سياق المذکور في آخر کتاب دانيال
1:21- أخبرني أبوسليمان عبدالله بن جرير الجوالقي، قال: أخبرني رجل من [أهل] الکتاب موصوف بجمع الملاحم.
ان هذا الکتاب عندهم مسموع من کبرائهم لا يکادون يدفعونه الا الي من يثقون بکتمه، لمعرفتهم بما يتضمنه من عجائب الملاحم الآتية، و ترکت الکتب الماضية.
فابتدأت من ذلک بآخر عمر المعتمد الي آخرالکتاب.
فذکر دانيال عليه السلام في کتابه هذا:
ان الملک تهيج به حرارة من قبل الشراب، فتأتي علي نفسه. [1] .
ثم يملک من بعده رجل برأسه شامة بيضاء، قد کان قبله ابن للملک الذي هاجت به الحرارة، و کان مذموما، و کان في القران الضيق، و تناقض البلدان لکثرة الخوارج و الصعاليک و الأکراد و الأعاريب و قطاع السبيل، فخلع من الخلافة، و قيل: في سر، و کان قاتله صاحب الشامة الذي تولي الأمر، فانقادت له الجبابرة في الأطراف من الأرض، و صلح أمر الناس في زمانه، و هابه الصغير و الکبير، فيبقي في الملک عشرة أعوام، ثم يموت؛
و يتولي بعده ابنه الأمر فيملک أقل من ثمان سنين، ثم يموت؛
[ صفحه 77]
و يتولي الأمر بعده غلام لم يحتلم، فيکون في زمانه دولة الاماء و الصبيان و الخدم، و يتسع الناس في تجاراتهم و ضياعهم حتي يستغني الفقراء، و يکثر الفساد في المدائن کلها للبطر الذي أخرجهم الي معاصي الله، فيبقي اثنين و عشرين سنة، ثم يخلع فيبقي ثلاثة أيام، ثم يرد الي الملک، فيملک أقل من ثلاث سنين، ثم يقتل علانية.
ثم يتولي الأمر بعده أخوه، ثم من بعد أخيه ابنه. [2] .
ثم يقع التدابر و الاختلاف بين الامراء من العجم، فلا يزالون يخلعون خليفة و يولون خليفة، و يعزلون من أرادوا، و يولون من أرادوا مدة غير طويلة الي أن يصير الأمر بعدها ولاء [الي] أن يتول أمر الناس رجل من ولد الملک السابع.
ثم يتولي بعد شهور يسيرة رجل من أهل بيت الملک الثالث، يقال له:«السفياني، عنبسة بن هند» [3] و هو رجل شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم الهامة، في وجهه أثر جدري، يکسر عينه اليسري کسرا شديدا، يحسبه من يراه [4] أنه أعور، تجتمع اليه قبائل العرب، فيکثر أصحاب السفياني، و يعظم أمره، و ينتصب له رجل من ربيعة، فيحاربه شهرا، و يستغنم«الجرهمي» [5] شغل السفياني بالربيعي فيغلبه
[ صفحه 78]
علي حمص، و يخرج«الأصهب»بنصر، [6] و يخرج«الجحافي» [7] باصطخر من فارس، و يخرج«الباري» [8] بما سندان [9] فيغلب علي الجبال التي تليه، و يخرج علي«الجحافي»رجل من الأنبار، [10] فيحاربه«الجحافي»بالأکراد حتي تکثر القتلي بينهم، ثم يدعوه«الجحافي»الي الصلح علي أن يوليه فارس، و يجعله خليفته، و يأتيه و يکون معه، فيختار أن يلي نصف أرض فارس و ما يليها من الأهواز، فتشتعل الأرض بالفتنة و الحرب، فيرسل اليه، فيدعوه الي طاعته، و يجعله خليفته، فلا يجيب«الجرهمي». [11] .
فيقوم السفياني في أصحابه خطيبا علي منبر دمشق، فيقول:
يا أهل هذا المصر، يا أهل دمشق، [12] أنتم لحمي و دمي، و أنا عدو عدوکم،
[ صفحه 79]
و حبيب حبيبکم، و يمنيهم و يعدهم أنه لا يستأثر عليهم بشي ء.
ثم يخرج الي معسکره من الوادي اليابس، [13] ثم يدعوه«الجحافي»الي الصلح، فلا يجيبه، فتشتعل الأرض بالفتنة و الحرب، فعند ذلک يبقي الملک الأعلي [14] و من معه من الموالي الخاصة و غيرهم، لا مادة لهم، و لا يأتيهم مال.
فيرسل الي بني عمه الذين بالمدينة العتيقة، و أصحابه من أهل خراسان أن الأرض قد فسدت علينا و عليکم، و لا مال يأتينا و لا يأتيکم، فعلام نقتل أنفسنا و جندنا، بل نصطلح، و تجتمع کلمتنا، و نکون يدا واحدة علي عدونا، و نکتب و تکتبون الي ابن عمنا الذي بالبصرة، و اخواننا من أهل البصرة بمثل ما دعوناکم اليه من الصلح، و نجتمع و نحارب أعداءنا، و ان لم تفعلوا و نفعل نهلک قتلا و جوعا.
فيفعلون ذلک و يصطلحون، و يبايعون الملک الأعلي، و يستقرضون من التجار، و يتهيأون لمحاربة أعدائهم، و يسير صاحب البصرة الي الأنبار، و يسير أهل المدينة العتيقة الي«البکري»الذي بماسندان، [15] فيحارب بعضهم بعضا، و يسير«البرقي» [16] الي«الجرهمي».
[ صفحه 80]
ثم انهم يصطلحون علي أن يرجع«البرقي»الي«برقة»، [17] و يسالم کل واحد منهما صاحبه و لا يقاتله، و يکون کل واحد منهما علي ناحيته.
أما«الجرهمي»فيکون علي ما يليه من أرض الشام، و أما«البرقي»فيکون علي ما يليه من حد«برقة»و ما وراء برقة من المغرب، علي أنه متي نازع أحدا منهما عدو أتاه صاحبه فنصره عليه، فيصطلحون علي ذلک.
ثم يسير«الجرهمي»الي صاحب مصر، فيحاربه فيهزمه المصري، ثم يتداعون الي الصلح علي أن يکونا جميعا علي«السفياني»و يصطلحون علي ذلک، و يرجع«الجرهمي»الي الشام، و يقيم«المصري»بمصر.
ثم يقوم«السفياني»في أهل دمشق، فيقول: يا أهل [دمشق] ، انما أنا رجل منکم، و أنتم خاصة جدي«معاوية بن أبي سفيان»وليکم من قبل ملکه، فأحسن و أحسنتم، ثم قتل صاحبه [18] فطلب بدمه و استنصرکم، فنصرتموه، و قتل معه أشرافکم، و أنا اليوم أطلب بثأر أهل بيتي، و بثأر من قتل من أشرافکم، فمن أحق بنصرتي علي ذلک منکم!! فينادونه بالاجابة، و يبايعونه.
ثم يکتب عند ذلک الي«الجرهمي»يدعوه الي طاعته علي أن يوليه اذا استقام الأمر موضعه الذي هو فيه، و يزيده و لا يؤاخذه بما کان منه، فيجيبه.
و يکتب الي«البرقي»بمثل ذلک؛
و کل هؤلاء و غيرهم من أهل کل بلد قد بلغهم، و سمعوا من علمائهم أن رجلا يقال له:«السفياني»يخرج علي الملک الذي في زمانه، فيغلبه و يغلب کل من حاربه حتي يملک، و يستقيم له أمر مملکته، فيجيبونه الي ذلک؛
[ صفحه 81]
فيأتيه«الجرهمي»فيبايعه و اسم الجرهمي«عقيل بن عقال»، ثم يبايعه«البرقي»فيتابعه، و اسم البرقي«همام بن الورد»فيجعل«الجرهمي»علي الجبل، و يجعل«البرقي»علي الرجالة، و کل علي خيله و رجالته من خاصته الذين معه و علي أنه والي علي موضعه من قبل السفياني.
و بلغ صاحب مصر خبره، فيرسل اليه بالطاعة، فلا يرضي الا أن يأتيه، فيأتيه فيبايعه، و يرده الي مصر، فيمنعه أهل مصر الدخول الي مصر، فيرجع، فيخبر السفياني، فيسير اليهم السفياني، و يخرج اليه أهل مصر فيلتقون، فيقتتلون علي قنطرة«الفرما» [19] أو دونها سبعة أيام، ثم ينصرف أهل مصر، و قد قتل زهاء سبعين ألف نفس، ثم يصالحه أهل مصر و يبايعونه، فينصرف عنهم، و يرجع الي الشام.
فيعقد لأصحابه، و يقود القواد، و يعقد لرجل من حضر موت علي أرمينية و ما يليها؛
و يعقد لرجل من خزاعة علي ثغور الروم من ناحية الأندلس؛
و يعقد لرجل من بني عبس علي ثغور الروم التي تلي عسقلان؛
و يعقد لرجل من بني تغلبة علي الثغور التي تلي الشام من دون أرمينية الي حد المصيصة. [20] .
و يتوجه البرقي الي أفريقية، فيلتقون فيقتتلون ثلاثة أيام، فيقتل من أهل أفريقية نيفا علي ثمانين ألفا، ثم يصالح أهل أفريقية«البرقي»و يبايعونه للسفياني کذلک، و يولي عليهم ابنا له، و يرجع هو الي«برقة».
[ صفحه 82]
و يکتب الي السفياني بذلک، فيکتب، أن يستخلف علي برقة و ما يليها ابنه أو من يرضاه، فيفعل.
ثم يسير السفياني يريد برقة، و خليفته علي جميع جنده رجل من بني زهرة من طي، يقال له«الزهري المؤمل بن نباتة»و يجعل علي مقدمته من جهينة اسمه«المقدام بن الهقل».
و يبلغ الملک خروجه و أهل العراق، فيقولون للملک: هذا رجل قد بلغنا أنه يملک، و أنه يقتل کل من حاربه ممن يرجو أن يظفر به فيقاتله، بل نلزم بيوتنا أو نهرب عنه اذا بلغ الينا!
