نعم، رفض الامام الصادق عليه السلام القول بمهدوية العباسي، کما رفض بشدة سائر المهدويات الزائفة، مصرحا بأن القائم المهدي عليه السلام الموعود بظهوره في آخر الزمان لا يکون الا من أهل البيت عليهم السلام؛ و لهذا تکررت عبارة: «قائمنا أهل البيت» في کثير من أحاديثه الشريفة التي رواها عنه عليه السلام: أبان بن تغلب، [1] و ابراهيم الکرخي، [2] و أبو شعبة



[ صفحه 273]



الحلبي، [3] و حماد بن عثمان، [4] و داود بن کثير الرقي، [5] و المعلي بن خنيس، [6] و غيرهم. [7] .

و منها: أحاديثه في هوية الامام المهدي عليهماالسلام، و قد مضي أکثرها، و نشير هنا الي واحد منها:

عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق عليه السلام، قال: «ان الله تبارک و تعالي خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله! و من الأربعة عشر؟ فقال: محمد صلي الله عليه و آله، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين عليهم السلام، و الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته، فيقتل الدجال، و يطهر الأرض من کل جور و ظلم». [8] .

و نکتفي بهذا القدر؛ لنري موقف الامام الصادق عليه السلام - و هو يخبر عن



[ صفحه 274]



المهدي عليه السلام قبل ولادته - من الدعاوي المهدوية التي ظهرت بعد انتقاله عليه السلام الي الرفيق الأعلي (سنة 148 ه).



[ صفحه 275]