بازگشت

ترجمة المصنف


اسمه و لقبه:

نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالک الخزاعي، أبو عبد الله، المروزي، الفارض الأعور.

سکنه:

سکن مصر.

روي عن:

أبو حمزة السکري؛ و هو أکبر شيخ له، و هشيم، و أبوبکر بن عياش، و ابراهيم بن طهمان -له عنه حديث واحد -، و خارجة بن مصعب، و عبد الله بن المبارک، و بقية بن الوليد، و معتمر بن سليمان، و أبو معاوية، و رشدين ابن سعد، و حفص بن غياث، و ابن وهب، و الوليد بن مسلم، و وکيع، و عبد الرزاق و أبو داود الطيالسي، و سفيان بن عيينة.

و خلق کثير بخراسان، و الحرمين، و العراق، و الشام، و اليمن، و مصر.

روي عنه:

البخاري مقرونا بأخر، و أبو داود، و الترمذي، و ابن ماجه بواسطة، و يحيي بن معين، و الحسن بن علي الحلواني، و أحمد بن يوسف السلمي، و محمد بن يحيي الذهلي، و محمد بن عوف و الرمادي، و أبو محمد الدارمي، و سمويه، و أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، و عبيد بن شريک البزار، و أبو حاتم الرازي، و خلق غيرهم! و آخرهم موتا شاب کاتب کان معه في السجن اتفاقا، و هو حمزة بن محمد بن عيسي البغدادي.

عقيدة المصنف رحمه الله:

قال صالح بن مسمار: «سمعت نعيم بن حماد يقول: أنا کنت جهميا فلذلک عرفت کلامهم، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع الي التعطيل» ا.ه.



[ صفحه 6]



و قال جعفر بن محمد بن أحمد بن الحکم: «حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل و ذکر حديثا لشعبة عن أبي عصمة قال عبد الله: سألت أبي: من أبو عصمة هذا؟

قال: رجل روي عنه شعبة ليس هو أبو عصمة صاحب نعيم بن حماد؛ و کان أبو عصمة صاحب نعيم خراسانيا و کان نعيم کاتبا لأبي عصمة، و کان أبو عصمة شديد الرد علي الجهمية و أهل الأهواء و منه تعلم نعيم بن حماد» ا.ه.

قال محمد بن عيسي بن محمد المروزي عن أبيه، حدثنا العباس بن مصعب قال: «نعيم بن حماد الفارض، وضع کتبا في الرد علي أبي حنيفة، و ناقض محمد بن الحسن، و وضع ثلاثة عشر کتابا في الرد علي الجهمية، و کان من أعلم الناس بالفرائض» ا.ه.

قال ابن عدي في الکامل بعدما ساق له من المناکير قال: «و قد کان أحد من يتصلب في السنة، و مات في محنة القرآن في الحبس، و عامة ما أنکر عليه هو ما ذکرته و أرجوا أن يکون باقي حديثه مستقيما» ا.ه.

قال الحافظ الذهبي في السير (610:10):

«أخبرنا اسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة ثلاث و تسعين و ست مئة؛ أخبرنا الامام أبو محمد بن قدامة؛ أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون، و أبو الحسن بن أيوب البزاز؛ قال: أخبرنا أبو عليالحسن بن أحمد؛ أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان؛ أخبرنا محمد بن اسماعيل الترمذي: سمعت نعيم بن حماد يقول:

«من شبه الله بخلقه فقد کفر، و من أنکر ما وصف به نفسه فقد کفر، و ليس في ما وصف الله به نفسه و لا رسوله تشبيه» ا.ه.

قلت -الحافظ الذهبي -هذا الکلام حق، نعوذ بالله من التشبيه، و من انکار أحاديث الصفات، فما ينکر الثابت منها من فقه، و انما بعد الايمان بها هنا مقامان مذمومان.



[ صفحه 7]



تأويلها و صرفها عن موضوع الخطاب، فما أولها السلف، و لا حرفوا ألفاظها عن مواصفها؛ بل أمنوا بها و أمروها کما جاءت.

