بازگشت

نزول عيسي و صلاته خلف المهدي


الأربعون - يصلي عيسي بن مريم خلفه.



[ صفحه 47]



و في رواية: المهدي الذي عيسي بن مريم يصلي خلفه [1] [2] .

الحادية و الأربعون - ينزل عيسي [بن مريم] و يعترف بامارته.

فاذا قيل له: صل [بنا].

قال: لا [3] و ان بعضکم علي بعض امراء تکرمة الله هذه الامة [4] .

الثانية و الأربعون - انه وسط الامة، و عيسي آخرها [5] ، و اريد بالوسط



[ صفحه 48]



قريب آخرها، حتي لا ينافي بقية الروايات المصرحة بأنه آخرها، و لتقدمه يسيرا علي عيسي وصف بأنه وسط، و عيسي بأنه آخر، و لا ينافي ذلک أيضا، قول ابن



[ صفحه 49]



عمرو: [6] .

يکون بعد الجبارين: الجابر، يجبرالله به امة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، ثم المهدي، ثم المنصور، ثم السلام، ثم أمير العصب [7] .

يا معشر اليمن! تقولون: [8] ان المنصور منکم، والذي نفسي بيده انه لقرشي أبوه [9] ، و لو أشاء [10] أن اسميه الي أقصي جده لفعلت، و ذلک لأنه آخر امراء نسبي [11] .





[ صفحه 50]



فهؤلاء [12] و ان کانوا بعد المهدي لا يمنع ذلک کونه آخرا لانه [13] قريب الآخر کما مر، أو انهم [14] لما کانوا کالتبع له کان هو الآخر بالحقيقة.

و عن أبي الجعد: [15] يکون المهدي احدي و عشرين سنة، أو اثنتين و عشرين، [ثم] يکون آخر من بعده، و هو دونه، و هو صالح (أربع عشرة سنة، ثم يکون آخر من بعده، و هو صالح تسع سنين) [16] [17] .

الثالثة و الأربعون - بينما [18] هو و المؤمنون معه في بيت المقدس [قد] تقدم يصلي بهم الصبح اذ نزل عيسي بن مريم [للصبح] فنکص القهقري ليتقدم عيسي فيضع عيسي [19] يده بين کتفيه، ثم يقول [له]:

تقدم فصل، فانها لک اقيمت. فيصلي بهم امامهم و امام عيسي [20] .



[ صفحه 51]



الرابعة و الأربعون - يلتفت المهدي، و قد نزل عيسي کأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صل بالناس.

فيقول عيسي: انما اقيمت الصلاة لک. فيصلي خلف رجل من ولدي [21] .


پاورقي

[1] العلامة الأربعون في ط هکذا: «ينزل عيسي بن مريم عليهاالسلام و يصلي خلفه».

[2] قال المصنف في الصواعق: 164، و صح مرفوعا:

ينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا. فيقول: لا، ان بعضکم أئمة علي بعض تکرمة الله هذه الامة، انتهي. و له بيان علي ذلک، فراجع.

وروي الطوسي في الغيبة: 191 ح 154 باسناده الي أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - في حديث -: «... و منا - والله الذي لا اله الا هو - مهدي هذه الامة الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم...».

[3] في خ «ألا».

[4] انظر التخريجة السابقة. و راجع صحيح مسلم: 193:2.

[5] کلام ابن حجر هذا مستخلص من ديث منسوب الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

«لن تهلک امة أنا أولها، و عيسي بن مريم في آخرها، و المهدي في وسطها»!!

و بعد تتبعنا - أخي القارئ - لهذا الحديث، وجدناه مرويا من طرق مختلفة تنتهي جميعها الي خالدبن يزيد القسري، عن محمدبن ابراهيم الامام (أو ابن الهيثم عنه) عن أبي جعفر المنصور، عن آبائه، عن ابن عباس، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فأما خالدين يزيد، فقد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء: 410:9 و قال:

ليس بالمتقن ينفرد بالمناکير... قال أبوجعفر العقيلي: لا يتابع علي حديثه.

و قال أبوحاتم: ليس بقوي، و ذکره بان عدي... و قال: أحاديثه لا يتابع عليها کلها، لا اسنادا و لا متنا...

و أما محمدبن ابراهيم الامام، فقد ترجم له الذهبي أيضا في الجزء المذکور ص 88 رقم 27، و قال: روي عنه ابنه مسوي، و حفيده عبدالصمد و غيرهما...

- ثم أورد حديثا له موضوعا، و قال: - و ما علمت أحدا تجاسر علي تضعيف هؤلاء الأمراء لمکان الدولة.

أقول:و قوله هذا ينطوي علي تضعيفه، و لم لا و هو شخصية سياسية معروفة کعمه المنصور، قد شغلتهما الحياة الدنيا بزخرفها، سيما المنصور الذي اشتهر بالتجبر و الظلم، بل طالت يده الائمة جملة من الرواة و المحدثين.

و لم يعول علي روايتهما للحديث و ذکر السيدالخوئي رحمه الله في رجاله:310:10- عند ذکره للمنصور -: ان عداءه للصادق عليه السلام و غصبه للخلافة و قتله الامام و جمعا کثيرا من ذرية الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم لا يکاد يخفي.

