بازگشت

فتحه القسطنطينية و هلاک الدجال


الخمسون - [و]أنه يقاتل الروم ثلاثة أيام، ثم تکون الغلبة [له] في الثالث، فلا يزالون حتي يفتح [1] القسطنطينية، فبينما هم يقتسمون فيها الذهب بالأتراس [2] اذ ناداهم صارخ: [ان] الدجال قد خلفکم في ذرايکم [3] .

و جاء في حديث صحيح بيان هذا الصارخ، و هو:

لا تقوم الساعة حتي تنزل [4] الروم بالأعماق، أو بدايق [5] - و هما بفتح همزة الأول، و سکون عينه المهملة، و بکسر موحدة الثاني، موضعان بقرب حلب - فيخرج اليهم جيش [6] من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فاذا تصافوا، قالت الروم:

خلوا بيننا و بين الذين سبوا [7] منا نقاتلهم!

فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي لينکم و بين اخواننا.



[ صفحه 57]



فيقاتلونه، فينهزم ثلث [8] لا يتوب الله عليهم أبدا، و يقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عندالله، و يفتتح الثلث لا يفتنون [9] أبدا، فيفتتحون قسطنطينية.

فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، اذ صاح فيهم الشيطان: [ان] المسيح قد خلفکم في أهليکم! [فيخرجون] [10] و ذلک باطل.

فاذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون [11] للقتال، يسوون الصفوف [12] ، اذ اقيمت الصلاة، فينزل عيسي بن مريم عليه السلام فيأتيهم [13] فاذا رآه [14] عدوالله ذاب کما يذوب الملح في الماء. فلو ترکه لا نذاب [15] حتي يهلک، و لکن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته [16] .

و في حديث صحيح أيضا: لا تقوم الساعة حتي يغزو مدينة، جانب منها في [البر، و جانب منها في] البحر، سبعون ألفا من بني اسحاق - قيل: صوابه اسماعيل کما دلت عليه أحاديث اخر [17] - فاذا جاءوها لم يقاتلوا، فاذا قالوا: «لا اله الا



[ صفحه 58]



الله، والله أکبر» سقط جانبها الذي في البحر.

ثم يقولون ذلک، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون ذلک فيفرج [18] لهم فيدخلونها فيغنمون، فبينا هم يقتسمون المغانم اذ جاء الصريخ فقال: ان الدجال قد خرج! فيترکون کل شي ء و يرجعون [19] .

و في رواية عند الحاکم: ان الذين يفتحون القسطنطينية أهل الحجاز، و انهم يصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا مثله قط، و انهم [20] يصرخ بهم صارخ بالدجال، فيفيضون المال علي المال، فمنهم الآخذ، و منهم التارک، و کل نادم.

فينظرون [21] فلا يجدون شيئا، ثم يعزمون [علي] الخروج الي لد -قرية قرب بيت المقدس- [22] .

و جاء [23] عن حذيفة رضي الله عنه: انهم يفتحون حصون الروم بالتکبير.

و أنه روي عنه صلي الله عليه و آله و سلم: انهم يفتحون قسطنطينية [و] رومية، يقتلون بها



[ صفحه 59]



أربعمائة [24] ألف، و يستخرجون کنوزا کثيرة من ذهب و جوهر، و يقيمون بها سنة، يبنون [بها] المساجد، و انهم يرحلون [25] لمدينة اخري.

فبينما هم يقتسمون کنوزها اذا [هم] صارخ بالدجال قد خلفکم في أهليکم بالشام، فيرجعون، فاذا الأمر باطل، فينشئون ألف مرکب و يرکبون فيها من عکة [26] ، و هم أهل المشرق و المغرب و الشام و الحجاز علي قلب رجل واحد، فيسيرون الي رومية، فيکبرون عليها، فيسقط حائطها، و يقتلون بها ستمائة ألف في قصة طويلة [27] .

تنبيه - ذکر المؤرخون في صفة رومية من العجائب مالم تسمعه اذنان [28] عن بلد في العالم، و يقرب منها قسطنطينية [29] .

و صح عنه [انه] صلي الله عليه و آله و سلم قال: «الملحمة العظمي [30] فتح القسطنطينية، و خروج الدجال في سبعة أشهر» و في رواية سبع سنين.

قال أبوداود في سننه: و هذه أصح، يعني من الاولي [31] .



[ صفحه 60]




پاورقي

[1] في خ «يفتحوا».