و يبلغ ذلک من قولهم الملک و يسوؤه ذلک، و يجمع خاصته من الأتراک و العجم من أهل خراسان و غيرهم، فيقول لهم:
ان هذا العدو لا نطيقه، و لا نقاتله الا من کان علي مثل رأيکم، فاستعدوا لقتاله، و دعوا الوجوه الاخر.
ثم يجمع أهل بيت المملکة و مواليهم و يرسل الي بني عمهم قبيلة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هم«بنو هاشم»فيعلمهم أن هذا هو السفياني يجدونه في أخبار مشايخ العلماء، أنه يخرج فيقتل کل من قدر عليه من ولدها و من مواليهم، فالرأي أن تخرجوا اليه في مواليکم و عبيدکم، و من أطاعکم، فنحاربه علي أنفسنا و ملکنا حتي نظفر أو نهلک، فانا ان أمسکنا عن قتاله لم يمسک عنا، و متي قدر علي أحد منا ذکرا کان أو انثي لم يستبقه قتلا و ذمارا.
فيجتمعون و يتوجهون اليه في سبعة عساکر يتبع بعضها بعضا، في أوائلها الجيش الأکبر في الأتراک و عجم أهل خراسان و من أطاعهم من سائر الناس، و لا يخرج بهم من سائر أهل الأمصار الا الجهال لما قد بلغهم أن السفياني يقتل کل من ظفر به الي أن يأتي بلدهم، فيحاربوه عن حريمهم، و بنادر عساکر الملک.
[ صفحه 83]
فيسير الأول فينزل الرقة، [21] و العسکر الثاني دونه بمرحلة، ثم الثالث دون الثاني بمرحلة، ثم الرابع دون الثالث بمرحلة، ثم الخامس دون الرابع بمرحلة، ثم السادس دون الخامس بمرحلة، ثم السابع دون السادس بمرحلة؛
و يقتل القائد الأول و معه الأتراک و غيرهم، و هم سبعون ألفا و نيف، و يعجلون السير الي الرقة، فيلقاهم السفياني فيقتتلون يومهم و ليلتهم في ليلة النصف من الشهر في ضوء القمر، فيقتل منهم مائة ألف قتيل، أکثرهم من جند الملک.
ثم ينهزم جند الملک الي الرقة، و قد بلغ أهل الشام من أهل کل مدينة، مسير السفياني و التقاؤه هو و جند الملک، فقالوا: نحن مع من غلب.
و يسير السفياني خلفهم الي الرقة، فيلتقون فيقتتلون، فيهزم السفياني من جند الملک، و تجتمع العساکر کلها الي دون الرقة، و تعجبهم کثرتهم، ثم يلتقون فيقتتلون، فيهزم جند الملک، و يتبعهم السفياني يقاتلهم کل يوم و هم ينهزمون حتي يبلغ بهم«الأنبار»من أرض العراق، و جند السفياني في الجانب الغربي، و فيه يحاربهم جند الملک.
فاذا صاروا الي الأنبار، عقد جند الملک الجسر، و عبروا أسفل الأنبار بمسيرة نصف يوم، ثم قطعوا الجسر و أخرجوا سفن الجسر و غيرها لکيلا يعقد السفياني فيها جسرا و يعبر اليهم، و للسفياني سفن فيها خزائنه أخذها من الرقة، فجعل فيها خزائنه و الأعلاف من التبن و الشعير و الدقيق، و سفن التجار فيها الدقيق، و جميع ما يباع من التمر و الفواکة و غير ذلک، فقال للتجار: أخرجوا ما في سفنکم الي الشط.
ثم يجمع تلک السفن فعقد جسرا، ثم أرسل الفرات، فأتي السفن ليعقد
[ صفحه 84]
للتجار جسرا، و يرد عليهم سفنهم أو بدلها، أي ذلک أحبوا فعل، [22] و أجابهم اليه، فعقد الجسر و أقامه؛
ثم أرسل الي أسفل الفرات ليؤتي بالسفن التي هي هنالک، فاذا السفن التي يؤتي بها أحکم صنعة و أجود من السفن التي کانت معه، فلما رأها کذلک اشتراها، و عقدها جسرا، و رد تلک السفن الي أصحابها.
ثم ان السفياني يعبر، فيلتقون مع جند الملک دون الفرات، فيقتتلون فيقتل من جند الملک نصفهم، و ينهزم الباقون الي موضع يقال له«عقرقوف» [23] و هنالک بساتين و نخيل و أشجار و أنهار يأخذ بعضها من بعض، فيأمر السفياني أصحابه کلهم فيرحلون، و يدخلون فيقاتلون جند الملک الي مدينة الملک.
و يرسل الي جميع من يرجو نصره من شاطي ء دجلة الي أرض الجبل الي البصرة، و الي الأهواز و فارس أن يعينوه، فيجتمع اليه ثلاثمائة ألف من الناس، و يعسکر علي ثلاثة فراسخ من دجلة فيما بين عقرقوف و دجلة ناحية المشرق و نحو الفرات، و يتبعهم السفياني فيقتتلون أشد قتالا کان قبل ذلک.
فيهزمون جند الملک، و يتبعهم الي دجلة، و يحولون بينهم و بين من يليهم، فيغرق أکثرهم، و يرمون أنفسهم في دجلة فيغرقون، و يهرب بعضهم الي أسفل من ذلک الي مدائن کسري، [24] و يبقي الملک في المدينة.
فيحاربهم السفياني و يخرج اليهم الملک، فينزل علي باب مدينة الملک، و يصف جنوده حول المدينة، و علي مدينة الملک سور قد بناه علي مدينة حديثة
[ صفحه 85]
البناء لم يستحکم بعد، و مع هذا«القيسي»قوم من الأعراب معهم نساءهم و أولادهم، و يقاتلون معه في الناحية التي أمره الملک أن يقيم بها، و يکفيه ناحيتها، و خلف القيسي أيضا جندا، عليهم بعض قواد الملک، قد أحدقوا بسور المدينة لکيلا يدخلها جند السفياني فيحاربهم، و لا يزال السفياني يحاربهم و يمنعهم المسيرة من فوق المدينة و من تحتها، و يرسل السفياني جندا الي«المدائن»فيأخذونها و جميع السفن، فيعقد الجسر أسفل المدينة مما يلي المدائن.
و يعبر نصف جنده، فيحاصرون مدينة الملک شهرا، ثم يهدمون السور، و يدخلون المدينة، فيقتلون الرجال في السکک و الأسواق و الدروب، و يدخلون الدور فيقتلون من فيها، و يأخذون الأموال و الأمتعة، و يأخذون من استحسنوا من النساء و الجواري و الغلمان، و يأخذون بنات القيسي الذين هم قومه، فيردفونهم خلفهم، و علي نساء القيسي خلاخل من فضة يري بريقهن و هن مرتدفات خلف الأتراک.
و يبلغ الملک الهزيمة، فيخرج من المدينة فيمر مستخفيا هاربا من دار الي دار، و من درب الي درب حتي يفلت فيأتي«حلوان». [25] .
و يغضب«القيسي»فينادي في أصحابه القيسيين: ألحقوا بنا القوم الذين أخذوا حرمنا نقاتلهم [26] حتي نستنقذ حرمنا أو نموت.
فيخرجون، فاذا رأينهم رمين بأنفسهن عن الدواب، ويلا حقهن القيسيون
[ صفحه 86]
مصلتي السيوف، فيقتلون بعض الأتراک، و يهرب عنهم اولئک الأتراک، و هم قليل فيأخذون نساءهم، و يرجعون.
ثم يفتح، المدينة و يسأل السفياني عن الملک، فيقال له: قد هرب، و يظهر الملک بحلوان، و يجتمع اليه بنو هاشم و مواليهم في جند أغلبهم من قد وطن نفسه علي الموت من الأتراک، لأنه قد قتل أکثرهم.
فيسير اليهم السفياني، فيصلون«حلوان»فيقتل من جند الملک نيفا علي خمسين ألف، و ينهزم الملک، و يتفرق عنه أصحابه، و يومئذ لا يبقي ترکي من جند الملک الا قتل، و يهرب الملک الي خراسان، و يرجع السفياني الي«المدائن»فينزلها، و يخطب في أصحابه يوم الجمعة، و عليه لباس أحمر، و علي رأسه عمامة خضراء، و هو شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم القامة، في وجهه أثر جدري، يکسر عينه اليسري، يحسبه من لا يعرفه أعور، و ليس بأعور.
ثم ينزل عن المنبر، فيقود القواد، و يولي الولاة علي الوجوه التي افتتحها، و يأمر خليفته«الزهري»و اسمه«عبيد بن نباتة الزهري»و الثاني«مالک بن المقدام»أخو«المقدام الجهني»و الثالث«المعمر بن عباد الهلالي»و الرابع«الطفيل ابن عمرو العبسي»و الخامس«نصر بن منصور القيسي»و هو«ابن عمر بن عمرو القيسي»و السادس«غالب بن عامر الکلبي»و السابع«عمارة بن عقال العامري»و الثامن«مسمع بن سالم الربعي الشيباني»و التاسع«وائل بن ربيعة اليشکري»و العاشر«مسروق بن مسعدة التغلبي»من تغلب ربيعة.
ثم يأمر الزهري أن يسير الي الکوفة، فان دخلوا في طاعته و بايعوا له أخذ بيعتهم، و ولي عليهم رجلا منهم يرضاه، و سار الي المدينة، ثم الي مکة، و ان هم أبوا و قاتلوا قاتلهم، فان ظفر قتل الرجال و سبي النساء و الذراري، و أخذ الأموال، و سار الي المدينة يفعل مثل ذلک، ثم سار الي اليمن، فيفعل مثل ذلک.