المقام الثاني: المبالغة في اثباتها و تصورها من جنس صفات البشر، و تشکلها في الذهن فهذا جهل و ضلال، و انما الصفة تابعة للموصوف، فاذا کان الموصوف عزوجل لم نره. و لا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله: (ليس کمثله شي ء) [الشوري: 11] فکيف بقي لأذهاننا مجال في اثبات کيفية الباري ء تعالي الله عن ذلک.

فکذلک صفاته المقدسة نقر بها؛ و نعتقد أنها حق، و لا نمثلها أصلا و لا نتشکلها» ا.ه.

قال محمد بن مخلد العطار: حدثنا الرمادي قال: «سألت نعيم بن حماد سئل عن قوله تعالي: (و هو معکم) [الحديد: 4]؟

قال: معناه أنه لا يخفي عليه خافية بعلمه، ألا تري قوله: (ما يکون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم) [المجادلة: 7] الآية» ا.ه.

أقول: [أبو عبد الله: أيمن عرفة]:

«مما سبق يتبين لنا أن المصنف رحمه الله کان سلفيا يعتقد عقيدة السلف. رضي الله عنهم و رحمهم، و لا أدل علي هذا من موته لامتناعه من القول بخلق القرآن کما سيأتي» ا.ه.

قالوا عنه:

روي الميموني عن أحمد قال: «أول من عرفناه بکتابة المسند نعيم بن حماد» ا.ه.

قال أبوبکر الخطيب: «يقال ان أول من جمع المسند و صنفه نعيم» ا.ه.

و وافقه ابن الجوزي في المنتظم.



[ صفحه 8]



ما هو حال نعيم بن حماد؟

في قوة روايته نزاع؛ فقوي روايته قوم، وضعفها آخرون، و توسط بعضهم و اتهمه البعض.

و فيما يلي التفصيل:

(أ) من وثقه:

قال أبو أحمد بن عدي: سمعت زکريا بن يحيي البستي يقول: سمعت يوسف بن عبد الله الخوارزمي قال: سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حماد فقال: لقد کان من الثقات.

و قال أيضا: «حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبد العزيز بن سلام قال: حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيي قال: سمعت أحمد بن حنبل و يحيي ابن معين يقولان: نعيم بن حماد معروف بالطلب ثم ذمه يحيي فقال: انه يروي عن غير الثقات».

و قال ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيي بن معين و سئل عن نعيم بن حماد فقال: ثقة.

قلت: ان قوما يزعمون أنه صحح کتبه من علي الخراساني العسقلاني. فقال يحيي: أنا سألته، فقلت: أخذت کتب علي الصيدلاني فصححت منها؟

فأنکر و قال: انما کان قدرت، فنظرت فما عرفت أثبت و ما لا وافق کتبي غيرت» ا.ه.

و قال علي بن الحسين بن حبان:

«وجدت في کتاب أبي بخط يده، قال أبو زکريا: نعيم بن حماد: ثقة صدوق. رجل صدق، أنا أعرف الناس به. کان رفيقي بالبصرة. کتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث.

قال أبو زکريا: أنا قلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شي ء هذه؟



[ صفحه 9]



قال: يا أبا زکريا مثلک يستقبلني بهذا؟ فقلت: انما قلت هذا من الشفقة عليک.

قال: انما کانت معي نسخ أصابها الماء، فدرس بعض الکتاب؛ فکنت أنظر في کتاب هذا في الکلمة التي تشکل علي فاذا کان مثل کتابي عرفته، فأما أن أکون کتبت منه شيئا قط. فلا و الله الذي لا اله الا هو.

قال أبو زکريا: ثم قدم عليه ابن أخيه و جاءه بأصول کتبه من خراسان الا أنه کان يتوهم الشي ء کذا يخطي ء فيه. فأما هو فکان من أهل الصدق» ا.ه.

و قال العجلي:

«نعيم بن حماد مروزي ثقة» ا.ه.

قال محمد بن علي بن حمزة المروزي:

«سألت يحيي بن معين عن هذا الحديث، فقال: ليس له أصل.

قلت: فنعيم بن حماد؟ قال: نعيم ثقة.

قلت: کيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له» ا.ه.

ذکره ابن حبان في الثقات و قال:

«ربما أخطأ و وهم» ا.ه.

قال الدارقطني:

«امام في السنة کثير الوهم» ا.ه.

من ضعفه:

قال عبد الخالق بن منصور: «رأيت يحيي بن معين کأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية و يقول: ما کان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث» ا.ه.

