الکشف عن حال الناس في زمان الغيبة لأخذ العظة و العبرة
حاول الامام الصادق عليه السلام ازاحة الستار عن الغيب؛ لينبي ء عما سيکون بعد أکثر من مائة عام، و حينئذ لابد و أن يذکر عليه السلام شيئا يتصل بهوية الامام المهدي عليه السلام؛ لارتباط الأحداث المقبلة بولادته و غيبته عليه السلام نظير ضلال أکثر الخلق بغيبته، و ارتياب المبطلين فيها، و تمييز أهل الضلالة في ذلک الحين لتجنبهم، و ما سيقوم الجهلاء حينئذ لکي لا يصغي اليهم، و تأکيد شک المغرضين و أمثالهم بولادته و غيبته، لئلا تتأثر الأمة بمدعياتهم، مع بيان الوسيلة المثلي التي ينبغي مراعاتها بغية الخلاص مما سيقع فيه الکثيرون، و هي الدعاء الذي ما عبد الله بمثله.
1- عن أبي بصير، عن الامام الصادق، عن آبائه عليهم السلام، عن
[ صفحه 154]
رسول الله صلي الله عليه و آله: قال: «المهدي من ولدي، اسمه اسمي و کنيته کنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا، تکون له غيبة و يحرة حتي تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلک يقبل کالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا». [1] .
2- و عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: «سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول: ان لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها، يرتاب فيها کل مبطل...». [2] .
3- و عن فرات بن الأحنف، عن الامام الصادق عليه السلام في حديث عن أميرالمؤمنين عليه السلام جاء فيه: «... و ليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، و ليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة، حتي يقول الجاهل: ما لله في آل محمد صلي الله عليه و آله من حاجة». [3] .
4- و عن زرارة، عن الامام الصادق عليه السلام قال: «لابد للغلام من غيبة، قلت: و لم؟ قال: يخاف - و أومأ بيده الي بطنه - و هو المنتظر، و هو الذي
[ صفحه 155]
يشک الناس في ولادته، فمنهم من يقول: حمل، و منهم من يقول: مات أبوه و لم يخلف، و منهم من يقول: ولد قبل موت أبيه بسنتين، قال زرارة: فقلت: و ما تأمرني لو أدرکت ذلک الزمان؟ قال: ادع الله بهذا الدعاء: (اللهم عرفني نفسک، فانک ان لم تعرفني نفسک لم أعرفک، اللهم عرفني نبيک، فانک ان لم تعرفني نبيک لم أعرفه قط، اللهم عرفني حجتک، فانک ان لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني)».
و قد سمع هذا الحديث قبل حلول الغيبة الصغري بنحو خمسين عاما، و قد جاء التصريح بهذا في ذيل الحديث من الکافي. [4] .
و قد تحقق هذا الحديث بعد وفاة الامام الحسن العسکري عليه السلام، اذ جاء في الخبر الصحيح الثابت من طرق عديدة ما فعله الحاکم العباسي، و ما تنطع به جلاوزته و أعوانه.
و في الحديث تکذيب صريح لجميع تلک الأقوال، حيث لم يکن المهدي عليه السلام في ذلک الوقت (حملا)، بل کان ابن خمس سنين، کما هو الثابت من تاريخ ولادته المشرفة.
و في هذا الحديث أيضا رد لمن قال بأنه ولد قبل موت أبيه بسنتين.
و جواب شاف علي مزاعم المتخرصين الذين أنکروا ولادته و غيبته و امامته عليه السلام.
[ صفحه 156]
و تعريف بالمبطلين الذين ارتابوا، فاتبعوا الشبهات الواهية، و لم يتمسکوا بعري الدين الوثيقة.
[ صفحه 157]
پاورقي
[1] اکمال الدين 4:287:1 باب 25، و اعلام الوري الطبرسي 226:2 الفصل الثاني، و ينابيع المودة 3: 396-49:397 باب 94.
[2] علل الشرائع الشيخ الصدوق 1: 245- 246: 8 باب 179، و اکمال الدين 2: 481- 482: 11 باب 44، و الخرائج و الجرائح القطب الراوندي 303:2، و الاحتجاج الطبرسي 956-955:2، و الصراط المستقيم البياضي 237:2.
[3] کتاب الغيبة النعماني 140- 141: 1 باب 10.
[4] اصول الکافي الکليني 29:342:1 باب في الغيبة.