فيسير الزهري، و يسير وائل بن ربيعة اليشکري الي البصرة و أرضها، و يسير
[ صفحه 87]
عمارة بن عقال العامري الي خراسان - و هو خليفة لابن السفياني - فيسير کل واحد من هؤلاء الي الوجه الذي وجه له، فيحارب أهله، فيظهر عليهم، و يستقيم له أمر سواد بابل، و أرض البصرة، و الأهواز و فارس الا أهل الکوفة، فانه يحاربهم أربعة أيام، فيهزمهم و يدخل الکوفة، فيقتل الرجال و يدخل علي النساء، فيقتل کل من يمتنع منه، فکم من امرأة حامل مبقورة البطن، و کم من عذراء مفترعة، و کم من وليد مشدوخ، و مال منهوب، و جارية عذراء مکشوفة تساق کما يساق السبي من الروم و أهل الکفر، و يقيم في ذلک عشرة أيام.
ثم ينزل بين الحيرة و الکوفة، و يکتب بذلک الي السفياني، فيکتب اليه: أن قد أصبت فاقسم الفي ء بين أصحابک، و سر لوجهک الذي امرت به أن تسير اليهم.
فيقسم السبي و الأموال بين أصحابه، و يسير الي المدينة، فيجتمع أهل المدينة، فيسألوه أن يعطوه مالا و لا يدخل اليهم، و يسير عنهم.
فيأبي ذلک عليهم، و يقاتلهم فيهزمهم، و يدخل المدينة، فيقتل الرجال و النساء و الولدان من الجواري و الغلمان، فکم من قتيل علي باب داره و في داره، و کم من بطن مبقورة، و کم من وليد مشدوخ، و عذراء مفترعة، و مال منهوب.
ثم يخرج بالسبي من الذراري و الأموال، فينزل ظاهر المدينة، ثم يعرض عليه السبي، و فيهم غلام و جارية من ولد بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم اسم ذلک الغلام«علي»و اسم تلک الجارية و هي اخته«فاطمة»قتل أبوهما في من قتل، و اسم أبيهما«محمد بن عبدالله»و اسم امهما«فاطمة».
فيقول الزهري للغلام: من أنت؟
فيقول له: اسمي علي بن محمد بن عبدالله، و اسم امي فاطمة بنت محمد بن عبدالله.
فيقول للجارية: من أنت؟ فتقول: أنا اخت هذا الغلام.
فيقول: ما اسمک؟ فتقول: اسمي فاطمة باسم امي.
[ صفحه 88]
فيقول: و الله ما قاتلني الا أبوکما.
فيأمر بهما فيبطحان قدامه، و يأخذ الحربة فيدخلها في بطن الجارية، فيحول أخوها وجهه عنها، فيقول الزهري لمن علي رأسه: حولوا وجهه الي اخته ليري الخزي و الهوان!!
فيحولون وجهه الي اخته، فيغض بصره، و يضع يده علي عينيه، فيدخل الحربة في بطنه، ثم يدخلها في دبره، ثم في دبر اخته، و الغلام يقول:
اللهم لک الحمد، عجل له و لأصحابه النقمة و الخزي، و عرفهما قدرتک.
ثم يأمر بهما فيرميان تحت الخيل لتطأهما الخيل، فلا تطأهما، فيأمر بهما أن يحملا، فيرميا خلف عسکره، فيفعل بهما ذلک.
ثم يقسم السبي بين أصحابه، و لا يرأف و لا يرحم، فکم من جارية تباع، و کم من غلام يباع، ثم لا يترک أحدا يشتريهم الا أصحابه، فيقيم خارج المدينة ثلاثة أيام، و قد هرب منه بعض أهل المدينة الي الجبال و الشعوب و الأودية.
ثم يخرج يريد مکة و معه جيشه، فاذا بلغ موضعا يقال له«البيداء»نادي صوت من السماء: يا بيداء أبيديهم.
فتبلعهم الأرض الي أعناقهم، و تبقي رؤوسهم خارجة و تبقي جميع خيلهم و أثقالهم و خزائنهم و جميع مضاربهم و السبي علي حالهم، و لم يفلت منهم الا رجلان، ضل لهما بعيران عليهما أثقالهما، فيخرجان في طلبهما فيجدانهما، فيأخذانهما، و يرجعان يريدان العسکر.
فاذا جبرئيل الملک الأمين عليه السلام قد تلقاهما، فيقول لهما: أين تريدان؟
فيقولان: نريد العسکر. فيقول لهما: أشهدتما الوقعة؟ فيقولان: لا، نحن أخوان لأب و ام، مع أننا أخرجنا أبونا معه، و نحن کارهان للخروج في هذا الجيش، ما قاتلنا معهم، و لا أعنا، و لو أمکنا ألا نصحبهم لفعلنا، قد علم الله ذلک منا.
فيقول لهما: فلذلک أضل الله بعيريکما، هذا العسکر قدامکما، فامضيا.
[ صفحه 89]
فيأتيان العسکر، فيريان ما أصاب القوم فيسترجعان، فيقول جبرئيل:
قد أنجاکما الله لترککما القتال مع أبيکما و کراهتکما لذلک، فليمض أحدکما الي السفياني، فيعلمه بالذي أصاب جيشه، و يذهب أحدکما الي أهل مکة بما أرسله به اليهم.
فيقولان له: نعم، أرسلنا. فيقول للذي يرسله الي السفياني: ما اسمک؟
فيقول: اسمي«وبر». فيقول له: اذهب أنت يا وبر الي السفياني، فأخبره بما لقي جيشه بالبيداء من أرض الحجاز، جازاه الله بما فعل بأهل الکوفة و أهل المدينة، و بقتله من قتل و بما صنع بالأنفس الطيبة الطاهرة الزکية من العترة الهادية المهدية.
ثم يتفل في وجهه، فيتحول وجهه الي قفاه، و يقول له: ان هذا آية لک حتي تخبر السفياني بما لقي جيشه، فساعة تخبره يرجع وجهک الي ما کان.
ثم يقول للآخر: ما اسمک؟ فيقول: اسمي«وبره». [27] فيقول له: اذهب أنت يا وبره الي مکة، فانک تجد فيها من ولد الطاهرة«فاطمة بنت محمد»النبي الامي زوجة ولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ولي المؤمنين، فيهم شاب أبيض، حسن الوجه، قاعد وسط جماعة من أهل بيته من أهل مکة، فأخبرهم بما صنع جيش السفياني بأهل الکوفة، و بأهل المدينة، و بما عاقبهم الله تعالي بعد ذلک بالبيداء، أحياء قد أبتلعتهم الأرض الي اعناقهم و رؤوسهم خارجة، و هم أحياء الي قدومک عليهم حتي تراهم أنت و أصحابک، ثم تبلعهم الأرض.
و تجد عسکر السفياني بما فيه من خزائنه و أمواله، و تجد السبي الذين سبوا من أهل الکوفة، و من أهل المدينة علي حاله، فترد کلا الي أهله، و تقسم الفي ء ثلاثة أثلاث: ثلثا لأهل المدينة، و ثلثا لأهل الکوفة، و ثلثا بين أصحابک، غير أنک تنظر ما اخذ من أهل الکوفة و أهل المدينة، فترد ذلک الي أهله بعد أن يعرف ذلک
[ صفحه 90]
و يعرفه الذين اخذ منهم.
ثم ان جبرئيل يتفل في وجهه، فيتحول وجهه الي قفاه حتي يبلغ الرسالة، فيأتي«وبره»مکة، فيبلغها قبل أن يأتي«وبر»السفياني، فيجد أهل مکة، و فيهم الرجل الذي وصفه جبرئيل، فيبلغه ذلک، فيبايع له أصحابه، ثم يعرضهم، فيجدهم«ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا»يأخذ بيعتهم بين الرکن و المقام، و يرجع وجه«وبره»الي حاله الأول، و يخرج مسرعا الي المدينة و يرجع معه.
و يبلغ«وبر»السفياني و هو نازل بالأنبار - قدم من المدائن، فنزل الأنبار - فيبلغه، فساعة يبلغه يتغير لونه، و يسود وجهه، و تأخذه الرعدة، و يقع متخبل [28] البدن، و يرجع وجه وبر الي حاله الأول.
و يطوي الله الأرض للطاهر الخارج من مکة، و اسمه«محمد بن علي»من ولد السبط الأکبر الحسن بن علي، فيتسمي بالامام الحسني، [29] فيبلغ البيداء من يومه، فيجد القوم أبدانهم داخلة في الأرض، و رؤوسهم خارجة، و هم أحياء، فيحمد الله هو و أصحابه، و ينتحبون بالبکاء، و يدعون الله و يسبحونه و يحمدونه علي حسن صنيعه اليهم، و يسألونه تمام النعمة و العافية.
فتبلعهم الأرض من ساعتهم تلک، و يجد الحسني العسکر علي حاله، و السبي علي حاله، و قد اجتمع اليهم من بلغه خبرهم ممن کان هرب من المدينة
[ صفحه 91]
و من کان حول المدينة.
و کان جبرئيل عليه السلام قد تشبه لهم جميعا برجل من المعمرين، فقال لهم: لا تتعرضوا لشي ء، فان اخوانکم المؤمنين مع ولي الله الحسني يأتونکم و هم في العسکر، و السبي مسرورون بالذي صنع الله بجيش السفياني.
فيأمر السبي [من] النساء و الجواري و الغلمان، أن من عرف شيئا مما أخذ أصحاب السفياني فليخبرنا به، و في السبي نساء قد ولدن الأولاد غافلات، قد عرفن ذلک من أهل الکوفة، و من أهل المدينة، فيعرض عليه شي ء فشي ء، فيعرض عليه نساء أهل الکوفة و الجواري و الغلمان و الأمتعة و الذهب و الفضة، و سائر الأموال، و يعرض عليه نساء أهل المدينة، و ما اخذ من الجواري و الغلمان و الذهب و الفضة و الأمتعة.
فيعزل الحسني ذلک کله، و يرد ما کان اخذ من أهل المدينة، ثم يقسم ما کان في عسکر السفياني من الخزائن و المضارب و الأمتعة و الذهب و الفضة بين أصحابه، و يقيم بالمدينة عشرة أيام، فيأمر باصلاح ما فسد من المسجد و الدور و غير ذلک، و يأمر بدفن من قتل منهم.
