سياق الميسور مما اثر في صحة کون الکتاب المنزل علي دانيال و م
1:13- حدثنا أبوبکر محمد بن اسحاق الصاغاني [1] قال: نبا حسان بن عبدالله المصري، قال: نبأ السري بن يحيي، عن أزهر بن ليسوم، [2] قال: حدث هشام بن هبيرة، [3] عن مطرف بن عبدالله [4] هکذا، قال:
خرجت في نفر من أهل البصرة اريد بيت المقدس، فخرج معنا رجل لا نعرفه، فوجدناه خير الأصحاب، فجعل يسقينا من الماء، و يحتطب لنا، و يرعي ابلنا.
[ صفحه 60]
فلما قدمنا بيت المقدس تفرقنا لنفيض علينا من الماء، و نلبس ثيابا طاهرة، ثم دخلنا، و اذا«کعب الأحبار»جالس و حوله ناس کثيرة، و اذا صاحبنا ذلک جالس في جنبه تتلامس رکبتاهما.
فجاء رئيس أحبار اليهود و من معه، و ان منهم لمن قد رفع حاجبيه من الکبر، و معهم تلک العصي السود يتوکأون عليها، فقال لکعب: انک کنت من علمائنا و خيارنا، و انا لنراک قد رغبت عن ديننا، فان کنت أبصرت شيئا لم نبصره فأخبرنا، و ان کنت انما طلبت الدنيا فاتق الله، فان الدنيا ذاهبة.
فقال کعب للقوم: هل فيکم من يکلم هؤلاء القوم؟
فقال صاحبنا ذلک: أنا اکلمهم، فقال: قم اليهم.
فانطلق الي رحله، فجاءه بصحف، فوضعها في حجر رجل منهم شاب، فجعل يقرأ، و جعلوا يبکون حتي اذا أتي علي ذکر الاسلام، ذکر«محمد»صلي الله عليه و آله و سلم صاح، ثم رمي المصحف، فأخذه الرجل و ضمه اليه، و قال له: أعده علينا!
فقال: لا أفعل، لأنکم عمدتم الي کتاب الله عز و جل فنبذتموه.
قال: فما زالوا يطلبون حتي قال: لا أفعل ذلک الا و هو في حجري.
فقالوا له: نعم.
فوضعه في حجره، و جاء الرجل فجعل يقرأه، و جعلوا يبکون حتي اذا أتي علي ذکر الاسلام، و ذکر محمد صلي الله عليه و آله و سلم قاموا فقطعوهما بينهم من قبل آخرهم، فأسلموا کلهم.
قال: فقلت: أخبرنا ما هذا المصحف؟
فقال: أما تذکرون يوم فتحت السوس، [5] فان رجلا جاء فاشتري مصحفا
[ صفحه 61]
لدانيال عليه السلام بعشرين درهما، فأنا ذلک الرجل، و هذا ذاک المصحف.
2:14- و قد اخبرت عن ابراهيم بن سليمان بن حنان بن مسلم بن هلال الهمداني، عن الحسين بن حماد القيسي، أنه حدثهم، قال: حدثنا عبدالله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبي حازم، عن حکيم بن حزام، [6] أنه قال:
لما بعث النبي صلي الله عليه و آله و سلم رحلت من المدينة تاجرا الي بلاد قيصر، أنا و نفر من قريش، و فينا امية ابن أبي الصلت الشاعر، [7] فلما قدمنا الاسکندرية، و بها قيصر، علم بنا، فبعث الينا، فأتيناه، فلما دخلنا عليه سألنا: من أين أنتم؟
قلنا: رجال من قريش، من أهل مکة.
قال: أخبروني عن رجل يقال له«محمد»ظهر بمکة يزعم أنه نبي، فهل تعرفونه؟
[ صفحه 62]
قلنا: نعم نعرفه باسمه، و باسم أبيه، و نسبه، و هو سيد من سادات قريش يسمي الأمين، لصدق لهجته.
فقال لنا: ان رأيتم صورته في بلادي تعرفونه؟ قلنا: نعم.
فأخذ مفاتيح من تحت رأسه، ثم قام و أمرنا أن نقوم معه، فقمنا معه حتي انتهينا الي سفينة في البحر، فدخل و دخلنا معه، فسرنا حتي قدمنا مدينة، ثم خرجنا من السفينة، فأقمنا يومنا، فلما أصبحنا دخلنا عليه، فلما نظر الينا أخذ تلک المفاتيح من تحت رأسه، ثم قال: مروا معي.
فمررنا معه حتي أتي کنيسة عظيمة، ففتحها، فنظرنا فيها الي صورة لم نر صورة قط مثلها، فقال: انظروا هل تعرفون صاحبکم في هذه الصور؟ قلنا: لا.