قال ابن طالوت:

«حديث رواه نعيم بن حماد عن ابن المبارک عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن ابن عمر قال: قال رسول الله: «اذا اعتملت أنيتکم فاکسروها بالماء» ا.ه.



[ صفحه 10]



و سمعت يحيي بن معين يقول: نعيم قال لي: سمعته من ابن المبارک: فقلت: کذب.

فقال لي: اتق الله. قلت: کذب و الله الذي لا اله الا هو. فذهب ثم لقيني بعد.

فقال: ما وجدت له عندي أصلا. فرجع عنه.

و قال صالح بن محمد الأسدي الحافظ:

في حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري: کان محمد بن جبير بن مطعم يحدث عن معاوية عن النبي صلي الله عليه و آله في الأمراء و الزهري اذا قال: کان فلان يحدث فليس هو سماعا.

قال: و قد روي هذا الحديث نعيم بن حماد عن ابن المبارک عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن معاوة عن النبي صلي الله عليه و آله... نحوه.

و ليس لهذا الحديث أصل، و لا يعرف من حديث ابن المبارک، و لا أدري من أين جاء به نعيم، و کان نعيم يحدث من حفظه و عنده مناکير کثيرة لا يتابع عليها.

قال: و سمعت يحيي بن معين سئل عنه فقال: ليس في الحديث بشي ء، و لکنه صاحب سنة.

قال النسائي:

«نعيم بن حماد: ضعيف».

قال أبو علي النيسابوري الحافظ:

«سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يذکر فضل نعيم بن حماد و تقدمه في العلم و المعرفة و السنن، ثم قيل له في قبول حديثه فقال: قد کثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث کثيرة فصار في حد من لا يحتج به» ا.ه.

روي الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم البونارتي باسناده: عن عباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيي بن معين يقول: حضرنا



[ صفحه 11]



نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ کتابا من تصنيفه، قال: فقرأ ساعة ثم قال6 حدثنا ابن المبارک عن ابن عون بأحاديث.

قال يحيي فقلت له: ليس هذا عن ابن المبارک. فغضب و قال: ترد علي؟ قال: قلت: اي و الله أرد عليک أريد زيتک، فأبي أن يرجع، فلما رأيته هکذا لا يرجع قلت: لا و الله ما سمعت أنت هذا من ابن المبارک قط، فغضب و غضب من کان عنده من أصحاب الحديث و قام نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف فجعل يقول و هي بيده.

أين الذين يزعمون أن يحيي بن معين ليس أميرالمؤمنين في الحديث.

نعم يا أبا زکريا غلطت. و کانت صحائف فغلطت فجعلت أکتب من حديث ابن المبارک عن ابن عون، و انما روي هذه الأحايدث عن ابن عون ابن المبارک.

قال الحافظ أبو نصر:

و مما يدل علي ديانة نعيم و أمانته رجوعه الي الحق لما نبه علي سهوه و أوقف علي غلطه فلم يستنکف عن قبول الصواب اذ الرجوع الي الحق خير من التمادي في الباطل، و المتمادي في الباطل لم يزدد من الصواب الا بعدا» ا.ه.

قال الحافظ الذهبي معلقا في السير (599:10):

«هذه الحکاية أوردها شيخنا أبو الحجاج منقطعة فقال: روي الحافظ أبو نصر اليونارتي قال أبو زرعة الدمشقي: لا يصل أحاديث يوقفها الناس» ا.ه.

قال الحافظ الذهبي في السير (600:10):

«نعيم من کبار أوعية العلم، لکنه لا ترکن النفس الي رواياته» ا.ه.

و قال رحمه الله (609:10):

«لا يجوز لأحد أن يحتج به، و قد صنف کتاب «الفتن» فأتي فيه بعجائب و مناکير» ا.ه.



[ صفحه 12]



من اتهمه:

قال أبو أحمد بن عدي: قال لنا ابن حماد -يعني أبا بشر محمد بن أحمد الدولاني -: نعيم بن حماد يروي عن ابن المبارک. ضعيف. قاله أحمد ابن شعيب، قال ابن حماد: و قال غيره: کان يضع الحديث في تقوية السنة، و حکايات عن العلماء في ثلب أبي حنيفة کذب» ا.ه.