ثم يستخلف الحسني علي العراقين و ما والاهما، و يخرج الي الروم.
فيکتب ملک الروم الي ملک الصقالبة: [30] ان هذا العدو الذي قدم لقتالي، اذا هزمني أقبل اليک فأمدني أکفک أمره.
فيمده و يکتب الي صاحب أرمينية [31] مثل ذلک. فأما صاحب أرمينية فقد
[ صفحه 92]
شغله صاحب الحسني، فلا يجيبه بلا، و لا نعم، و يحارب الحسني الروم، فيفتح منها مدنا و حصونا کثيرة، و يقيم بطرسوس، [32] و يبث أصحابه و جيوشه في جميع الثغور، فيفتتح [33] الوجه الذي فيه، و يغنم، و يکتب بذلک الي الحسني.
و يکتب الحسني الي ملک الروم:
ان الملک الذي هرب اليک ابن عمنا، و هم قوم قد ذهبت دولة ملکهم، و الذي هرب منه اذ هزمه و جنوده حتي ألجأه الي أن هرب اليک هو السفياني، عدو لنا و له، و قد أظفرنا الله به فقتلناه، فقل للملک - الذي هرب اليک فآويته و أنزلته، و قد أحسنت و قضيت فيه ما عليک -: ابن عمک قد کتب الي فيک، فأقبل الي فلک الأمان، ان أقبلت الي نصل رحمک و نمن عليک، و ننزلک منزلة الشريف منا.
و کتبت اليه [34] کتابا، فأوصله اليه.
و يکتب الي الملک: من الحسني المنصور من الله الي ابن عمه عبدالله:
قد قتل الله عدوک و عدونا، فاقبل آمنا بأمان الله، لک بذلک عهد الله و ميثاقه، و ذمتنا و ذمة رسوله.
فيفعل ذلک ملک الروم، فيقول لملک الروم: المقام عندک في جوارک أحب الي من أن آتي ابن عمي هذا، و هو اليوم فوقي و أنا دونه، و کنت الملک قبله، فاذا کان أکون کسائر من عنده من الرعية، فالمقام عندک ان أنت ترکتني أحب الي.
فيقول له ملک الروم: فأقم اذا أحببت ذلک.
و يکتب ملک الروم الي الحسني، فيکتب اليه الحسني:
أما اذا أبي أن يأتينا و اختارک علينا، فانا لا نرضي أن يقيم ابن عمنا في غير
[ صفحه 93]
أهل ديننا، فانک ان لم تبعث به الينا، قاتلناک علي أنک علي غير ديننا، فان أنت أسلمت و دخلت في ديننا، و الا قاتلناک علي ترکک الدخول في ديننا، دين الاسلام.
فيأبي ملک الروم، و يحاربه، فيقول له بطارقة الملک: أيها الملک ما ترجو بايواء رجل ليس من أهل دينک؟! ابعث به الي صاحبه.
فيقول ملک الروم: لا أفعل، استجار بي فأجرته، و لست اسلمه مع أنني لو بعثت به أيضا الي صاحبه لما أمسک عن حربکم، و ذلک أنه ليس يقاتلکم علي ترککم لبعثه لهذا الرجل اليه، انما يقاتلکم علي أنکم ليس تدخلون في دينه، فلا تظنوا به غير ذلک.
فاذا قال لهم ذلک، أمسکوا عنه.
ثم ان بعض بطارقته يشد علي ذلک الملک، فيقتله بغير اذن ملک الروم، فخبر بذلک ما فعل هذا البطريق فيقول له: أقتلت رجلا قد أجرته؟! فيقول له البطريق: أما انک قد وفيت له أنت، و أما أنا فاني انما قتلته عن غير رأيک، و عن غير أمرک، فلا عتب عليک في قتلي اياه، لأنک لم تغدر به.
فاذا قال [قال] له علماء أهل ملته من الروم: صدق أيها الملک، ما عليک في ذلک عتب. فيمسک عنه.
و يکتب الي الحسني، فيعلمه ما فعل ذلک البطريق، و يسأله الصلح و الانصراف عنه.
و يرسل اليه الحسني: لا صلح بيننا و بينک الا أن تدخل في الاسلام فتسلم، فان فعلت ذلک، و الا حاربناک حتي نقتل أو يظهرنا الله عليک، فان لنا بذلک وعدا من الله لا يخلفه، انه ينصرنا عليک.
فيقرأ ملک الروم کتابه علي بطارقته، و يقول لهم: ألم أقل لکم: انه انما يقاتلکم علي ترککم الدخول في دينه؟ فقاتلوا الآن بنية صادقة، فانا علي ما هم
[ صفحه 94]
عليه من قتالهم ايانا علي ما وعدهم الله بزعمهم، فانا علي مثل ذلک من ميعاد الله ايانا.
فيجيبونه الي ذلک، و يقاتلون الحسني بجد و بصيرة، فيشتد القتال حينئذ بينهم.
ثم انه يخرج علي الحسني باصفهان رجل کذاب يقال له«المحق»و أکراد و صعاليک الجبال، و يخرج في اصطخر من فارس«النغاف» [في] خمسة آلاف من الناس من أهل فارس، و يخرج عليه قوم من«المطوعة»فيقاتلون«النغاف»فيهزمهم النغاف، ثم تخرج«الخوارج»باليمامة، و ببلاد اليمن، و بأرض الموصل من الجزيرة.
و يوجه صاحب الحسني الذي في کل وجه من هذه الوجوه الي الذي خرج في أرضه، فيحاربه فيهزمه الخارجي، و يکتب کل الي خليفة الحسني، فيکتب خليفة الحسني الي الحسني و هو في أرض الروم بذلک، و يعلمه أن فيهم رجلا [35] يفعل بالسحر، و يفتن الناس بذلک، و هو باصفهان، و هو رجل کذاب يقال له«المحق»فالله الله في القدوم، فان قتال هؤلاء واجب، أهم من قتال الروم، و تکثر الخوارج في الأرض.
و يخرج بالشام رجل من جذام [36] يقال له«روح بن بنانة»و يخرج ببرقة رجل من لخم يقال له«أوس بن شداد»فيطرد کل واحد من هؤلاء - أصحاب الحسني - و يکثر القتل و سفک الدماء و الفساد، و يخرج ذلک الاصفهاني بسحره و کذبه الي الناس، فيريهم من آيات سحره العجائب، و من ذلک انه يدعو الطائر من الهواء، فينزل اليه، و يدعو الحوت فتخرج اليه من الماء، فتعظم الفتنة لذلک.
[ صفحه 95]
و يکتب الي الحسني بذلک، و قد افتتح الحسني قسطنطنية، و هرب ملکها، و قد قسم السبي، و غنم ما يعجز عن قسمته، حتي يکيل الذهب و الفضة بکيل بالترسة، [37] فيدعوا الجماعة من أصحابه فيقول لهم: هذا الذهب، و هذا الورق، يطول وزنه علينا، فخذوه و اقسموه بينکم، و يکيل ذلک لهم بالترس.
و يأتيه خبر هؤلاء الخارجين في أرضه، فيخل ما في يديه، و يأخذون ما خف عليهم، و يقبلون فيجدون الأرض مثبطة حوبا [38] هي أشد من حرب السفياني، و في کل بلدة قتال، من خارج من أهلها، و باغ عليها غير أهلها، فيفرق الحسني أصحابه في هذه الوجوه، فيقاتلون من خرج فيها، و ذلک في شهر رمضان في أيام حارة، و ينکسف القمر في ليلة الأربعاء، و هي ليلة ثلاث عشر من شهر رمضان، فيقول الحسني لأصحابه: يا قوم أحسنوا الظن بالله عز و جل فقد عهدنا مع آبائنا، فلم نسمع أن القمر انکسف مرتين في ليلتين متتابعتين الا في شهرنا هذا، فهاتان آيتان من آيات الله تعالي، فجدوا في جهاد أعداء الله، و دعوا الرغبة في الدنيا.
فيجتهدون في الصوم و الصلاة في ليلة الجمعة ليلة النصف من شهر رمضان، فاذا مضي الثلث الأول جاء صوت من السماء لم يسمع الناس مثله، فيصعق فيه سبعون ألفا من الفسقة، و يعمي فيه سبعون ألفا، و يصم فيه سبعون ألفا، و يخرس فيه سبعون ألفا، و تنفتق فيه سبعون ألف عذراء، و ذلک کل في أهل الفسق و المستحلين، ما حرم، فأما من تعوذ بالله و تضرع اليه، و أحسن عمله، فان الله ينجيه من ذلک، و مما هو أشد من ذلک.
ثم اذا کان عند طلوع الفجر من تلک الليلة کان صوت آخر غير الصوت الأول، و کان بعده ظلمة الي طلوع الفجر، کان الأول صوت جبرئيل صاح صيحة
[ صفحه 96]
کان فيها الذي کان، ثم سمع فيه صوت يقول:
«لا اله الا الله نجي أولياء الله و هم قائلوها».
و کان الصوت الآخر صوتا مهولا لم يصعق فيه أحد، و لا عمي و لا صم و لا خرس و لا انفتقت فيه عذراء، و کان في آخره ظلمة، و سمع فيه صوت يقول:
«لا تخافوا أقبلوا علي لهوکم، و تمتعوا فان الأصوات التي سمعتموها انما هي صوت الجن يلعبون في الهواء».
فالصوت الأول هو صوت جبرئيل يثبت المؤمنين و المؤمنات.
و الصوت الآخر صوت ابليس يثبت أصحابه علي المعاصي. [39] .
و يفرق الحسني أصحابه يجاهدون الخوارج في کل موضع خرجوا فيه، و يتوجه هو بنفسه الي ذلک باصبهان، فيلقاه [40] فيقتله، و يقتل أصحابه الا من هرب، و ذلک في أول شوال.
ثم اذا کان في النصف من شوال کانت المعمعة الکبري، و الطامة العظمي.
و يتوجه الحسني الي الذي بفارس، فيصطلمه و يصطلم عسکره من هرب منه.
