1498- [1] حدثنا نعيم ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن أبي عثمان بن کعب قال: أول ماء يرده الدجال سنام جبل مشرف علي البصرة و ماء الي جنبه کثير الساف، يعني الرمل، هو أول ماء يرده الدجال.

1499- [2] أبو اسحاق الأقرع عن همام عن قتادة عن عکرمة عن ابن عباس عن أبي بکر رضي الله عنه، قال: يخرج الدجال من قبل المشرق من أرض يقال لها خراسان.

1500- [3] يحيي بن سعيد عن العطار عن سليمان بن عيسي قال: بلغني أن الدجال يخرج من جزيرة أصبهان، في البحر، يقال لها ما طولة.

1501- [4] عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: يخرج الدجال من العراق.

1502- [5] أبو معاوية عن الأعمش عن أبي قيس عن الهيثم بن الأسود قال: قالي لي عبد الله بن عمرو و هو عند معاوية: تعرفون أرضا قبلکم يقال لها کوثي السباخ؟ قلت: نعم، قال: منها يخرج الدجال.

1503- [6] حدثنا ضمرة ثنا عبد الله بن شوذب عن أبي التياح عن خالد بن سبيع عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «يخرج الدجال، ثم عيسي ابن مريم عليه السلام».



[ صفحه 398]



1504- [7] حدثنا عبد الرزاق و ابن مهدي عن سفيان عن سلمة بن کهيل عن أبي صادق عن عبد الله قال: أول أهل أبيات يفزعهم الدجال أهل الکوفة.

1505- [8] عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها، قالت: کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في بيتي فذکر الدجال، فقال: «ان من أشد فتنة أنه يأتي الأعرابي فيقول: أرأيت ان أحييت ابلک ألست تعلم أني ربک؟ فيقول: نعم، قال: فتمثل له الشيطان نحو ابله کأحسن ما تکون ضروعا و أعظمه أسنمة، و يأتي رجل و قد مات أبوه و مات أخوه فيقول: أرأيت ان أحييت لک أباک و أخاک، ألست تعلم أني ربک؟ فيقول: بلي، فتمثل له الشياطين نحو أبيه و أخيه»، ثم خرج النبي صلي الله عليه و آله و سلم لحاجة ثم رجع و القوم في اهتمام و غم بما حدثهم قال: فأخذ بلحمتي الباب و قال: «مهيم أسماء»، فقالت أسماء: يا رسول الله، لقد خلعت أفئدتنا بذکر الدجال! فقال: «ان يخرج و أنا فيکم حي فأنا حجيجه و الا فان ربي خليفتي علي کل مؤمن»، فقالت أسماء: يا رسول الله، و الله انا لنعجن عجيننا فما نخبزها حتي نجوع، فکيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال: «يجزيهم ما يجزي أهل السماء: التسبيح و التقديس».

1506- [9] عبد الله بن نمير و عبد الله بن المبارک قالا: أنا سفيان الثوري ثنا سلمة بن کهيل عن أبي الزعراء قال: ذکر الدجال عند عبد الله بن مسعود، فقال عبد الله: تفترقون أيها الناس لخروجه ثلاث فرق: فرقة تتبعه، و فرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيخ، و فرقة تأخذ شط الفرات يقاتلهم و يقاتلونه حتي يجتمع المؤمنون بغرب الشام فيبعثون اليه طليعة منهم فارس علي فرس أشقر أو أبلق فيقتلون فلا يرجع منهم بشر.

1507- [10] قال سلمة: فحدثني أبو صادق عن ربيعة بن ناجذ أن عبد الله بن



[ صفحه 399]



مسعود قال: فرس أشقر، ثم قال عبد الله: و يزعم أهل الکتاب أن المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتله.

1508- [11] قال أبو الزعراء: سمعت عبد الله يذکر عن أهل الکتاب حديثا غير هذا، قال: ثم يخرج يأجوج و مأجوج.

