بازگشت

الشعراء


کما کان للشعراء دور کبير أيضا في افشاء مهدوية (المهدي) العباسي،



[ صفحه 262]



و قد کان نصيبهم في هذا کبيرا، حيث تقربوا الي العباسيين بمدائح مکذوبة، و نعتوهم بصفات لا توجد فيهم؛ طمعا في ما حازوه من أموال الأمة. من أمثال: مروان بن أبي حفصة، و سلم الخاسر و غيرهما من الشعراء.

فمن قول مروان بن أبي حفصة:



مهدي أمته الذي أمست به

للذل آمنة و للاعدام [1] .



و قال سلم الخاسر:



له شيمة عند بذل العطاء

لا يعرف الناس مقدارها



و مهدي أمتنا و الذي

حماها و أدرک أو تارها



فأمر له (المهدي) بخمسمائة ألف درهم! [2] .

و مدح سلم - ذات يوم - بعض العلويين، فبلغ ذلک المهدي العباسي فتوعده و هم به، فاعتذر له بقصيدة يقول فيها:



اني أتتني علي المهدي معتبة

تکاد من خوفها الأحشاء تضطرب [3] .



و من سخافأ شعر سلم الخاسر، انه وصف محمد بن عبد الله المنصور العباسي بالمهدوية، و هو يراه جثة هامدة!! فقال يرثيه:



و باکية علي المهدي عبري

کأن بها - و ما جنت - جنونا [4] .





[ صفحه 263]



و قال أبو العتاهية في جارية المهدي العباسي (عتبة) و کان يحبها:



نفسي بشي ء من الدنيا معلقة

الله و القائم المهدي يکفيها



اني لآيس منها ثم يطمعني

فيها احتقارک للدنيا و ما فيها [5] .



و سيأتي في شخصية المهدي العباسي ما يدل علي انغماسه في ملذات الدنيا و زخارفها بلا زهد في شي ء منها.

و قال أحد شعراء البلاط مهنئا المهدي العباسي بولاية العهد:



يا ابن الخليفة أن أمة أحمد

تاقت اليک بطاعة أهواؤها



و لتملأن الأرض عدلا کالذي

کانت تحدث أمة علماؤها



حتي تمني لو تري أمواتها

من عدل حکمک ما تري أحياؤها



فعلي أبيک اليوم بهجة ملکها

و غدا عليک ازارها و رداؤها [6] .



و هذه الأبيات تکشف بکل وضوح عن دور المنصور في اشاعة تلک المهدوية الباطلة علي الناس کذبا و دجلا و جرأة علي الله تعالي و رسوله الکريم صلي الله عليه و آله.


پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء السيوطي 220.

[2] الأغاني أبو الفرج الأصبهاني 279:19 في ترجمة سلم الخاسر.

[3] الأغاني 275:19.

[4] تاريخ الخلفاء 220.

[5] مروج الذهب المسعودي 3: 326- 327.

[6] تاريخ الخلفاء السيوطي 222 في حديثه عن المهدي العباسي.