لکي لا تکون في عنق المهدي بيعة لأحد
و هي ما رواه أبو بصير عن الامام الصادق عليه السلام و غيره، قال: «صاحب هذا الأمر تعمي ولادته علي الخلق؛ لئلا يکون في عنقه بيعة اذا خرج». [1] .
ففي هذا الحديث الصريح بخفاء الولادة اشارة الي أن المهدي عليه السلام سوف لن يکون متعبدا بالتقية، و انما الفرض عليه اقامة دولة الحق بالسيف، في حين أن فرض الجهاد، و منابذة الأعداء، و الخروج بالسيف علي الظالم، و القيام بالحرب لم يکن فرض أکثر الأئمة الأطهار من آباء المهدي عليه السلام،
[ صفحه 160]
و لهذا ورد بسند صحيح عن الامام الحجة عليه السلام قوله - جوابا علي ما سأله أحمد بن اسحاق -: «... و أما علة ما وقع من الغيبة، فان الله عزوجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لکم تسؤکم). [2] انه لم يکن أحد من آبائي الا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، و اني أخرج حين أخرج و لا بيعة لأحد من الطواغيبت في عنقي». [3] .
و هذا يعني انتفاء أي التزام بعهد أو ميثاق أو بيعة للامام المهدي عليه السلام مع الحاکم المستبد، و الا رجع الأمر الي مواجهة الطغاة، و العودة الي علة الخوف من القتل، حيث لم يکن فرض الامام المنقذ هو التقية.
و يؤيده ما رواه سورة بن کليب، عن الامام الصاد عليه السلام في حديث جاء فيه: «... فاذا قام قائمنا سطت التقية، و جرد السيف، و لم يأخذ من الناس و لم يعطهم الا السيف». [4] .
پاورقي
[1] اکمال الدين 2: 479- 480: 1 و 5 باب 44.
[2] سورة المائدة 101:5.
[3] اکمال الدين 4:483:2 باب 45، و کتاب الغيبة الشيخ الطوسي 247:292، و الخرائج و الجرائح 1113:3، و الاحتجاج 469:2، و اعلام الوري: 452 فصل 3: کلهم في ذکر التوقيعات الواردة من جهته عليه السلام.
[4] تأويل الآيات الاسترآبادي 2: 539- 540: 13 في تأويل الآية 34 من سورة فصلت الشريفة.