فقال لنا: هذه صورة أبيکم آدم، و هذه صور الأنبياء من ولده رجلا رجلا منهم، مکتوب فوق رأسه اسمه، و حليته، و مبعث زمانه، و کم يبقي في امته، و من يملک امته من بعده رجلا رجلا بأسمائهم و حلاهم و أفعالهم في البلاد و العباد، و قد صدقتم ليس فيها صورة محمد؛
ثم فتح کنيسة اخري فيها أبواب لا تحصي مفتوحة الي تلک الکنيسة، فاذا فيها صورة النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و صورة رجل عن يمينه، و صورة رجل عن يساره، و رجل مصور بين يديه، سالا سيفه، فقال لنا: تعرفون هذا؟
قلنا: هذه صورة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.
فقال لنا: صدقتم، فاذا مکتوب فوق رأسه، تاريخ مولده، و مبعث زمانه في الحرم کما نجده مکتوبا في الکتب.
ثم قال لنا: تعرفون الذي عن يمينه مصورا؟ قلنا: نعم هذا رجل من قريش من بني تيم، يقال له:«عبدالله بن عثمان»و يکني«أبابکر».
فقال: صدقتم هذا نجده فوق رأسه مکتوبا.
[ صفحه 63]
قال: فمن الذي عن يساره؟ قلنا: رجل من قريش من بني تيم عدي [8] بن کعب، يقال له:«عمر بن الخطاب». قال: صدقتم هکذا نجده فوق رأسه [مکتوبا] .
قال: فمن الذي هو مصور بين يديه؟
قلنا: هذا ابن عمه يقال له:«علي بن أبي طالب»رضي الله عنه.
قال: صدقتم، هکذا نجده مکتوبا باسمه، و قرابته منه، يرد عنه، و يقاتل بين يديه علي دينه حتي يقتل أهل بيته الا من دخل في دينه هکذا نجد، و [هو] وزير [9] .
[ صفحه 64]
هذا النبي الذي بشرنا به عيسي بن مريم.
[و] نجد بقاء هذا النبي منذ يوم ينزل عليه [الوحي] [10] الي أن يقبضه الله اليه
[ صفحه 65]
عشرين دارا و ثلاثة أدور.
- قال أبواسحاق ابراهيم بن سليمان: الأدور: السنين -.
و ينزل عليه الوحي مما يکون في امته من کل شدة و رخاء، و من يملک بعده، ثم يقبضه الله اليه، فيملک من بعده هذا الرجل الأيمن من بني تيم، قليلا بقاؤه.
ثم يملک من بعد هذا الأيسر من بني عدي، علي يديه يذهب ملک کسري، يقتل مقاتلته، و يأخذ ملکه و خزائنه، و علي يديه تخرج الروم [من] البلاد المقدسة حتي يدخلهم من وراء هذا الجبل، و يأخذ المدائن المقدسة من يدي الروم، [11] تقتله امة هذا النبي، فاذا قتل نجدهم يختلفون أياما، ثم يجتمعون علي رجل، نجده موصوفا في الکتاب، لا نجد له صورة، تقتله امة هذا النبي، فاذا قتل ذلک نجد أن امة محمد يختلفون من بعده حتي يصيروا أحزابا، يقتل بعضهم بعضا الي أن يقتل هذا الرجل المصور بين يديه، نجده أقرب الثلاثة من هذا النبي لأنه من آله، نجده يقتل في أرض«بابل»فاذا قتل صارت امة هذا النبي فيه و في ولده أحزابا، هکذا نجده في کتاب«دانيال».
ثم يصير الملک الي رجل من قريش مصور بحيلته و مکيدته و مکره، [12] و هو أول من يتخذ هرقلا، و لم تکن الهراقلة في الامم السوالف، نجد هذا الهرقل الميشوم - [قال] أبواسحاق: الهراقلة: أولياء العهود - [13] أول من يقتل من أهل بيت
[ صفحه 66]
هذا النبي رجلا يعرفه باسمه و حليته، [14] موصوفا في التوراة و الانجيل، و کتاب دانيال، ألا فالويل لقاتله، و المعين علي قتله، و الويل لقوم يقتل بينهم و بين ظهرانيهم و ما يحل بهم من أنواع البلاء اذا بلغ الکتاب أجله [15] من سفک الدماء و السبي من رايتين تحثان: فراية من المشرق، و راية من المغرب.
