بازگشت

بيان حکم من أنکر أصل العقيدة المهدوية


من خلال ما تبين في الأمر الأول يتضح جدا أن انکار أصل العقيدة المهدوية جملة و تفصيلا هو من قبيل الرد علي الله و رسول صلي الله عليه و آله، و من قبيل الازدراء باجماع هذه الأمة بکل فصائلها و تياراتها علي قبول أصل العقيدة المهدوية و ان اختلفوا في تفاصيلها.

و قد ورد في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله ما يبين حکم من أنکر الامام المهدي عليه السلام.

فعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من کذب بالدجال فقد کفر، و من کذب بالمهدي فقد کفر». [1] .



[ صفحه 24]



و هذا ما أکده علماء المذاهب الأربعة فيما حکاه لنا علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي الحنفي (ت 975 ه)، اذ قال تحت عنوان: «فتاوي علماء العرب من أهل مکة المشرفة في شأن المهدي الموعود في آخر الزمان» اذ ورد عليهم سؤال بهذا الموضوع، قال المتقي: «و هذه صورة السؤال: اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.

ما يقول السادة العلماء أئمة الدين و هداة المسلمين - أيدهم الله بروح القدس - في طائفة اعتقدوا شخصا من بلاد الهند مات سنة عشر و تسعمائة [2] ببلد من بلاد العجم، يسمي: (فره) أنه المهدي الموعود به في آخر الزمان، و أن من أنکر هذا المهدي فقد کفر؟ ثم حکم من أنکر المهدي الموعود؟ افتونا - رضي الله تعالي عنکم».

قال: «و کان هذا الاستفتاء في سنة اثنتين و خمسين و تسعمائة». [3] .

و قد نقل المتقي الهندي رحمه الله ما أفتي به فقهاء مکة بشأن السؤال المذکور، مبينا اسم کل فقيه منهم، و اسم مذهبه،



[ صفحه 25]



کالآتي:

1- فتوي ابن حجر الهيتمي الشافعي.

2- فتوي الشيخ أحمد أبي السرور بن الصبا الحنفي.

3- فتوي الشيخ محمد بن محمد الخطابي المالکي.

4- فتوي الشيخ يحيي بن محمد الحنبلي.

و سنذکر خلاصة ما ذکر کل واحد منهم.


پاورقي

[1] الروض الانف السهيلي 431:2، و عقد الدرر المقدسي الشافعي: 209، و الحاوي للفتاوي السيوطي 244:2، قال: «و أخرج أبوبکر الاسکاف في فوائد الأخبار، عن جابر بن عبد الله... ثم ساق الخبر».

[2] ذکره في أول کتاب البرهان فقال في ص 67 منه: «و طائفة من بلاد الهند يعتقدون شخصا شريفا ولد في الهند اسمه: السيد محمد بن سيدخان الجونفوري - رحمه الله و له نحو أربعين سنة - أنه هو المهدي الموعود به في آخر الزمان» و کتاب البرهان ألفه کرد علي ضلالة هذه الطائفة.

[3] البرهان في علامات مهدي آخر الزمان المتقي الهندي 177.