بازگشت

دور الامام الصادق في رد الشبهات الأخري


ذکرنا في بداية دور الامام الصادق عليه السلام في رد الشبهات، أنه کان يتعمد أحيانا الي اثارة ما سيقوله الناس بعد ولادة الامام المهدي عليه السلام و غيبته من شبهات، ثم يتعرض بذات الوقت الي اجابتها، و غالبا ما تکون اجابته عليه السلام ببيان نظير الحالة المشتبه بها من القرآن الکريم.

صحيح أن الامام الصادق عليه السلام لم يکن بحاجة الي اثارة مثل هذه الأمور، خصوصا و أنها لم تحصل في زمانه، و الذي دفعه الي ذلک، حرصه علي مستقبل هذه العقيدة، و علي خط الايمان الثابت بها، و زرع الثقة العالية في النفوس من خلال الوقوف علي اجابة تلک الأقوال قبل نشأتها.

و من هنا کان دوره عليه السلام في رد تلک الشبهات سابقا لزمانه بعشرات السنين، و في هذا السياق سنقتبس عنوان الشبهة و جوابها معا من کلام الامام الصادق عليه السلام سواء کان في حديث أو مقطع من حديث، مع التذکير بثلاثة أمور:

أحدها: ان الامام الصادق عليه السلام لم يکن بصدد مناقشة تلک الشبهات، اذ لا يعرف لها قائل بزمانه، و انما کان عليه السلام بصدد ما سيقال مستقبلا،



[ صفحه 294]



و تزييفه قبل حصوله علي أرض الواقع؛ لکي تعي الأمة- من جهة- صدق کل ما أخبر به أهل البيت عليهم السلام بشأن ولدهم المهدي عليه السلام، مع تنبيه القواعد الشيعية اللاحقة علي سخافة تلک الشبهات تجاه عقيدتهم ي المهدي عليه السلام من جهة أخري.

و الآخر: اشتراک أهل البيت عليهم السلام جميعا في التنبيه علي ما سيکون بعد ولادة الامام المهدي عليه السلام من أحداث و أقوال و شبهات، و من هنا لا تکاد تجد - في الوقت الراه - مناقشة أية شبهة بهذا الخصوص لم تعتمد علي ما ورد في ردها من قبل أهل البيت عليهم السلام، الا نادرا.

و الثالث: ان قوة ما وصل الينا من أدلة و براهين علي صدق عقيدتنا بالامام المهدي عليه السلام، أضحت کقوة مشاهدته عليه السلام عيانا، و عاد انکارها کانکار الواقع المادي المحسوس!

و لا يخفي بأن من جملة الواصل الينا في ذلک هو أحاديث الامام الصادق عليه السلام التي أخبرت عما سيقوله السفهاء في المهدي عليه السلام مستقبلا، و قد تحقق اخباره علي طبق ما أخبر به عليه السلام، تري فکيف يصدق العاقل بقول السفيه، و يعرض عن قول الصادق المؤتمن؟! الأمر الذي يبرر لنا اختصار الکلام في تلک الشبهات ما أمکن کالآتي: