بازگشت

الاختلاف في اسم الأب و الکنية


و قد کانت حجة الحسنيين في مهدوية محمد النفس الزکية حديث (اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي) و قد وافق اسمه اسم النبي صلي الله عليه و آله و اسم أبيه لاسم أبي النبي صلي الله عليه و آله.

و هذا الحديث علي فرض صحته ليس بدليل، و الا لاقتضي أن يکون في الأمة آلاف المهديين، - بقطع النظر عن غيره من أحاديث المهدي - اذ ما أکثر من تسمي ب (محمد بن عبد الله) في هذه الأمة. فکيف الحال لو کان الحديث موضوعا لا أصل له؟

و قد مر عليک دور أنصار المهدي الحسني في وضع هذا الحديث نصرة لمهديهم، و أما وروده بعد قتل الحسني علي ألسنة الرواة و کبار المحدثين من العامة، فمآله السلطة العباسية التي سخرت من يضع لها في مهدوية محمد بن عبد الله المنصور العباسي کما سنبينه في محله.

و قد رد الامام الصادق عليه السلام علي هذا الحديث المزعوم، بقوله الشريف في المهدي «اسمه اسم نبي، و اسم أبيه اسم وصي». [1] .

و لم يعترف الامام الصادق عليه السلام و لا أحد من أهل البيت عليهم السلام قط بهذه العبارة (اسم أبيه اسم أبي) و لم ترو عنهم، و لا من طرقهم البتة. الأمر الذي



[ صفحه 238]



يکشف عن کونها مزيدة - فيما بعد- علي أصل الحديث، و قد اعترف أحد کبار علماء الحديث من العامة و هو أبو الحسن الآبري (ت 363 ه) في کتابه (مناقب الشافعي) بأن الأصل في هذه الزيادة هو أبو الصلت زائدة ابن قدامة، [2] و زائدة هذا ضعيف في الحديث و کان مولعا بزيادة ما يراه مناسبا علي أصل الحديث، الأمر الذي يکشف عن خبثه و تلاعبه في السنة المطهرة.

کما اعترف الکنجي الشافعي (ت 658 ه) بسقوط ما زاده زائدة بن قدامة عن الاعتبار، حتي قال في زيادته تلک: (ان تلک الزيادة لا اعتبار لها). [3] .

کما اکد الامام الصادق عليه السلام - مرة أخري - زيف الحديث الذي احتج به الحسنيون، نافيا نسبته الي رسول الله صلي الله عليه و آله، و مصححا لما ورد في اسم المهدي و کنيته عن رسول الله صلي الله عليه و آله، ففي الصحيح «عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: المهدي من ولدي، اسمه اسمي، و کنيته کنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا، تکون له غيبة و حيرة حتي تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلک يقبل کالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا». [4] .



[ صفحه 239]



و هذا الحديث نفسه رواه جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه و آله، [5] و فيه ما يوضح الاختلاف الحاصل في الکنية أيضا، فمحمد بن عبد الله قد تکني - کما مر- ب (أبي عبد الله)؛ في حين أن الامام المهدي عليه السلام يکني ب: (أبي القاسم).

جدير بالذکر أن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قد أدعيت له المهدوية - کما مر- قبل محمد بن عبد الله بن الحسن بأکثر من خمسين عاما، و قد تکني محمد بن الحنفية ب (أبي القاسم)، و لکن لم يعترض أحد من الأمة قط علي اکيسانية و يقول لهم مثلا: ان مهديهم (محمد بن الحنفية) اسم أبيه (علي) و المفروض أن يکون اسمه بحسب الحديث المزعوم: (عبد الله)، الأمر الذي يدل علي کون (الزيادة المذکورة فيه) قد وضعت بعد حين.


پاورقي

[1] کتاب الغيبة النعماني 29:181 باب 10.

[2] راجع: البيان في أخبار صاحب الزمان الکنجي الشافعي 482.

[3] البيان في اخبار صاحب الزمان 485.

[4] اکمال الدين 4:287:1 باب 25.

[5] اکمال الدين 1:286:1 باب 25.