ثم يکون في النصف من ذي القعدة زلازل، و صواعق، و خسف في بلدان الأرض کلها؛
و يکون في ذي الحجة المعمعة الثانية، و هي أطم من الاولي و أهول.
و في المحرم تسلب أهل مکة ما حول البيت، و يسلب الحرم، و تنهب
[ صفحه 97]
الأعراب دور أهل مکة، ثم يجتمع أهل مکة و من حولهم، فيخرجون خلفهم، و يعينهم الله عز و جل بالريح و التراب، فيقتلون اولئک الأعراب، و يأخذون جميع ما کانوا قد أخذوا منهم من الأبل و السلاح و غير ذلک، و يرجعون غانمين.
و يخرج أصحاب الحسني في کل وجه من الوجوه، و يفتحون البلدان، و يصفو الأمن للحسني، و قد کان ملک الروم لما بلغه عن الخوارج قد خرجوا علي الحسني، حلف - و هو بالرومية [41] خلف قسطنطينة- أن يخرج الي أرض الاسلام، فيغلب علي ما قدر عليه من مدنها، و يدخلها کما دخل الحسني قسطنطينة، و يرجع الي«قسطنطينة»ثم يجمع بطارقته و جنده، و يسير الي«طرسوس»ثم يخرج منها حتي يأتي الفرات، و يمهله الحسني حتي يأتي«حران». [42] .
ثم يأخذ عليه الحسني من ورائه و من قدامه، فيقتل أصحابه، و يأخذ صلبانهم، و ينزع ملک الروم ثيابه، و يلبس ثياب أهل طرسوس، و يتزيا بزي أهل الثغر، و يتقلد سيفا، و يرکب بغلا، و يلطخ فمه بدم، فکلما تلقاه رجل من المسلمين، أومي اليه بيده، کأنه يسلم عليه و يدعو له، فيظن أنه رجل من أهل الثغر قد أصابه ذلک في جهاده الروم.
فلا يزال کذلک حتي يأتي طرسوس، ثم يضرب الي الروم، و ينادي الروم، و يسأل: هل رأيتم الطاغية؟ فيقولون: هرب، و لو کان في القتلي لوجدناه. فيولي الولاة و يوجههم في وجوه بلاد الاسلام کلها، و قد استقام أمر الاسلام کله.
ثم يخرج في أصحابه، فيجاهد الروم، و يرسل اليه ملک الروم بحيلته التي
[ صفحه 98]
نجا بها، و يسأله الصلح أو الرجوع، و يخوفه فساد بلاده، ان هو اشتغل بقتال الروم، فيقول: لسنا نقاتلک علي الأموال و الغنائم، انما نقاتلک علي أن يکون الدين دين الاسلام، و تقر بکلمة الاخلاص، و هو قول:«لا اله الا الله وحده لا شريک له [و أن محمدا عبده و رسوله] [43] و أن عيسي بن مريم عبدالله ابن أمته، و کلمته و روحه، ابن العذراء البتول التي لم يمسسها بشر، کون الله منها المسيح کما کون الله آدم من تراب، فجعله بشرا، ثم کون من آدم حواء زوجة، ثم کون منها هذا الخلق کله، و جعلهم قبائل و شعوبا و امما، ثم فرق لغاتهم، و هو بکل شي ء منهم و من غيرهم عليم، و لو شاء لجعلهم امة واحدة، ولکن يدخل من يشاء في رحمته».
فنحن ندعوک و أهل ملتک الي دين الاسلام، فان أحببت قبلنا ذلک منک، و خليناک و أرضک، و أديت الينا مثل [44] أهل ملتنا من الخراج المعلوم، و ان أنت أبيت الجزية [45] فالحرب بيننا و بينک أبدا حتي ينصر الله أحب الفريقين اليه، و لنا النصر، و لمن قتل منا الجنة، و ان نصرت علينا فلنا الجنة لصبرنا و بصيرتنا.
فيقرأ ملک الروم کتابه علي بطارقته، و يقول: ما يکون هذا أحرص علي الجهاد منکم؟ فيقولون له: صدقت، فأخرج بنا اليه.
فيجتمعون و يخرجون الي الحسني في ألف صليب، تحت کل صليب جمع کثير، و يلقاهم الحسني، فيقتل منهم کل يوم مقتلة عظيمة، و ينهزمون و يتبعهم حتي يبلغ بهم القسطنطينة، ثم يحاصرهم في مضيق عليهم، و يسألونه الصلح، فيأبي عليهم، فينهزمون عنها الي«رومية»و يخلونها له، فيدخلها في أصحابه، فيهدمون بيعتها العظمي بعد أخذهم بيت مذبحها و صلبانه، و يخربون القسطنطينة، و يهدمون
[ صفحه 99]
سورها، و يقيمون فيها و فيما حولها، و يريدون المسير الي«رومية»فيرسل الحسني جيشا الي ملک الصقالبة، فيهزمونه أيضا، و يأخذون بعض بلاده.
و يخرج باصطخر من فارس، رجل أعور يدعي أنه الدجال، و يسمي نفسه فيقول:«أنا الاله الدائن لأهل الأرض من قبل اله السماء»!!
فيتبعه غوغاء الناس و الأکراد و الزط و جهال الجبال، فيکثر أتباعه، و يغوي الناس، و يکثر فساده في الأرض.
و تخرج بالأهواز امرأة يقال لها«حميدة»في اناس يزعمون أنهم من العرب من الأزد، تقول: أنا ناصرة أهل الدين، اقاتل علي دين الحسني من قاتل الحسني. فتجبي الخراج و تقسمه في أصحابها، و يکثر أتباعها.
و يخرج«الأصهب»بدمشق في خمسين ألفا مخالفين للحسني.
ثم يخرج بأصفهان«الدجال الأکبر»و هو من أعلم السحرة، معه ابليس و مردة أصحابه، و سحرة الجن، و يجتمع اليه سحرة الانس، يحشرهم اليه الشياطين و مردة الجن، عن يساره ابليس، فيحلون علي الناس ما يرون منهم أنه الحق، و يهيئ الدجال من شي ء من الأطعمة و الأشربة في مضارب و فساطيط، و ذلک أنها تتخذ من کل ما يأخذ من الناس من الأموال و الأنعام من الغنم و البقر و الابل و سائر الأموال، و يتخذ منها الخمور و العسل و السکر في الخزائن التي معه، و يذبح له من البقر و الغنم و من الجدي و الحملان، و من الطير ما يريد أن يغوي به الناس، و يهيئ من الأخبصة و الفالوذجات و ألوان الحلوي، و أنواع الفاکهة، و يجلب له من ألبان البقر و الغنم ما شاء في الوقت الذي يريده طريا، و غير مهيأ، و يشبه علي الناس أن معه الجنة، و يدعو بالذي يريد من ذلک، فيؤتي به فيطعم أصحابه و من اتبعه ألوان الأطعمة.
و قد اتخذ قدور من نحاس تحتها الفحم، فمن أبي أن يؤمن له أمر به أن يدخل جهنم، و له بيت من صفائح الحديد، و أرضه أطباق الحديد مثل السرير،
[ صفحه 100]
و فوق الصفائح قدر کبيرة علي هيئة القبة علي هذه الصفائح، فقد صار بيتا من حديد، فمن [46] يريد ادخاله فيه، يأمر فيوقد تحته حتي يحمر فيصير مثل النار، و يأمر فتملأ تلک القدور الماء، ثم يغلي و يطبخ الصبر مع الزرنيخ و السقمونيا [47] جميعا، فاذا أتي من لا يؤمن له، يقول لأصحابه: أدخلوه جهنم! فيدخل الي ذلک البيت، و قد احمي، فيحترق و يقول: صبوا علي رأسه من الحميم! فيصب علي رأسه من ذلک الماء المغلي، ثم يقول: أطعموه من الزقوم و الضريع! فيطعم من ذلک الصبر و الزرنيخ و السقمونيا، فلا يزال کذلک حتي يموت، أو يقول: أنا اؤمن لک، فان آمن به، هلک و فتن الناس، و أطعمه من الذي يزعم أنه من الجنة من الأطعمة و الأشربة من الخمور و الألبان و الفواکة و الحلوي، و من ألوان الطيب و الرياحين و الأدهان، و ألوان اللباس و الحلي و الحلل، و الدر و الياقوت و المرجان الذي أخذه من الناس.
و يري الناس بسحره أنه يحيي و يميت، و يعذب بالنار، و يکرم بالجنة، و هو شاب أعور العين اليمني فيها بياض، و العين اليسري کأنها کوکب حسن يسحر أعين الناس، فيصير في عين من يراه مثل الجبل العظيم، و يريهم من سحره أنه علي حمار أشهب في ظهره مثل السرج، و لجامه لسانه، و فيه حلقة، يخيل اليهم من سحره أنها حلقة فضة، فيها سيران من حرير أخضر و أحمر و أصفر، و يرون حماره ذلک مثل الجبل العظيم، طوله ميل، و عرضه مائة ذراع، و اذنيه مثل الجبلين العظيمين، يستظل تحت اذن حماره امة من الناس، و کل ذلک بسحره يخيل للناس أنه علي ما يرونه، و انما هو في نفسه کسائر الناس، و حماره مثل سائر الحمير، الا أن ذلک سحر سحر به أعين الناس فتنة للمفتونين.
و لباسه أخضر، و علي رأسه طيلسان أخضر، و کذلک لباس أصحابه الطيالسة
[ صفحه 101]
الخضر، و أکثر أتباعه اليهود، و المجوس، و الزنادقة من النصاري، و کل فاسق.و يجتمع اليه هؤلاء الکذابون، و يجول البلدان، فلا يدع بلدة بين اصبهان و ما دونها الي الموصل و الجزيرة و الشام و مصر و أرض الحجاز، و يتحول من بلد الي بلد، يقول: أنا اله الأرض! فمن تنحي عن طريقه سلم منه.
