بازگشت

شبهة جعفر الکذاب عم الامام المهدي


و خلاصتها: ما ذکره علماء الشيعة الامامية من أن أقرب الناس الي الامام المهدي عليه السلام و هو جعفر بن الامام الهادي عليه السلام المعروف بجعفر الکذاب، قد شهد أمام القضاء العباسي بأن أخاه العسکري مات بلا عب؛ طمعا في أمواله.

جدير بالذکر، أنه لم يرو أحد من أهل الاسلام ما قاله جعفر، الا الامامية وحدهم فقط و جميع من تمسک بهذه الشبهة قاطبة کان مصدرهم الوحيد اليها کتب الشيعة فقط، لأن من ذکرها من العامة کافة انما نقلها بالاعتماد علي مثل النوبختي، أو سعد بن عبد الله القمي، أو الشيخ المفيد، أو الشيخ الطوسي، و غيرهم من متقدمي علماء الامامية الذين لو لا هم لما عرف أحد ما فعله جعفر.

و في هذا وحده ما يکفي لدحض مقولته، و لاازدراء بمن تمسک بها، لأنه احجة داحضة سخيفة.

و قد أشارت أحاديث الامام الصادق عليه السلام المساقة في شبهة انکار ولادة الامام المهدي عليه السلام آنفا، الي قول جعفر الکذاب هذا کما في جملة: «و منهم من يقول مات أبوه بلا خلف».



[ صفحه 305]



و هناک أحاديث أخر أکثر صراحة من هذا، و هي المتقدمة في بيان ما في المهدي من شبه بالأنبياء عليهم السلام، اذ مر فيها حديثه عليه السلام بأن فيه شبها من يوسف عليهماالسلام.

و من مقارنة ما حصل في حياتي المشبه (المهدي عليه السلام) و المشبه به (يوسف عليه السلام) يعلم وجه الشبه بين ما فعله أولاد النبي يعقوب عليه السلام، و هم أسباط النبيين و أقرب الخلق نسبا بنبي الله و خليله ابراهيم، بأخيهم يوسف الصديق، حين کذبوا علي أبيهم في أمره (و جاءوا أباهم عشاء يبکون قالوا يا أبانا انا ذهبنا نستبق و ترکنا يوسف عند متاعنا فأکله الذئب و ما أنت بمؤمن لنا و لو کنا صادقين و جاءوا علي قميصه بدم کذب)! [1] .

و بين ما فعله جعفر الکذاب، و هو أقل شأنا و دينا من أولاد يعقوب عليه السلام، لتقربه لطواغيب بني العباس، مع فسقه و لعبه بالطنبور، و جشعه، و حبه للجاه و المال، و شربه الخمور بشهادة ابن وزير الولة أحمد بن عبيد الله بن خاقان [2] کل هذا دفعه الي ذلک الموقف الخسيس الذي هو أشبه ما يکون بموقف أولاد يعقوب عليهم السلام، و فيه شبه عظيم أيضا



[ صفحه 306]



بموقف أبي لهب عم النبي صلي الله عليه و آله، حيث جحد نبوة ابن أخيه نبينا محمد صلي الله عليه و آله، و کذب رسالته، و ألب عليه، و کان - لعنه الله - أولي من غيره بالايمان بنبي الرحمة صلي الله عليه و آله، و التصديق برسالته، و بذل الغالي و الرخيص لأجل نصرته.


پاورقي

[1] سورة يوسف 12: 16- 18.

[2] اصول الکافي 1:503:1 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي العسکري عليه السلام، و اکمال الدين 40:1 من المقدمة و 25:475:2 باب 43 و الارشاد 321:2 و الفصول العشرة في الغيبة الشيخ المفيد 3: 61- 62 الفصل الثاني (مطبوع ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد، المجلد الخامس) و اعلام الوري 357.