بازگشت

الخوف من القتل


و هذه هي العلة الظاهرة التي أيدتها الأحداث التاريخية بکل قوة؛ اذ تواترت الأخبار علي معني واحد، خلاصته معرفة السلطة العباسية بأن الامام الثاني عشر عليه السلام يمثل الخطر الأکيد علي وجودهم، و من هنا کانوا يترقبون انتظار ولادته علي حذر شديد، الأمر الذي يفسر لنا محاولة



[ صفحه 158]



الامام العسکري عليه السلام اخفاء ولادة ولده المهدي الموعود عليهماالسلام عن عامة الناس الا الأقرب فالأقرب.

و قد صح الخبر- و من طرق شتي - بما فعله الحاکم العباسي بعد وفاة الامام العسکري عليه السلام ورواه الشيعة کلهم، و يکفي أنه و کل القوابل علي نساء الامام العسکري عليه السلام و امائه بعد وفاته ليفتشهن، کل ذلک لأجل الفتک بالامام الثاني عشر عليه السلام و ان کان حملا!!

فالخوف من القتل کسبب من أسباب الغيبة لا نقاش فيه أصلا من الناحية التاريخية، و مع هذا فقد جاء الخبر عن امامنا الصادق عليه السلام بذلک قبل حدوثه.

1- عن ابان بن عثمان و غيره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لابد للغلام من غيبة، فقيل له: و لم يا رسول الله؟ قال صلي الله عليه و آله: يخاف القتل». [1] .

2- و عن زرارة، عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «ان للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت: و لم؟ قال: انه يخاف، و أومأ بيده الي بطنه، يعني: القتل». [2] .

و سيأتي عن الامام الصادق عليه السلام ما يبين هذه العلة في الغيبة، و ذلک من خلال تأکيده علي أن في الامام المهدي عليه السلام سنة من الأنبياء السابقين. و من جملتها: سنة من موسي خائفا يترقب و الذي حکاه القرآن الکريم علي



[ صفحه 159]



لسان موسي عليه السلام أنه حين ما فر من قومه و غاب عنهم زمانا، ثم عاد - بعد حين - اليه، خاطبهم قائلا: (ففررت منکم لما خفتکم فوهب لي ربي حکما و جعلني من ألمرسلين). [3] .

فکذلک حال امامنا المهدي - أرواحنا فداه - فيما سيخاطب به الناس بعد انتهاء أمد غيبته موضحا لهم علتها؛ و قد جاء عن الامام الصادق عليه السلام ما هو صريح بورود هذه العلة علي لسان الامام المهدي عليه السلام في ما سيتلوه من کتاب عليه السلام تعالي عند ظهوره الشريف.

عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «اذا قام القائم عليه السلام تلاهذه الآيد: (ففررت منکم لما خفتکم)». [4] .


پاورقي

[1] علل الشرائع 1:243:1 باب 179.

[2] اصول الکافي 9:338:1 و 18:340:1، و 29:342:1، باب في الغيبة.

[3] سورة الشعراء 21:26.

[4] کتاب الغيبة النعماني 11:174 باب 10.