أخبرنا أبوبکر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قال: أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي سنة ثمانين و مائتين ثنا نعيم بن حماد:

1248- [1] ثنا الوليد و رشدين عن الأوزعي عن کعب قال: يکون امام المسلمين في بيت المقدس فيبعث الي مصر و أهل العراق يستمدهم و لا يمدونه و يمر بريده بمدينة حمص، فيجد عجمها قد أغلقوا علي من فيها من ذراري المسلمين فيعظمه ذلک، فيسير بمن حضره من المسلمين حتي يلقاهم بسهلة عکا، فيقاتلهم فيهزمهم الله و يطلبهم المسلمون حتي يلحقونهم ببلادهم، و يسير الي حمص فيفتحها الله علي يديه.

1249- [2] قال الأوزاعي: فأخبرنا حسان بن عطية قال: تنزل الروم بسهل عکا و تغلب علي فلسطين و بطن الأردن و بيت المقدس، و لا يجيزون عقبة أفيق أربعين يوما، ثم يسير اليهم امام المسلمين فيحوزونهم الي مرج عکا، فيقتلون بها حتي يبلغ الدم ثنن الخيل فيهزمهم الله، و يقتلونهم الا عصبة يسيرون الي جبل لبنان، ثم الي جبل بأرض الروم.

1250- [3] قال الوليد: أخبرني سعيد بن عبد العزيز عن مکحول قال:



[ صفحه 330]



ليمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا تمتنع منها الا دمشق، و أعالي البلقاء.

1251- [4] و حدثنا نعيم قال: ثنا الوليد عن عبد الله بن العلاء بن زير سمع أبا الأعيس عبد الرحمن بن سلمان قال: يغلب ملک من ملوک الروم علي الشام کله الا دمشق و عمان ثم ينهزم و تبني قيسارية أرض الروم، فتصير جند من أجناد أهل الشام، ثم تظهر نار من عدن أبين.

1252- [5] و حدثنا نعيم ثنا الوليد عن معاوية بن يحيي عن أرطاة بن المنذر عن حکيم بن عمير عن تبيع قال: ثم يبعث الروم يسألونکم الصلح فتصالحونهم، فيومئذ تقطع المرأة الدرب الي الشام آمنة، و تبني مدينة قيسارية التي بأرض الروم، و في ذلک الصلح تعرک الکوفة عرک الأديم و ذلک لترکهم أن يمدوا المسلمين، فالله أعلم أکان مع خذلانهم حدث آخر يستحل غزوهم فيه، و تستمدون الروم عليهم فيمدونکم فتنصرفون حتي تنزلوا بمرج ذي تلول، فيقول قائل النصاري: بصليبنا غلبتم فأعطونا حظنا من الغنيمة من النساء و الذرية فيأبون أن يعطونهم من النساء و الذرية، فيقتتلون ثم ينصرفون فيجتمعون للملحمة.

1253- [6] و حدثنا نعيم ثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «تصالحون الروم صلحا آمنا، حتي تغزوا أنتم و هم عدوا من ورائهم».



[ صفحه 331]



1254- [7] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي فراس عن عبد الله بن عمرو قال: تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات: الأولي يصيبکم فيها بلاء، و الثانية تکون بينکم و بينهم صلحا حتي تبنوا في مدينتهم مسجدا، و تغزون أنتم و هم عدوا من وراء القسطنطينية، ثم ترجعون، ثم يغزونها الثالثة فيفتحها الله عليکم.

1255- [8] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد ابن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «فتنصرفون و قد نصرتم و غنمتم، فينزلون بمرج ذي تلول فيقول قائلهم: غلب الصليب، و يقول مسلم: بل الله غلب، فيداولونها ساعة، فيثب المسلم الي صليبهم و هو من غير بغيد فيذقه، و يثورون اليه فيقتلونه، فيثور المسلمون الي سلاحهم فيکرم الله تلک العصابة من المسلمين بالشهادة فيأتون ملکهم فيقولون: کفيناک حد العرب، فيغدرون فيجمعون للملحمة».

1256- [9] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن يزيد بن سعيد العنسي عن مدلج بن المقدام العذري عن کعب قال: فتغدر الروم بمن کان فيها فتجتمع و تأتي بجيش في البحر من رومية عليهم صاحب لهم يقال له الجمل أحد أبويه جنية - أو قال: شيطان - فيسير بسفينه حتي ينزل ديرا يقال لهم عمقا في عکا.

1257- [10] حدثنا نعيم ثنا محمد بن حمير عن أرطاة بن المنذر قال: اذا ابتنيت مدينة علي ستة أميال من دمشق فتحزموا للملاحم.



[ صفحه 332]



1258- [11] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن عثمان بن أبي العاتکة عن کعب قال: يخرج في ستة آلاف سفينة، ثم يأمر بالسفن فتحرق.

1259- [12] حدثنا نعيم قال: حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن حجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تحرق حتي تضي ء أعناق الابل ليلا بجشم جذام من نارهم.

1260- [13] حدثنا نعيم قال: حدثنا حماد عن عبد الله بن العلاء سمع نمر بن أوس يذکر عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أنه قال لقومه بالشام، يا معشر الأشعريين اياکم و المزارع و الدور فانه يوشک ألا تلائمکم، و عليکم بالمعز الشقر، و الخيل، و طول الرماح.

1261- [14] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن شيخ عن ابن شهاب قال: يوشک أزارق رومية أن تخرج أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم من منابت القمح.

1262- [15] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن بطريق بن يزيد الکلبي عن عمه قال: قال لي عروة بن الزبير و رأسه و لحيته يومئذ کالثغامة: يا أخا أهل الشام لتخرجنکم الروم من شامکم و لتقفن فوارس من الروم علي هذا الجبل، و هو يومئذ علي جبل سلع فليسس أهل المدينة، ثم ينزل الله نصره عليهم.

1263- [16] حدثنا نعيم قال: ثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن کعب قال: يحضر الملحمة الکبري اثنا عشر ملکا من ملوک الأعاجم أصغرهم ملکا و أقلهم جنودا صاحب الروم، و لله تعالي في اليمن کنزان جاء بأحداهما يوم اليرموک، کانت الأزد يومئذ ثلث الناس، و يجي ء بالآخر يوم الملحمة العظمي سبعون ألفا حمائل سيوفهم المسد.



