بازگشت

الوضاعون


کان للوضاعين الکذابين دور کبير في اشاعة مهدوية المهدي العباسي علي الناس أمثال:

مقاتل بن سليمان المشهور بالکذب و وضع الحديث، و لما کان هذا الرجل الکذوب علي علم بأن خروج الدجال من علامات ظهور المهدي الموعود من عقيدة الأمة بلا خلاف، و من هنا أراد اقناع الناس بأن



[ صفحه 254]



ظهور الدجال سيکون في زمان محمد بن عبد الله المنصور الملقب کذبا علي الله و رسوله بالمهدي، و لهذا کان يقول: «ان لم يخرج الدجال الأکبر سنة خمسين و مائة فاعلموا أني کذاب!!، و کان يحدث بهذا الحديث عن الکلبي و يقول: حدثنا أبو النظر! فلقيه الکلبي، و قال له: أنا أبو النظر و ما حدثتک بهذا قط! فقال مقاتل: اسکت يا أبا النظر، فان تزيين الحديث لنا انما يکون بالرجال»!.

و من جرأته في الکذب علي الله و رسوله، أنه قال للمهدي العباسي ذات يوم: «ان شئت وضعت لک أحاديث في العباس! فقال: لا حاجة لي فيها» و يظهر مما سيأتي أن کثرة تلک الأحاديث الموضوعة في العباس و ولده جعلت ابن المنصور في غني عن أحاديث مقاتل، في حين کان المفروض عليه أن يلقن هذا الدجال درسا بليغا ليکون عبرة لمن اعتبر، و لکن (الخليفة) و (أميرالمؤمنين) و (المهدي) لم يفعل!!

و قد سبق لمقاتل هذا، و أن قال للمنصور: «انظر ما تحب أن أحدث فيک»! و کل هذا و غيره مما نقله مترجموه، و اتفقوا علي کذبه و دجله. [1] .

الي غير ذلک من أصناف الوضاعين و الکذابين، و المجاهيل و المهملين، و الضعفاء و المتروکين الذين أسهموا في اشاعة و ترويج مهدوية المهدي



[ صفحه 255]



العباسي، من أمثال:

ابراهيم بن المهاجر، و أحمد بن راشد الهلالي، و اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر، و الحسن بن أحمد لاعطاردي، و زيد بن عوف أبي ربيعة القطعي، و سالم الأعشي، و محمد بن جابر بن سيار الحنفي، و محمد بن زياد أبي بکر، و محمد بن مخلد، و محمد بن الوليد المقري ء مولي بني العباس، و اليک جملة من رواياتهم:


پاورقي

[1] تجد هذه الأقوال و غيرها في کتاب الجرح و التعديل ابن أبي حاتم 354:1:4، و المجروحين من المحدثين و الضعفاء و المتروکين ابن حبان 14:3 و الضعفاء و المتروکين الدارقطني 527:376، و الکامل في ضعفاء الرجال ابن عدي 2427:6 و الضعفاء و المتروکين ابن الجوزي 136:3 و ميزان الاعتدال الذهبي 173:4.