نجد أنه لا يزال الملک في آل [16] هذا النبي حتي يملک منهم رجل رأس مائة سنة من سنين هذا النبي، [17] ينزل قرية يقال لها«طابا» [18] نجده يعدل في امته، ثم الويل لامة هذا النبي من بعده، لا يزالون يملکون حتي يقتلوا رجلا ملکا، [19] فاذا قتلتوه ملک منهم رجل يختم الله ملکهم به، [20] و هو مشئوم ملعون يمثل في امة هذا النبي المثلات.
نجد أن الله لا يعطي الملک أحدا في الأرض عمل فيها بالمعاصي.
و [ما من امة من] [21] الأمم السوالف قتلوا امامهم، و اختلفوا، و ترکوا الأمر
[ صفحه 67]
بالمعروف و النهي عن المنکر، و ترکوا الکتاب و السنة، الا نزع الله ملکهم حتي يصير في غيرهم، و يبعث الله عليهم من ينتقم منهم بما کسبت أيديهم.
و هکذا نجده يفعل الله بهم براية تخرج من قبل اقليم المشرق [22] حتي ينزعوا الملک منه، و يجعلوه في قرابة هذا النبي بعد ثمانين [23] من بعد المائة، حتي يملک منهم خسمة؛ [24] .
ثم يختلفون، فاذا اختلفوا لم تجتمع عليهم امة هذا النبي، کلما وضعت راية رفعت اخري مع بلاء يکون بينهم الي خروج راية من قبل المغرب؛
ثم خروج راية من الأرض المقدسة، عندها يبعث الله عليهم نقمة، کما نقموا علي من کان قبلهم.
فابتنوا المنازل في ذلک الزمان بأرض بابل.
ثم قال لنا: اذا رجعتم الي مکة، فادخلوا في دين هذا النبي العربي الامي، فان الله لم يبعث نبيا الا أمره أن يؤمن بالله و بهذا النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و أنزل في کل کتاب اسمه و صورته، و ما أکرمه الله [به] ، و صفة امته، فادخلوا في دينه، فان دينه سيغلب الأديان کلها حتي يدخلوا هذه المدينة، و حتي يخربوا هذه الکنيسة، و ما ترون فيها من صور الأنبياء عليهماالسلام.
قال: هل تدرون منذ کم صورت هذه الصور؟ قلنا: لا.
فقال لنا - و حلف بالنصرانية-: لقد صورت هذه الصور منذ أکثر من ألف
[ صفحه 68]
سنة. قال: ثم فتح صندوقا، ثم أخرج الينا سفطا، فوضعه بين يديه، ثم أمر بفتحه، ثم أخرج منه کتابا قدر ما يحمله رجل. فقال: أتدرون ما في هذا الکتاب؟قلنا: لا.
فقال: هذا کتاب«دانيال»عليه السلام فيه علم الأولين و علم الآخرين من لدن نوح الي أن يبعث نبيکم هذا، و أسماء الأنبياء، کل نبي بعثه الله؛
و من يملک من بعده رجلا رجلا بأسمائهم، و حلاهم، و عدلهم و جورهم - مکتوبا موصوفا في هذا الکتاب بزمانهم و سننهم و کل امة جعلها الله نکالا - و نکال من هلک منهم، و البقاع التي يملکون فيها، و ما يکون في زمان کل ملک منهم الي أن تفني امته [25] حتي هذا النبي.
و لو لا ملک النصرانية لخرجت حتي ألقاه، و أدخل في دينه لما أعرف مما أکرم الله به هذا النبي الذي بعث فيکم.
ثم فتح صفة النبي صلي الله عليه و آله و سلم في ذلک الکتاب، فقال: نجده أکرم الأنبياء علي الله، و نجد امته أکرم الامم علي الله، ثم قال: نجده يبعث يوم القيامة أول النبيين، و لو لا ما أنا فيه من ملک النصرانية، و بغضهم لهذا النبي لا تبعته، و دخلت في دينه لما رأيت في الکتب ذکر ما فضل الله به هذا النبي، و ما فضل به امته علي الامم، فاذا قدمتم مکة، فادخلوا في دينه.
ثم وصف کل ملک ملک من بعده الي نزول عيسي بن مريم عليه السلام من السماء الي الأرض، ثم أخرج لنا صورا من لدن آدم الي صورة محمد صلي الله عليه و آله و سلم فنظرنا اليها، ثم قال:
لو لا ما أنا فيه من شغل بملکي هذا لقرأت عليکم ما هو کائن في امة محمد
[ صفحه 69]
و من يملک من بعده [26] ملکا ملکا بأسمائهم و حلاهم و عدلهم و جورهم.
قال حکيم بن حزام: فقلت له: أيها الملک لقد رأينا عجبا، و حدثتنا بالعجب، هذا کتاب لکم أو علم عندکم؟
فقال: بل هو علم عندنا، ورثناه، و هو کتاب«دانيال»فيه جميع العلم، فاذا رجعتم الي بلادکم، فاخبروا بما رأيتم من نعت هذا النبي الذي بعث فيکم.