[ صفحه 333]



1264- [17] حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن عبيدة عن عبد الرحمن بن سلمان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: اذا عبد صنم الخلصة ظهرت الروم علي الشام، فيومئذ يبعثون الي أهل قرظ يستمدونهم فيأتون علي قلصاتهم قرظ يعني أهل الحجاز، أو قال الوليد: اليمن. قال نعيم: أشک فيه.

1265- [18] حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي محمد الجنبي عن عبد الله بن عمرو قال: ليأتين مددا من الجند و ما بينهم.

1266- [19] حدثنا نعيم قال: ثنا الوليد و بقية عن صفوان بن عمرو عن فرج بن محمد عن کعب في قوله تعالي: (ستدعون الي قوم أولي بأس شديد) قال: الروم يوم الملحمة.

قال کعب: قد استفز الله الأعراب في بدء الاسلام فقالت: (شغلتنا أموالنا و أهلونا) [الفتح: 16] فقال: (ستدعون الي قوم أولي بأس شديد) يوم الملحمة، فيقولون کما قالوا في بدء الاسلام: (شغلتنا أموالنا و أهلونا) فتحل بهم الآية: (يعذبکم عذابا أليما) فحدثت عبد الرحمن بن يزيد يومئذ فقال: صدق. قال بقية في حديثه: و لو لا أن أشهد فتح مدينة الکفر ما أحببت أن أحيا، فان الله تعالي محرم يومئذ علي کل حديدة أن تجبن.

1267- [20] قال: و قال صفوان: حدثنا مشيختنا أن من الأعراب من يرتد يومئذ کافرا و منهم من يول علي نصرة الاسلام و عسکرهم شاکا، فاذا فتح للمسلمين يومئذ بعثوها غارة علي ما ترک الفتنة الکافرة المرتدة، و الفتنة الشاکة الخاذلة، فالخائب من خاب من غنيمتهم يومئذ.

1268- [21] حدثنا نعيم ثنا عبد الوهاب عن أيوب عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن مسعود قال: يکون عند ذلک القتال ردة شديدة.



[ صفحه 334]



1269- [22] قال محمد: و أخبرنا عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال: يظهر الله الطائفة التي تظهر فيرغب فيهم من يليهم من عدوهم فيقتحم رجال في الکفر تقحما.

قال محمد: لا أعلم الردة عن الاسلام و التقحم في الکفر الا واحدا.

1270- [23] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن مزيد الحضرمي عن أبي محمد الجنبي سمع عبد الله بن عمرو يقول: ليلحقن قبائل من العرب بالروم بأسرها، قلت: و ما أسرها؟ فقال: رعاتها و کلابها فقال: ان شاء الله يا أبا محمد، فقام مغضبا فقال: قد شاء الله و کتبه.

1271- [24] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن ابن عياش عن اسحاق بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان عن عبد الرحمن بن سنة سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «يکفر ثلث، و يرجع ثلث شاکا فيخسف بهم».

1272- [25] حدثنا حدثنا نعيم ثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمع القاسم أبا عبد الرحمن يقول: الفئة الخاذلة للمسلمين بعمق عکا و أنطاکية ينخرق لهم من الأرض خرقا يدخلون فيه لا يرون الجنة و لا يرجعون الي أهليهم أبدا.

1273- [26] حدثنا نعيم ثنا الوليد بن لهيعة عن الحارث بن عبيدة عن أبي الأعيس عبد الرحمن بن سلمان عن عبد الله بن عمرو قال: ينهزم ثلث، فأولئک شر البرية عند الله عز و جل.



[ صفحه 335]



1274- [27] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن أبي عبد الله مولي بني أمية عن الوليد ابن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد المعيطي سمع ابن عباس يحدث معاوية، و سأله عن الزمان فأخبره أنه يلي رجل منهم في آخر الزمان أربعين سنة، تکون الملاحم لسبع سنين بقين من خلافته، فيموت بالأعماق غما، ثم يليها رجل منهم ذو شامتين، فعلي يديه يکون الفتح يومئذ.

1275- [28] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن صفوان أن کعبا قال: فيقتل خليفة المسلمين يومئذ في ألف و أربعمائة کلهم أمير و صاحب لواء، فلم يصاب المسلمون يومئذ بعد مصيبتهم بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم بمثلها.

1276- [29] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن عبد الملک بن حميد بن أبي غنية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه ذکر عنده اثنا عشر خليفة، ثم الأمير، فقال: و الله ان ذلک السفاح، و المنصور، و المهدي، يدفعها الي عيسي ابن مريم عليه السلام.

1277- [30] حدثنا نعيم ثنا الوليد عن کلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي عن کعب قال: يقتتلون بالأعماق قتالا شديدا فيرفع النصر، و يفرغ الصبر، و يسلط الحديد بعضه علي بعض حتي ترکض الخيل في الدم الي ثنتها ثلاثة أيام متوالية، و لا يحجز بينهم الا الليل حتي يقوم فتقول عمائر من الناس - يعني طوائف -: ما کان الاسلام الا الي أجل و منتهي و قد بلغ أجله و منتهاه، فألحقوا بموالد آبائنا، فيلحقون بالکفر و يبقي أبناء المهاجرين، فيقول رجل منهم: يا هؤلاء ألا ترون الي ما صنع هؤلاء، قوموا بنا نلحق بالله، فما يتبعه أحد فيمشي اليهم حتي يأتيهم فينشلونه بنيازکهم، حتي أن دماءه لتبل أدرعهم فيهزمهم الله.

1278- [31] قال الوليد: فحدثني عثمان بن أبي العاتکة عن کعب مثله. قال



[ صفحه 336]



کعب: فذلک أکرم شهيد کان في الاسلام الا حمزة بن عبد المطلب، فتقول الملائکة: ربنا ألا تأذن لنا بنصرة عبادک؟ فيقول: أنا أولي بنصرتهم، يومئذ يطعن برمحه و يضرب بسيفه، و سيفه أمره، فيهزمهم الله تعالي و يمنحهم أکتافهم، فيدوسونهم کما يداس المعصرة فلا يکون للروم بعدها جماعة و لا ملک.