قال الحافظ ابن حجر معلقا في تهذيبه (637:5):

«حاشا الدولابي أن يتهم، و انما الشأن في شيخه الذي نقل ذلک عنه فانه مجهول متهم» ا.ه.

و قال ابن عدي: «في حديث نعيم عن عيسي بن يونس عن حريز بن عثمان، ثال لنا ابن حماد: وضعه نعيم بن حماد» ا.ه.

قال أبو الفتح الأزدي: «قالوا: کان يضع الحديث في تقوية السنة و حکايات مزورة في ثلب أبي حنيفة کلها کذب» ا.ه.

قال ابن حجر معلقا في تهذيبه (638:5):

«من نقل عنه الأزدي. قالوا: فلا حجة في شي ء من ذلک لعدم معرفة قائله» ا.ه.

أقول: و قال ابن عدي: «أن يحيي بن معين لم يکن ينسبه الي الکذب بل کان ينسبه الي الوهم» ا.ه.

من توسط فيه:

قال الامام النسائي: «ليس بثقة» ا.ه.

قال مسلمة بن قاسم: «کان صدوقا و هو کثير الخطأ، و له أحاديث منکرة في الملاحم انفرد بها» ا.ه.

قال عبدالرحمن بن أبي حاتم عن أبيه: «محله الصدق» ا.ه.

و قال أيضا: قلت له: نعيم بن حماد و عبدة بن سليمان أيهما أحب اليک؟ قال: ما أقربهما» ا.ه.



[ صفحه 13]



قال ابن عدي بعد ايراده لأحاديث أنکرت عليه قال:

«... و ليعلم غير ما ذکرت، و قد أثني عليه قوم، و ضعفه قوم، و کان أحد من يتصلب في السنة، و مات في محنة القرآن في الحبس، و عامة ما أنکر عليه هو الذي ذکرته و أرجو أن يکون باقي حديثه مستقيما» ا.ه.

قال الحافظ الذهبي في کتابه: «ذکر أسماء من تکلم فيه و هو موثق» [1] (ص 185،184) رقم الترجمة [351].

«نعيم بن حماد: حافظ وثقه أحمد و جماعة، و احتج به البخاري و هو من المدلسة، [2] ولکنه يأتي بعجائب، قال النسائي ليس بثقة، و قال أبو الفتح الأزدي: قالوا: کان يضع الحديث، و کذا أبو أحمد بن عدي، و قال أبو داود: و عنده نحو عشرين حديثا لا أصل له» ا.ه.

قال الحافظ ابن حجر في تهذيبه (638:5):

«أما نعيم فقد ثبتت عدالته و صدقه، و لکن في حديثه أوهام معروفة، و قد قال الدارقطني فيه: امام في السنة کثير الوهم، و قال أبو أحمد الحاکم: ربما يخالف في بعض حديثه، و قد مضي أن ابن عدي يتتبع ما وهم فيه، فهذا فصل القول فيه» ا.ه.

قال ابن حجر في تقريبه (ترجمة رقم 8072):

«صدوق يخطي ء کثيرا، فقيه عارف بالفرائض من العاشرة، مات سنة ثمان و عشرين علي الصحيح و قد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه و قال: باقي حديثه مستقيم» ا.ه..



[ صفحه 14]



الخلاصة مما سبق:

(1) هو ثقة:

و يؤيدها قاعدة و هي: «اذا وثق متشدد فعض عليه بالناجذ». و من قال: «صدوق» أصاب أيضا ان شاء الله أجرا. و يؤيده قاعدة: «الراوي المختلف فيه من مرتبة الحسن».

(2) ربما أخطأووهم:

و هذا حال الکثير. نظرا لسعة مروياته و حفظه فالخطأ وارد، و الأمر کما قال الأول:



من ذا الذي ما أخطأ قط

و من ذا الذي له الحسني فقط



(3) يؤخذ عليه الرواية عن غير الثقات:

مما جعل بعض العلماء لا تثق به هو و سيأتي تفصيله ان شاء الله.

مصادر ترجمته:

(1) التاريخ الکبير للبخاري (100:8).

(2) الکامل ابن عدي.

(3) طبقات ابن سعد.

(4) المعجم المشتمل (302).

