بازگشت

اخباره القيادة الحسنية بنتائج تلک الدعوي و قتل صاحبها


1- فقد روي أبو الفرج الأصبهاني، و الشيخ المفيد، و ابن شهرآشوب، أنه اجتمع العباسيون و الحسنيون بالأبواء و ذلک في أواخر زمان الحکم الأموي، فقام صالح بن علي يحضهم علي أن يعقدوا البيعة لرجل منهم، فعندها حمد الله عبدالله بن الحسن و أثني عليه ثم قال: قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي، فهلموا فلنبايعه، فبايعوه جميعا، و فيهم أبو جعفر المنصور، و لما علم الامام الصادق عليه السلام باجتماعهم هذا أرسل محمد ابن عبد الله الأرقط بن علي بن الحسين عليه السلام، فسألهم: لأي شي ء اجتمعتم؟ فقال عبد الله: اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله، ثم جاء الامام الصادق عليه السلام، «فأوسع له عبد الله بن الحسن الي جنبه، فتکلم بمثل کلامه، فقال الامام: لا تفعلوا، فان هذا الأمر لم يأت بعد، ان کنت تري أن ابنک هذا هو المهدي! فليس به، و لا هذا أوانه فغضب عبد الله و قال: لقد علمت خلاف ما تقول، و الله ما أطلعک الله علي غيبه، و لکن يحملک علي هذا الحسد لابني. فقال عليه السلام: و الله ما ذاک يحملني، و لکن هذا و أخوته و أبناؤهم دونکم، و ضرب بيده علي ظهر أبي العباس، ثم ضرب بيده علي کتف عبد الله بن الحسن، و قال: انها و الله ما هي اليک و لا الي ابنيک، و لکنها لهم، و ان ابنيک لمقتولان ثم نهض و توکأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري، فقال: أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ - يعني أبا جعفر المنصور - قال: نعم، قال: فانا - و الله - نجده يقتله. قال له عبدالعزيز: أيقتل محمدا؟ قال: نعم. قال: فقلت في نفسي، حسده و رب الکعبة.

قال: ثم و الله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما.



[ صفحه 229]



قال: لما قال جعفر ذلک، نفض القوم فافترقوا و لم يجتمعوا بعدها، و تبعه عبد الصمد و أبو جعفر المنصور، فقالا: يا أبا عبد الله! أتقول هذا؟

قال: نعم، أقوله و الله، و أعلمه». [1] .

2- و في المناقب لابن شهرآشوب: «انه لما بويع محمد بن عبد الله بن الحسن علي أنه مهدي هذه الأمة جاء أبوه عبد الله الي الصادق عليه السلام، و قد کان ينهاه، و زعم أنه يحسده، فضرب الصادق يده علي کتف عبد الله، و قال: ايها و الله! ما هي اليک و لا الي ابنک، و انما هي لهذا - يعني: السفاح - ثم لهذا- يعني المنصور- يقتله علي أحجار الزيت، ثم يقتل أخاه بالطفوف و قوائم فرسه في الماء، فتبعه المنصور، فقال: ما قلت يا أبا عبد الله؟ فقال: ما سمعته و انه لکائن. قال: فحدثني من سمع المنصور أنه قال: انصرفت من وقتي فهيأت أمري، فکان کما قال». [2] .

3- و في رواية المسعودي، قال: «... فجمع عبد الله - أي ابن الحسن - أهل بيته، و هم بالأمر، و دعا أبا عبد الله عليه السلام للمشاورة، فحضر، فجلس بين المنصور و بين السفاح و عبد الله ابني محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، و وقعت المشاورة، فضرب أبو عبد الله عليه السلام يده علي منکب أبي العباس عبد الله السفاح، فقال: لا و الله! اما أن يملکها هذا أو لا، ثم ضرب



[ صفحه 230]



بيده الأخري علي منکب أبي جعفر عبد الله المنصور، و قال: و تتلاعب بها لاصبيان من ولد هذا...». [3] .

4- و أخرج ثقة الاسلام عن موسي بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه في حديث طويل جاء فيه قوله عليه السلام لعبد الله: «يا ابن عم اني أعيذک بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه، و اني لخائف عليک أن يکسبک شرا».

و قوله عليه السلام في ابنه أنه «المقتول بسدة اشجع، عند بطن مسيلها... لا و الله لا يملک أکثر من حيطان المدينة... فاتق الله و ارحم نفسک و بني أبيک..و الله لکأنني به صريعا مسلوبا بزته بين رجليه لبنة».

و خرج عبد الله مغضبا فلحقه أبو عبد الله عليه السلام، و أخبره بأنه و بني أبيه سيقتلون ثم قال: «فان أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل، فو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم الکبير المتعال علي خلقه لوددت أني فديتک بولدي و بأحبهم الي و بأحب أهل بيتي الي، و ما يعدلک عندي شي ء، فلا تري أني غششتک.

قال موسي بن عبد الله بن الحسن: فما أقمنا بعد ذلک الا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتي قدمت رسل أبي جعفر المنصور فأخذوا أبي و عمومتي، سليمان بن حسن، و حسن بن حسن، و ابراهيم بن حسن، و داود بن حسن، و علي بن حسن، و سليمان بن داود بن حسن، و علي بن ابراهيم بن



[ صفحه 231]



حسن، و حسن بن جعفر بن حسن، و طباطبا ابراهيم بن اسماعيل بن حسن، و عبد الله بن داود، فصفدوا في الحديد».

و اطلع عليهم أبو عبد الله عليه السلام و هم في تلک الحال، و کان عامة ردائه مطروح بالأرض، و حم عشرين ليلة لم يزل باکيا فيها الليل و النهار حتي خيف عليه.

ثم ظهر بعد هذا محمد بن عبد الله و دعا الناس لبيعته، و احضروا الامام الصادق عليه السلام لمبايعتهم بالقوة، و امتنع قائلا لمحمد: «أما و الله لکأني بک خارجا من سدة أشجع الي بطن الوادي، و قد حمل عليک فارس معلم، في يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود، علي فرس کميت أقرح، فطعنک فلم يصنع فيک شيئا، و ضربت خيشوم فرسه فطرحته، و حمل عليک آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين، عليه غديرتان مضفورتان، و قد خرجتا من تحت بيضة، کثير شعر الشاربين، فهو و الله صاحبک فلا رحم الله رمته». [4] .

ثم شهد بعد ذلک موسي بن عبد الله بن الحسن - راوي الخبر- علي حصول کل ما أخبر به الامام الصادق عليه السلام، حتي لکأنه عليه السلام کان يخبر عن



[ صفحه 232]



معاينة. [5] .


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين 187-185، و 227-225، و الارشاد الشيخ المفيد 2: 190- 193، و المناقب ابن شهرآشوب 249:4 في معرفته عليه السلام باللغات و اخباراته بالغيب.

[2] المناقب ابن شهرآشوب 249:4.

[3] اثبات الوصية المسعودي 158.

[4] و اسم هذا الرجل لعنه الله حميد بن قحطبة، فهو الذي احتز رأس رأس محمد عند أحجار الزيت المکان الذي ذکره الامام الصادق عليه السلام، و ذلک بعد عصر يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة 145 ه، کما في تاريخ الطبري 589:7 و 594، و الکامل في التاريخ 163:5 و البداية و النهاية 89:10 کلهم في حوادث سنة 145 ه، و عمدة الطالب: 105.

[5] أصول الکافي 1: 358- 366: 17، باب ما يفصل به بين دعوي المحق و المبطل في أمر الامامة، من کتاب الحجة، و بعضه في الکامل في التاريخ 144:5 في حوادث سنة 144 ه.