1279- [32] حدثنا نعيم ثنا الحکم بن نافع عن جراح عن أرطاة قال: اذا ظهر صاحب الأدهم بالاسکندرية و أرض مصر، لحقت العرب بيثرب و الحجاز، و تجلي عن الشام، و تلحق کل قبيل بأهلها، و يبعث الله اليهم جيشا، فاذا انتهوا بين الجزيرتين نادي مناديهم: ليخرج الينا کل صريح أو دخيل کان منا في المسلمين، فيغضب الموالي فيبايعون رجلا يسمي صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار، فيخرج بهم فيلقي جيش الروم، فيقتلهم، و يقع الموت في الروم و هم يومئذ ببيت المقدس، و قد استولوا عليها فيموتون موت الجراد، و يموت صاحب الأدهم، و ينزل صالح بالموالي بأرض سورية، و يدخل عمورية و قد نزله، و ينزل قمولية و يفتح بزنطية، و يکون أصوات جيشه فيها بالتوحيد عالية، و يقسم أموالها بينهم بالآنية، و يظهر علي رومية، و يستخرج منها باب صهيون، و تابوت من جزع، فيه قرط حواء و کغوتة آدم - يعني کساده - وحلة هارون عليهم السلام، فبينا هم کذلک اذ أتاه خبر و هو باطل، فيرجع.

قال جراح عن أرطأة: فالملحمة الأولي في قول دانيال: تکون بالاسکندرية، يخرجون بسفنهم فيستغيث أهل مصر بأهل الشام، فيلتقون فيقتتلون قتالا شديدا فيهزم المسلمون الروم بعد جهد شديد، ثم يقيمون عليها و يجمعون جمعا عظيما، ثم يقبلون فينزلون يافا فلسطين عشرة أميال، و يعتصم أهله بذرايهم في الجبال، فيلقاهم المسلمون فيظفرون بهم و يقتلون ملکهم.

و الملحمة الثانية: يجمعون بعد هزيمتهم جمعا أعظم من جمعهم الأول، ثم يقبلون فينزلون عکا و قد هلک ملکهم ابن المقتول، فيلتقي المسلمون بعکا و يحبس النصر عن المسلمين أربعين يوما، و يستغيث أهل الشام بأهل الأمصار فيبطون عن نصرهم فلا يبقي يومئذ مشرک حر و لا عبد من النصرانية الا أمد الروم، فيفر ثلث أهل الشام، و يقتل الثلث، ثم ينصر الله البقية فيهزمون الروم هزيمة لم يسمع بمثلها، و يقتلون ملکهم.



[ صفحه 337]



و الملحمة الثالثة: يرجع من رجع منهم في البحر و ينضم اليهم من کان فر منهم في البر، و يملکون ابن ملکهم المقتول صغير لم يحتلم و تقذف له مودة في قلوبهم، فيقبل بما لم يقبل به ملکاهم الأولان من العدد، فينزلون عمق أنطاکية، و يجتمع المسلمون فينزلون بازائهم، فيقتتلون شهرين، ثم ينزل الله نصره علي المسلمين، فيهزمون الروم و يقتلون فيهم و هم هاربون طالعون في الدرب، ثم يأتيهم مدد لهم فيقفون وئيدا من المسلمين فتکر عليهم کرة فيقتلونهم و ملکهم، و ينهزم بقيتهم فيطلبهم المهاجرون فيقتلونهم قتلا ذريعا، فحينئذ يبطل الصليب، و ينطلق الروم الي أمم من ورائهم من الأندلس فيقتلون بهم حتي ينزلوا الدروب، فيتميز المهاجرون نصفين فيسير نصف في البر نحو الدرب، و النصف الآخر يرکبون في البحر، فيلتقي المهاجرون الذين في البر من في الدرب من عدوهم، فيظفرهم الله بعدوهم فيهزمهم هزيمة أعظم من الهزائم الأولي، و يوجهون البشير الي اخوانهم في البحر أن موعدکم المدينة، فيسيرهم الله أحسن سيرة حتي ينزلوا علي المدينة فيقتحمونها و يخربونها، ثم يکون بعد ذلک أندلس و أمم، فيجتمعون فيأتون الشام فيلقاهم المسلمون فيهزمهم الله عزوجل.

1280- [33] حدثنا نعيم ثنا الحکم بن نافع عن من حدثه عن کعب قال: يدخل الروم بيت المقدس سبعون صليبا حتي يهدموه، و لا تزال طاعة معمول بها ما کانت الخلافة في أرض القدس و الشام و أول السواحل، يغضب الله عليه فيخسف به الصارفية و قيسارية و بيروت، و يملک الروم بالشام أربعين يوما من شاطي ء البحر الي الأردن و بيسان، ثم تکون الغلبة للمسلمين عليهم يصالحونها حتي يجري سلطانهم عليهم و تأمن الأرض کلها «سبع تسع».

قال کعب: يخلع أهل العراق الطاعة و يقتلون أميرهم من أهل الشام، فيغزوهم أهل الشام، و يستمدون عليهم الروم، و قد صالحوا الروم قبل أن يستمدوهم فيمدوهم بعشرة آلاف حتي يبلغوا الفرات فيلتقون فيکون الظفر لأهل الشام عليهم، ثم يدخلون الکفوة فيسبون أهلها، ثم يقول الروم للشاميين: أشرکونا فيما أصبتم من السبي، فيقولون: أما ما کان من المسلمين فلا سبيل اليه،



[ صفحه 338]