1509- [12] ضمرة بن ربيعة ثنا يحي بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الخضرمي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا خرج الدجال عاث يمينا و عاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا فانه يبتدي ء فيقول: أنا نبي، و لا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربکم، و لن تروا ربکم حتي تموتوا، و انه أعور و ليس ربکم بأعور، و ان بين عينيه مکتوب کافر، يقرأه کل مؤمن، و ان من فتنته أن معه جنة و نار، فناره جنة، و جنته نار، فمن ابتلي بناره فليقرأ بفواتح سورة الکهف، و ليستغيث بالله، تکون عليه بردا و سلاما کما کانت النار علي ابراهيم عليه السلام بردا و سلاما. و ان من فتنة أن معه شياطين تمثل له علي صور الناس فتأتي الأعرابي: فيقول: أرأيت ان بعثت لک أباک و أمک أتشهد أني ربک؟ فيقول: نعم، فتمثل له شياطينه علي صورة أبيه و أمه، فيقولان له: يا بني اتبعه فانه ربک، و ان من فتنته أن يسلط علي نفس فيقتلها و يحييها و لن يعود لها بعد ذلک و لن يصنع ذلک بنفس غيرها، يقول: انظروا عبدي فاني أبعثه الآن فيزعم أنه له ربا غيري فيبعثه فيقول له من ربک: فيقول له: ربي الله، و أنت الدجال عدو الله. و ان من فتنته يقول للأعرابي: أرأيت ان بعثت لک ابلک أتشهد أني ربک؟ فيقول: نعم. فتمثل له الشياطين علي صورة ابله. و ان من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت و أن يمر بالحي فيکذوبه، فلا تبقي لهم سائمة الا هلکت، و يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر لهم، و الأرض أن تنبت لهم فتنبت فتروح اليهم مواشيهم من يومهم ذلک أعظم ما کانت و أسمنه و أمده خواصر و أدره ضروعا».



[ صفحه 400]



1510- [13] بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن کعب قال: اذا نزل الدجال الأردن دعا بحبل طور ثابور و جبل الجودي حتي ينتطحا و الناس ينظرون اليهما کما ينتطح الثورين أو الکبشين، و يقول: عودا مکانکما.

1511- [14] سويد بن عبد العزيز عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن مکحول عن حذيفة و ابن شابور، عن النعمان بن المنذر عن مکحول عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يخرج الدجال عدو الله و معه جنود من اليهود، و أصناف الناس، معه جنة و نار و رجال يقتلهم ثم يحييهم، معه جبل من ثريد و نهر من ماء، و اني سانعت لکم نعته انه يخرج ممسوح العين في جبهته مکتوب کافر، يقرأه کل من يحسن الکتاب، و من لا يحسن، فجنته نار، و ناره جنة، و هو المسيح الکذاب، و يتبعه من نساء اليهود ثلاث عشرة ألف امرأة، فرحم الله رجلا منع سفيهته أن تتبعه، و القوة عليه يومئذ بالقرآن، فان شأنه بلاء شديد يبعث الله الشياطين من مشارق الأرض و مغاربها، فيقولون له: استعن بنا علي ما شئت: فيقول لهم: انطلقوا فأخبروا الناس أني ربهم، و أني قد جئتهم بجنتي و ناري، فتنطلق الشياطين فيدخل علي الرجل أکثر من مائة شيطان فيتمثلون له بصورة والده و ولده و أخوته و مواليه و رفيقه، فيقولون: يا فلان أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم هذا أبي، و هذه أمي، و هذه أختي، و هذا أخي، و يقول الرجل ما نبأکم؟ فيقولون: بل أنت فأخبرنا ما نبأک؟ فيقول الرجل: انا قد أخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج، فيقول هل الشياطين: مهلا لا تقل هذا فانه ربکم يريد القضاء فيکم، هذه جنته قد جاء بها، و ناره و معه الأنهار و الطعام فلا طعام الا ما کان قبله الا ما شاء الله، فيقول الرجل: کذبتم ما أنتم الا شياطين و هو الکذاب، قد بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد حدث حديثکم، و حذرنا و أبنأنا به، فلا مرحبا بکم، أنتم الشياطين



[ صفحه 401]



و هو عدو الله. و ليسوقن الله عيسي ابن مريم حتي يقتله فيخسئوا فينقلبوا خائبين» ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «انما أحدثکم هذا لتعقلوه و تفقهوه و تعوه، و اعملوا عليه و حدثوا به من خلفکم، فليحدث الآخر الآخر، فان فتنته أشد الفتن».

1512- [15] حدثنا نعيم ثنا رشدين عن ابن لهيعة عن اسماعيل بن ابراهيم عن أبي الفراس عن عبد الله بن عمرو قال: الدجال أزب الذراعين، قصير البنان، ممسوح القفا، ممسوح العين، مکتوب بين عينيه کافر.