فيخرج من اصبهان الي أعراق بابل من ناحية الأهواز، ثم الي فارس، ثم يرجع الي الري من خراسان، ثم يصاعد الي أرمينية، ثم ينحدر الي الجزيرة، و الي الموصل، ثم يخرج الي الحجاز، فاذا بلغ مدينة النبي صلي الله عليه و آله و سلم استقبلته الملائکة فتسفع في وجهه و وجوه أصحابه بأجنحتها فيرجع عنها. [48] .
ثم يسير الي مکة، فتسفعه الملائکة بأجنحتها، فيرجع عنها، ثم يسير الي بلاد اليمن، ثم يسير علي البحر حتي مصر، ثم يخرج الي الشام، و الحسني و المؤمنون معه من خلف هذا الساحر الأعور يطلبونه و ينادون:
يا أيها الناس لا تغتروا بهذا، فانه الدجال الأعور الکذاب المفتن، فتنحوا عنه ينجيکم الله من فتنته و سحره؛
يا أيها الناس انه مکتوب بين عينيه«هذا الدجال الکذاب الکافر بالله» [49] يفتن کل ضال، فأما المؤمنون فانهم يعرفونه و يبرأون الي الله عز و جل منه.
و لا يزالون خلفه علي ذلک، و يکثر في ذلک الوقت الفجور و الفسوق و الزنا
[ صفحه 102]
و اللواط حتي أن الرجل ليلقي المرأة في الطريق فيقع عليها، فأمثلهم من يقول له: لو نحيتها عن الطريق!!
و الدجال يخيل للناس أن معه جنة و نار، و ليس کما يقول، بل ذلک سحر به أعين الناس، فمن افتتن دخل تلک التي يزعم أنها جنة فهي النار، و من سلم عن فتنته دخل تلک النار التي يزعم أنها النار فهي الجنة.
و يتفرق أصحابه في الطريق، و معهم المزامير و الطبول و البوقات، و کل صنف من الملاهي، فيضربون بطبولهم، و ينفخون بتلک البوقات و القرون و المزامير. و المسلمون مع الحسني يکبرون الله، و يسبحون و يهللون حتي اذا بلغ الدجال موضعا من المقام يقال له«باب لد» [50] يريد دخول بيت المقدس، تلقاه«الخضر»المعمر، و ناس من الأبدال، فيقولون له:
يا دجال! فتنت الناس بسحرک، و انما أنت کافر کذاب ساحر.
فيقول: بل أنا اله الأرض! فيقول له الخضر: ان کنت الها في الأرض، أفتقدر أن تميت نفسا ثم تحييها؟ و ما أقول لک غير هذا.
فيقول له: نعم! فيقول له: فأمتني من غير ذبح، و لا قتل، أکثر من أن تقول لي: مت، فأموت، ثم احي، فأحيا، و الا فقل لما شئت من خلق الله تعالي من البقر و الغنم: مت، فيموت، ثم قل له: احي، فيحيا، ان کنت صادقا.
فيغضب عند ذلک، و يأمر بضرب عنقه، فيفعل به ذلک، فيحييه الله من ساعته.
فيقول للناس: يا أيها الناس، ان الله أحياني، و قال لي: قل للناس انه قتلني و أحياني الله، ليتبين لکم أنه کذاب، فليقتلني الآن مرة اخري، ثم يحييني ان کان صادقا، فان الله عز و جل قال لي: انه يقتلک، ثم لا يقدر أن يحييک، و يهلکه الله
[ صفحه 103]
بعدک و جميع أصحابه، و لا يمهل أحدا منهم بعد قتله اياک، و لا يحييک لهم، بل يلحقک بالأنبياء الشهداء الصالحين.
فيدهش الدجال عند هذا الکلام، و ينبهت، فيضرب عنقه و لا يقدر أن يحييه، [51] و ينزل المسيح عيسي بن مريم في غمامة بيضاء، يراها جميع أهل الأرض من المشرق و المغرب، و ينادي مناد:
يا أيها الناس هذا المسيح عيسي بن مريم العذراء البتول، الذي کونه الله من غير أب، قد أنزله الله لقتل الدجال الکذاب، و يقيم لکم اماما يدين بدين الله القيم، فاسمعوا له و أطيعوا، فقد أذهب الله الکفر و الشرک و أبطل الباطل، و أظهر الدين الذي لا يشوبه شرک و لا کفر و لا نفاق بعد اليوم، و لا يبقي کافر و لا مشرک الا نادي ذلک الموضع، بيتا کان أو بقعة من الأرض، أو شجرة أو دابة:
يا مؤمن، هذا الذي تحتي کافر فتعالوا فاقتلوه. [52] .
يسمع ذلک النداء أهل الأرض، فيفهمه أهل کل لغة بلغتهم؛
ثم ينزل عيسي و معه عکازة [53] في طرفها زج، فيقمعه بها بضربة بعرض العکاز، فيذوب علي حماره، کما يذوب الشمع اذا أصابته النار، و يرونه في صورة واحد من الناس، و يرون حماره کصورة الحمير، ثم يقع حماره فيذوب.
[ صفحه 104]
ثم يقول عيسي للحسني و أصحابه: دونکم أصحاب الدجال، و کل من لا يقول:«لا اله الا الله وحده لا شريک له»فاقتلوه.
فيضعون فيهم السلاح فيقتلونهم عن آخرهم.
ثم يقول المسيح عيسي للحسني و أصحابه: قد قضيت ما عليک، و وجب أجرک، و هذا آخر يومک من الدنيا. فيأتيه ملک الموت فيقبض روحه بأهون ما قبض روح أحد من الناس، طيبة بذلک نفسه؛
و يقول المسيح لأهل بيت الحسني بن محمد بن عبدالله، و امه فاطمة بنت محمد بن السبط الأصغر من ولد فاطمة بنت الرسول الامي عليه السلام، فيقوم فيقول لنا: عيسي بن مريم روح الله، و کلمته و عبده و رسوله، فيقول له: [54] .
تقدم فصل بأصحابک. فيصلي و يصلي المسيح خلفه.
ثم يأمر الناس بالبيعة له، فيبايعه کل من حضره، ثم يقول: جهز الآن صاحبک و ابن عمک الحسني، فيغسله و يکفنه، ثم يصلي عليه هو و أصحابه و المسيح بن مريم.
ثم يأمر الامام بقتل الخنزير، و کسر الصليب، و هدم کل بيعة و کنيسة، و بيت نار، و قتل کل من لا يدين بدين الاسلام، و لا يبقي کافر و لا مشرک و لا منافق الا ولي [عن] [55] عتبة الموضع الذي هو فيه، فاذا سمع أن الموضع الذي هو فيه ينادي باسم ذلک الذي فيه اختبأ، قتله المؤمن الذي يسمع ذلک.
[ صفحه 105]
ثم ان الروم، و الصقالبة و جميع الامم اذا سمعوا أن الامام يدعوهم الي الاسلام أجابوه طوعا للذي قد سمعوا من المسيح عيسي حين نادي بذلک و هو علي الغمامة البيضاء.
ثم ان المسيح يأخذ ابليس، و يقول للامام: خذ هذا فاذبحه، فيأخذه الامام فيضجعه، فيذبحه علي صخرة بيت المقدس، [56] و يموت حينئذ جميع أصحابه من الشياطين، و يدخل جميع الناس من جميع الدنيا و ملوکها في الاسلام، و يذهب الجور و يحيي العدل، و يموت کل مؤذي من السباع و الهوام حتي الذباب و النمل و البعوض و کل مؤذي، و تفشو الأمنة في الأرض کلها، و لا يبقي عاق، و تظهر الأرض کنوزها و برکاتها، و تنزل الرحمة، و تخصب الناس فلا يکون في الأرض فقير و لا مسکين، و يقسم المال بالسوية، و يذهب من الناس التجبر و السفه، ليتم الله کلمته: (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) [57] و قال: (وعد الله الذين أمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا و من کفر بعد ذلک فاولئک هم الفاسقون) . [58] .
فلا يزال الامام الأول يدين بالحق، و يقضي بالحق حتي اذا دنا أجله يلقي في قلبه، فيوصي و يستخلف علي الامة رجلا من أهله، فيقوم مقامه کذلک.
ثم کذلک يفعل عند حضور أجله، يوصي و يستخلف کذلک حتي يملک من
[ صفحه 106]
السبط الأصغر خمسة.
ثم يوصي آخرهم الي رجل من السبط الأکبر، فيسير سيرة الامام الأول، ثم کذلک من بعده حتي يملک منهم أيضا خمسة أئمة.
ثم يوصي آخر الخمسة بالخلافة لرجل من السبط الأکبر، فيملک الأول، ثم ولده من بعده، فيتم بذلک أثنا عشر ملکا، [59] و کل ولد منهم امام مهدي رشيد مرشد، فاذا ملک السبط الأصغر، کان عماله من السبط الأکبر، و کذلک اذا ملک السبط الأکبر، کان عماله من السبط الأصغر؛
فاذا هلک آخرهم الذي من السبط الأصغر، يطلبون من يولونه مکانه من السبط الأصغر فلا يجدون في جميع الأرض منهم أحدا، قد أبادهم الموت، فلم يبق من السبط الأکبر و لا من [السبط] الأصغر، فيطلبون من ولد أعمام النبي، فلا يجدون منهم أحدا، قد مات بنو هاشم، فلم يبق من نسلهم أحدا، فيطلبون من بني امية فلم يجدوا منهم أحدا.
فيقول لهم رجل کان مولي للذي مات من السبط الأصغر: اطلبوا في بطون قريش من وجدتموه من قريش فولوه، فان نبيکم قال:«ان الأئمة من قريش»فيطلبون قرشيا في الأرض کلها فلا يجدون قرشيا، قد أفناهم الموت.
فيقولون لذلک المولي: أنت عبدالله. مولي الآخر من ملک من السبط الأصغر، و أنت عتاقه، و قد کان يقدمک و يستأثرک و يعمل برأيک، و مولي القوم من أنفسهم، فقم مقام مولاک، فان الامة لابد لها من امام يقوم بأمر امة محمد.