و نقاسمکم الأموال، فيقول الروم: انما غلبتموهم بالصليب، و يقول المسلمون: بل بالله و برسوله صلي الله عليه و آله و سلم غلبناهم، فيتداولونه بينهم فتغضب الروم فيقوم الي صليبهم رجل من المسلمين فيکسره، فيفترقون و يجوز الروم الي نهر يحول بينهم و بينهم، و تنقض الروم صلحها، و يقتلون من بالقسطنطينة من المسلمين، ثم تخرج الروم في ساحل حمص، فيخرج أهل حمص اليهم فيغلق الأعاجم أبواب مدينة حمص عليهم، و ينزل ملک الروم فحمايا لا يجاوز القنطرة التي دون دير بهراء، فتقول الروم للمسلمين: خلو لنا حمصا فانها منزل آبنائنا، فيقتتلون حتي يبلغ الدم الأحجاز السبع الأواسط منها الأبارص ثم يهزمون الروم، و يرجع المسلمون الي حمص و يربطون خيولهم بالزيتون، و ينصبون المجانيق عليها و يهدمون کنيسة دير مسحل، و تفتح حمص للمسلمين برجل من اليهود بابها الغربي الأيمن، أو من الباب المغلق الذي بين باب دمشق و باب اليهود، فيدخلها المهاجرون، و تهرب طائفة من أنصارها الي دير بني أسد، فيقتلهم المسلمون و من بها من الأعاجم، و يخربوا ثلثها و يحرقوا ثلثها، و يغرقوا ثلثها، و لا تزال الشام عامرة ما عمرت حمص.

1281- [34] حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أبي بکر بن أبي مريم سمع الأشياخ يقولون: ستفجر عين بتل ذي مين يکثر ماؤها، فيغرق حمص أو جلها، و هي شرقي حمص علي عشرة أميال.

1282- [35] حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن أرطاة عن أبي عامر الألهاني قال: کنت في قرية، فجاءني الحارث بن أبي أنعم حين انتصف النهار، و اشتدت الظهيرة، فقلت: يا عم ما جاء بک هذا الحين؟ قال: استقرأت هذا الوادي الذي يمر علي باب اليهود، ثم انه خفي علي مذهبه حتي خالط تلک الحقول، فهل في قريتک هذه رجل له قدم و سن؟ قلت: نعم ها هنا شيخ کبير ما يخرج من الکبر، فانطلقنا اليه، فسأله الحارث عن ذلک الخليج، فقال الشيخ: سمعت أبي يقول: ان ماءه کان ظاهرا لا تشرب منه حامل الا ألقت ما في بطنها، و لا ينال شجرة الا تناثر ورقها، فأهم الناس ذلک، فالتمسوا له، فجاء رجل فجعلوا له جعلا فدعاهم



[ صفحه 339]



بلبنة من رصاص و شحم و زفت و صوف، ثم انطلقوا الي سربل فصنع ما صنع، فخفي ذلک الماء.

قال أبو عامر: فلما خرجنا، قال: سمعت بعض أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: انه واد من أودية جهنم، و ان حمص يفرق نصفها منه، و النصف الآخر يصيبه حريق.

1283- [36] حدثنا نعيم ثنا الحکم بن نافع قال: أخبرني الذي حدثني عن کعب في حديثه: ثم تستمد الروم بالأمم الثانية، فتجيش عليهم الألسنة المختلفة، و تجتمع اليهم أهل رومية و القسطنطينية و أرمينية حتي الرعاة و الحراثون يغضبون لملک الروم فيقبل بأمم کثيرة سوي الروم ملوک عشرة يبلغ جميعهم مائة ألف و ثمانين ألفا، و تنزوي العرب بعضها الي بعض من أقطار الأرض، و يجتمع الجناحان مصر و العراق بالشام و هي الرأس، و يقبل ملک الروم علي منبر محمول علي بغلين، فيوجهون جيوشهم فيجولون الشام کلها غير دمشق، فيسير اليهم المسلمون علي أقدامهم فيلتقون في عمق کذا و کذا أربع مواطن، فيسير الجمعان علي نهر ماؤه بارد في الصيف حار في الشتاء فيغور ماؤه و يکثر يؤمئذ، فينزل المهاجرون أدناه، و الروم أقصاه و يربطون خيولهم بالشجر الذي عند رحالهم، يستعدوا للقتال حتي يصيروا في أرض قنسرين، فيکون منزلهم ما بين حمص و أنطاکية، و العرب فيما بين بصري و دمشق و ما وراءهما، فلا يبقي الروم خشبا و لا حطبا و لا شجرا الا أوقدوه فيلتقي الجمعان عند نهير فيما بين حلب و قنسرين، ثم يصيرون الي عمق من الأرض فيه عظم قتالهم، فمن حضر ذلک اليوم فليکن في الزحف الأول، فان لم يستطع ففي الثاني أو الثالث أو الرابع أو الآخر، فان لم يطق فليلزم فسطاط الجماعة لا يفارقها فان يد الله تعالي عليهم، و من هرب يومئذ لم يرح ريح الجنة، فتقول الروم للمسلمين: خلو لنا أرضنا و ردوا الينا کل أحمر و هجين منکم و أبناء السراري، فيقول المسلمون: من شاء لحق بکم و من شاء دفع عن دينه و نفسه فيغضب بنو هجن و السراري و الحمراء، فيعقدون لرجل من الحراء راية، و هو السلطان الذي وعد ابراهيم و اسحاق أن يعطوا في آخر الزمان، فيبايعونه، ثم يقاتلون وحدهم الروم فينصرون علي الروم، و ينحاز هجرة العرب



[ صفحه 340]