1513- [16] رشدين عن ابن لهيعة عن بکر بن سوادة حدثني لقيط بن مالک أن المؤمنين يوم يخرج الدجال اثنا عشر ألف رجل و سبعة آلاف امرأة و سبعمائة أو ثمانمائة امرأة.

1514- [17] قال أبوبکر بن سوادة: و أخبرني صالح بن حيوان عن عبد الله ابن عمرو قال: مقدمة الدجال سبعون ألف أسرع و أجرأ من النمران، فقال رجل: من يستطيع هؤلاء؟ فقال: لا أحد الا الله.

1515- [18] عبد القدوس عن اسماعيل بن عياش عن أبي بکر بن أبي مريم الغساني، حدثني الهيثم بن مالک الطائي - رفع الحديث - قال: يلي الدجال بالعراق سنتين يحمد فيها عدله و يشرأب الناس اليه، فيصعد يوما المنبر فيخطب بها، ثم يقبل عليهم فيقول لهم: ما آن لکم أن تعرفوا ربکم؟ فيقول له قائل: و من ربنا؟ فيقول: أنا، فينکر منکر من الناس من عباد الله قوله فيأخذه فيقتله و ينزل عليه ملکان من السماء، فيقول أحدهما له حين يقول: «أنا ربکم»: کذب، و يقول له صاحبه: صدق، مصدقا لصاحبه، فمن أراد الله به الهدي و ثبته و علم أن الملک أنما يصدق صاحبه، و من أراد الله ضلالته شبه عليه، فقال: ان الملک حين يصدق صاحبه انما يصدق الدجال تزيينا لضلالته، ثم يسير الدجال فمن أجابه أمر السماء



[ صفحه 402]



فأمطرتهم و من خالفه أصبحوا و قد تبعت أموالهم کلها الدجال، و جل تبعه اليهود و الأعراب، و يقتر علي المسلمين و يضيق عليهم حتي يبلغهم الجهد، و حتي أن أهل البيت لهم العدد تعيشهم العنز الواحدة.

1516- [19] أبو المغيرة عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: ينجو من الدجال اثنا عشر ألف رجل و سبعة آلاف امرأة.

1517- [20] بقية و أبو المغيرة عن صفوان بن عمران عن شريح بن عبيد عن کعب قال: من صبر علي فتنة الدجال لم يفتتن و لم يفتن أبدا حيا و لا ميتا، و من أدرکه و لم يتبعه و جبت له الجنة، و اذا أخلص الرجل و کذب الدجال مرة واحدة. قال: قد علمت من أنت، أنت الدجال، ثم قرأ بفاتحة سورة الکهف، و لم يستطيع أن يفتنه و کانت له تلک الآية کالتميمة من الدجال، فطوبي لمن نجا بايمانه قبل فتن الدجال و هوانه و صغاره، و ليدرکن الدجال أقواما مثل خيار أصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

1518- [21] حدثنا الحکم بن نافع البهراني قال: حدثني أبو عبد الله الکلاعي صاحب کعب عن يزيد بن خمير و يزيد بن شريح و جبير بن نفير و المقدام بن معدي کرب، و عمرو بن الأسود، و کثير بن مرة قالوا جميعا: ليس الدجال انسان انما هو شيطان في بعض جزائر البحر، و موثق بسبعين حلقة لا يعلم من أوثقه، أسليمان أم غيره، فاذا کان أول ظهوره فک الله عنه کل عام حلقة، فاذا برز أتته أتان عرض ما بين آذنيها أربعون ذراعا بذارع الجبار، و ذلک فرسخ للراکب المحث، فيضع علي ظهرها منبرا من نحاس، و يقعد عليه، فتبايعه قبائل الجن، و يخرجون له کنوز الأرض و يقتلون له الناس.

