سياق الميسور مما اثر في حلول الفتن النازلة بالناس
من ذلک ما روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم
1:22- حدثنا أحمد بن علي بن المثني أبويعلي التميمي الموصلي، [1] قال: نبا أبوالربيع سليمان بن داود الزهراني، [2] قال: نبا حماد بن زيد، نبا أيوب، [3] عن أبي قلابة [4] [عن أبي أسماء الرحبي] ، [5] عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:
ان الله عز و جل زوي [6] لي الأرض، فرأيت مشارقها و مغاربها، و أن امتي سيبلغ ملکها ما زوي لي منها، و اعطيت الکنزين: الأحمر و الأبيض، فاذا وضع السيف في امتي لم يرتفع عنهم الي يوم القيامة، و اني سألت الله عز و جل لامتي ألا يهلکهم بسنة عامة، و لا يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم، و أن ربي عز و جل قال لي:
يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد، و اني قد أعطيتک في امتک ألا
[ صفحه 113]
[أهلکها بسنة عامة، و لا اظهر عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم بعامة] [7] و لو اجتمع عليهم من بأقطارها فيکون بعضهم يهلک بعضا، و بعضهم يسبي بعضا، و اني أخوف ما أخاف علي امتي الأئمة المضلين.
و لا [8] تقوم الساعة حتي تلحق قبائل من امتي بالمشرکين، و حتي تعبد الأوثان، و أنه سيکون في امتي کذابون ثلاثون کلهم يزعم أنه نبي، و أنا خاتم النبيين فلا نبي بعدي، و لا تزال طائفة من امتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله، و هم علي ذلک.
رواه الحرمل بن اسماعيل: و ليعبدن قبائل من امتي الأصنام. [9] .
2:23 - قال حماد بن زيد: قال مطرف: نظرنا في قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم:
«لا تزال طائفة من امتي ظاهرين علي من ناواهم علي الحق، لا يضرهم من ناواهم»فاذا هم أهل الشام. [10] .
3:24 - و في رواية شريح بن عبيد، [11] عن أبي مالک الأشعري، [12] عن
[ صفحه 114]
النبي صلي الله عليه و آله و سلم:
«ان الله عز و جل أجارکم من ثلاث: ألا يدعو عليکم نبيکم فتهلکوا أجمعين، و ألا يظهر أهل الباطل علي الحق، و ألا تجتمعوا علي ضلالة». [13] .
4:25- نبا [14] محمد بن عبدالملک بن مروان أبوجعفر الواسطي المعروف بالدقيقي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، [15] قال: حدثني أبواسحاق الشيباني، [16] عن القسم بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال:
«تدور رحا الاسلام علي رأس خمس و ثلاثين سنة - أو ست و ثلاثين، أو أربع و ثلاثين - فان يهلکوا [فسبيل] [17] من هلک، و ان بقي لهم دينهم فسبعين
[ صفحه 115]
سنة». [18] .
5:26- حدثني أحمد بن ملاعب بن حيان، [19] قال: حدثني أبونعيم الفضل ابن دکين، قال: نبا شريک بن عبدالله، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن البراء [20] بن ناجية، عن عبدالله بن مسعود، قال:
قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«ان رحا الاسلام ستدور بعد خمس و ثلاثين - أو ست و ثلاثين أو سبع و ثلاثين سنة- فان يهلکوا فسبيل من هلک، و ان يقم لهم فسبعين عاما».
قال: قال عمر بن الخطاب: نبأ الله بما مضي أو بما بقي؟ قال: لا، بل بما بقي.
و قد روي هذا الحديث سفيان الثوري، و الأعمش، عن منصور الا أن الأعمش، قال في حديثه: فقال له عمر: سوي الخمس و الثلاثين؟ قال: نعم. [21] .
6:27- حدثنا جدي، [22] و علي بن سهل بن المغيرة النساي، قال: نبا روح ابن عبادة، قال: حدثني مسلم بن أبي بکرة، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال:
«ستکون فتن، ثم تکون فتنة ألا فالماشي فيها خير من الساعي اليها، ألا
[ صفحه 116]
و القاعد فيها خير من القائم، ألا و المضطجع فيها خير من القاعد، ألا فاذا انزلت فمن کان له غنم فليلحق بغنمه، ألا و من کانت له أرض فليلحق بأرضه، ألا و من کانت له ابل فليلحق بابله».
فقال رجل من القوم: يا نبي الله جعلني الله فداک، أرأيت من ليست له غنم و لا أرض، و لا ابل، کيف يصنع؟ قال:«فليأخذ سيفه، ثم ليعمد به الي صخرة، ثم ليدق علي حده بحجر، ثم لينج ان استطاع النجاء، اللهم هل بلغت». [23] .