فيأبي ذلک، فيقولون له: لا نترکک، و لن يحل لک أن تمتنع، فانک ان لم تفعل ضاع أمر الامة. فيکرهونه علي ذلک، و يبايعونه، و يولونه أمر الامة، فيليهم و يسير فيهم بسيرة مولاه علي منهاج الأئمة الذين من ولد بنت النبي الامي صلي الله عليه و آله و سلم.
[ صفحه 107]
قال دانيال: و لم يبين لي کم ملک کل واحد منهم، و لا سموا لي بأسمائهم، الا أن الملک الذي نبأني بهذا [عن الله] [60] عز و جل قال لي:
«انهم يملکون بدل ما ملک الذين من قبلهم بالسنة سنتين، و بالشهر شهرين، و باليوم يومين».
فيليهم ذلک المولي، و يسير بسيرة أصحابه المهديين ما بقي حتي يموت، و يقل الرجال، و تکثر النساء في زمان ذلک المولي، و يکثر الفساد في الأرض، و لا يقدر ذلک المولي بضبطهم بالعدل، و يظهر الفاسق و الفاجر و المنافق في زمان ذلک المولي، و يحج ذلک المولي فيمن معه من أصحابه، و يتبعه جماعة من أهل الفسق، فاذا قضي مناسک حجه رأي من اولئک ما أنکره في أمر الدين، فهم أن يعاقبهم، ثم يخاف أن يکون ذلک الذي رآه منهم ظنا غير يقين، فيترک معاقبتهم من أجل ذلک.
فعند ذلک تخرج دابة الأرض من الصفا و المروة لها رغاء کرغاء الجمل الهائج، و هي علي خلقة الجمل الأبيض، الا أنها أحسن و ألطف من الجمل علي لون الغزال الأبيض، لها جناحان تطير اذا أرادت، فتقبل علي الناس فتقول: [61] .
يا أيها الناس لا بأس عليکم مني ان الله تبارک و تعالي أرسلني اليکم لأنکم لا توقنون بآيات الله، و فيکم من يقول: لا اله الا الله غير أنه علي خلاف الاسلام و الايمان بالله، فأرسلني لابين المؤمن من المنافق، و الکافر الذي لا يؤمن بالبعث يوم القيامة فقفوا.
فاذا قالت ذلک لم يقدر أحد سمعها تقول ذلک الا وقف، فتأتي الانسان فتنقر
[ صفحه 108]
في جبهته، فيصير موضع نقرتها نکتة بيضاء في جبهة المؤمن حيال أنفه، و تصير في جبهة المنافق و الکافر نکتة سوداء.
ثم تغيب تلک الدابة فلا تري، و لا يبقي مؤمن في شرق الأرض و غربها الا صار في جبهته نکتة بيضاء ان کان مؤمنا، و في جبهة الکافر و المنافق سوداء، فيأمر ذلک المولي بقتل کل من في جبهته نکتة سوداء، و لا يعرض لمن في جبهته نکتة بيضاء رجلا کان أو امرأة، صغيرا کان أو کبيرا، حتي المؤمنات من النساء و الکوافر و المنافقات لأن في الأرض من الناس من لا تبلغه دابة الأرض، فيجعل الله في جبهة کل امري ء من المؤمنين و المؤمنات نکتة بيضاء، علامة يعرف بها ايمان کل مؤمن و مؤمنة، صغيرا کان أو کبيرا، أو امرأة کان أو رجلا، و يکون في جباه المنافقات و المشرکات و الکوافر من النساء نکتة سوداء، علامة يعرفن بها.
و يأمر بذلک حيث انتهت ولايته، و حيث بلغ سلطانه من الأرض، و يموت أهل العلم و المعرفة بالله، و قراء القرآن، فيذهب القرآن، فلا يبقي کتاب فيه شي ء من کلام الله الا درس، الا أن ذلک المولي يحفظ من القرآن ما يصلي في أصحابه به.
ثم يموت ذلک المولي فيصلي عليه أصحابه و يدفنونه، و لا يخلف ولدا، و لا يجدون مثله، فيقولون لخير من بقي منهم: کن امامنا. فيأبي ذلک، و يقول: ليکن کل رجل منکم امام نفسه! فيتفرقون علي ذلک.
و يدرس الدين بذهاب أهله، فلا يبقي الا اسمه، و يذهب أهل السنة بالموت الا أن في الأرض اولئک الذين قد بقوا من المؤمنين، ثم يفنيهم الموت الا اليسير من أولادهم، لا يکون عددهم مائة نفس.
و يکثر أهل الشرک و الکفر، و في جباههم نکت سود في کل ناحية من نواحي الدنيا، و الناس علي ذلک لهم أسواق يتبايعون الأمتعة و الأطعمة و غير ذلک.
[ صفحه 109]
ثم يأذن الله«ليأجوج و مأجوج» [62] أن ينقبوا السد الذي بناه ذوالقرنين فيخرجون من کل حدب، و يکثر فسادهم في الأرض، فلا يبقي طعام الا أکلوه، و لا ماء الا شربوه؛
فبينما الناس کذلک اذ طلعت الشمس من مغربها [63] في غداة يوم الاثنين لثلاثة عشر يوما خلت من ذي الحجة، و قد کانت تلک الليلة ليلة ثلاث عشر طالت علي الناس، ففزع الناس في الأرض کلها من ذلک حتي اذا بلغت الشمس وسط السماء، رجعت فغابت في مغربها!
ثم يطلع القمر من مغربه في ليلة أربع عشر، حتي اذا صار في وسط السماء رجع فغاب في مغربه في ليلة الاثنين، و تغور مياه الأرض، و تجف دجلة و الفرات، فاذا صار يأجوج و مأجوج الي دجلة و الفرات، لم يجدوا فيها ماء، فيمرون علي وجوههم، فيفسدون في الأرض، و تذهب برکات الأرض و سائر نباتها، و لا تبقي حينئذ مدينة و لا قرية الا کان فيها خسف و قذف، و صواعق و زلازل من نقم الله - في کل کتاب أنزله من قوله: (و ان من قرية الا نحن مهلکوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا کان ذلک في الکتاب مسطورا) -. [64] .
و قد امتلأت الأرض من نسل يأجوج و مأجوج، و تسلطهم علي الخلق، يموج بعضهم في بعض، قد خلت لهم الدنيا و استولوا عليها بکثرة عددهم، و شدة کلبهم.
[ صفحه 110]
و يکثر ولد«حام بن نوح»من السودان، و يخرج رجل منهم في خلق کثير من الحبش، فيأتي بهم مکة فيدخلونها، فلا يبقي أحد الا أهلکوه، ثم يصعد ذلک الحبشي فوق الکعبة التي بناها ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فيضرب بمعول معه ليهدمها، فتجف يده، فيقول لأصحابه: دونکم فاهدموا.
فيأخذون معاولهم و يصعدون الي الکعبة ليهدموها، فيرسل الله عليهم صاعقة من السماء فتحرقهم أجمعين، و مع [أن] يأجوج و مأجوج في الأرض قد دمروا کل شي ء في البر، و ألجأهم العطش الي أن صاروا الي شاطي ء البحر ليشربوا من مائه، و ذلک أن الماء قد غار في الأرض، يرسل الله عليهم ريح السموم، و هي الدبور فتحرقهم في يوم جمعة، فتنتن الأرض من جيفتهم، و يبقي من بقي من ولد آدم ممن يقول:«لا اله الا الله محمد رسول الله»و هم قليل، و مع کل رجل منهم مائة امرأة قد ضمهن اليه، لأن الرجال ماتوا، و بقي نساؤهم علي الاسلام کلهم.
ثم يميت الله اولئک المؤمنين أيضا حتي لا يبقي من يقول:«لا اله الا الله»، فعند ذلک يغلق باب التوبة، فلا يقبل لأحد توبة لأن الله عز و جل قد علم أن أهل ذلک الزمان لا يتوبون، و الناس يومئذ لا دين لهم و لا عقل، فيرسل الله عز و جل نارا فتسوق الناس من کل أرض الي أرض الشام، أرض بيت المقدس، فيملأون الشام الي البحر - بحر الروم - و يتخذون أسواقا يتبايعون، فبيناهم کذلک يوم الجمعة آخر يوم من ذي الحجة اذا صوت من السماء، فيصعق أهل الأرض و هم في أسواقهم فيموت جميع الناس، فهذا اليوم الآخر من الدنيا.
قال دانيال: الي هذا القول انتهي وحي الله تعالي، فقلت للملک الذي نبأني بهذا: أيها الملک کيف سم الله اسم السفياني و أسماء قواده، و أسماء الذين يکونون في زمانه، و بين أمرهم کله، و لم يسم اولئک الملوک الذين ذکرهم، و لا سمي قوادهم و لا کناهم؟ فقال: لا علم لي بذلک.
[ صفحه 111]
قال دانيال: فسألت الله عز و جل أن يبين لي لم ذلک؟ فعاد الي الملک، فقال: يقول لک الله تبارک و تعالي: ان الملوک لهم من يکيدهم حسدا لهم، فاذا سمي الملک منهم و عرف باسمه و صفته، فسحده حاسد من أهل بيته أو من عدوه، أقبل قبله ليقتله، فأخفيت أسماءهم لأهل بيت کل ملک منهم يرجو أن يملک من بعده، فمن أراد أن يکيده من أهل بيته أو من عدوه اذا عرفه باسمه و صفته کاده، و اذا لم يعرف ذلک لم يکده، و الله لطيف بعباده لأنه رحمن رحيم، فعال لما يشاء، و هو علي کل شي ء قدير.
فالي هاهنا انتهي حديث دانيال عليه السلام؛
و نحن الآن کاتبون ان شاء الله الأخبار التي رويت في الفتن سنيدة علي غير استيفاء لأننا قد أودعنا کتاب السير معظمها، و انما خلدنا هاهنا منها ما ينوب عنها، ثم نزد فيها الأخبار التي رويت في الملاحم بذلک النعت، ثم کل حادثة تصلح ذکرنا اياها، و بالله جل جلاله التوفيق، و عليه في کل حال المتکل.