ثم خرجنا من تلک السفينة، و أدخلنا معه في سفينة حتي قدمنا الاسکندرية، فأقمنا بها حتي فرغنا من تجارتنا، ثم دخلنا عليه فأخبرناه أنا نريد أن نخرج.فقال: اذا قدمتم فاحفظوا وصيتي، و أخبروا نبي الله بما أخبرتکم.
قال: فقلنا له: نعم. قال: ادخلوا في دينه، فانکم ان لم تدخلوا في دينه قتلکم.
فخرجنا من عنده، فلما قدمنا المدينة سمعنا بما قد اجتمع اليه من الناس، فأتينا مکة، فأسلمنا، ثم أخبرنا النبي صلي الله عليه و آله و سلم بما رأينا، و ما قرأ علينا. [27] .
فقال عبدالله بن سلام: يا رسول الله! نعم، هو عندهم في کتاب«دانيال».
[ صفحه 70]
3:15- أخبرنا أبويعلي أحمد بن علي بن المثني التميمي، قال: نبا هدبة [28] ابن خالد قال: نبا همام بن يحيي، قال: نبا قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن مطرف ابن مالک أنه شهد فتح«تستر»مع أبي موسي الأشعري، قال: فأصبنا کتاب«دانيال»بالسوس [29] في بحر [30] من صفر [31] و کان أهل السوس اذا استنوا - يعني اذا أصابتهم سنة جدبة - أخرجوه فاستسقوا به. [32] .
قال: و کان معنا أجير نصراني يقال له«نعيم»فقال لنا: أتبيعوني هذه الربعة و ما فيها؟ فقلنا: نعم الا أن يکون فيها ذهب أو ورق أو کتاب الله.
قال: فان فيها کتاب الله.
[ صفحه 71]
ثم ذکر کلاما فيه طول، فلم نکتبه هاهنا، قال مطرف بن مالک: ثم بدالي أن آتي بيت المقدس، فبينما أنا في بعض المنازل، اذ أنا بنعيم، [33] فقلت له:
يا نعيم! ما فعلت نصرانيتک؟ فقال لي: قد عتقت بعدک.
قال: ثم أتينا دمشق، فلقينا«کعب الأحبار»ثم انطلقنا ثلاثتنا حتي أتينا بيت المقدس، فسمعت اليهود بنعيم و کعب، فاجتمعوا، فقال کعب:
ان هذا کتاب قديم، و انه بلغتکم، [34] فاقرأوه.
فقرأه قارئهم، فأتي علي مکان فيه ذکر الاسلام، فذکر محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فضرب به الأرض، فغضب«نعيم»و أخذ الکتاب فقبله، و قال:
ان هذا کتاب قديم، و لست أترککم تقرأونه. فقالوا: انه فعل بهذا الکتاب ما قد فعل، و ذلک غير مؤامرة منه لنا، فما زالوا يطلبون اليه حتي قال لهم:
فاني أمسکه في حجري فتقرأونه. فأمسکه في حجره، و جعل قارئهم يقرأ حتي أتي علي المکان الذي فيه (و من يبتغ غيرالاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين) . [35] .
قال: فأسلم منهم اثنان و أربعون حبرا، و کان ذلک في خلافة معاوية، فبلغه، ففرض لهم و أعطاهم. [36] .
4:16- قال همام بن يحيي: و حدثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرة المزني، حدثهم: انهم تذاکروا ذلک الکتاب فمر بهم«شهر بن حوشب»فقال: علي
[ صفحه 72]
الخبير سقطتم، ان کعبا [37] لما احتضر، قال:
ألا رجل أئتمنه علي أمانة يؤديها؟ فقال رجل: أنا.
فدفع اليه ذلک الکتاب، و قال له: ارکب البحيرة، فاذا بلغت مکان کذا و کذا، فاقذفه في الماء، فخرج الرجل من عند کعب، فقال: هذا کتاب فيه علم من علم کعب، و يموت کعب فأضعه في أهلي، فاذا أتيت کعبا أخبرته، أني فعلت الذي أمرتني به.
قال: فأتي کعبا، فقال له: ما صنعت؟ قال: قد فعلت الذي أمرتني به.
قال کعب: فما رأيت؟ قال: لم أر شيئا، فعلم کعب أنه قد کذبه ذلک الرجل، فلم يزل کعب يناشده، و يطلب اليه حتي رد عليه الکتاب، فلما أيقن کعب الموت، قال: ألا رجل أئتمنه علي أمانة يؤديها؟ قال رجل - من بني عمنا قد کنا نأتيه للفقه و الورع -: أنا.