1519- [22] قال الحکم بن نافع: و حدثني جراح عمن حدثه عن کعب قال: الدجال بشر ولدته امرأة، و لم ينزل شأنه في التوراة و الانجيل، و لکن ذکر في کتاب الأنبياء، يولد في قرية بمصر يقال لها قوص، يکون بين مولده و مخرجه ثلاثون سنة، فاذا ظهر خرج ادريس و خنوک يصرخان في المدائن و القري: ان الدجال قد



[ صفحه 403]



خرج، فاذا أقبل أهل الشام لخروجه، توجه نحو المشرق، ثم ينزل عند باب دمشق الشرقي، ثم يلتمس فلا يقدر عليه، ثم يري عند المنارة التي عند نهر الکسوة، ثم يطلب فلا يدري أين سلک فينسي ذکره، ثم يأتي المشرق فيظهر و يعدل، ثم يعطي الخلافة فيستخلف، و ذلک عند خروج المسيح و يبري الأکمه و الأبرص، حتي يتعجب الناس، ثم يظهر السحر، و يدعي النبوة فيفترق عنه الناس، و يفارقه أهل الشام فيفترق عليه أهل المشرق ثلاث فرق: فرقة تلحق بالشام، و فرقة تلحق بالأعراب، و فرقة تلحق به، فيقبل بمن معه.

قال کعب: و هم أربعون ألفا، و قال بعض العلماء: سبعون ألفا، و يأتي الأمم فيستمدهم علي أهل الشام فيجيئونه و تجمع اليه اليهود جميعا، فيسير نحو الشام مقدمته العصابة المشرقية معهم أعراب جديس عليهم الطيالسة، فيفزع أهل الشام فيهربون الي الجبال و مأوي السباع اثنا عشر ألفا من الرجال و سبعة آلاف امرأة، عامتهم الي جبل البلقاء قد اعتصموا به لا يجدون ما يأکلون، غير شجر الملح، و تهرب عنهم السباع، الي السهل، و منهم من يأتي القسطنطينية فيسکنها، ثم يتراسلون فيقبلون سراعا، حتي ينزلوا غربي الأردن، عند نهر أبي فطرس ينطوي اليهم کل فار من الدجال، و يعبئون مسلحة عند المنارة التي غربي الأردن، و يقبل الدجال فيهبط من عقبة أفيق، فينزل شرقي الأردن، فيحصرهم أربعين يوما فيأمر نهر أبي فطرس، فيسيل اليه، ثم يقول: ارجع فيرجع الي مکانه، و يقول: ايبس فييبس، و يأمر جبل ثور و جبل طور زيتا أن ينتطحا فينتطحا، و يأمر الريح فتثير السحاب من البحر فتمطر الأرض فتنبت، و يأمر ابليس الأکبر ذريته باتباعه، فيظهرون له الکنوز فلا يمرون بخربة و لا أرض فتنبت، و يأمر ابليس الأکبر ذريته باتباعه، فيظهرون له الکنوز فلا يمرون بخربة و لا أرض فيها کنز الا نبذ اليه کنزه، و معه قبيل من الجن فيتشبهون بموتي الناس، و يقول: أنا أبعث موتاکم فيشبهون بموتاهم فيقول الحيمم لحميمه: ألم أمت و قد حييت، و يخوض البحر في اليوم ثلاث خوضات فلا يبلغ حقويه، فيميز المؤمنون و المنافقون و الکافرون، و الهرب عنه خير من المقام بين يديه، للمتکلم يومئذ بکلمة يخلص بها من الأجر کعدد رمل الدنيا، و يقاتل الناس علي الکفر، فمن قتل منهم أضاءت قبورهم في الليلة المظلمة و الليل الدامس.

قال کعب: فاذا رأي المؤمنون أنهم لا يستطيعون قتله و لا أصحابه، ساروا غربي الأردن، التي ببيت المقدس، فيبارک لهم في ثمرها و يشبع الآکل من الشي ء



[ صفحه 404]



اليسير لعظيم برکتها و يشبعون فيها من الخبز و الزيت و يتبعهم الدجال و يأتيه ملکان، فيقول: أنا الرب، فيقول له أحدهما: کذبت، و يقول الآخر لصاحبه: صدقت، وصفته أنه أفحج أصهب مختلف الخلق مطموس العين اليمني، احدي يديه أطول من الأخري، يغمس الطويل منهما في البحر فيبلغ قعره، فتخرج منه الحيتان، يسير أقصي الأرض و أدناها في يومين، خطوته مد بصره، و تسخر له الجبال و الأنهار و السحاب، و يأتي الجبل فيقوده و يدرک زرعه في يوم، و يقول للجبال تنحي عن الطريق فتفعل، و يجي ء الي الأرض فيقول: أخرجي ما فيک من الذهب، فتلفظه کاليعاسيب و کأعين الجراد، و معه نهر ماء و نهر نار، جنته خضراء، و ناره حمراء، فناره جنة، و جنته نار، و جبل من خبز، من ألقاه في نار لم يحترق، يظهر عند عاليه مرة، و علي باب دمشق مرة، و عند نهر أبي فطرس مرة، و ينزل عيسي ابن مريم عليه السلام.

