بازگشت

براءة ابن الحنفية من القول بمهدويته


مات السيد محمد بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام المعروف بمحمد بن الحنفية رضي الله عنه سنة (73 ه) و قيل غيرها، [1] و هو لا يعرف عن دعوي الکيسانية في امامته و مهدويته و غيبته شيئا يذکر، حيث روجت الکيسانية له ذلک جهلا - بعد وفاته -؛ تأثرا بسمو أخلاقه و نبله و علمه، زيادة علي کونه أخا للسبطين و ابنا لأميرالمؤمنين عليهم السلام، مع عناد بعضهم علي القول بامامته و مهدويته و غيبته حتي بعد وفاته و دفنه!

و کان محمد بن الحنفية رضي الله عنه قد سمع بعضهم و هم يسلمون عليه بالمهدوية، و لکنه لم يحمل تحيتهم علي معني مهدي آخر الزمان عليه السلام بل علي کونه من جملة العباد الصالحين الذين يهدون الي الحق و به يعملون، و قد



[ صفحه 178]



نبههم علي ذلک في وقته.

و يدل عليه ما أخرجه ابن سعد في طبقاته بسنده عن أبي حمزة قال: «کانوا يسلمون علي محمد بن علي: سلام عليک يا مهدي. فقال: أجل، أنا مهدي أهدي الي الرشد و الخير، و لکن اسمي اسم نبي الله، و کنيتي کنية نبي الله، فاذا سلم أحدکم فليقل: سلام عليک يا محمد، أو السلام عليک يا أبا القاسم». [2] .

و لم أجد في جميع المصادر أکثر صراحة من هذه الرواية في الدلالة علي وصفه بالمهدوية في حياته. في حين أنها لا تدل علي ارادة المهدي الموعود به في آخر الزمان، کما لا تدل علي رضاه، و لا تبنيه ذلک کما يظهر من کلامه المتقدم.


پاورقي

[1] اختلفت الروايات في وفاة السيد محمد بن الحنفية رضي الله عنه ما بين سنة (73 و 80 و 81 و 82 و 92 و 93 ه) راجع تهذيب الکمال المزي 5484:152:26.

[2] الطبقات الکبري ابن سعد 94:5 ي ترجمة محمد بن الحنفية، و تاريخ دمشق ابن عساکر 6797:347:54، و تاريخ الاسلام الذهبي 138:188:6 في وفيات سنة (100-81 ه)، و سير أعلام النبلاء الذهبي 36:123:4 في ترجمة محمد بن الحنفية.