بازگشت

و هي علة خافية لم يؤذن بکشفها


و يؤيد ذلک ما رواه عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الامام الصادق عليه السلام، قال: «ان لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها، يرتاب فيها کل مبطل، فقلت: و لم جعلت فداک؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في کشفه لکم؟ قلت: فما وجه الحکمة في غيبته؟ قال: وجه الحکمة في غيبته وجه الحکمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالي ذکره، ان وجه الحکمة في ذلک لا ينکشف الا بعد ظهوره، کما لم ينکشف وجه الحکمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة، و قتل الغلام، و اقامة الجدار لموسي عليه السلام



[ صفحه 162]



الي وقت افتراقهما. يا ابن الفضل! ان هذا الأمر أمر من (أمر) الله تعالي، و سر من سر الله، و غيب من غيب الله، و متي علمنا أنه عزوجل حکيم صدقنا بأن أفعاله کلها حکمة، و ان کان وجهها غير منکشف». [1] .

لقد فرق هذا الحديث بين علة الغيبة، و وجه الحکمة في غيبة الامام عليه السلام أما العلة، فقد علمها الله تعالي لأوليائه، غير أنه عزوجل لم يؤذن لهم في کشفها، و بهذا يتبين اشتباه بعضهم في جعل تلک العلة الخافية علينا من أسرار الله عزوجل التي لم يطلع عليها أحدا من أوليائه عليهم السلام! و الصحيح أنه سبحانه استأثر بوجه الحکمة في غيبة الامام، و لم يستأثر بالعلة نفسها کما هو صريح هذا الحديث الشريف.


پاورقي

[1] اکمال الدين 2: 481- 482: 11 باب 44، و علل الشرائع 1: 245- 246: 8 باب 179 باب علة الغيبة.