بازگشت

وجوب معرفة امام الزمان من أهل البيت


و يدل علي ترسيخ الامام الصادق عليه السلام لهذه القاعدة و التثقيف الواسع عليها أحاديثه الشريفة الکثيرة في خصوص وجوب معرفة امام الزمان، و سنکتفي في حدود تأکيده علي حديث: «من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية»، کالآتي:

1- عن بشير الدهان، عن الامام الصادق عليه السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله: (من مات و هو لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية) فعليکم باطاعته، قد رأيتم أصحاب علي عليه السلام، و أنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته، و لنا کرائم القرآن، و نحن قوم افترض الله طاعتنا، و لنا الأنفال، و لنا صفو المال». [1] .

2- و عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية». [2] .

و بهذا اللفظ، و ما قاربه ما رواه عيسي بن السري [3] و الحسين بن



[ صفحه 75]



أبي العلاء [4] و عبد الأعلي [5] و أيوب بن الحر [6] و أبو بکر الحضرمي [7] و عبد الله ابن أبي يعفور؛ [8] کلهم عن الامام الصادق عليه السلام.

3- و عن الفضيل بن يسار قال: «ابتدأنا أبو عبد الله عليه السلام و قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من مات و ليس عله امام فميته ميتة جاهلية، فقلت: قال ذلک رسول الله صلي الله عليه و آله؟ فقال: اي و الله، قد قال، قلت: فکل من مات و ليس له امام فميتته ميتة جاهلية؟ قال: نعم». [9] .

4- و عن عمار بن اسحاق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من مات و ليس له امام مات ميتة جاهلية: کفر، و شرک، و ضلال». [10] .

و في رواية اخري عنه: «ميتة کفر و ضلال و نفاق». [11] .

و للشيخ المفيد رضي الله عنه کلام مهم حول هذا الحديث، قال: «عن



[ صفحه 76]



النبي صلي الله عليه و آله انه قال: (من مات و هو لا يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية).

ثم قال: و هذا صريح بأن الجهل بالامام يخرج صاحبه عن الاسلام». [12] .

و قال قدس سره في الرسالة الأولي في الغيبة: «سأل سائل فقال: أخبروني عما روي عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال: (من مات و هو لا يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية). هل هو ثابت صحيح؟ أم هو معتل بغم؟

(فأجاب الشيخ المفيد قائلا): بل هو خبر صحيح يشهد له اجماع أهل الآثار، و يقوي معناه صريح القرآن حيث يقول جل اسمه: (يوم ندعوا کل اناس بامامهم فمن أوتي کتابه بيمينه فأولئک يقرأون کتابهم و لا يظلمون فتيلا)، [13] و قوله تعالي: (فکيف اذا جئنا من کل أمة بشهيد و جئنا بک علي هؤلاء شهيدا)، [14] و أي کثيرة من القرآن». [15] .

و في الصحيح عن الامام الصادق عليه السلام ما يوضح أهمية هذه القاعدة وصلتها بمقام أهل البيت عليهم السلام.

فقد روي ثقة الاسلام الکيني رضي الله عنه، عن علي بن ابراهيم الفقيه المفسر



[ صفحه 77]



الثبت الثقة، عن محمد بن عيسي الفقيه الجليل الثبت الثقة، عن يونس ابن عبد الرحمن الفقيه العظيم الجيل الثبت الثقة، عن حماد بن عثمان الثبت الثقة، عن عيسي بن السري الثبت الثقة قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حدثني عما بني عليه دعائم الاسلام، اذا أنا أخذت بها زکي عملي و لم يضرني جهل ما جهلت بعده، فقال عليه السلام: شهادة أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله، و الاقرار بما جاء به من عند الله، و حق في الأموال من الزکاة، و الولاية التي أمر الله عزوجل بها، ولاية آل محمد صلي الله عليه و آله، فان رسول الله صلي الله عليه و آله قال: من مات و لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. قال الله عزوجل: (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منکم) [16] فکان علي عليه السلام، ثم صار من بعده حسن، ثم من بعده حسين، ثم من بعده علي ابن الحسين، ثم من بعده محمد بن علي، ثم هکذا يکون الأمر. ان الأرض لا تصلح الا بامام، و من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، و أحوج ما يکون أحدکم الي معرفته اذا بلغت نفسه هاهنا - قال: و أهوي بيده الي صدره - يقول حينئذ: لقد کنت علي أمر حسن». [17] .

و قد روي هذه الرواية صفوان بن يحيي الثقة عن عيسي بن السري أيضا، [18] الأمر الذي يعزز من صدقها و يؤکد سماعهد من الامام الصادق عليه السلام حقا.



