بازگشت

شبهة جواز تأخيرالاعتقاد بالمهدي الي زمان ظهوره


و تهدف هذه الشبهة الي عذر العامة في البقاء علي الاعتقاد بمهدي مجهول يخلقه الله في آخر الزمان، و انهم لا مانع لديهم - فيما يدعون - من ترک هذا الاعتقاد، و الالتحاق بصفوف الشيعة فيما لو ظهر الامام الحجة ابن الحسن عليه السلام في المستقبل!! [1] .

و قبل بيان موقف الامام الصادق عليه السلام من هذه الشبهة أود التنبيه علي خمس ملاحظات و هي:

1- ان معني الاعتقاد بمهدي مجهول في آخر الزمان، مع احتمال رفضه في المستقبل، يعني فساد الدليل المثبت لهذا الاعتقاد و عدم صحته.

2- ان شرط الاعتقاد بضروري من الضروريات في المنظور الاسلامي، أن يکون متواترا، و المتواتر لا ينقلب الي غير متواتر، و قد سبق و أن بينا دليل القول بمهدي مجهول يخلقه الله في آخر الزمان، و أنه - بزعمهم - حسني و اسمه محمد بن عبد الله، و هو روايتان فقط، احداهما مجهولة، و الأخري مرسلة، و أما الحديث الذي أشار لهذا بلفظ (اسمه اسمي و اسم أبيه اسم



[ صفحه 302]



أبي) فهو حديث موضوع کما بيناه، فأين هذا التواتر اذن؟!

3- ان الاعتقاد بمهدي لم يخلق بعد! اما أن يکون هو امام الزمان، أو لا يکون، و الأول لا يعقل لخلو زماننا منه؛ اذ لم يخلق، و الثاني لا يفيد طاعته و لا نصرته و لا انتظاره.

4- ان قاعدة عدم خلو الزمان من امام، تعني خرافة الاعتقاد بمهدي معدوم لم يخلق، اذ اللازم وجوده.

5- ان شرط الايمان بالمهدي عليه السلام أن يکون في حياته لا بعد ظهوره کما سيأتي.

و مع فرض کون المهدي هو المجهول جدلا، فسيکون الايمان به فاقدا للشرط المذکور، و هو الحياة؛ لأنه معدوم لم يخلق بعد.

و مع القول بأنه الحجة ابن الحسن العسکري عليه السلام و هو الحق، فسوف لن يقبل من جاحديه اعتقادهم بخرافة لا أصل لها و لا واقع، کما لن يقبل منهم توبتهم عند ظهوره لو أدرکوه عليه السلام.

و بهذا يتبين أن القول المذکور في مهرجان الغدير المنعقد في لندن، لقلقة لسان ليس له معني:

و يدل علي ما ذکرناه:

1- قول الصادق عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله: طوبي لمن أدرک قائم أهل بيتي و هو معتقد به فيحياته، يتولي وليه، و يترأ من عدوه، و يتول



[ صفحه 303]



الأئمة الهادية من قبله، أولئک رفقائي، و ذوو ودي و أکرم أمتي عي - و في رواية اخري - و أکرم خلق الله علي». [2] .

2- و في حديث آخر عنه عليه السلام، عن رسول الله صلي الله عليه و آله: «من أنکر القائم من ولدي في زمان غيبته، مات ميتة جاهلية». [3] .

3- و عن هشام بن سالم، عن الامام اصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول الله صلي الله عليه و آله في حديث في شمائل و أوصاف و سيرة المهدي عليه السلام جاء فيه: «... و من أنکره في غيبته فقد أنکرني». [4] .

4- و في الصحيح عن علي بن رئاب، عن الامام الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل: (يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل)، [5] قال عليه السلام: «و الآيات: هم الأئمة، و الآية المنتظرة: القائم عليه السلام، فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل قيامه بالسيف و ان آمنت بمن تقدم من آبائه عليهم السلام». [6] .

و اذا ما أضيف الي هذا أحاديث الانتظار الواردة عن الامام الصادق عليه السلام من قبيل قوله: «... المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره أولئک أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون»



[ صفحه 304]



و غيره من الأحاديث المتقدمة، علمنا أن أصحاب هذه المقولة - و هم لم يضمنوا بقاءهم علي قيد الحياة الي زمان الظهور - لم يحصدوا سوي الخسران المبين.


پاورقي

[1] لم أجد هذه الشبهة في کتاب، و لکن قالها أحد رجال العامة في کلمة له ألقاها في مهرجان الغدير المنعقد في مؤسسة السيد الخوئي في لندن، أخبرني بهذا سماحة العلامة المحقق آية الله السيد علي الحسيني الميلاني (حفظه الله) الذي حضر المهرجان و غادره بعد تسويف طلبه في التعقيب علي هذه الکلمة!.

[2] اکمال الدين 3:286:1 ب 25؛ و کتاب الغيبة الشيخ الطوسي 466:456.

[3] اکمال الدين 2: 412- 413: 12 باب 39.

[4] اکمال الدين 6:411:2 باب 39.

[5] سورة الأنعام 158:6.

[6] اکمال الدين 18 و 30 من المقدمة أخرجه من طريقين صحيحين.