فدفع اليه الکتاب، و قال له: ارکب البحيرة، فاذا بلغت مکان کذا و کذا، فاقذفه في الماء. فرکب السفينة هو و أصحاب له، فلما أتي ذلک المکان، ذهب يفذفه في الماء، فانفرق له البحر حتي رأي جديد الأرض، فقذفه، و هاجت ريح شديدة، و دارت السفينة حتي خشوا الغرق، ثم استقامت بهم، فأتي کعبا، فقال له: ما صنعت؟
قال: فعلت الذي أمرتني به. فقال: ما رأيت؟ فأخبره بالذي رأي، فعلم کعب أنه قد صدق، فقال کعب: أما التوراة فانها کما أنزلها الله تعالي علي موسي، [38] ما غيرت و لا بدلت، ولکني خشيت أن يتکل علي ما فيها، ولکن قولوا«لا اله الا الله»
[ صفحه 73]
و لقنوها موتاکم. [39] .
5:17- حدثنا أبوالعباس عبيدالله بن [جعفر بن] محمد بن أعين، [40] قال: نبا اسحاق بن أبي اسرائيل ابراهيم المروزي، [41] قال: حدثني محمد بن منيب العدني أبوالحسن، قال: حدثنا السري بن يحيي، قال: نبا قتادة، قال:
لما افتتح أبوموسي الأشعري السوس، وجد فيها جسد دانيال.
قال: السري: فقال أبوجعفر: وجدوه في أبرن [42] من حجارة.
قال قتادة: فالتزمه أبوموسي و قبله، و قال: دانيال و رب الکعبة.
قال: و وجد الي جنبه مالا موضوعا، و قال: من شاء فاستقرض منه الي أجل، فان رده الي ذلک الأجل، و الا برص.
قال: و کتب أبوموسي بأمر دانيال الي عمر بن الخطاب؛
فکتب اليه عمر أن کفنه و صل عليه، و ادفنه کما دفنت الأنبياء، واغد الي ذلک المال، فاجعله في بيت مال المسلمين.
قال: فکفنه أبوموسي في قباطي [43] مصر بيض و صلي عليه، و دفنه.
[ صفحه 74]
6:18- حدثنا العباس بن محمد الدوري، [44] قال: نبا أبويحيي الحماني - و اسمه عبدالحميد بن بشمين - [45] قال: نبا بريد [46] بن عبدالله بن أبي بردة، عن أبي موسي الأشعري، أنه أصاب جسد دانيال، فوجد عليه خاتما، عليه نقش الأسد. [47] .
7:19- بلغني عن حبان [48] بن هلال البصري، قال: أخبرني مهدي بن ميمون، قال: نبا واصل مولي أبي عيينة، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول:
بلغني أن دانيال انزل عليه الوحي و هو ابن سبع سنين.
8:20- أخبرني أبوالحسن عبيدالله بن ثابت الحريري بن خازم الکوفي، [49] قال: نبا عبدالله بن سعيد أبوسعيد الأشج الکندي، [50] قال: نبا أبواسامة، عن عبدالله
[ صفحه 75]
ابن عون، عن ابراهيم النخعي مرسلا، قال:
بلغ عمر بن الخطاب أن رجلا کتب حديث دانيال، فکتب اليه أن أئتني. قال الرجل: فأتيته و لا أدري لم بعث الي، فقرأ أول سورة يوسف: (الر تلک آيات الکتاب المبين - انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلکم تعقلون - نحن نقص عليک أحسن القصص بما أوحينا اليک هذا القرآن و ان کنت من قبله لمن الغافلين) . [51] .
ثم أخذ بيدي فجعل يضربها بالدرة، و يقول: أقصص أحسن من کتاب الله؟! يريد أقصص أحسن من الکتاب تريد؟! فعرفت ما أراد، فقلت له:
و الله يا أميرالمؤمنين لأمحونه. قال: فترکني. [52] .
فلنکتب الآن آخر کتاب دانيال، لأن فيه ذکر ما هو کائن من فتنة السفياني، و الحسني و غيرهما، و فتنة الدجال و الدابة و ما بينهما علي ما في النسخة، و لو لا أني أحببت اطابة أنفس النظار في کتابنا بما ذکر منه دانيال، لما ذکرت ما ذکر عنه في هذه النسخة، لأن الذي فيه قد أبر في الأخبار المعروفة، ولکنني لم أجد بدا من ذلک لما ذکرت من العلة التي أصارتنا الي ذکر ذلک.
فلنکتب ذلک علي هيئته في هذا الفصل الذي قد بلغنا اليه، و بالله التوفيق.