الي الروم و منافقوهم حين يررون نصرة الموالي علي الروم، و تهرب قبائل بأسرها جلها من قضاعة و ناس من الحمراء، حيت يرکزوا راياتهم فيهم، ثم يتنادي الرفاق بالتميز، فاذا لحق بهم من لحق نادوا غلب الصليب، خير العرب يومئذ اليمانيون المهاجرون و حمير و ألهان و قيس، أولئک خير الناس يومئذ، فقيس تقتل و لا تقتل، و جديس مثلها، و الأزد يقتلون و يقتلون، و يومئذ يفترق جيش المسلمين أربع فرق: فرقة تستشهد، و فرقة تصبر، و فرقة تغزو، و فرقة تلحق بعدوها، و قال: و تشد الروم علي العرب شدة فيقبل خليفتهم القرشي اليماني الصالح في ثلاثة آلاف، فيؤمرون عليهم أميرا، و معه سبعون أميرا کلهم صالح صاحب راية، فالمقتول و الصابر يومئذ في الأجر سواء، ثم يسلط الله علي الروم ريحا و طيرا تضرب وجوههم بأجنحتها فتفقا أعينهم، و تتصدع بهم الأرض فيتلجلجوا في مهوي بعد صواعق و رواجف تصيبهم، و يؤيد الله الصابرين، و يوجب لهم الأجر کما أوجب لأصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم و يملأ قلوبهم و صدورهم شجاعة و جرأة، فاذا رأت الروم قلة الفرقة الصابرة طمعت و قالت: ارکبوا علي حافر فطئوهم و أبيدوهم، فيقوم راکب من المسلمين علي سرجه فينظر عن يمينه و شماله و بين يديه، فلا يري طرفا و لا انقطاعا، فيقول: أتاکم الخلق و لا مدد لکم الا الله، فموتوا و أميتوا، فيبايعون رجلا منهم بيعة خلافة، فيأمرهم فيصلون الصبح، فينظر الله تعالي اليهم فينزل عليهم النصر فيقول: لم يبق الا أنا و ملائکتي و عبادي المهاجرون، اليوم مأدبة الطير و الوحش لأطعمنها لحوم الروم و أنصارها، و لأسقينها دماءها، فيفتح ربک خزانة سلاحه التي في السماء الرابعة، و سلاحه العز و الجبروت، فينزل عليهم الملائکة، و يقذف المسلمون قسيهم و يدقوا أغماد سيوفهم و يصلتوها عليهم، و يوجهوا أسنة رماحهم اليهم، و يبسط ربک يده الي سلاح الکفار فيضمه فلا يقطع، فيغل أيديهم الي أعناقهم، و يسلط أسلحة الموحدين عليهم، فلو ضرب مؤمن بوتد لقطع، و يهبط جبريل و ميکائيل فيدفعونهم بمن معهم من الملائکة، فيهزمهم الله فيسوقونهم کالغنم حتي ينتهوا بهم الي ملوکهم، فيخر ملوکهم من الرعب لوجوههم و تنزع أتوجتهم عن رءوسهم، فيطئونهم بالخيل و الأقدام حتي يقتلونهم، حتي تبلغ دماؤهم دماؤهم ثنن الخيل، فلا تنشفه الأرض، و کل دم يبلغ ثنن الخيل فهي ملحمة، و هو ذبح فذلک انقطاع ملک الروم، و يبعث الله تعالي ملائکة الي ملاء جزائرها يخبرونهم بقتل الروم.



[ صفحه 341]



1284- [37] حدثنا نعيم قال: ثنا أبو المغيرة عن ابن عياش عن مالک بن عبد الله الکلاعي عن عثمان بن معدان القرشي عن عمران بن سليم الکلاعي قال: ما عدت امرأة في ربعتها بأفضل لها من ميضأة و نعلين، ويل للمسمنات، و طوبي للفقراء، ألبسوا نساءکم الخفاف المنعلة و علموهن المشي في بيوتهن، فانه يوشک بهن أن يحوجن الي ذلک.

1285- [38] حدثنا نعيم قال: ثنا بقية بن الوليد عن أبي بکر بن عبد الله عن أبي الزاهرية قال: ينتهي الروم الي دير بهراء فعند ذلک تکون الحلقة لا تجاوزها الي حمص، ثم يرجع اليهم المسلمون فيهزمونهم.

1286- [39] قال أبوبکر: و أخبرني عمرو بن قيس عن أبي بحرية قال: ليسيرن الروم حتي ينزلوا دير بهراء، و حتي ضع ملکهم صليبة و بنوده علي هذه التل تل فحمايا، فيکون أول هلاکهم علي يدي رجل من أنطاکية يدعو الناس فينتدب معه رجال من المسلمين، فهو أول من يحمل عليهم فيهزمهم الله تعالي.

1287- [40] حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن ابن عياش قال: سمعت مشايخنا يقولون: اذا کان ذلک فاثبتوا في منازلکم يا أهل حمص، فان هلاککم عند تل فحمايا لا يصلون اليکم، فمن ثبت نجا، و من سار الي دمشق هلک عطشا.

1288- [41] حدثنا نعيم ثنا عبد الله بن مروان و أبو أيوب و أبو المغيرة و أبو حيوة شريح ابن يزيد الخضرمي عن أرطاة عن أبي عامر الألهاني قال: خرجت مع تبيع من باب الرستن، فقال: يا أبا عامر اذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلک من حمص، قلت: أرأيت ان لم أفعل؟ قال: فاذا دخلت انطرسوس فقتل تحت الکرمة ثلاثمائة شهيد فأخرج أهلک من حمص، قلت: أرأيت ان لم أفعل؟ قال: فاذا خرج رأس الجمل في القطع فغرقها بين يافا و الأقرع فأخرج أهلک من



[ صفحه 342]



حمص، قال: قلت: أرأيت ان لم أفعل؟ قال: اذا يصيبک ما يصيب أهل حمص، قلت: و ما يصيبهم؟ قال: عند ذلک تکون أعلاقها، قال: ثم مشي حتي أتينا دير مسحل، قال: يا أبا عامر هل تري هذا الخشب، و هي مجانيق المسلمين يومئذ، قال: قلت: کم بين دخلو انطرسوس و بين خروج رأس الجمل؟ قال: لا يحل لها أن تکمل ثلاث سنين هذه الملحمة الأولي.

