بازگشت

بيان سيادة الاسلام في زمان الظهور علي کل الأديان


و هذا الدليل الذي أشار له القرآن الکريم - کما سيأتي - و صرح به الامام الصادق عليه السلام، هو الآخر من الأدلة العظيمة علي زيف دعاوي المهدوية الباطلة في التاريخ کادعاء المنصور مهدوية ابنه (المهدي العباسي)، و غيره ممن ادعوا لأنفسهم، أو ادعي لهم ذلک زورا و بطلانا.

و عدم تحقق هذا الدلل في سائر العصور الاسلامية أوضح من أن يحتاج الي اثبات، في حين وعد الله تبارک و تعالي بتحققه، و جاءت الروايات علي أنه لا يکون ذلک الا عند ظهور مهدي آل محمد صلي الله عليه و آله.

1- عن أبي بصير، قال: «قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (هو الذي أرسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون)؛ [1] و الله ما نزل تأويلها بعد، و لا ينزل تأويلها حتي يخرج القائم عليه السلام، فاذا خرج القائم لم يبق کافربالله العظيم، و لا مشرک بالامام الا کره خروجه، حتي أن لو کان کافر أو مشرک في بطن صخرة، لقالت: يا مؤمن في بطني کافر فاکسرني و اقتله». [2] .



[ صفحه 290]



و روي محمد بن الفضيل، عن الامام الکاظم عليه السلام نحوه. [3] .

2- و عن رفاعة بن موسي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله تعالي: (و له أسلم من في السموات و الأرض طوعا و کرها): [4] «اذا قام القائم عليه السلام لا تبقي أرض الا نودي فيها بشهادة أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله». [5] .

و روي ابن بکير، عن الامام الکاظم عليه السلام نحوه. [6] .

3- و عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن الامام الصادق عليه السلام، قال: «اذا قام القائم عليه السلام حکم بالعدل، و ارتفع في أيامه الجور، و آمنت به السبل و أخرجت الأرض برکتها، و رد کل حق الي أهله، ولم يبق أهل دين حتي يظهروا الاسلام، و يعترفوا بالايمان...». [7] .

4- و عن زرارة، عن الامام الصادق عليه السلام، قال: «سئل أبي عن قول الله تعالي: (و قاتلوا المشرکين کافة کما يقاتلونکم کافة...)، [8] فقال: أنه لم يجي ء تأويل هذه الآية، و لو قد قام قائمنا بعد، سيري من يدرکه ما يکون من تأويل هذه الآية، و ليبلغن دين محمد صلي الله عليه و آله ما بلغ الليل حتي



[ صفحه 291]



لا يکون شرک علي وجه الأرض کما قال الله تعالي: (يعبدونني لا يشرکون بي شيئا) [9] ». [10] .

5- و عن محمد بن حمران، عن الامام الصادق عليه السلام. و کذلک: محمد ابن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قالا: «ان القائم منا، منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوي له الأرض، و تظهر له الکنوز کلها، و يظهر الله به دينه علي الدين کله و لوکره المشرکون، - ثم ذکرا عليهما السلام جملة من علامات الظهور و قالا: - فعند ذلک خروج قائمنا». [11] .

6- و سأل المفضل بن عمر الامام الصادق عليه السلام عن قول الله تعالي: (ليظهره علي الدين کله) [12] قائلا: ما کان رسول الله صلي الله عليه و آله ظهر علي الدين؟

فقال عليه السلام: «يا مفضل! لو کان صلي الله عليه و آله ظهر علي الدين کله ما کان مجوسية، و لا نصرانية، و لا يهودية، و لا صابئة، و لا فرقة، و لا خلاف، و لا شک، و لا شرک، و لا عبدة أصنام، و لا أوثان، و لا اللات، و لا العزي، و لا عبدة الشمس، و لا عبدة القمر، و لا النجوم، و لا النار، و لا الحجارة. و انما قوله: (ليظهره علي الدين کله) في هذا اليوم و هذا المهدي و هذه الرجعة، و هو قوله: (و قاتلوهم حتي لا تکون فتنة و يکون الدين کله



[ صفحه 292]



لله) [13] ». [14] .

و من الواضح أن الدين الاسلايم في زمان تلک الدعاوي العريضة في التاريخ لم يتمکن من الظهور علي عاصمة الدولة الاسلامية؛ لفساد (الخلفاء) أنفسهم، و فسقهم، و شربهم الخمور علنا.



[ صفحه 293]




پاورقي

[1] سورة الصف 9:61.

[2] اکمال الدين 16:670:2 باب 58 و أخرجه في تأويل الآيات 688:2 بطريق آخر عن أبي بصير عنه عليه السلام.

[3] اصول الکافي 91:432:1 باب فيه نکت و نتف من التنزيل في الولاية، من کتاب الحجة.

[4] سورة آل عمران 83:3.

[5] تفسير العياشي 81:183:1.

[6] تفسير العياشي 82:183:1.

[7] الارشاد 385-384 و کشف الغمة 255:3.

[8] سورة التوبة 36:9.

[9] سورة النور 55:24.

[10] مجمع البيان الطبرسي 543:2 و تفسير العياشي 48:56:2.

[11] اثبات الهداة الحر العاملي 686:570:3 باب 32 فصل 44 نقله من کتاب اثبات الرجعة للفضل بن شاذان.

[12] سورة التوبة 33:9.

[13] سورة الأنفال 39:8.

[14] الهداية الکبري الخصيبي 82-74 و مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله القمي اختصره الشيخ حسن بن سليمان الحلي 179-178.