بازگشت

تفهيم الناس بمصير المهدي الحسني و مهدويته


بعد فراغ الامام الصادق عليه السلام من مواجهة بني الحسن بالحقيقة المرة، و المصير المحتوم الذي ينتظرهم علي يد الجلاد العباسي أبي الدوانيق، اتجه کلامه - هذه المرة - الي الناس، لا سيما أصحابه، ليکونوا دعاة خير لمن لهج بمهدوية ابن عبد الله و لم يصله موقف الامام المعلن أمام القيادة الحسنية وجها لوجه، و في أکثر من مکان.

1- عن عنبسة العابد، قال: «کان جعفر بن محمد عليهماالسلام، اذا رأي محمد ابن عبد الله بن حسن، تغر غرت عيناه، ثم يقول: بنفسي هو، ان الناس ليقولون انه المهدي!! و انه لمقتول، و ليس هذا في کتاب أبيه علي عليه السلام من خلفاء هذه الأمة». [1] .

2- و عن المعلي بن خنيس، قال: «کنت عند أبي عبد الله عليه السلام، اذ أقبل محمد بن عبد الله، فسلم، ثم ذهب، فرق له أبو عبد الله عليه السلام، و دمعت عيناه.

فقلت له: لقد رأيتک صنعت به ما لم تکن تصنع؟

فقال عليه السلام: رققت له؛ لأنه ينسب الي أمر ليس له، لم أجده في کتاب



[ صفحه 233]



علي عليه السلام من خلفاء هذه الأمة، و لا من ملوکها». [2] .

3- و عن عيسي بن عبد الله، قال: حدثتني أم الحسين بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، قالت: «قلت لعمي جعفر بن محمد عليهما السلام: اني - فديتک - ما أمر محمد هذا؟ قال: فتنة، يقتل فيها محمد عند يت رومة، و يقتل أخوه لأبيه و أمه بالعراق و حوافر فرسه في الماء». [3] .

4- و في الصحيح عن عبد لملک بن أعين، قال: قلت لأب عبد الله عليه السلام: «ان الزيدية و المعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله، فهل له من سلطان؟ فقال عليه السلام: و الله ان عندي لکتابين فيهما تسمية کل نبي، و کل ملک يملک الأرض، لا و الله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما». [4] .

5- و في رواية للطبري، قال: «خرج مع محمد، حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي، و کان - أي: حمزة - من أشد الناس مع محمد، قال: فکان جعفر [عليه السلام] يقول له: هو و الله مقتول». [5] .

6- و في الصحيح عن فضيل بن سکرة، قال: «دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام، فقال: يا فضيل! أتدري في أي شي ء کنت أنظر قبيل؟ قال،



[ صفحه 234]



قلت: لا. قال: کنت أنظر في کتاب فاطمة عليها السلام، ليس من ملک يملک الأرض الا و هو مکتوب فيه باسمه و اسم أبيه، و ما وجدت لولد الحسن فيه شيئا». [6] .

جدير بالذکر أن آباء الامام الصادق عليهم السلام، قد أخبروا بهذا أيضا. ففي الصحيح عن عبد الرحيم بن روح القصير، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام، في قول الله عزوجل: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم و أولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في کتاب الله) [7] فيمن نزلت؟

فقال عليه السلام: «نزلت في الامرة، ان هذه الآية جرت في ولد الحسين عليه السلام من بعده، فنحن أولي بالأمر، و برسول الله صلي الله عليه و آله من المؤمنين و المهاجرين و الانصار. قلت: فولد جعفر [ابن أبي طالب] لهم فيها نصيب؟ قال: لا. قلت فلولد العباس فيها نصيب؟ فقال: لا. فعددت عليه بطون بني عبد المطلب، کل ذلک يقول: لا. قال: و نسيت ولد الحسن عليه السلام، فدخلت بعد ذلک عليه، فقلت له: هل لولد الحسن عليه السلام فيها نصيب؟ فقال: لا و الله يا عبد الرحيم، ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا». [8] .

کما أخبر أميرالمؤمنين علي عليه السلام بمصير محمد بن عبد الله الحسني، فقد أورد الثقفي، و ابن أبي الحديد المعتزلي، جملة من اخباراته عليه السلام الغيبية،



[ صفحه 235]



و منها قوله في محمد هذا: «انه يقتل عند أحجار الزيت» و کقوله عليه السلام فيه أيضا: «يأتيه سهم غرب يکون فيه منيته، فيا بؤسا للرامي، شلت يده، و وهن عضده». [9] .


پاورقي

[1] الارشاد 193:2.

[2] روضة الکافي 594:323:8.

[3] تاريخ الطبري 601-600:7 و مقاتل الطالبيين 220 و الکامل في التاريخ 163:5 في حوادث سنة 145 ه.

[4] أصول الکافي 7:242:1 باب فيه ذکر الصحيفة و الجفر و الجامعة و مصحف فاطمة عليها السلام، من کتاب الحجة.

[5] تاريخ الطبري 601:7 في حوادث سنة 145 ه.

[6] اصول الکافي 8:242:1 باب فيه ذکر الصحيفة و الجفر...، من کتاب الحجة.

[7] سورة الأحزاب 6:33.

[8] اصول الکافي 2:288:1، باب ما نص الله عزوجل و رسوله صلي الله عليه و آله علي الأئمة عليهم السلام واحدا فواحدا، من کتاب الحجة.

[9] الغارات الثقفي 680 و شرح نهج البلاغة 48:7 في شرح الخطبة رقم 92.