1289- [42] حدثنا نعيم ثنا بقية بن الوليد و عبد القدوس و أيوب عن صفوان ابن عمرو أبي الصلت جد عيسي بن المعتمر، و شريح بن عبيد سمعا کعبا يقول: لقيت أباذر و هو يمشي من مجلس أبي عرباض، و هو يبکي فقال له کعب: ماذا يبکيک يا أباذر؟ قال: أبکي علي ديني، فقال له کعب: اليوم تبکي و انما فارقت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منذ قريب و الناس بخير و الاسلام جديد، حتي خرج من باب اليهود، ثم قام علي المزبلة، فقال: يا أباذر ليأتين علي أهل هذه المدينة يوما يأتيهم فزع من نحو ساحلهم، فيسيرون اليهم فيلقوهم في عقبة سليمان فيقاتلونهم، فيهزمهم الله، فيقتلونهم في أوديتها و شعابها، فانهم لعلي ذلک حتي يأتيهم خبر من ورائهم أن أهلها قد أغلقوها علي من کان فيها من ذراري المهاجرين، فينصرفون اليها فيرابطونها حتي يفتح الله عليهم، فلو يعلم أهل هذه المدينة ما لهم في الکنيسة التي في دير مسحل من المنفعة يومئذ لعادوها بالدهن يدهذن خشبها، فاذا فتحها الله عليهم لم يبقوا فيها علي ذي سفر الا قتلوه حتي يقتل الرجل من المهاجرين الرجل من النصاري، و ان کان قد نازعه ثدي أمه، و حتي تخرج قناة من حمص التي ينصب فيها الماء دما ما يکاد يخالطه شي ء.

1290- [43] حدثنا نعيم ثنا أبو المغيرة عن صفوان قال: حدثنا بعض مشايخنا قال: جاءنا رجل و أنا نازل عند ختن لي بعرقة فقال: هل من منزل الليلة؟ فأنزلوه فاذا برجل خليق للخير حين تنظر اليه، کأنه يلتمس العلم فقال: هل لکم علم بسوسية؟ قالوا: نعم، قال: و أين هي؟ قلنا: خربة نحو البحر، قال: هل فيها عين يهبط اليها بدرج و ماء بارد عذب؟ قالوا: نعم، قال: فهل الي جانبها حصن خرب؟ قالوا: نعم. قلنا: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا رجل من أشجع، قالوا:



[ صفحه 343]



فما بال ما ذکرت؟ قال: تقبل سفن الروم في البحر حتي ينزلوا قريبا من تلک العين، فيحرقون سفنهم فيبعث اليهم أهل دمشق فيمکثون ثلاثا يدعونهم الروم علي أن يخلوا لهم البلد، فيأبون عليهم فيقاتلونهم المهاجرون، فيکون أول يوم القتل في الفريقين کلاهما، و اليوم الثاني علي العدو، و الثالث يهزمهم الله فلا يبلغ سفنهم منهم الا أقلهم، و قد حرقوا سفنا کثيرة، و قالوا: لا نبرح هذا البلد، فيهزمهم الله، وصف المسلمين يومئذ بحذاء البرج الخرب، فبنما هم علي ذلک قد هزم الله عدوهم حتي يأتي آت من خلفهم فيخبرهم أن أهل قنسرين قد أقبلوا مقبلين الي دمشق، و أن الروم قد حملت عليهم و کان موعد منهم في البر و البحر، فيکون معقل المسلمين يومئذ بدمشق.

1291- [44] حدثنا نعيم ثنا ضمرة عن يحيي بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو ابن عبد الله عن جبير بن نفير الحضرمي أن کعبا حدثه: أن بالمغرب ملکة تملک أمة من الأمم تبتهر تلک الأمة بالنصرانية، فتصنع سفنا تريد هذه الأمة، حتي اذا فرغت من صنعتها و جعلت فيها شحنتها و مقاتلتها قالت: لنرکبن ان شاء الله و ان لم يشأ، فيبعث الله عليها قاصفا من الريح فدقت سفنها، فلا تزال تصنع کذلک و تقول کذلک، و يفعل الله بها کذلک، حتي اذا أراد الله أن يأذن لها بالمسير قالت: لنرکبن ان شاء الله فتسير بسفنها و هي ألف سفينة لم توضع علي البحر سفنا مثلها قط، فيسيرون حتي يمرون بأرض الروم فيفزع لهم الروم، و يقولون: ما أنتم؟ فيقولن: نحن أمة ندعي بالنصرانية نريد أمة حدثنا أنها قهرت الأمم فرمن أن نتبزهم أو اما أن يبتزونا. قال: فتقوم الروم: فأولئک الذين أخربوا بلادنا و قتلوا رجالنا و اختدموا أبناءنا و نساءنا، فأمدونا عليهم فيمدوهم بخمسين و ثلاثمائة سفينة، فيسيرون حتي يرسوا بعکا ثم ينزلون عن سفينهم فيحرقونها، و يقولون: هذه بلادنا فيها نحيا و فيها نموت، فيأتي الصريخ امام المسلمين و هو يومئذ في بيت المقدس، فيقول: نزل عدو لا طاقة لک بهم، فيبعث بريد الي مصر و الي العراق يستمدهم، فيأتي بريدهم من مصر فيقول: قال أهل مصر: نحن بحضرة العدو، و انما جاءکم عدوکم من قبل البحر، و نحن علي ساحل البحر فنقاتل عن ذراريکم و نخلي ذرارينا للعدو، و يقول أهل العراق: نحن بحضرة عدو، فنقاتل عن



[ صفحه 344]



ذراريکم و نخلي ذرارينا للعدو، و يمر البريد أتي من العراق بحمص، فيجدوا من بها من الأعاجم قد أغقلوا علي من بها من ذراري المسلمين، و جاءهم الخبر أن العرب قد هلکوا، قکذبوا بما جاءهم حتي يأتيهم الخبر بذلک ثلاث مرات، فيقول الوالي: هل انتظر الا أن تغلق کل مدينة بالشام علي من فيها، فيقوم في الناس، فيحمد الله و يثني عليه، فيقول: بعثنا الي اخوانکم أهل العراق و أهل مصر يمدونکم، فأبوا أن يمدوکم، و يکتم أمر حمص و يقول: لا مدد لکم الا من قبل الله تعالي، سيروا الي عدوکم، فيلتقون بسهل عکا، و الذي نفس کعب بيده لا يصبروا لأهل الشام کالتفاعک بثوبک حتي ينهزموا، فيأتون الساحل فلا يجدون بها غوثا يغيثهم، فلکأني أنظر الي المسلمين يضربون أقفاءهم في سهل عکا حتي يصلوا في جبل لبنان، لا يفلت منهم الا نحو مائتي رجل يصلون في جبل لبنان حتي يلحقوا بجبال أرض الروم، فينصرف المسلمون الي حمص فيحاصرونها، و ليرمن اليکم منها برءوس تعرفونها، لعله أن لا يکون الا رأس أو رأسين، فلتترکن منذ يومئذ خاوية و لا تسکن يقولون: کيف نسکن بقعة فضحت فيها نساؤنا.