(5) تذهيب التهذيب (2:101:4).

(6) ميزان الاعتدال للذهبي (4: 270-267).

(7) ذکر أسماء من تکلم فيه و هو موثق (ص 184) رقم (351).

(8) العبر (405:1).

(9) تهذيب التهذيب ابن حجر.

(10) النجوم الزاهرة (257:2).

(11) حسن المحاضرة (347:1).

(12) الرسالة المستطرفة (49).



[ صفحه 15]



(13) الجرح و التعديل (464:8).

(14) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (314:306:13).

(15) الجمع بين الصحيحين (534:2).

(16) تهذيب الکمال للحافظ المزي (7046:356:7).

(17) تذکرة الحفاظ (418:2).

(18) الکاشف (207:3).

(19) سير أعلام النبلاء (209:595:10).

(20) دول الاسلام (138:1).

(21) مقدمة فتح الباري ابن حجر.

(22) طبقات الحفاظ (181،180).

(23) شذرات الذهب (67:2).

رأي السلف في کتابه:

قال الحافظ الذهبي في السير (609:10):

«لا يجوز لأحد أن يحتج به، و قد صنف کتاب «الفتن» فأتي فيه بعجائب و مناکير» ا.ه.

قال مسلمة بن قاسم: «کان صدوقا و هو کثير الخطأ، و له أحاديث منکرة في الملاحم انفرد بها» ا.ه.

أقول (أبو عبد الله:أيمن عرفة):

و من خلال تجربتي و تحقيقي لهذا السفر المبارک أقول: کثرة المناکير و العجائب هذه جاءت ممن هم دونه من الرواة، و يبدوا لي أنه ما کان ينتقي من يحدث عنهم. و ما عمل بما قاله الأوائل «اذا کتبت فقمش و اذا رويت ففتش». فلقد أکثر الرواية عن قوم هم ضعفاء أو مدلسين تسوية أو... أو...، و لنضرب هنا بعض الأمثلة و کما يقال: فبالمثال يتضح المقال».

أکثر من الرواية عن أقوام منهم:



[ صفحه 16]



(1) سعيد بن سنان الرهاوي: الخلاصة فيه:

(أ) متروک مع فضل في العبادة و الزهادة و هذه هي حاله.

(ب) اذا روي عن أبي الزاهرية -حدير بن کريب -کلها مناکير.

(ج) مات سنة ثلاثة أو ثمان و ستين و مئتين.

(2) عبد الله بن لهيعة: الخلاصة فيه:

(أ) الأصل فيه أنه ضعيف.

(ب) هو مدلس و مختلط.

(ج) اذا حدث عنه کل من: عبد الله بن وهب - و عبد الله بن يزيد المقري - و عبد الله بن مسلمة القعبني - و عبد الله بن المبارک - و يحيي بن اسحاق - و اسحاق بن عيسي - و عبد الرحمن بن مهدي - و بشر بن بکر- و شعبة - و سفيان الثوري - و عبد الرحمن الأوزاعي - و عمرو بن الحارث - و قتيبة بن سعيد المصري. فحديثهم عنه من مرتبة الحسن، قبل اختلاطه.

(3) بقية بن الوليد:

قال الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في النصيحة (ص 61،60):

«الحقيقة أن بقية فيه کلام کثير يحار فيه الجهلة الذين لا علم عندهم بهذا الفن، و علم الجرح و التعديل فمن کان يدعي العلم و المعرفة فعليه أن يبين وجهة نظره فيما قيل فيه علي أساس: (هاتوا برهانکم).

لا مجرد الدعوي التي لا يعجز عنها أحد، و ما قيل فيه يدور بين موثق توثيقا مطلقا و مضعف تضعيفا مطلقا، و من قائل: «له مناکير» و متوسط فيه يفرق بين عنعنته و تحديثه.

و هذا الأخير هو الذي تطمئن اليه النفس و ينشرح له الصدر، و استقر عليه رأي الحفاظ المطلعين علي تلک الأقوال الصادرة فيه من أئمة الجرح و التعديل و قامت عليه کتب التخريج.



[ صفحه 17]



فهذا هو الامام الناقد مع ذکره الخلاف المشار اليه في کتابه «المغني» فقد بالغ في الثناء عليه، و يشير الي أن تلک المناکير مقتصرة بالنسبة لکثرة حديثه...».