[ صفحه 112]
پاورقي
[1] قال في مروج الذهب: 141:4: و حضر الشهود منهم أبوعوف و الحسين بن سالم و غيرهم من العدول حتي أشرفوا علي المعتمد، و معهم بدر غلام المعتضد يقول: هل ترون به من بأس أو أثر؟ مات فجأة، و قتلته مداومته لشر النبيذ....
[2] في الأصل«أبيه». و قد ذکرت کتب التاريخ و السيرة ککتاب دول الاسلام للذهبي تفصيل حياة حکام بني العباس و مدة حکم کل منهم، بما يطابق ما ذکره المصنف.
[3] کذا، و المشهور أن السفياني هو عثمان بن عنبسة و لعل المذکور هنا غيرة.
[4] استظهرناها بقرينة الروايات المختلفة، و في الأصل هکذا«لانبت وجهه»لعل فيها سقطا.
[5] هو«عقيل بن عقال»علي ما سيأتي.
[6] ذکر في عقد الدرر ص 115 نقلا عن الکسائي في قصص الأنبياء ما لفظه:
لابد من نزول عيسي عليه السلام الي الأرض، و لابد أن تظهر بين يديه علامات و فتن، فأول ما يخرج و يغلب علي البلاد«الأصهب»يخرج من بلاد الجزيرة، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام، و يخرج القحطاني من بلاد اليمن.
[7] کذا، و لعلها نسبة الي جحاف، و هي سکة بنيسابور. (الأنساب للسمعاني: 25:2) .
[8] کذا، و لعلها نسبة الي بار، و هي قرية من قري نيسابور. (الأنساب للسمعاني: 256:1) .
[9] کذا، و الظاهر«ماسبذان»قال في معجم البلدان: 41:5.
أصلها«ماه سبذان»مضافا الي اسم القمر....
[10] قال في مراصد الاطلاع: 120:1: مدينة قرب بلخ: و هي قصبة ناحية جوزجان، و هي علي الجبال...، و الأنبار - أيضا - مدينة علي الفرات غربي بغداد.
[11] لعله«الجحافي».
[12] زاد بعدها في الأصل«فيقول: يا أهل هذا المصر، يا أهل دمشق ممن حضر»و لعلها من اضافات النساخ.
[13] قال في معجم البلدان: 424:5: وادي اليابس: نسب الي رجل، قيل: منه يخرج السفياني في آخرالزمان.
[14] أي السفياني.
[15] الظاهر ماسبذان، و تقدم ذکرها، و البکري علي ما ذکره السمعاني في الانساب: 385:1: نسبة الي جماعة ممن اسمه«أبوبکر و بکر»فأما الأول فجماعة انتسبوا الي أبي بکر الخليفة الأول، و فيهم کثير من أولاده و أولاد أولاده. و تقدم ذکر اسمه ب«الباري»و لعل أحدهما تصحيف للآخر.
و الثاني: منسوب الي بکر بن وائل.
[16] هو همام بن الورد کما سيأتي.
[17] قال في معجم البلدان: 288:1، اسم صقع کبير يشتمل علي مدن و قري بين الاسکندرية و أفريقية.
[18] أي عثمان بن عفان.
[19] قال في معجم البلدان: 255:4: مدينة علي الساحل من ناحية مصر... کان الفرما و الاسکندر أخوين بني کل واحد مدينة....
[20] مدينة علي شاطئ جيحان من ثغور الشام بين انطاکية و بلاد الروم. مراصد الاطلاع: 1280:3.
[21] الرقة: مدينة مشهورة علي الفرات، بينها و بين حران ثلاثة أيام... معجم البلدان: 58:3.
[22] في الأصل«فعلوا».
[23] قرية من نواحي دجيل، و ليس کذلک، بل من نواحي نهر عيسي، بينها و بين بغداد أربعة فراسخ. مراصد الاطلاع: 950:2.
[24] بليدة صغيرة في الجانب الغربي من دجلة، و هي نهر شير. مراصد الاطلاع: 1243:3.
[25] حلون: في عدة مواضع، منها حلوان العراق، و هي آخر حدود السواد مما يلي الجبال... و حلوان أيضا: قرية من قري مصر، و بين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة علي النيل.
و أيضا: بليدة بقوهستان بنيسابور، و هي آخر حدود خراسان. مراصد الاطلاع: 418:1.
[26] استظهرناها، و هو الصواب، و في الأصل«نقل لهم».
[27] في الأصل«فرم»و ما اثبتناه أظهر بقرينة ما يأتي.
[28] الخبل: الفالج.
[29] کذا، و لعل فيه تصحيفا اذ لم نقف في غير هذا المورد علي هذه التسمية، فالطاهر الخارج من مکة هو م ح م د بن الحسن العسکري عليهماالسلام و هو من ولد السبط الأصغر الحسين بن علي عليهماالسلام، و أما الحسني فانه يخرج من خراسان علي ما اشتهر في روايات الفريقين، سيما و أن الأحداث التالية في هذه الرواية تؤيد صراحة ما ذهبنا اليه.
انظر تعليقتنا الآتية في ح 5 في سياق بعض المأثور في المهدي عليه السلام.
[30] الصقالبة: جيل حمر الألوان، صهب الشعور، يتاخمون بلاد الخزر في أعالي جبال الروم. و بلاد الخزر: هي بلاد الترک خلف باب الأبواب.
[31] أرمينية: اسم لصقع واسع عظيم في جهة الشمال، وحدها من برذعة الي باب الأبواب، و من الجهة الاخري الي بلاد الروم و جبل القبق. مراصد الاطلاع: 60:1.
[32] مدينة بثغور الشام بين انطاکية و حلب و بلاد الروم. مراصد الاطلاع: 883:2.
[33] أي کل واحد من أصحابه.
[34] في الأصل«اليک».
[35] زاد في الأصل«يقال: له النغاف»، و لعلها من اضافات النساخ.
[36] کذا.
[37] الترس - جمعها أتراس و ترسة-: صفحة من الفولاذ تحمل للوقاية من السيف.
[38] کذا، و الثبط: من التثبيط، و هو التعويق و الشغل عن المراد، و الحوب: الجهد و الشدة.
[39] المشهور في الروايات: ان الصوت الذي يأتي من السماء في ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان و ليس في النصف منه، و ذلک قبل ظهور الامام الحجة عليه السلام، و خروج الدجال يکون بعد ظهور الامام الحجة عليه السلام.
[40] أي المحق کما تقدم.
[41] رومية: و هما روميتان، احداهما ببلاد الروم، و هي مدينة رئاسة الروم و علمهم... مراصد الاطلاع: 642:2.
[42] حران: مدينة قديمة قصبة ديار مضر بينها و بين الرها يوم، و بين الرقة يومان.
و حران أيضا من قري حلب... و أيضا قرية بغوطة دمشق. مراصد الاطلاع: 389:1.
[43] أضفناها لملازمتها السياق.
[44] في الأصل«مثل الذي».
[45] کذا، و لا جزية بعد ظهور الامام.
[46] زاد في الأصل«قتل أن يدخل من».
[47] السقمونيا: نبات تستخرج من تجاويفه رطوبة دبقة و تجفف، و تدعي باسم نباتها.
[48] اشتهر في روايات الفريقين أن المدينة المنورة و مکة لا يدخلها الدجال، فعن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:
«لا يدخل [أي الدجال] المدينة و لا مکة». عقد الدرر: 359. و انظر ح 2 في سياق المأثور في حديث الجساسة داعية الدجال.
[49] أورد في عقد الدرر: 329 و 330 بالاسناد عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال ضمن حديث«مکتوب بين عينيه کافر». وانظر ح 9 في سياق ما اثر في اسم الدجال و نسبه.
[50] قال في مراصد الاطلاع: 1202:3: لد: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين، يقتل عيسي بن مريم عليه السلام الدجال ببابها.
[51] روي مسلم في صحيحه: 71:18، باسناده الي أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نحو هذا الحديث، و فيه: فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه.
[52] روي نعيم في الفتن: 572:2 ح 1601 باسناده الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال في حديث: يقول عيسي [للدجال] : يا عدو الله زعمت أنک رب العالمين فلم تصلي؟! فيضربه بمقرعة معه فيقتله، فلا يبقي من أنصاره أحد تحت شي ء أو خلفه الا نادي:«يا مؤمن هذا دجالي فاقتله».
[53] العکاز و العکازة: عصا ذات زج في أسفلها.
[54] الظاهر هنا سقط، و قوله«فيقول»أي عيسي عليه السلام و قوله«له»اي للامام المهدي عليه السلام، و الروايات المتحدثة عن صلاة عيسي عليه السلام خلف الامام المهدي عليه السلام کثيرة مليئة بها کتب الفريقين، انظر ينابيع المودة: 422، تذکرة الخواص: 377، صحيح مسلم: 63:1 ط. مصر سنة 1348. و انظر ح 11 في سياق المأثور في ذلک و فيما يتصل.
[55] أضفناها لملازمتها السياق.
[56] قال تعالي في سورة ص: (قال رب فأنظرني الي يوم يبعثون - قال فانک من المنظرين - الي يوم الوقت المعلوم) الآيات: 81-79. راجع في ذلک تفسير البرهان: 344 - 342:2 ففيه أحاديث عديدة تغني هذا الموضوع.
[57] الأنبياء: 105.
[58] النور: 55.
[59] لنا بيان مفصل في ذلک، في سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الکائنين بعد الحسني، فراجع.
[60] أضفناها لملازمتها السياق.
[61] قال تعالي (و اذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تکلمهم) النمل: 82. و الروايات في خروج دابة الأرض کثيرة متضافرة في روايات الفريقين.
[62] قال الله تعالي (حتي اذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من کل حدب ينسلون) الأنبياء: 96. و الأحاديث في ذلک کثيرة متضافرة راجع عقد الدرر: 374 الباب 5.
[63] روي في عقد الدرر ص 397 عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:«ان أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها و الدابة، أيها کانت فالاخري علي أثرها قريبا».
[64] الاسراء: 58.