1520- [23] حدثنا نعيم ثنا عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت، عن أبيه عن الحارث عن عبد الله عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «بين أذني حمار الدجال أربعون ذراعا، و خطوة حماره مسيرة ثلاثة أيام، يخوض البحر علي حماره، کما يخوض أحدکم الساقية علي فرسه، يقول: أنا رب العالمين و هذه الشمس تجري باذني، فتريدون أن أحبسها، فيحبس الشمس حتي جعل اليوم کالشهر و الجمعة، و يقول: أتريدون أن أسيرها لکم؟ فيقولون: نعم، فيجعل اليوم کالساعة، و تأتيه المرأة فتقول: يا رب أحيي ابني و أخي و زوجي حتي تعانق شيطانا و تنکج شيطانا، و بيوتهم مملوءة شياطين، و يأتيه الأعراب فيقولون: يا ربنا أحيي لنا غنمنا و ابلنا، فيعطيهم شياطين أمثال غنمهم و ابلهم،



[ صفحه 405]



سواء بالسن و السنمة علي حال ما فارقوها عليه، مکتنزة شحما، يقولون: لو لم يکن هذا ربنا لم يحيي لنا موتانا من الابل و الغنم، و معه جبل من مرق و عراق اللحم، حار لا يبرد، و نهر جار، و جبل من جنان و خضرة، و جبل من نار و دخان يقول: هذه جنتي، و هذه ناري، و هذا طعامي، و هذا شرابي، و اليسع معه ينذر الناس و يقول: هذا المسيح الکذاب فاحذروه لعنه الله، يعطيه الله من السرعة و الخفة ما لا يلحقه الدجال، فاذا قال: أنا رب العالمين، قال له الناس: کذبت، و يقول اليسع: صدق الناس، فيمر بمکة فاذا بخلق عظيم فيقول: من أنت؟ فان هذا الدجال قد أتاک، فيقول: أنا ميکائيل بعثني الله تعالي أن أمنعه من حرمه، و يمر بالمدينة فاذا هو بخلق عظيم فيقول: من أنت، هذا الدجال قد أتاک، فيقول: أنا جبريل بعثني الله تعالي لأمنعه من حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و يمر الدجال بمکة فاذا رأي ميکائيل ولي هاربا، و لا يدخل الحرم، فيصيح صيحة يخرج اليه من مکة کل منافق و منافقة، ثم يمر بالمدينة فاذا رأي جبريل ولي هاربا، فيصيح صحية، فيخرج اليه من المدينة کل منافق و منافقة، و يأتي النذير الي الجماعة التي فتح الله علي أيديهم القسطنطينية، و من تألف اليهم من المسلمين ببيت المقدس، يقولون: هذا الدجال قد أتاکم، فيقولون: اجلس فانا نريد قتاله، فيقول: بل ارجع حتي أخبر الناس بخروجه، فاذا انصرف تناوله الدجال، ثم يقول: هذا الذي يزعم أني لم أکن أقدر عليه، فاقتلوه شر قتلة، فينشر بالمناشير، ثم يقول: ان أنا أحييته لکم تعلمون أني ربکم؟ فيقولون: قد نعلم أنک ربنا، و أحب الينا نزداد يقينا فيقول: أليس قد أمتک ثم أحييتک فأنا ربک؟ فيقول: الآن ازددت يقينا، أنا الذي بشرني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنک تقتلني، ثم أحيا باذن الله تعالي، لا يحيي الله نفسا غيري، فيضع علي جلد النذير صفائح من نحاس فلا يحيک منه شي ء من سلاحهم لا يضرب سيف و لا سکين و لا حجر الا تحول فيقول: اطرحوه في ناري و يحول الله ذلک الجبل علي النذير جنان و خضرة، فيشک الناس فيه، و يبادر الي بيت المقدس فاذا صعد علي عقبة أفيق وقع ظله علي المسلمين، فيوترون قيسهم لقتاله، فأقوي المسلمين يومئذ من برک بارکا أو جلس جالسا من الجوع و الضعف، و يسمعون النداء: يا أيها الناس قد أتاکم الغوث».