فقال رجل: يا نبي الله جعلني الله فداک، أرأيت [ان] أخذ بيدي مکرها حتي ينطلق بي الي أحد الصفين، أو احدي الفئتين [24] فيحذفني رجل بسيفه [25] فيقتلني، ماذا يکون من شأني؟
قال: يبوء باثمک و اثمه، و يکون من أصحاب النار.
و قد رواه وکيع بن الجراح، عن عثمان الشحام نحو ذلک. [26] .
7:28- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن الأسود بن خلف، عن ام ولد سعد أن عمر بن سعد دخل علي أبيه سعد بن أبي وقاص، و هو علي فرس له، و عليه سلاحه، و کان سعد في حائط له، فقال له:
أيها الشيخ ما يضجعک، و هذه امة محمد قد قتل بعضها بعضا!؟
فلم يکلمه فاستطلق به الفرس، ثم عاد له مثل قوله ذلک مرتين أو ثلاثا، فاستوي - و کان مضطجعا علي بطنه - فقال:
[ صفحه 117]
اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:
«تکون بعدي فتنة النائم فيها خير من القاعد، و القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير من الساعي» [27] و ذلک يوم قتل عثمان بن عفان.
8:29- حدثنا علي بن داود بن يزيد البهمي المعروف بالقنطري، [28] قال: نبا عبدالله بن صالح کاتب الليث، قال: حدثني الليث بن سعد عن [29] عياش بن العباس الفاني، عن بکير بن عبدالله بن الأشج أن بسر [30] بن سعيد حدثه، (عن عبدالرحمن بن حسين الأشجعي) ، [31] عن سعد بن أبي وقاص أنه قال - عند قتلهم عثمان بن عفان -:
أشهد أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:
انها ستکون فتنة القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير [من الماشي، و الماشي خير من الساعي] . [32] .
9:30- قال: [33] نبا سعيد بن منصور، قال: نبا يعقوب بن عبدالرحمن
[ صفحه 118]
الزهري، [34] عن أبي حازم، عن عمارة بن عمرو بن حزم، و عن عبدالله بن عمرو، قال:
قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«يوشک أن الله عز و جل يغربل الناس غربلة، فتبقي حثالة الناس قد مرجت [35] عهودهم و أماناتهم [و اختلفوا] ، [36] و کانوا هکذا - و شبک بين أصابعه -». قالوا: فکيف نصنع يا رسول الله اذا کان ذلک؟
قال:«تأخذون ما تعرفون، و تذرون ما تنکرون، و تقبلون علي خاصتکم، و تذرون عامتکم». [37] .
10:31- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا عثمان بن مسلم، قال: نبا حماد بن زيد، و جعفر بن سليمان، قالا: نبا المعلي بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:
«العبادة في الهرج کالهجرة الي». [38] .
[ صفحه 119]
پاورقي
[1] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 174:14 رقم 100، و قال:
ولد في 3 شوال سنة 210، و عاش 97 سنة.
[2] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 676:10 رقم 250، و قال: ولد سنة نيف و أربعين و مائة، و قد توفي في شهر رمضان سنة أربع و ثلاثين و مائتين.
[3] هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، يکني أبابکر، مولي لعنزة، و اسم أبي تميمة«کيسان». قال حماد بن زيد: کان أيوب ربما حدث بالحديث، فيرق، فيلتفت فيتمخط و يقول: ما أشد الزکام! ترجم له في المنتظم: 288:7 رقم 708.
[4] هو عبدالله بن يزيد، أبوقلابة الجرمي کما في المنتظم: 91:7 رقم 572، أو عبدالله بن زيد کما في سير أعلام النبلاء: 468:4، فراجع.
[5] أضفناها من اسد الغابة و المستدرک، و صحيح مسلم، و التلخيص.
[6] قال في النهاية: 320:2: زويت لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها: أي جمعت.
[7] من المستدرک، و في الأصل هکذا«تسح يصيبهم عدو من غيرهم».
[8] في بعض المصادر«لن».
[9] رواه مسلم في صحيحه: 13:18، و ابن الأثير في اسد الغابة: 297:1، و الترمذي في سننه: 410:4 و ص 432) قطعة) ، و الحاکم في المستدرک: 496:4 ح 98، و الذهبي في التلخيص جميعا بأسانيدهم الي ثوبان مثله مع اخلاف يسير.
[10] روي البخاري في صحيحه: 252:4 باسناده أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: لا تزال من امتي امة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتي يأتيهم أمر الله و هم علي ذلک. قال عمير: فقال مالک بن يخامر: قال معاذ: و هم بالشام.