[ صفحه 78]



و نظير الرواية المذکورة في الصحة، ما أخرجه ثقة الاسلام الکليني بسند صحيح، عن بشير الکناسي، قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وصلتم و قطع الناس، و أحببتم و أبغض الناس، و عرفتم و أنکر الناس و هو الحق، ان الله اتخذ محمدا صلي الله عليه و آله عبدا قبل أن يتخذه نبيا، و ان عليا عليه السلام کان عبدا ناصحا لله عزوجل فنصحه، و أحب الله عزوجل فأحبه. ان حقنا في کتاب الله بين، لنا صفو المال، و لنا الانفال، و انا قوم فرض الله عزوجل طاعتنا، و انکم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته. و قال رسول الله صلي الله عليه و آله: (من مات و ليس له امام مات ميتة جاهلية)، عليکم بالطاعة..». [19] .

هذا، و أما من ادعي أن المراد بالامام الذي من لا يعرفه سيموت ميتة جاهلية هو السلطان أو الحاکم أو الملک و نحو ذلک و ان کان فاسقا ظالما کما هو حال سلاطين بني امية و بني العباس، أو طاغية مستبدا کما هو عليه واقعنا المعاصر، فعليه أن يثبت بالدليل أن معرفة هذه النماذج القذرة من الدين أولا، ثم يبين للعقلاء الثمرة المترتبة علي وجوب معرفة الظالم الفاسق الطاغية المستبد بحيث يکون من مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية.

و من عظيم ما يروي فيمن ادعي ذلک: الصحيح الوارد عن



[ صفحه 79]



ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «ثلاثة لا يکلمهم الله يوم القيامة، و لا يزکيهم، و لهم عذاب أليم: من ادعي امامة من الله ليست له، و من جحد اماما من الله، و من زعم أن لهما في الاسلام نصيبا». [20] .

ان دلالة ما مر علي ضرورة معرفة الامام الحق الذي أمر الله تعالي بطاعته، لا تتم في زماننا هذا الا مع القول بولادة الامام المهدي الحجة ابن الحسن العسکري عليهماالسلام و غيبته و اعتقاد ظهوره في آخر الزمان ليملأ الدنيا قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا.

و لا يخفي أن المراد من هذه القاعدة ليس مجرد معرفة الامام باسمه و نسبه مثلا، و انما المطلوب الي جانب المعرفة تلک: طاعة الامام، و عدم مخالفته بشي ء، و الرد اليه، و التسليم له.

و في الصحيح الثابت ما قاله امامنا الصادق عليه السلام لزيد الشحام: «أتدري بما أمروا؟ أمروا بمعرفتنا، و الرد الينا، و التسليم لنا». [21] .

و في الصحيح عن أبي بصير قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت الراد علي هذا الأمر کالراد عليکم؟ فقال عليه السلام: يا أبا محمد! من رد عليک هذا الأمر فهو کالراد علي رسول الله صلي الله عليه و آله». [22] .



[ صفحه 80]



و کل هذا يعزز ما ذکرناه سابقا في حکم من أنکر الامام المهدي ابن الامام الحسن العسکري عليهماالسلام.



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] المحاسن 1: 251- 252: 474 باب من مات و لم يعرف امام زمانه، و روضة الکافي 8: 128- 129: 123.

[2] کتاب الغيبة النعماني 6:129 باب 7.

[3] اصول الکافي 2: 19- 21: 6، و 9:21:2 باب من مات و ليس له امام من أئمة الهدي عليهم السلام، و تفسير العياشي 1: 252- 253: 175 في تفسير سورة النساء.

[4] المحاسن 476:252:1 باب من مات لا يعرف امامه.

[5] اصول الکافي 1: 378- 379: 2 باب ما يجب علي الناس عند مضي الامام عليه السلام.

[6] المحاسن 1: 252- 253: 477 باب من مات لا يعرف امامه.

[7] الامامة و التبصرة 82- 83: 79 باب من مات و ليس له امام مات ميتة جاهلية.

[8] اصول الکافي 2:376:1 باب من مات و ليس له مام من أئمة الهدي عليه السلام.

[9] اصول الکافي 1:376:1 باب من مات و ليس له امام من أئمة الهدي عليه السلام.

[10] الامامة و التبصرة 71:83 باب من مات و ليس له امام مات ميتة جاهلية، و مثله في اکمال الدين 11:412:2 باب 39.

[11] اصول الکافي 3:376:1 باب من مات و ليس له امام من أئمة الهدي عليه السلام.

[12] الافصاح في الامامة الشيخ المفيد 29-28.

[13] سورة الاسراء 71:17.

[14] سورة النساء 41:4.

[15] الرسالة الأولي في الغيبة الشيخ المفيد 12-11 مطبوعة ضمن الجزء السابع من سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد.

[16] سورة النساء 59:4.

[17] اصول الکافي 9:21:2 باب دعائم الاسلام.

[18] رجال الکشي 799:424 في ترجمة أبي اليسع عيسي بن السري.

[19] روضة الکافي 8: 128- 129: 123.

[20] اصول الکافي 4:373:1 باب من ادعي الامامة و ليس لها بأهل.

[21] بصائر الدرجات 525- 526: 32 باب 20 (من الجزء العاشر).

[22] المحاسن 194:185.