الوصية بعدم انکار الغيبة و النهي عن الانحراف و لزوم التصديق
ان معني انکار الغيبة، هو اکار وجود الامام المهدي عليه السلام، و بالتالي هو عين الانحراف و عدم التصديق، و قد مر ما يغني عن اعادته في خصوص من أنکر وجود الامام، و من رد علي آل البيت عليهم السلام، کمن رکب رأسه، و اتبع هواه.
[ صفحه 138]
و من هنا حاول الامام الصادق عليه السلام الترکيز علي هذه المفاصل الأساسية، لتتخذ الأمة حذرها، و تکون في يقظة دائمة مما يحاول أعداء الحق اثارته من خرافات و شبهات حول خاتم الأئمة الامام المهدي أرواحنا فداه.
و يدل علي ذلک أحاديث لا حصر لها، نذکر منها:
1- عن هشام بن سالم، عن الامام الصادق، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «القائم من ولدي اسمه اسمي، و کنيته کنيتي، و شمائله شمائلي، و سنته سنتي، يقيم الناس علي ملتي و شريعتي، و يدعوهم الي کتاب ربي عز و جل، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من أنکره في غيبته فقد أنکرني، و من کذبه فقد کذبني، و من صدقه فقد صدقني، الي الله أشکو المکذبين لي في أمره، و الجاحدين لقولي في شأنه، و المضلين لأمتي عن طريقته (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [1] ». [2] .
2- و عن محمد بن مسلم، عن الامام الصادق عليه السلام، قال: «ان بلغکم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنکروها». [3] .
[ صفحه 139]
و يستفاد من هذين الحديثين لا سيما الأول جملة من الأمور لا بأس بالاشارة السريعة اليها، و هي:
1- وجوب معرفة الامام المهدي عليه السلام باسمه و کنيته و أصله الشريف.
2- انه متبع لسنة جده رسول الله صلي الله عليه و آله.
3- وجوب طاعته مطلقا، کما وجبت طاعة الرسول صلي الله عليه و آله مطلقا.
و من جملة طاعة المهدي عليه السلام ما أوصي به عليه السلام - في تواقيع مشهورة عنه عليه السلام - من الورع و التقوي و وجوب الانتظار، و الرجوع في أخذ معالم الدن الحنيف من الفقيه الصائن لنفسه، المتبع آل محمد صلي الله عليه و آله في أخلاقهم و هديهم و حلالهم و حرامهم عليهم السلام.
4- ان له عليه السلام غيبة لابد منها، مع التحذير و الوعيد الشديد لمن أنکرها.
5- ضرورة الابتعاد التام عن المعاندين في أمر الامام المهدي عليه السلام لما ورد فيهم من أوصاف أقلها اضلال الأمة عن الحق و أهله، و الواجب بغضهم و عدم مجالستهم أو التقرب أو التودد اليهم، أو سماع کلامهم، اللهم الا من قبيل العمل لهدايتهم، و الا فلا، لأنهم اتبعوا شهواتهم فضلوا و أضلوا.
و من ضم هذين الحديثين الي ما تقدم، تتضح سخافة القول بنجاة من يعتقد بمهدي مجهول يخلقه الله تعالي من سلالة الامام الحسن السبط عليه السلام في آخر الزمان! لما في تلک الأحاديث الشريفة من دلالة واضحة علي ولادة
[ صفحه 140]
الامام المهدي عليه السلام و هويته، و الا کيف يأتي الأمر بتصديقه، و طاعته، و هو لم يعرف بعد؟! بل کيف يتواتر النهي عن آل محمد صلي الله عليه و آله کلهم في عدم انکار غيبته، و هو لم يولد بعد؟!
پاورقي
[1] سورة الشعراء 227:26.
[2] اکمال الدين 6:411:2 باب 39، و اعلام الوري الطبرسي 227:2 الفصل الثاني.
[3] اصول الکافي 10:338:1 و 15:340:1 باب الغيبة، و کتاب الغيبة النعماني 42:188 باب 10، و کتاب الغيبة الشيخ الطوسي 160- 161: 118.