[11] ترجم له الرازي في الجرح و التعديل: 334:4 رقم 1446، و وصفه بالشامي.
[12] ترجم له في اسد الغابة: 272:6، و قال: اختلف في اسمه، فقيل: کعب بن مالک، و قيل: کعب بن عاصم، و قيل... يعد من الشاميين.
[13] أخرجه في کنز العمال: 155:12 ح 34455 عن سنن أبي داود باسناده الي أبي مالک الأشعري مثله.
[14] کذا، و قد ترجم لمحمد بن عبدالملک بن مروان الدقيقي في تاريخ بغداد: 149:3 رقم 1165، و قال: أخبرنا محمد بن عبدالواحد، حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ علي ابن المنادي و أنا أسمع، قال: مات أبوجعفر محمد بن عبدالملک بن مروان الدقيقي الواسطي يوم الثلاثاء بعد العصر لست بقين من شوال سنة 266... فلاحظ.
أقول: لعله سقط من النساخ اسم من روي عنه ابن المنادي عن الدقيقي، باعتبار أن عمر ابن المنادي يوم وفاة الدقيقي کان 9 سنوات، فتدبر.
[15] في الأصل«خوشب»تصحيف، هو العوام بن حوشب الربعي الواسطي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 354:6.
[16] هو سليمان بن أبي سليمان - و هو ابن فيروز - أبواسحاق الشيباني، ذکره في المنتظم: 21:8 رقم 741.
[17] من المستدرک.
[18] رواه الحاکم في المستدرک: 123:3 رقم 191، و ج 566:4 ح 297 باسناده من طريقين الأول: الي سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش«مثله»، و الثاني: الي شيبان بن عبدالرحمن، عن منصور«مثله».
[19] في الأصل«حبان»تصحيف لما في المتن، هو أبوالفضل المخرمي الحافظ، ترجم له في تاريخ بغداد: 376:5 رقم 2930.
[20] في الأصل«البر»تصحيف لما في المتن.
[21] انظر التخريجة السابقة.
[22] هو أبوجعفر محمد بن أبي داود عبيدالله بن زيد البغدادي المنادي حدث عنه حفيده مؤلف هذا الکتاب، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 555:12.
[23] ذکرها مسلم في صحيحه ثلاثا.
[24] أضاف بعدها في الأصل«عثمان الشحام: منک».
[25] في صحيح مسلم«فضربني رجل بسيفه أو يجي ء سهم».
[26] رواه مسلم في صحيحه: 9:18 باسناده الي مسلم بن أبي بکرة«مثله».
[27] تقدم في صدر الحديث السابق نحوه، و يأتي في الحديث التالي مثله.
[28] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 143:13 رقم 74، و تاريخ بغداد: 422:11 رقم 6308 و لم يوصفاه بالبهمي.
[29] في الأصل«بن»تصحيف لما في المتن. و ذکر في سير أعلام النبلاء: 137:8، عند ترجمته للليث بن سعد روايته عن عياش بن عباس.
[30] في الأصل«بشر»تصحيف لما في المتن.
[31] ليس في سنن الترمذي. قال أبوعيسي: و هذا حديث حسن، و روي بعضهم هذا الحديث عن الليث بن سعد و زاد في الاسناد رجلا.
[32] أثبتناها من سنن الترمذي: 421:4 ح 2194.
[33] في الأصل هکذا«و ستون و مائتين قال».
أقول: و في سند الحديث سقط، و ذلک لوفاة سعيد بن منصور سنة 227، راجع سير أعلام النبلاء: 586:10.
[34] کان حليفا لبني زهرة، و سکن الاسکندرية. ترجم له في تهذيب التهذيب: 240:6 رقم 9124.
[35] قال سعيد بن منصور - علي ما ذکره الحاکم -: حثالة الناس: رداءتهم، و معني قوله:«مرجت عهودهم»اذا لم يفوا بها.
و قال ابن منظور في لسان العرب: 65:13، و في حديث آخر: أنه قال صلي الله عليه و آله و سلم لعبدالله: کيف أنت اذ بقيت في حثالة من الناس، و قد مرجت عهودهم و آماناتهم؟ أي اختلطت، انتهي. و في الأصل«مزجت».
[36] من المستدرک.
[37] رواه الحاکم في المستدرک: 481:4 من طريقه بهذا الاسناد«مثله»باختلاف في بعض ألفاظه.
[38] رواه مسلم في صحيحه: 88:18 باسناده عن حماد بن زيد«مثله».
أخرجه في کنز العمال: 126:11 رقم 30890 عن مسلم و أحمد و الترمذي و ابن ماجه.