التسلسل العمودي للامامة بعد الامام الحسين
تهدف هذها لقاعدة الي الاطاحة بجميع الدعاوي الباطلة التي زعمتها بعض الفرق المندرسة التي أتت عليها حملة التثقيف الواسعة التي قادها الامام الصادق عليه السلام و جعلتها هشيما تذروه الرياح، اذ نسفت تلک القاعدة ما زعمه الکيسانية من امامة محمد بن الحنفية رضي الله عنه، کما نسفت مزاعم الفطحية بامامة عبد الله الأفطح، و بددت طموح من قال بامامة السيد محمد بن الامام الهادي عليه السلام، و کذلک من قال بامامة جعفر الکذاب، و زيادة علي ذلک فانها حصرت الامامة بذرية الحسين عليه السلام کما سنري.
و عليه لابد و أن يکتمل عدد الأئمة الاثني عشر، خصوصا و ان هذه القاعدة الشريفة قد عرفت قبل اکتمال التسلسل التاريخي للأئمة عليهم السلام کما عرف حديث الخلفاء أو الأئمة اثنا عشر کلهم من قريش قبل اکتمال التسلسل التاريخي للأئمة أيضا.
و من هنا رکز الامام الصادق عليه السلام علي هذه القاعدة، و مما يؤيد ذلک علي لسانه الشريف أحاديث شتي نکتفي ببعضها، و هي:
1- في الصحيح عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي
[ صفحه 65]
عبد الله عليه السلام قال: «لا تعود الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين أبدا انما جرت من علي بن الحسين کما قال الله تبارک و تعالي (و أولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في کتاب الله)، [1] فلا تکون بعد علي بن الحسين عليه السلام الا في الأعقاب و أعقاب الأعقاب». [2] .
2- و في الصحيح عن حماد بن عيسي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهماالسلام انما هي في الأعقاب و أعقاب الأعقاب». [3] .
3- و في الصحيح عن عيسي بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قلت له: ان کان کون - و لا أراني الله - فبمن أئتم؟ فأومأ الي ابنه موسي، قال، قلت: فان حدث بموسي حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده، قلت: فان حدث بولده حدث و ترک أخا کبيرا، و ابنا صغيرا، فبمن أئتم؟ قال: بولده ثم واحدا فواحدا». [4] .
و من روائع ترسيخ هذه القاعدة في نفوس الشيعة ما ورد في الصحيح عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل: «أتکون الامامة في عم أو خال؟ قال: لا، فقلت: ففي أخ؟ قال: لا، قلت: ففي من؟ قال: في ولدي. قال محمد بن اسماعيل بن بزيع: و هو - يومئذ - لا ولد له». [5] .
[ صفحه 66]
پاورقي
[1] سورة الأنفال 75:8.
[2] اصول الکافي 1:285:1 باب ثبات الامامة في الأعقاب.
[3] اصول الکافي 4:286:1 من الباب السابق.
[4] اصول الکافي 5:286:1 من الباب السابق.
[5] اصول الکافي 3:286:1 من الباب السابق.