[ صفحه 76]
پاورقي
[1] ترجم له في تاريخ بغداد: 255:1 رقم 57، و قال: کان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين...، أخبرنا البزاز، عن الخزاز، قال: قرئ علي أبي الحسين أحمد بن جعفر المنادي، و أنا أسمع: مات محمد بن اسحاق الصاغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين و مائتين، زاد ابن المنادي: و ذلک يوم الخميس. و راجع المنتظم: 240:12.
[2] کذا، و فيه تصحيف، ذکره الرازي في الجرح و التعديل: 314:2 رقم 1184 قال: أزهر بن کبشة، عريف بنانة، روي عن هشام بن هبيرة، عن مطرف بن الشخير، عن کعب، روي عنه السري بن يحيي.
و ذکر في هامشه هکذا: في تاريخ البخاري:«أزهر بن کيشم»هکذا في أصليه... و في نسخة من الثقات«کشيج»و في نسخة اخري«کشيح».
[3] کان علي قضاء البصرة، عند ما کان عبيدالله بن زياد واليا عليها.
راجع المنتظم: 305:5.
[4] هو مطرف بن عبدالله الشخير الحرشي العامري، أبوعبدالله البصري، تابعي مشهور، ترجم له في تهذيب التهذيب: 438:5 رقم 7906، و الاصابة: 205:6 رقم 8343.
[5] السوس: قال في معجم البلدان: 280:3. بلدة بخوزستان، فيها قبر دانيال النبي عليه السلام...- الي أن قال -: و فتحت الأهواز في أيام عمر بن الخطاب علي يد أبي موسي الأشعري، و کان آخر ما فتح منها السوس، فوجد بها موضعا فيه جثة دانيال النبي عليه السلام... فکان أهل تلک البلاد يستسقون بجثته اذا قحطوا....
[6] ولد قبل عام الفيل باثنتي عشرة سنة، و توفي بالمدينة و هو ابن مائة و عشرين سنة، ترجم له في المنتظم: 268:5 رقم 374، و سير أعلام النبلاء: 44:3.
[7] قال أبوالحسين المنادي - مؤلف هذا الکتاب - في کتاب«صفايا حکم الأشعار»: قد صح بين علماء الناس بالشعر و أيام العرب أن مما أسمع رسول الله من شعر امية بن أبي الصلت قوله:
لک الحمد و النعماء و الملک ربنا.
و لا شي ء أعلي منک جدا و أمجد.
يراجع في ذلک المنتظم: 150:3، و کان امية يحکي آثار قدرة الله تعالي، و ما ينتهي اليه أمر الدنيا من الزوال و المعاد... علي ما کان قد قرأه في الکتب المتقدمة.
[8] کذا، راجع في نسبه تاريخ المدينة المنورة: 654:2، مروج الذهب: 312:2، الطبقات الکبيرة: 190:3، و المعجم الکبير: 64:1 و غيرها.
[9] لو أمعنت النظر أخي القارئ، و تأملت حديث الصورة هذا - الذي انفرد ابن المنادي الحنبلي بروايته - لوجدته يسلط الضوء علي حقائق يذکرها لنا التاريخ في صفحاته المقروءة في کتب الخاصة و العامة، منها:
الحقيقة الاولي: قوله«وزير»و هذا ما لا يختلف فيه اثنان، فالروايات الموثقة بأسانيد صحيحة من الفريقين تذکر لنا خطاب خاتم الأنبياء صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام في مناسبات عديدة بقوله«أنت أخي و وزيري، تقضي ديني، و تنجز موعدي...».
و کتب الفريقين تفيض بأحاديث و أخبار أن عليا عليه السلام وزير رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بشتي الأسانيد و مختلف الألفاظ، راجع في ذلک احقاق الحق ج 4، ج 15، و ج 20.
و حري بالاشارة هنا الي أن الوزير في اللغة معناه کما ذکر الأفريقي في لسان العرب: 285:15، الوزير حبأ الملک الذي يحمل ثقله و يعينه برأيه... و وزير الخليفة معناه الذي يعتمد علي رأيه في اموره و يلتجئ اليه.
و قيل لوزير السلطان«وزير»: لأنه يزر عن السلطان أثقال ما اسند اليه من تدبير المملکة أي يحمل ذلک.
فعلي عليه السلام في هذا الحديث أيضا هو - کما يذکره لنا التاريخ و تدعمه الحقائق - الخليفة و الوزير و الوصي الذي أکد عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
الحقيقة الثانية: استطراد للاولي و بيان الي ما آل اليه أمرها، و هي الاقتصار علي ذکر أبي بکر و عمر دون عثمان بن عفان التالي لهما و کأن الصورة تعبر عن حقيقة دور أبي بکر و عمر و سعيهما بشتي الوسائل لتعيين«الوزير»!!! مذ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:«ايتوني بکتف و دواة اکتب لکم کتابا لن تضلوا بعده».