ثم ذکر الأقوال فيه و ختمها بقول النسائي:

اذا قال: (ثنا) و (أنبا) فهو ثقة، و اعتمده في الکاشف فقال: «وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، و قال (النسائي) اذا قال (ثنا) و (نا) فهو ثقة»:

قال الشيخ الألباني في الحاشية:

و نحوه في السير (458:8) و قد بسط الکلام فيه فراجعه فانه مهم جدا و منه تبين أنه اذا صرح بالتحديث عن ثقة فهو حجة الا اذا خالف الثقات» ا.ه.

و لذلک أورده في کتابه «الرواة المتکلم فيهم بما لا يوجب الرد» (ص 76): و قال الحافظ ابن حجر: صدوق کثير التدليس عن الضعفاء».

قلت - الألباني - «يعني تدليس الاسناد ففيه اشارة الي عدم اتهامه بتدليس التسوية الذي رماه به بعض المتقدمين و تبناه بعض المؤلفين في «مصطلح الحديث».

و قلده بعض الأغرار من الناشئين فضعفوا بعض الأحاديث التي صرح فيها بالتحديث لعنعنته شيخه».

و قد حققت القول في برأة بقية من تدليس التسوية في تخريج حديث له في «العقل» العلة فيه من شيخه و ذلک في الضعيفة (5557). و علي ما ذکرت من التبرئة مذهب الجمهور فيما سمعه من شيوخه الثقات کما تقدم عن الحافظ الذهبي فتنبه» ا.ه.

أقول (أبو عبد الله:أيمن عرفة) هنا أمران:

(1) الأمر الأول:

قول الشيخ الألباني رحمه الله «يعني تدليس الاسناد ففيه اشارة الي عدم اتهامه بتدليس التسوية الذي رماه به بعض المقدمين...».



[ صفحه 18]



ليس بمسلم له حيث ذکره أئمة أعلام بهذا کما يلي:

(1) أبو حاتم الرازي (العلل 155:2).

(2) العلائي في (جامع التحصيل ص 105).

(3) ابن حجر في النکت (ص 247) و عزاه لابن حبان.

(4) طبقات المدلسين لأبي زرعة بن العراقي (ص 4:37): قال: بقية ابن الوليد مشهور بالتدليس مکثر له عن الضعفاء يعاني تدليس التسوية و هو أفحش أنواع التدليس.

(5) الحافظ العراقي في تقييده (ص 80) نقل عن الخطيب في الکفاية (ص 518): کان الأعمش و الثوري و بقية يفعلون مثل هذا و الله أعلم - أي يفعلون تدليس التسوية» ا.ه.

(6) قال الحافظ السيوطي في تدريبه (ص 145): و بعد ذکره لتدليس التسوية «... و فيه غرر شديد و ممن اشتهر بفعل ذلک بقية بن الوليد» ا.ه.

(7) ابن الوزير (374:1- مع توضيح الأفکار).

(8) ابن حجر في تلخيص الحبير (41:2).

(9) السخاوي في فتح المغيث (227:1): و غيرهم. و من المعاصرين أفاضل غير ما هنا.

(2) الأمر الثاني:

و ربما جاء قول شيخنا الألباني رحمه الله لما ذکره ابن حبان في المجروحين (201،200:1) قال: قال أحمد بن حنبل: توهمت أن بقية لا يحدث المناکير الا عن المجاهيل، فاذا هو يحدث المناکير عن المشاهير فعلمت من أين أتي.



[ صفحه 19]



قال ابن حبان معقبا علي ذلک: و لم يسبره أبو عبد الله - يعني أحمد ابن حنبل - و انما نظر الي أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنکرها، و لعمري أنه موضع الانکار، و في دون هذا ما يسقط عدالة الانسان في الحديث و لقد دخلت حمص و أکثر همي شأن بقية فتتبعت حديثه، و کتبت النسخ علي الوجه، و تتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا.