قال الشيباني: يجتمع تحت جميزات يافا اثني عشر ملکا أدناهم صاحب الروم.

1292- [45] حدثنا نعيم: ثنا أبو المغيرة و بقية عن صفوان عن کعب قال: المنصور مهدي يصلي عليه أهل السماء و الأرض، و طير السماء، يبتلي بقتال الروم و الملاحم عشرين سنة، ثم يقتل شهيدا في الملحمة العظمي هو و ألفين معه کلهم أمير و صاحب راية، فلم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أعظم منها.

1293- [46] حدثنا نعيم ثنا أبو داود سليمان بن داود ثنا أرطاة بن المنذر قال: سمعت أبا عامر الألهاني يقول: خرجت مع تبيع من باب الرستن، فقال: يا أبا عامر اذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلک من حمص، قال: قلت: فان لم أفعل؟ قال: فاذا دخلت أنطرسوس فقتل فيها ثلاثمائة شهيد فأخرج أهلک من حمص، قال: قلت: فان لم أفعل؟ قال: فاذا جاء الجمل من الأندلس بألف قلع



[ صفحه 345]



ثم فرقها بين الأقرع ويافا، فأخرج أهلک من حمص، قلت: و ما الذي يصيبهم؟ قال: يغلقها أعاجمهما علي ذراري المسلمين و نسائهم، قال: ثم انا تحوطنا حتي دخلنا دير مسحل، فقال: تري هذه الخشب هو يومئذ مجانيق المسلمين، قلت: کم بين رأس المل و أنطرسوس؟ قال: لا يحل لها أن تکمل ثلاث سنين.

ثم قال لي: للروم ثلاث خرجات فهذه الأولي، و الأخري يقبل جيش في البحر بألف قلع فيفرقونها لکل جند حصتهم، و يتواعدون للخروج في يوم واحد، فاذا کان ذلک اليوم خرج کل قوم الي من يليهم من المسلمين، و يحرقون سفنهم و يجعلون قلوعها خياما، ثم يقاتلون و يشتد البلاء و القتال في الشام کلها لا يستطيع بعضهم يغلب بعضا، و يحبس الله النصر و يسلط السلاح، و يرق الناس حتي يصير من شأن المسلمين أن يتحصنوا في المدائن و يخطر کتاب الروم في خلل المدائن، و عند ذلک يغلق أعاجم حمص أبوابها علي من فيها من ذراري المسلمين و نسائهم، و يشتد القتال في أرض فلسطين أربعة أيام متوالية.

و قال ابن الزاهرية: ان شئت أخبرتک أول يوم من الأربعة و آخره، فيفتح الله تعالي للمسلمين في اليوم الرابع، و تهزم الروم و يتبعهم المسلمون يقتلونهم في کل سهل و جبل حتي يدخل بقايا الروم القسطنطينية، و لا يلبثوا الا يسيرا حتي يبعثوا اليکم يسألونکم الصلح.

قال کعب: فتصالحونهم علي عشر سنين، و في ذلک الصلح تقطع المرأة الدرب آمنة و تغزون أنتم الروم من وراء خلف القسطنطينية الي عدو لهم فتنصرون عليهم، فاذا انصرفتم و رأيتم القسطنطينية، و رأيتم أنکم قد بلغتم أهاليکم و أهل صلحکم، ثم تغزون أنتم و هم الکوفة فتعرکونها عرک الأديم، ثم تغزون أنتم الروم و أيضا بعض أهل المشرق فتصبرون عليهم فتسبون الذرية و النساء، و تأخذون الأموال، ثم انکم تنزلون اذا قفلتم منزلا حتي تلوا قسمة غنائمکم، فتقول اروم: أعطونا حظنا من الذراري و النساء، فيقول المسلمون: ان هذا لا يسعنا في ديننا، و لکن خذوا من سائر الأشياء، فتقول الروم: لا نأخذ الا من کل شي ء، فيقول المسلمون: ان هذا شي ء لا تصلوا اليه أبدا، فيقول الروم: انما غلبتم بنا و بصليبنا، فيقول المسلمون: بل نصر الله تعالي دينه، فبينما هم کذلک يتنازعون اذ رفعوا الصليب، فيغضب المسلمون فيثب اليه رجل فيکسره، فينحاز بعض القوم من



[ صفحه 346]



بعض و کان بينهم قتال يسير، فينصرف الروم غضابا حتي يأتوا ملکهم فيقولون: ان العرب غدرت بنا و منعونا حقنا و کسروا صليبنا و قتلوا فينا، فيغضب ملکهم غضبا شديدا، و يجمع جمعا عظيما من الروم، و يصالح من استطاع من الأمم، فهذا أول ملحمة العظمي، ثم يسيرون فينفر اليهم المسلمون و خليفتهم يومئذ اليماني، کان کعب يقول: هو يماني و هو من قريش، فيقتتلون في مقدم الأرض فيکون للروم الشف علي المسلمين حتي يخرجوهم من معسکرهم، و کذلک لکما التقوا يکون للروم الشف علي المسلمين، و کذلک تبلغ الأخبار حمص فلا يزالون کذلک حتي يعيان أهل حمص الغبرة و الهرج، فعند ذلک ينجفل أهل حمص الذراري و النساء و من کان فيها من ضعفة الناس هاربين نحو دمشق، فيموت ما بين حمص و ثنية العقاب ألوف من الناس من الحفاء و الوغاء يعني العطش، حتي أن المرأة لتنشد کما تنشد الفرس ألا من رأي فلانة بنت فلان، فيقول رجل: يا عبد الله لقد رأيتها في مکان کذا و کذا قد عصبت قدمها بخمارها قد أخضبت دما، و يشتد القتال بين المسلمين و الروم و يحبس النصر و يسلط السلاح بعضه علي بعض فلا ينبو عن شي ء أصابه، و يقتل خليفة المسلمين يومئذ في سبعين أميرا في يوم واحد، و يبايع الناس رجلا من قريش، فلا يبقي صاحب فدان و لا عمود الا لحق بالروم، و تلحق قبائل بأسرها و راياتها بالروم، و يصبر المسلمون الي أن تلحق فرقة بالکفر و تقتل فرقة و تفر فرقة، و تنصر فرقة، ثم تقول الروم: يا معشر العرب انا قد علمنا أنکم قد کرهتم قتالنا، هلموا أسلموا الينا من کان أصله منا و ألحقوا بأرضکم و مواليکم، فتقول العرب للروم: ها هم قد سمعوا ما تقولون، فهم أعلم، فعند ذلک تغضب الموالي و هي حمية الموالي التي کانت تذکر، فتقول الموالي للعرب: أظننتم أن في أنفسنا من الاسلام شي ء فيبايعون رجلا منهم، ثم ينحازون فيقاتلون من ناحيتهم، و تقاتل العرب من ناحية، فينزل الله نصره و يهلک ملک الروم عن ذلک، و ينهزم الروم فيقوم رجال علي سروجهم علي متون خيولهم، فينادون بالصوت العوالي: يا معشر المسلمين ان الله لن يرد هذا الفتح أبدا حتي تکونوا أنتم تنصرفون عنه، و يلحقهم المسلمون و يقتلونهم في کل سهل و جبل، لا يحل لمطمورة أن تمنع و لا مدينة حتي ينزلوا القسطنطينية، و يوافي المسلمين عند ذلک أمة من قوم موسي يشهدون الفتح معهم، يکبر المسلمون من ناحية منها فينصدع الحائط، فيقع و ينهض الناس فيدخلون القسطنطينية فبينما هم



