بازگشت

السيد الحميري يودع کيسانيته و يتعرف علي هوية الامام المهدي


لقد اعترف السيد الحميري بدور الامام الصادق عليه السلام و فضله في ازاحة شبهة الکيسانية عنه، و هو ما حکاه لنا الشيخ الصدوق بقوله:

«فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتي لقي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام، و رأي منه علامات الامامة، و شاهد فيه دلالات الوصية، فسأله عن الغيبة، فذکر له أنها حق، و لکنها تقع في الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام، و أخبره بموت محمد بن الحنفية، و ان أباه



[ صفحه 183]



- يعني: الامام الباقر عليه السلام - شاهد دفنه، فرجع لاسيد عن مقالته و استغفر من اعتقاده، و رجع الي الحق عند اتضاحه له، ودان بالامامة.

ثم أخرج الصدوق - بعد کلامه هذا - بسنده عن السيد الحميري قوله: کنت أقول بالغلو و أعتقد غيبة محمد بن علي - ابن الحنفية - قد ضللت في ذلک زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام و أنقذني به من النار، و هداني الي سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي و علي جميع أهل زمانه و أنه الامام الذي فرض الله طاعته و أوجب الاقتداء به، فقلت له: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائک عليهم السلام في الغيبة و صحة کونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان، و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما. قال السيد: فلما سمعت ذلک من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام تبت الي الله تعالي ذکره علي يديه».