سياق الميسور فيما اثر في ترخيص البداوة اذا وقعت الفتن
1:36- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا حبيب بن شهاب بن مدلج العنبري، [1] قال: سمعت أبي يقول:
أتينا ابن عباس أنا و صاحب لي، فلقينا أبوهريرة عند باب ابن عباس، فقال لنا: من أنتما؟ فأخبرناه، فقال: انطلقا الي ناس علي تمر و ماء [انما يسيل واد بقدره] . [2] فقلنا: کثر الله خيرک، استاذن لنا علي ابن عباس. قال: فاستأذن لنا عليه، قال: فبينما ابن عباس يحدث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:
خطب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم تبوک، فقال:
«ما في الناس مثل رجل أخذ بعنان فرسه يجاهد في سبيل الله، و يجتنب شرور الناس، [و] مثل رجل باد في غنمه، يقري الضيف، و يؤدي الحق».
قلت: أقالها؟ قال: نعم، قالها. فکبرت الله و حمدته و شکرته. [3] .
2:37- و أخبرنا عبدالله بن محمد بن ناجية، قال: نبا أبومعمر اسماعيل بن ابراهيم بن معمر الهذلي، قال: حدثنا جرير بن عبدالحميد، و سفيان بن عيينة، و يزيد بن هارون، و عبدالله بن نمير، أربعتهم، عن يحيي بن سعيد، عن عبدالرحمن ابن عبدالله - قال أبومعمر أخطأ سفيان بن عيينة في اسمه، فقال: عن عبيدالله و انما اسمه عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة - عن أبيه أبي طوالة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
[ صفحه 124]
قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يوشک أن [يکون] [4] خير مال الرجل [5] غنيمات يتبع بها شعف الجبال، و مواقع القطر يفر بدينه من الفتن. [6] .قال سفيان بن عيينة: فلقيت عبدالله هکذا قال، و هو خطأ أنا هو عبدالرحمن کما قال يزيد بن هارون، و جرير بن عبدالحميد، و عبدالله بن نمير؛
فحدثني بهذا الحديث عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم.
[و] رواه مالک بن أنس، [7] عن عبدالرحمن عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة [أبيه] عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم.
3:38- حدثنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل بن أبي اسماعيل [8] القاضي مولي الأزد، قال: نبا ابراهيم بن حمزة الزبيري، قال: نبا المغيرة بن عبدالرحمن بن الحارث المخزومي، عن يزيد بن أبي عبيد، أن سلمة بن الأکوع قدم علي الحجاج بن يوسف [9] [فقال له:] [10] أتعربت بعد الهجرة؟
[ صفحه 125]
قال: لا، ولکن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أذن لي في البدو. [11] .
4:39- حدثنا جعفر بن محمد بن شاکر [12] أبومحمد الصائغ، قال: نبا قبيصة ابن عقبة، قال: نبا سفيان الثوري، عن أبي حصين، عن حذيفة بن اليمان، قال:
سيأتي عليکم زمان لا ينجو منه الا الذي نهي عن التعرب بعد الهجرة. [13] .
5:40- حدثني جدي؛، قال: نبا يونس بن محمد المودب، قال: نبا عبدالواحد بن زياد، قال: نبا ليث هو ابن أبي سليم، قال: حدثني طاووس عن ام مالک البهزية، قالت:
قال رسول الله: خير الناس في الفتنة رجل معتزل في ماله، يعبد الله ربه، يؤدي حقه، و رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله يخيفهم و يخيفونه. [14] .
6:41- قال: نبا علي بن سهل بن المغيرة النسائي، [15] قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، قال: أخبر عبدالمجيد بن أبي يزيد، أبوعمرو البصري، قال:
مررنا بالرخيخ [16] فأتينا رجلا من بني عامر يقال له«العداء بن خالد بن
[ صفحه 126]
هوذة»فقال: من أنتم؟ قلنا: أهل البصرة.