[ صفحه 347]



يحرزون أموالها و سبيها، اذ تقع نار من السماء من ناحية المدينة فاذا هي تلتهب، فيخرج المسلمون بما قد أصابوا حتي ينزلوا الفرقدونة، فبينما هم يتقسمون ما أفاء الله عليهم اذ سمعوا أن الدجال قد خرج بين ظهري أهليکم، فينصرفون فيجدون الخبر باطلا فيلحقون ببيت المقدس، فتکون معقلهم الي خروج الدجال.

1294- [47] حدثنا نعيم أبو المغيرة عن أبي الزاهرية قال: تنتهي الروم الي دير بهرا، فعند ذلک تکون الجفلة لا يجاوزونها الي حمص، ثم يرجع اليهم المسلمون فيهزمهم الله تعالي.

1295- [48] حدثنا نعيم ثنا بقية و عبد القدوس عن صفوان عن شريح عن عبيد عن کعب أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان: ليغشين الناس بحمص أمر يفزعهم من الجفلة، حتي يخرجوا منها مبادرين قد ترکوا دنياهم خلفهم حتي أن المرأة لتخرج تتبعها جاريتها حتي تنزع رداءها تقول: أين أين، و حتي يموت منهم ما بين دمشق الي ثنية العقاب سبعون ألفا من العطش، و حتي أن الرجل ليظل ينشد أهله بالغوطة: من رآها من أحسها، فيقول القائل: قد رأيتها في الشيح حاملة ولدها علي عاتقها عاصبة ساقيها بخمارها، لا أدري ما فعلت بعد، فکيف بکم يا أهل حمص اذا کان ما خف من نسائکم رحلتم بهن بين أيديکم، و ما ثقل منهن کان لعدوکم، فلما سمع الناس هذا الحديث في ذلک الزمان کانوا اذا رأوا المرأة المثقلة لعنوها بلعنة الله.

1296- [49] حدثنا نعيم ثنا بقية و أبو المغيرة عن صفوان عن شريح بن عبيد عن کعب قال: ينزل ملک الروم دير بهرا، فتکون عندها معرکة حتي يبلغ الدم الحجر الأبيض العظيم الأبرص.

1297- [50] قال صفوان: و حدثني الأزهر بن راشد الکندي عن سليم بن عامر الخبائري عن کعب قال: يهلک ما بين حمص و ثنية العقاب سبعون ألفا من الوغي، فمن أدرک ذلک منکم فعلية بالطريق الشرقية من حمص الي سربل، و من



[ صفحه 348]



سربل الي الخميراء، و من الخميراء الي الذخيرة، و من الذخيرة الي البنک، و من البنک الي القطيفة، و من القطيفة الي دمشق، فمن أخذ هذه الطريق لم يزل في مياه متصلة.

قال صفوان: و أخبرني أبو الزاهرية عن کعب قال: لا تزالوا بخير ما لم يرکب أهل الجزيرة أهل قنسرين، و أهل قنسرين أهل حمص، فاذا کان ذلک فحينئذ تکون الجفلة، و يفزع الناس الي دمشق.

1298- [51] و حدثنا أبو أيوب عن أرطاة عن أبي الزاهرية عن کعب مثله.

1299- [52] و حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن أبيه قال: قال لي أبي: بني انا کنا نتحدث أن قوما ستحبسهم عيالاتهم علي المهالک.

قال ضمرة: و أخبرنا ابن شوذب عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال: ستکون هجرة بعد هجرة يجتاز أهل الأرضين الي مهاجر ابراهيم عليه السلام حتي لا يبقي في الأرض الا شرار أهلها.

1300- [53] و حدثنا نعيم قال: ثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال: اذا سمعت علي المنبر من عبد الله الي عبد الله فاخرج من مصر.

1301- [54] حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن خالد بن سبيع عن حذيفة قال: قلت: يا رسول الله الدجال قبل أو عيسي ابن مريم؟ قال: «الدجال ثم عيسي، ثم لو أن رجلا أنتج فرسا لم يرکب مهرها حتي تقوم الساعة».

1302- [55] حدثنا نعيم ثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال: ليأتين علي الناس زمان يتمني



[ صفحه 349]



فيه المرء لو أنه في فلک مشحون هو و أهله، يموج بهم في البحر من شدة ما في الأرض من البلاء.

1303- [56] حدثنا نعيم قال: ثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن عبد الملک بن أبي بکر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام حدثه أن أباه أخبره أن بعض أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم حدثه قال: يوشک أن يغلب علي الدنيا لکع ابن لکع.