و قول عمر اثرها«قوموا بنا ان الرجل ليهجر»- انظر بياننا المفصل في سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الکائنين بعد الحسني - الي أن تبلور ذلک السعي في سقيفة بني ساعدة و علي عليه السلام و قتئذ مشغول بتغسيل أخيه و ابن عمه صلي الله عليه و آله و سلم و تکفينه و تجهيزه فکانت النتيجة أن تموضع کل منهما کما أرادوه هما، و بقي الامام علي عليه السلام کما هو دائما بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
الحقيقة الثالثة: و ارتباطها وثيق بالاولي و الثانية، و هي افصاحها و تأکيدها علي حقيقة يقرها الجميع أيضا، ألا و هي مسألة قرب الامام علي عليه السلام من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نسبا و سببا، - بل هو نفسه في آية المباهلة في قوله تعالي (فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءکم و نساءنا و نساءکم و أنفسنا و أنفسکم) آل عمران: 61 - و أنه بين يديه قابض علي سيفه کما هو ديدنه في الذب عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الدفاع عنه و عن بيضة الاسلام حتي قال رسول صلي الله عليه و آله و سلم:«ما قام الاسلام الا بسيف علي و أموال خديجة»هذه بعض الامور التي يمکن استنباطها من«حديث الصورة»بغض النظر عن سنده، و ندع الباقي للقارئ الکريم في درکها و استنتاجها، و ما التوفيق الا من عنده تعالي.
[10] أضفناها للزومها السياق.
[11] زاد في النسخة«يقتله رجل من أهل دين النصرانية»و هي من اضافات النساخ ناهيک عن مخالفتها للحقيقة فقاتله هو«أبو لؤلؤة فيروز»کان مسلما و مات حتف أنفه، و قبره مشهور و معروف في مدينة کاشان في ايران. راجع ترجمته في الکني و الألقاب: 147:1.
[12] أي معاوية بن أبي سفيان المشهور بدهائه و مکره.
[13] و معاوية هو أول من اتخذ ابنه«يزيد»وليا للعهد، و هذا خلاف ما أثبته في وثيقة صلحه مع الامام الحسن عليه السلام، فلا حظ.
[14] هو سيدالشهداء الحسين بن علي عليه السلام.
[15] يعني بظهور صاحب الأمر الامام المهدي بن الحسن العسکري عجل الله تعالي فرجه الشريف.
[16] کذا، و الظاهر«امة»بقرينة ما يأتي، سيما و أن عمر بن عبدالعزيز من بني امية و ليس من آل النبي صلي الله عليه و آله و سلم.
[17] المراد بن عمر بن عبدالعزيز، تولي الخلافة لعشر خلون من صفر سنة 99.
[18] کذا، و يحتمل قويا أنها تصحيف«دابق»و هي قرية کان ينزلها بنو مروان، و قد بويع فيها عمر بن عبدالعزيز علي ما ذکره اليعقوبي في تاريخه: 301:2.
[19] المراد به ظاهرا«يزيد بن الوليد بن عبدالملک»و کان قتله سنة 126.
[20] و آخر الحکام الأمويين هو مروان بن محمد بن مروان.
[21] أضفناها لملازمتها السياق. و في الأصل تقديم و تأخير في العبارة.
[22] الروايات في ذلک مشهورة، و هي الروايات التي قادها أبومسلم الخراساني، و علي اثرها کان سقوط الأمويين، و بداية حکومة العباسيين.
[23] کذا، و هو مخالف للتاريخ، و صوابه«ثلاثين»حيث کان بداية لظهور الرايات المتقدمة آنفا.
[24] الخامس هو هارون الرشيد، و من بعده دب الخلاف بين ولديه الأمين و المأمون.
[25] في الاصل«امتهم امته»و لعلها من اضافات النساخ.
[26] زاد في الأصل«و لا الملک الذين أخبرتکم».
[27] أقول: لقد أفرد بعض القدماء کالبيهقي في دلائل النبوة: 384:1، و الذهبي في سير أعلام النبلاء (السيرة النبوية) : 447 - 439:2 أبوابا خاصة تحت عنوان«ما وجد من صورة نبينا محمد صلي الله عليه و آله و سلم و صور الأنبياء عند أهل الکتاب بالشام»و رووا أحاديث من طرق عديدة نحو حديثنا هذا، فقد روي البيهقي و الذهبي حديثا ينتهي الي هشام بن العاص قال: بعثت أنا و رجل آخر من قريش الي هرقل صاحب الروم... الي أن يقول: قلنا: من أين لکم هذه الصور...؟ فقال: ان آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده، فأنزل عليه صورهم، و کان في خزانة آدم عليه السلام، عند مغرب الشمس فاستخرجها ذوالقرنين من مغرب الشمس، فدفعها الي دانيال.... الخبر.