قال: ما فعل يزيد [بن] المهلب؟ [17] قلنا: هو ذاک يدعو الناس الي کتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم. قال: و فيم هو و ذاک؟ قلنا: فما تأمرنا أن نکون مع هؤلاء أم نقعد في بيوتنا؟ [قال:] ان تقعدوا تفلحوا و ترشدوا، ثم قال: حججت مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حجة الوداع، فرأيت رسول الله قائما في الرکابين ينادي يوم عرفة:
ألا ان دماءکم و أموالکم عليکم حرام، کحرمة يومکم هذا، في شهرکم هذا، في بلدکم هذا الي يوم تلقون ربکم عز و جل، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم.
اللهم اشهد. [18] .
[ صفحه 127]
7:42- حدثنا جدي، قال: نبا وهب بن جرير، قال: نبا شعبة، [19] عن المغيرة ابن النعمان، عن سعيد بن جبير، قال:اختلف أهل الکوفة في هذه الآية (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما) [20] فرحلت الي ابن عباس، فقال: لقد نزلت في آخر ما نزل، و لم ينسخها شي ء.
و کذلک رواه عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. [21] .
8:43- أخبرنا عبدالله بن محمد بن ناجية، قال: نبا أبومعمر اسماعيل بن [ابراهيم بن] معمر الهذلي، [22] قال: نبا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني، [23] و يحيي الحائر، [24] و ثابت الثمالي، کلهم عن سالم [25] بن أبي الجعد، عن ابن عباس أنه قيل له:
ما تقول فيمن قتل مؤمنا متعمدا، ثم تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي؟
[ صفحه 128]
فقال: و أني له الهدي، لقد أنزلها الله [26] علي نبيکم فلم ينسخها بعد اذ أنزلها.
و قال مرة اخري: و أني له الهدي!؟ سمعت نبيکم صلي الله عليه و آله و سلم يقول:
«يجي ء المقتول يوم القيامة تشخب أوداجه دما حتي يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني»؟! [27] .
9:44- حدثنا أبوقلابة عبدالملک بن محمد الرقاشي، [28] قال: نبا يحيي بن حماد، قال: نبا أبوعوانة، عن الأعمش، عن شمر [29] بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن ام الدرداء، [30] عن أبي الدرداء، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال:
يجي ء المقتول يوم القيامة علي الجادة، فاذا مر به قاتله، أخذه حتي ينطلق به الي ربه، فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول له تبارک و تعالي:«فيم قتلته»؟ فيقول: أمرني فلان! فيعذب القاتل له و الآمر. [31] .
[ صفحه 129]
پاورقي
[1] ترجم له في الجرح و التعديل: 103:3، و في المستدرک للحاکم«الغبري».
[2] من المستدرک للحاکم.
[3] رواه الحاکم في المستدرک: 76:2 ح 2378 و أورده في کنز العمال: 317:4 ح 10682.
[4] من سنن أبي داود.
[5] في سنن أبي داود«المسلم».
[6] رواه أبوداود في سننه: 103:4 ح 4267. و أورده في کنز العمال: 145:11 ح 30971.
[7] في الموطأ: 842:2 کتاب الاستئذان باب 6 ح 16.
[8] في الأصل«اسحاق». ترجم له في سير أعلام النبلاء: 339:13، و تاريخ بغداد: 281:6 و فيهما«اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد - و کنيته أبواسماعيل - ابن زيد بن درهم الأزدي».
[9] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 343:4 و قال: أهلکه الله في [شهر] رمضان سنة خمسة و تسعين کهلا و کان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاکا للدماء.
و ترجم له في تهذيب التهذيب: 510:1 و فيه: أخرج الترمذي من طريق هشام بن حسان: أحصينا من قتله الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف و عشرين ألفا.
[10] أثبتناها ليتم السياق.