و لکنه کان مدلسا سمع من عبيد الله بن عمر، و شعبة، و مالک مثل المجاشع بن عمرو، و السري بن عبد الحميد، و عمر بن موسي الهيثمي و أشباههم، و أقوام لا يعرفون الا بالکني فروي عن أولئک الثقات الذين رأهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء، و کان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، و قال: مالک عن نافع کذا فحملوا عن بقية عن عبيد الله و بقية عن مالک و أسقط الواهي بينهما فالتزق الموضوع ببقية، و تخلص الواضع من الوسط، و انما امتحن بقية بتلاميذ له کانوا يسقطون الضعفاء من حديثه و يسوونه فالتزق» ا.ه.

(4) الوليد بن مسلم: الخلاصة فيه:

(أ) ثقة.

(ب) کثير التدليس، و التسوية.

(5) رشدين بن سعد:

ضعيف رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة، و قال ابن يونس: کان صالحا في دينه، فأدرکته غفلة الصالحين فخلط في الحديث.

(6) عفير بن معدان:

هو عفير بن معدان الحمصي المؤذن: ضعيف من السابعة. و غيرهم مما تجده في حاشية الکتاب ان شاء الله.



[ صفحه 20]



فائدة هامة:

قال الحافظ العراقي في شرح ألفيته (ص 62،61):

«و ما جاء عن صحابي موقوفا عليه و مثله لا يقال من قبل الرأي حکمه حکم المرفوع کما قال الامام فخر الدين في المحصول فقال: اذا قال الصحابي قولا ليس للاجتهاد فيه مجال فهو محمول علي السماع تحسينا للظن به.

و قوله: (نحو من أتي) أي کقول ابن مسعود «من أتي ساحرا أو عرافا فقد کفر بما أنزل علي محمد صلي الله عليه و آله».

ترجم عليه الحاکم في علوم الحديث (معرفة المسانيد) التي لا يذکر سندها عن رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: و مثال ذلک فذکر ثلاثة أحاديث هذا أحدها: و ما قاله في المحصول موجود في کلام غير واحد من الأئمة کأبي عمر بن عبد البر و غيره، و قد أدخل ابن عبد البر في کتابه التقصي عدة أحاديث. ذکرها مالک في الموطأ موقوفة مع أن موضوع الکتاب لما في الموطأ من الأحاديث المرفوعة منها حديث سهل بن أبي حثمة في صلاة الخوف.

و قال في التمهيد: هذا الحديث موقوف علي سهل في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالک قال: و مثله لا يقال من جهة الرأي و کثيرا ما يشنع ابن حزم في المحلي علي القائلين بهذا، فيقول عهدنا بهم يقولون: لا يقال مثل هذا من قبل الرأي و لانکاره وجه فانه و ان کان لا يقال مثله من جهة الرأي فلعل بعض ذلک سمعه ذلک الصحابي من أهل الکتاب، و قد سمع جماعة من الصحابة من کعب الأحبار، و رووا عنه کما سيأتي، منهم العبادلة و قد قال صلي الله عليه و آله: «حدثوا عن بني اسرائيل و لا حرج» ا.ه.



[ صفحه 21]



عملي في الکتاب

1- تخريج الآيات.

2- تخريج و تحقيق الأحاديث و الآثار مع الحکم عليها.

3- تصحيح بعض التصحيفات في الطبعة السابقة و التنبيه علي بعضها في الحاشية.

4- اعادة ترقيم الأحاديث و الآثار.

5- عمل مقدمة هامة يحسن الوقوف علي ما فيها.

6- عمل ترجمة للمصنف رحمه الله و بيان منهجه في کتابه و رأي السلف فيه.



[ صفحه 23]




پاورقي

[1] قال الحافظ الذهبي: و ذکر شرطه في کتابه (ص 27) بقوله: «هذا فصل نافع في معرفة ثقات الرواة الذين تکلم فيهم بعض الأئمة بما لا يرد أخبارهم و فيهم بعض اللين و غيرهم أتقن منهم و أحفظ فهؤلاء حديثهم ان لم يکن في أعلي مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن. اللهم الا أن يکون للرجل منهم أحاديث تستنکر عليه، و هي التي تکلم فيه من أجلها فينبغي التوقف في هذه الأحاديث. و الله الموفق بمنه» ا ه.

[2] لم أجد من السلف من قاله، حتي انه رحمه الله لم يذکره في منظومته في المدلسين، و لم يذکره الحافظ ابن حجر في طبقاته و لا الحافظ أبو زرعة العراقي» ا ه.