[28] في الأصل«هدية»تصحيف. ترجم له في سيرة أعلام النبلاء: 97:11 رقم 30.
[29] قال في معجم البلدان: 280:3، بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي عليه السلام.... الي أن قال: و فتحت الأهواز في أيام عمر بن الخطاب علي يد أبي موسي الأشعري، و کان آخر ما فتح منها السوس، فوجد بها موضعا فيه جثة دانيال النبي عليه السلام فکان أهل تلک البلاد يستسقون بجثته اذا قحطوا...
[30] قال ابن الأثير في الکامل: 386:2 عند ذکره لفتح السوس، و الطبري في تاريخه: 187:3 عن عطية باسناده قال: ان دانيال کان لزم أسياف فارس بعد بختنصر، فلما حضرته الوفاة، و لم ير أحدا ممن هو بين ظهريهم علي الاسلام، أکرم کتاب الله عمن لم يجبه و لم يقبل منه فأودعه ربه، فقال لابنه: ائت ساحل البحر فاقذف بهذا الکتاب... راجع تمام الخبر في مظانه.
[31] کذا، و لعل المراد«شهر صفر».
[32] قال البيهقي في دلائل النبوة: 390:1 باسناده عن مطرف بن مالک أنه قال: شهدت فتح تستر مع الأشعري - يعني أباموسي - فأصبنا قبر دانيال بالسوس، و کانوا اذا استسقوا خرجوا فاستسقوا به.
[33] زاد في الأصل«و کعب»و الظاهر أنها من اضافات النساخ بقرينة ما يأتي.
[34] يستفاد من هذه العبارة أن کتاب«دانيال»کان باللغة العبرية.
[35] آل عمران: 85.
[36] تقدم مثله.
[37] في دلائل البيهقي«ان الکتاب کان عند کعب».
[38] أي التوراة المذکورة نصوصها في کتاب دانيال، و هذا نص صريح من کعب في أن التوراة المتداولة بين اليهود هي محرفة.
[39] رواه البيهقي في دلائل النبوة: 390:1 بهذا الاسناد.
[40] ذکره في تاريخ بغداد: 354:6، عند ترجمته لاسحاق بن أبي اسرائيل.
[41] في الأصل«اسحاق بن ابراهيم بن أبي اسرائيل المروي»تصحيف لما في المتن، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 476:11 رقم 124، المنتظم: 330:11، تاريخ بغداد: 353:6 رقم 3383.
[42] کذا، و لعلها من البرنية، و هي شبه فخارة ضخمة خضراء، و ربما کانت من القوارير الثخان الواسعة الأفواه. راجع لسان العرب: 392:1.
[43] القباطي جمع القبطية: ثياب من کتان منسوبة الي القبط.
[44] ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء: 522:12.
[45] قال في ميزان الاعتدال: 542:2 رقم 4784، عبدالحميد بن عبدالرحمن، أبويحيي الحماني الکوفي. و قال في سير أعلام النبلاء: 540:10 رقم 171: أبويحيي الحماني، أصله من خوارزم، و لقبه بشمين.
[46] في الأصل«يزيد»تصحيف لما في المتن، هو أبوبريدة الأشعري الکوفي المترجم له في سير أعلام النبلاء: 251:6.
[47] قال الطبري في تاريخه: 188:3: کتب أبوموسي الي عمر بأنه - أي دانيال - کان عليه خاتم... و في فصه نقش رجل بين أسدين. راجع کتاب البداية و النهاية لابن کثير: 3: 510 - 507. في خبر دانيال.
[48] في الأصل«حيان»تصحيف، هو أبوحبيب الباهلي - و يقال: الکناني - البصري، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 239:10 رقم 62.
[49] في الأصل«عبيد... بن ندينا الکوفي»تصحيف لما في المتن. ترجم له في تاريخ بغداد: 347:10 رقم 5494، و قال: حدث عن أبي سعيد الأشج بکتاب التفسير.
[50] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 182:12 رقم 64.
[51] يوسف 3 - 1.
[52] لا يخفي علي القارئ الفطن علة رفض الخليفة لاثاني لتدوين حديث دانيال.
فانه قد منع تدوين حديث سيد الأنبياء و المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم کما هو مشهور عند الفريقين، بقوله«حسبنا کتاب الله»راجع في ذلک کتاب تدوين السنة الشريفة لسماحة العلامة السيد محمد رضا الجلالي.