[11] أخرج في النهاية: 202:3 حديث ابن الأکوع و فيه«لما قتل عثمان خرج الي الربذة و أقام بها، ثم انه دخل علي الحجاج يوما فقال له«يابن الأکوع ارتددت علي عقبيک و تعربت»؟!.
[12] في الأصل«جعفر بن محمد بن علي کر...»تصحيف. قال عنه ابن المنادي: کان ذا فضل و عبادة و زهد. راجع تاريخ بغداد: 195:7، و تهذيب التهذيب: 443:1.
[13] کذا، و لم نعثر علي مثل هذا اللفظ في المصادر التي بين ايدينا.
[14] أورده في کنز العمال: 144:11 ح 30966 عن ام مالک البهزية«مثله».
و روي الترمذي في سننه: 410:4 ح 2177 باسناده عن ام مالک البهزية نحوه.
[15] ترجم له في تهذيب التهذيب: 199:4، و فيه روي عنه أبوالحسين ابن المنادي.
[16] في الأصل«الرجيح»تصحيف، و الرخيخ: موضع قرب المکيمن و الروحاء (مراصد الاطلاع: 611:2) و ذکر العسقلاني في تهذيب التهذيب: 103:4 عند ترجمته للعداء ابن خالد، ان ابن سعد ذکر في الطبقات: 51:7«واقطعه مياه کانت لبني عامر يقال لها«الرخيخ».
[17] أقول: کان خروج يزيد بن المهلب سنة مائة و واحد أو أثنين، انظر البداية و النهاية لابن کثير: 360:6.
و ترجم في اسد الغابة: 3:4: للعداء بن خالد، و فيه: أسلم بعد الفتح و حنين، و هو القائل: قاتلنا رسول الله يوم حنين...
و ذکر في تهذيب التهذيب: 103:4 عند ترجمته له«أسلم هو و أبوه و کانا سيدي قومهما. يظهر مما تقدم أن هناک فاصلة زمنية بين يزيد و العداء فتأمل.
و لعل العداء بن خالد کان من المعمرين کما في مسند أحمد بن حنبل و فيه: و کان شيخا کبيرا».
[18] رواه أحمد في مسنده: 30:5 باسناده الي العداء (مثله مفصلا) ، و أورده في کنز العمال: 127:5 ح 12347 و ص 290 ح 12912 باسناده الي حذيم بن عمرو السعدي (نحوه) .
[19] في الأصل«شعيبة»تصحيف لما في المتن. هو شعبة بن الحجاج بن الورد، ترجم له في تهذيب التهذيب: 494:2.
[20] النساء: 93.
[21] رواه البخاري في صحيحه: 59:6 باسناده الي شعبة«مثله»، عنه القرطبي في تفسيره: 332:5.
[22] في الأصل«أبومحمد معمر اسماعيل بن معمر بن الهذلي»تصحيف لما في المتن.
ترجم له في سير أعلام النبلاء: 69:11.
[23] في الأصل«الذهبي»تصحيف.
[24] کذا، و صوابه ظاهرا يحيي بن الحارث الذماري، انظر تهذيب التهذيب: 121:6.
[25] في الأصل«ثابت سالم»تصحيف بين.
[26] المراد بها الآية: 93 من سورة النساء، المتقدمة في الحديث السابق.
[27] أورده القرطبي في تفسيره: 332:5 عن اسماعيل بن اسحاق، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس«مثله»مع زيادة. و أورده في کنز العمال: 25:15 عن ابن عباس«مثله».
[28] ترجم له في تهذيب التهذيب: 411:6.
[29] في الاصل«سمر»تصحيف لما في المتن، ترجم له في تهذيب التهذيب: 510:2.
[30] هي زوج أبي الدرداء، ترجم لها في اسد الغابة: 327:7، و تهذيب التهذيب: 569:6.
[31] أورد المتقي الهندي في کنز العمال: 30:15، عن أبي الدرداء«مثله».