[ صفحه 406]



1521- [24] ابن فضيل عن أبي الحسن قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «طعام المؤمنين يومئذ التسبيح و التهليل و التحميد».

1522- [25] حدثنا نعيم ثنا عن سليمان عن هشام بن عروة عن وهب بن کيسان عن عبيد بن عمير الليثي. قال: يخرج الدجال فيتبعه ناس يقولون: نحن نشهد أنه کافر و انما نتبعه لنأکل من طعامه و نرعي من الشجر، فاذا نزل غضب الله نزل عليهم جميعا.

1523- [26] عبد الرزاق ثنا معمر قال: بلغني أنه يجعل علي حلقه صفيحة من نحاس، و بلغني أن الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه.

1524- [27] قال معمر: و أخبرني يحيي بن أبي کثير يرويه قال: عامة من يتبع الدجال يهود أصبهان.

1525- [28] أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «الدجال أعور العين اليسري، جفال الشعر، معه جنة و نار، ناره جنة، و جنته نار».

1526- [29] وکيع عن اسماعيل بن أبي خالد عن حکيم بن جابر عن حذيفة. قال: ما خروج الدجال عندي بأکرث من تيس اللحام.

1527- [30] وکيع عن سفيان عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال: أکثر تبع الدجال اليهود أولاد الموامس.

1528- [31] أبو معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن کيسان عن عبيد بن



[ صفحه 407]



عمير، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «ليصحبن الدجال أقوام يقولون: انا لنصحبه و انا لنعلم أنه کافر، و لکنا نصحبه نأکل من الطعام و نرعي الشجر، فاذا نزل غضب الله تعالي نزل عليهم کلهم».

1529- [32] الحکم بن نافع عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن کثير بن مرة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «الدجال احدي عينيه مطموسة و الأخري ممزوجة بالدم کأنها الزهرة، و يسير معه جبلان جبل من أنهار و ثمار، و جبل دخان و نار، يشق الشمس کما يشق الشعرة و يتناول الطير في الهواء».

1530- [33] ابن وهب عن حنطلة سمع سالما سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أرأيت رجلا حمر جعد الرأس أعور عين اليمين، أشبه من رأيت به ابن قطن، فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح الدجال».

1531- [34] ابن علية عن عوف عن أبي بن المغيرة القواس عن عبد الله بن عمرو قال: ملاحم الناس خمس فثنتان قد مضتا، و ثلاث في هذه الأمة: ملحمة الترک، و ملحمة الروم، و ملحمة الدجال، ليس بعد ملحمة الدجال ملحمة.

1532- [35] عبدة وکيع عن مسعر عن عبد الملک بن ميسرة عن حوط العبدي عن عبد الله قال: أذن حمار الدجال تظل سبعين ألفا.

1533- [36] عبد الرزاق عن سفيان عن الأعمش عن عبد الملک بن ميسرة الزراد عن حوط العبدي عن عبد الله قال: يستظل في ظل اذن حمار الدجال سبعون ألفا.

1534- [37] محمد بن جعفر عن شعبة عن عبد الملک بن ميسرة عن حوط عن عبد الله، قال: أذن حمار الدجال تظل سبعين ألفا.



[ صفحه 408]



1535- [38] عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه مر بابن صياد في نفر من أصحابه فيهم عمر رضي الله عنه، و هو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة و هو غلام، فلم يشعر حتي ضرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ظهره بيده، ثم قال: «أتشهد أني رسول الله»، فنظر اليه ابن صياد، و قال: أشهد أنک رسول الأمين، ثم قال - ابن صياد للنبي صلي الله عليه و آله و سلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: آمنت بالله و برسله، ثم قال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما يأتيک؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق و کاذب، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: خلط عليک الأمر، ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «قد خبأت لک خبئا، و خبأ له: (يوم تأتي السماء بدخان مبين) [الدخان: 10] قال ابن صياد: هو الدخ، قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أخسأ فلن تعدو قدرتک»، قال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «ان يکن فلن تسلط عليه، و ألا يکن هو فلا حير لک في قتله».