[2] في خ «الأترسة». قال الفيومي في المصباح المنير:74: الترس: معروف، و الجمع ترسة، مثال عنبة، و تروس، و تراس، مثل فلوس و سهام، و ربما قيل: أتراس. قال ابن السکيت: و لا يقال أترسة، وزان أرغفة.

[3] في ط «ديارکم».

[4] في ط «يترک».

[5] قال في معجم البلدان:222:1:

«الأعماق» جاء ذکره في فتح القسطنطينية؛ قال: فينزل الروم بالأعماق و بدابق، و لعله جاء بلفظه الجمع، و المراد به العمق: و هي کورة قرب دابق بين حلب و أنطاکية.

و قال في ج 416:2: «دابق» بکسر الباء. و قد روي بفتحها، و آخره قاف:

قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها و بين حلب أربعة فراسخ.

[6] في ط «الجيش».

[7] بفتح السين، أي الذين قاتلوا الروم أول الأمر و سبوهم.

[8] في ط «ثلثهم».

[9] في ط «لا يقتنون».

[10] من صحيح مسلم. و في ط «أهلکم» بدل «أهليکم».

[11] في ط «يعتدون».

[12] في خ «السيوف».

[13] في خ «فأتاهم». و في صحيح مسلم «فأمهم».

[14] في خ «رآهم».

[15] في ط «لذاب».

[16] رواه مسلم في صحيحه: 20:18 باسناده الي أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:...

و ذکر مثله حرفا بحرف. ورواه الحاکم في المستدرک: 529:4 ح 8486 باسناده الي أبي هريرة مثله.

[17] و هو الصواب لأن الذي يستفاد من الأحاديث أن المدينة هلي «القسطنطينية» و الذي يغزوها هم جيش الامام المهدي عليه السلام و ليس اليهود الذين هم من نسل اسحاق.

[18] في خ «ينفرج».

[19] روي مسلم في صحيحه: 43:18 باسناده الي أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال:سمعتم بمدينة جانب منها في البر، و جانب منها في البحر؟

قالوا: تعم. قال: لا تقوم الساعة... و ذکر مثله، عنه عقد الدرر:233.

وأورد في عقد الدرر: 283 مرسلا عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي عليه السلام و فتوحاته، قال:

... ثم يسيرون معه من المسلمين، لا يمرون علي حصن ببلد الروم الا قالوا عليه «لا اله الا الله» فتتساقط حيطانه، ثم ينزل القسطنطينية، فيکبرون تکبيرات، فينشف خليجها، و يسقط سورها، ثم يسير الي رومية....

[20] في ط «انه».

[21] في ط «فيقطرون».

[22] رواه الحاکم في المستدرک: 530:4 ح 8488 باسناده عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حديث له مع علي عليه السلام (مفصلا).

[23] في ط «ويروي».

[24] في ط «أربعين».

[25] في ط «يرسلون».

[26] قال في مراصد الاطلاع: 952:2:

عکا: اسم موضع غير عکة التي علي ساحل البحر.

و قال في ص 954: عکة: اسم بلد علي ساحل بحر الشام من عمل الأردن، انتهي.

و في خ، ط «عکا».

[27] أورده في عقد الدرر: 238 عن حذيفة (مفصلا) و قال: أخرجه الامام أبوعمرو عثمان بن سعيد المقرئ في سننه [لوحات:109-107].

[28] في خ «لم يسمع باذناه».

[29] راجع في ذلک عقد الدر: 232 - 229، و معجم البلدان: 100:3.

[30] في ط «العظمية».

[31] روي أبوداود في سننه: 110:4 ح 429 باسناده عن النفيلي، عن عيسي بن يونس، عن ابن أبي مريم، عن الغساني، عن السکوني، عن أبي بحرية، عن معاذبن جبل، قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «الملحمة الکبري، و فتح القسطنطينية، و خروج الدجال في سبعة أشهر».

وروي بعده حديثا آخر باسناده الي عبدالله بن بسر أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال:

«بين الملحمة و فتح المدينة ست سنين، و يخرج المسيح الدجال في السابعة».

قال أبو داود: هذا أصح من حديث عيسي - أي الحديث السابق-.

أقول: روي النعاني في الغيبة: 307 ح 2 باسناده الي أبي عبدالله عليه السلام ضمن حديث طويل أنه قال:... يجرد السيف -أي القائم عليه السلام- علي عاتقه ثمانية أشهر، يقتل هرجا... الخبر.

فاستنتاج أبي داود غير صائب، فلاحظ.

و ذکره ابن طاووس في التشريف بامنن: 298 ح 419.