ملاحقة الامام الصادق لحجج الکيسانية و نسفها
لم يتوقف الامام الصادق عليه السلام في ابطلا دعوي الکيسانية علي صعيد هذا اللقاء بالسيد الحميري، و انما راح أبعد من ذلک بکثير يوم بين لبعض رؤؤس الکيسانية زيف عقيدتهم، و لکنهم رکبوا رؤوسهم عنادا و صلفا (و من يضلل الله فلن تجد له سبيلا). [1] و من أولئک: حيان السراج.
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام: أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج، فأذنت له، فقال لي: يا أبا عبد الله اني أريد أن أسألک عن شي ء أنا به عالم الا أني أحب أن أسألک عنه، أخبرني عن عمک محمد بن علي مات؟ قال، فقلت: أخبرني أبي أنه کان في ضيعة له فأتي، فقيل له: أدرک عمک!. قال: فأتيته - و قد کانت أصابته غشية- فأفاق فقال لي: أرجع الي ضيعتک. قال: فأبيت، فقال لترجعن، قال: فانصرفت، فما بلغت الضيعة حتي أتوني، فقالوا: أدرکه! فأتيته،
[ صفحه 189]
فوجدته قد اعتقل لسانه، فدعا طست، و جعل يکتب وصيته، فما برحت حتي غمضته، و غسلته، و کفنته، و صليت عليه، و دفنته.
فان کان هذا موتا فقد و الله مات. قال: فقال لي رحمک الله شبه علي أبيک. قال، قلت: يا سبحان الله! أنت تصدف علي قلبک. قال فقال لي: و ما الصدف علي القلب؟ قال، قلت: الکذب». [2] .
و عن بريد العجلي قال: «دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: لو کنت سبقت قليلا أدرکت حيان السراج. قال: و أشار الي موضع في البيت، فقال عليه السلام: کان ههنا جالسا فذکر محمد بن الحنفية و ذکر حياته و جعل يطريه و يقرظه فقلت له: يا حيان أليس تزعم و يزعمون و تروي و يروون لم يکن في بني اسرائيل شي ء الا و هو في هذه الأمة مثله؟ قال: بلي. قال: فقلت: هل رأينا و رأيتم أو سمعنا و سمعتم بعالم مات علي أعين الناس، فنکح نساؤه، و قسمت أمواله، و هو حي لا يموت؟ فقام و لم يرد علي شيئا». [3] .
و عن عبد الله بن مسکان قال: «دخل حيان السراج علي أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يا حيان! ما يقول أصحابک في محمد بن علي [بن] الحنفية؟ قال: يقولون هو حي يرزق. فقال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي أنه کان فيمن عاده في مرضه، و فيمن أغمضه، و فيمن أدخله حفرته... و قسم ميراثه. قال: فقال حيان: انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الأمة مثل
[ صفحه 190]
عيسي بن مريم، فقال: ويحک يا حيان شبه علي أعدائه! فقال: بلي شبه علي أعدائه فقال: تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي! لا و لکنک تصدف يا حيان..». [4] .
و بهذا و نظائره استطاع الامام الصادق عليه السلام أن يبين للناس جميعا تهافت مقولة الکيسانية و کذبها، مما أدي بالنتيجة الي تبخر تلک المزاعم و ازالتها من صفحة الوجود بعد انقراض المتعصبين لها، و بصورة لم تترک معها أدني تأثير - و لو طفيف - علي خط الامامة العريض الواضح، کما لم تؤثر شيئا علي علم القواعد الشيعية بمن سيغيب من أئمة الهدي عليهم السلام.
[ صفحه 191]
پاورقي
[1] سورة النساء 143:4.
[2] رجال الکشي 314- 315: 569.
[3] رجال الکشي 568:314.
[4] رجال الکشي 315- 316: 570.