بازگشت

وجوب الثبات علي الولاية في زمن الغيبة


قام أهل البيت عليهم السلام بتأسيس القواعد المتينة في علاج ما يعترض الامة من عقبات تقف حيال المبادي ء الاسلامية التي آمنوا بها وضحوا من أجلها.

و قد کان امامنا الصادق عليه السلام حريصا علي مستقبل التشيع بازاء ما يراه من تلبد الافق الاسلامي بالرياح الصفراء التي تحاول العبث بکل شي ء لتغطيه بغبارها الکثيف، ذلک المستقبل الذي يمثل ارادة السماء، و طموح الرسالة، في بقاء ثلة علي الحق لا يضرها من ناوأها حتي يأتي الله بأمره، ثلة خيرة تکمل مسيرة طلائع التشيع الذين لم تثنهم عن الحق أعتي العواصف و أقسي همجية الجاهلية الاولي، من أمثال: سلمان، و عمار، و أبي ذر، و أضرابهم رضي الله تعالي عنهم.

مستقبل لا حياة فيه بغير التمسک بعري آل محمد عليه السلام، و الاستماتة من أجل بقاء نهجهم محفورا في قلوب الأتباع، خالدا في ضمير الزمن.

و في هذه الفقرة ما يشير الي الخطوات التي أمر الامام الصادق عليه السلام باتخاذها کضمانات أکيدة في ديمومة مستقبل التشيع بعده، خصوصا في صورة اختفاء الامام عليه السلام، سواء کان ذلک بحبس من السلطات الغاشمة کما



[ صفحه 141]



حصل مع ولده الامام الکاظم عليه السلام، أو بغير ذلک من وسائل الضغط و التعسف کما حصل لبقية الأئمة عليهم السلام، أو بغيبة کما هو الحال مع الامام المهدي عليه السلام.

فالأحاديث الآتية اذن هي أعم من اختصاصها بامام معين، و انما هي قاعدة عامة يمکن للقواعد الشيعية تطبيقها علي مواردها کلما ضاق الخناق في زمانهم علي واحد من الأئمة الستة من ولد الامام الصادق عليه السلام، و ان کان بعضها صريحا في خصوص الامام السادس من ولد الامام الصادق عليه السلام ثاني عشر الأئمة الهداة الميامين: المهدي أرواحنا فداه.

و من تلک الأحاديث الشريفة:

1- عن عبد الله بن سنان، قال: «دخلت أنا و أبي علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: فکيف أنتم اذا صرتم في حال لا ترون فيها امام هدي و لا علما يري، لا ينجو منها الا من دعا دعاء الغريق، فقال له أبي: اذا وقع هذا ليلا فکيف نصنع؟ فقال: أما أنت فلا تدرکه، فاذا کان ذلک فتمسکوا بما في أيديکم حتي يتضح لکم الأمر». [1] .

2- و عن منصور الصيقل قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام: اذا أصبحت و أمسيت يوما لا تري فيه اماما من آل محمد صلي الله عليه و آله، فاحبب من کنت تحب، و ابغض من کنت تبغض، و وال من کنت توالي، و انتظر الفرج صباحا و مساء». [2] .



[ صفحه 142]



3- و عن أبان بن تغلب قال: «قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيه سبطة، يأرز العلم فيها بين المسجدين کما تأرز الحية في جحرها... فبينما هم کذلک، اذ أطلع الله عزوجل لهم نجمهم، قال: قلت: و ما السبطة؟ قال: الفترة و الغيبة لامامکم! قال: قلت: فکيف نصنع فيما بين ذلک؟ فقال: کونوا علي ما أنتم عليه حتي يطلع الله لکم نجمکم». [3] .

4- و عن زرارة قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام: يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم امامهم. فقلت له: ما يصنع الناس في ذلک الزمان؟ قال: يتمسکون بالأمر الذي هم عليه حتي يتبين لهم». [4] .

5- و عن أبي بصير، عن الامام الصادق عليه السلام قال: «طوبي لمن تمسک بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية». [5] .

6- و عن يمان التمار قال: «کنا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوسا فقال لنا: ان لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسک فيها بدينه کالخارط للقتاد- ثم قال هکذا بيده - فأيکم يمسک شوک القتاد بيده؟ ثم أطرق مليا، ثم قال: ان



[ صفحه 143]



لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد و ليتمسک بدينه». [6] .


پاورقي

[1] اکمال الدين 40:349:348:2 باب 33، و کتاب الغيبة النعماني 4:159 باب 10.

[2] کتاب الغيبة النعماني 3:158 باب 10، و اصول الکافي 28:342:1 باب الغيبة.

[3] اکمال الدين 41:349 باب 31، و کتاب الغيبة النعماني 6:159 باب 10.

[4] اکمال الدين 44:350:2 باب 33.

[5] اکمال الدين 55:358:2 باب 33، و معاني الأخبار الشيخ الصدوق 1:112 باب معني طوبي.

[6] اصول الکافي 1: 335- 336: 1 باب في الغيبة، و کتاب الغيبة النعماني: 11:169 باب 10، و اکمال الدين 25:343:2 باب 33، و اثبات الوصية المسعودي 267، و کتاب الغيبة الشيخ الطوسي 465:455، و القتاد: شجر صلب، شوکه کالابر. و خرط القتاد: مثل يضرب عند ارتکاب صعائب الامور.