأصل«عباس»تصحيف.
[25] راجع التخريجة السابقة.
[26] قال ابن الأثير في الکامل: 53:6: کان خروج صاحب الزنج يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر رمضان سنة 255، و قتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين و مائتين...
و قال في ج 346:5 من الکتاب المذکور: و زعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام...
- و قال الطبري في تاريخه: 543:7: و کان اسمه و نسبه فيما ذکر:
علي بن محمد بن عبدالرحيم، و نسبه في عبدالقيس...
أقول: و المروي عن الامام الحسن العسکري عليه السلام أنه قال:
«و صاحب الزنج ليس منا أهل البيت»مناقب آل أبي طالب: 429:4.