1536- [39] قال الزهري: قال ابن عمر رضي الله عنه: انطلق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبي بن کعب رضي الله عنه، يؤمان النخل التي فيه ابن صياد اذا دخلا النخل طفق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، يتقي بجذوع النخل و هو يختل ابن صياد لأن يسمع ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد مضطجع علي فراش في قطيفة له فيها زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هو يتقي بجذوع النخل، فقالت: أي صاف - و هو اسمه - هذا محمد، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «لو ترکته بين».

1537- [40] قال الزهري عن سنان بن أبي سنان، سمع حسين بن علي رضي الله عنهما يحدث أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، خبأ لابن صياد دخانا أو سأله عما بخأ له، فقال: دخ، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أخسأ فلن تعدو قدرک»، فلما ولي قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «ما قال؟» قال بعضهم: دخ. و قال بعضهم: ديخ أو دخ، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «قد اختلفتم و أنا بين أظهرکم، فأنتم بعدي أشد اختلافا».



[ صفحه 409]



1538- [41] قال معمر: عن هشام بن عورة عن أبيه، قال: ولد ابن صياد أعور مختن.

1539- [42] قال معمر: قال الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عوف عن أبي بکر، قال: أکثر الناس في مسيلمة قبل أن يقول: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه شيئا، فقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم خطيبا، فقال: «أما بعد ففي شأن هذا الرجل قد أکثرتم فيه و انه لکذاب من ثلاثين کذابا يخرجون بين يدي المسيح، و انه ليس من بلدة الا يبلغها رعب المسيح، الا المدينة علي کل نقب من أنقابها ملکان يذبان عنها رعب المسيح».

1540- [43] قال الزهري: فحدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حديثا طويلا عن الدجال، فقال فيما يحدثنا: «ان الدجال، و هو محرم عليه أن يدخل أنقاب المدينة فيخرج اليه رجل يومئذ خير الناس، أو من خير الناس يومئذ، فيقول: أشهد أنک أنت الدجال الذي حدثنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم ان قتلت هذ ثم أحييته أتشکون في الأمر، فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحيا، و الله ما کنت أشد بصيرة فيک مني الآن، فيريد الدجال قتله الثانية فلا يسلط عليه».

1541- [44] قال معمر: بلغني أنه يجعل علي حلقه صفيحة من نحاس و بلغني أن الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه.



[ صفحه 410]



1542- [45] عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي عن أبي عيدي الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال: «يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفا عليهم السيجان».

1543- [46] قال معمر: أخبرني يحيي بن أبي کثير يرويه، قال: عامة من يتبع الدجال يهود أصبهان.

1544- [47] قال معمر: قال الزهري: فأخبرني عمرو بن أبي سفيان الثقفي، أخبره رجل من الأنصار عن بعض أصحاب رسول الله، قال: ذکر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الدجال؛ قال: «يأتي سباخ المدينة، و هو محرم عليه أن يدخل نقابها، فتنتفض المدينة بأهلها نفضة أو نفضتين، و هي الزلزة فيخرج اليه منها کل منافق و منافقة، ثم يولي الدجال قبل الشام فيحاصرهم، و بقية من المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل من جبال الشام، فيحاصرهم الدجال نازلا بأصله حتي اذا طال عليهم البلاء، قال رجل من المسلمين: يا معشر المسلمين، حتي متي أنتم هکذا، وعدوا الله نازل بأصل جبلکم هذا، هل أنتم الا بين احدي الحسنيين، بين أن يستشهدکم الله، أو يظهرکم، فيتبايعون علي الموت بيعة يعلم الله تعالي أنها الصدق من أنفسهم، ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر امرؤ فيها کفه، ثم ذکر نزول عيسي».

1545- [48] وکيع و أبو معاوية جميعا عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن



[ صفحه 411]



أبي حازم عن المغيرة ين شعبة رضي الله عنه. قال: ما سأل أحد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الدجال أکثر ما سألته عنه، فقال: لم تسأل عنه؟ قال: فقلت: ان الناس يزعمون أن معه الطعام و الشراب؟ قال: هو أهون علي الله تعالي من ذلک.

1546- [49] جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن جنادة ابن أبي أمية، سمع رجلا من أصحاب رسلو الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: قام فينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأنذرنا الدجال، ثم قال: «ان معه جنة و نار، فناره جنة و جنته نار، و ان معه جبلا من خبز و نهرا من ماء، و انه يمطر المطر و ينبت الأرض و انه يسلط علي نفس فيقتلها، ثم يحييها لا يسلط علي غيرها».