فالحديث بهذا الاسناد الواهي لا يمکن الاطمئنان به أو الرکون اليه بأي حال من الأحوال، و أما مضمونه و محتواه فهو مخالف لما اشتهر في روايات الفريقين من أن المهدي صاحب الأمر و الزمان، هو الذي سيظهره الله علي الدين کله، و يظهر عيسي بن مريم عليهاالسلام في زمنه، و يکون واحدا من قواده و أعوانه.

و أما مسألة موته فالروايات متضاربة فيما بينها، فبعضها يبيين أنه يموت في خلافة الامام عليه السلام و بعضها يقول بعده، والله العالم.

و قد أورد في عقد الدرر: 348 عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام في قصة الدجال ما لفظه:...

ثم ان عيسي عليه السلام يتزوج امرأة من غسان، و يولد له منها مولود، و يخرج حاجا، فيقبض الله تعالي روحه في طريقه قبل وصوله الي مکة... انتهي.

أقول و يستفاد من ذلک أنه يموت في خلافة الامام عليه السلام باعتبار أن حجه سيکون علي أقل تقدير في السنوات الاولي من حکمه عليه السلام.

و أما خليفة الامام المهدي عليه السلام فالروايات - الذاکرة لمسألة الرجعة - تشير صراحة الي خلافة المعصومين صلوات الله عليهم في کرتهم و رجعتهم بعده، و لنا بيان مفصل في ذلک أوردناه عند تحقيقنا لکتاب الملاحم لابن المنادي ص 261 فراجع.

[6] في خ، ط «ابن عمرو رضي الله عنه» تصحيف، صوابه ما في المتن، و هو عبدالله بن عمروبن العاص.

[7] في ط «ثم ابن العصب». وزاد بعدها في خ لفظة: (کذا).

[8] في خ «تقول».

[9] في خ «و أبوه».

[10] في ط «شاء».

[11] کذا، و في ط هکذا «و ذلک لأن آخر أمر تبين».

و کيف کان اللفظ فمعناه غير واضح، و للمصنف تعليق آخر علي هذا الحديث في الصواعق المحرقد: 167 لا يفي بالقصد و الغرض.

و قد روي نعيم - هذا الحديث - في الفتن مقطعا، و من طرق متعددة و ألفاظ مختلفة عن عبدالله بن عمروبن العاص، و لکن الي قوله «لفعلت» و لم يورد بعدها ماأورده ابن حجر هنا.

و ذکر نعيم في أحاديثه أيضا «أمير العصب» تارة، و اخري «أمير الغضب» و لم يتضح لنا من المراد به.

و تجدر الاشارة الي أن نعيم روي في الفتن 382:1 ح 1144 باسناده الي عبدالله بن الحجاج، قال: سمعت عبدالله بن عمروبن العاص يعد الجبابرة: الجابر،ثم المهدي، ثم المنصور، ثم السلام، ثم أمير الغضب، فمن قدر أن يموت بعد ذلک فليمت.

وروي أيضا في الجزء المذکور ص 390 باسناده عن کعب أنه قال:

انه يماني قرشي، و هو أمير العصب، و العصب فيه انتقاص أهل اليمن، و من تبعهم من سائر الذين خرجوا من بيت المقدس، و ذلک قول تبع:...



هذا الخلف العابر يفص

لجموع و جمع العصب .

[12] في ط «فهو لا».

[13] في ط «أي».

[14] في ط «منهم». و أي لفظ کان، فالاستنتاج غير موفق يکتنف أصله الغموض و الابهام.

[15] في ط «أبي الجعد» و في خ ابن أبي الجون، و ما أثبتناه من الملاحم لابن المنادي.

انظر سير أعلام النبلاء: 108:5.

[16] في ط «سبع سنين».

[17] رواه ابن المنادي في الملاحم: 185 ح 17 باسناده الي سالم بن أبي الجعد باختلاف يسير في اللفظ.

[18] في خ «بينا».

[19] في خ کتب في الهامش «فيضع يده»، و کتب فوقها: لعل. و في ط «يديه» بدل «يده».

[20] روي ابن ماجة في سننه: 1361:2 ضمن ح 4077 مثله مع اختلاف يسير في اللفظ وروي الصدوق في اکمال الدين:331:1 ح 17 باسناده الي الباقر عليه السلام أنه قال:...الثاني عشر الذي يصلي عيسي بن مريم عليهماالسلام خلفه...

وروي في عيون أخبار الرضا عليه السلام:200:1 ضمن ح 1 باسناده الي الرضا عليه السلام أنه قال:

... اذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسي بن مريم عليهماالسلام فصلي خلفه...

تقدم في العلامة «40» ما يناسب المقام.

[21] قال المصنف في الصواعق المحرقة: 164: و أخرج الطبراني مرفوعا:

يلتفت المهدي، و قد نزل عيسي بن مريم عليهماالسلام کأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم فصل بالناس.

فيقول عيسي: انما اقيمت الصلاة لک. فيصلي خلف رجل من ولدي.

و أورد في عقد الدرر: 347 عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام في قصة الدجال أنه عليه السلام قال:

... و يدخل المهدي عليه السلام بيت المقدس، و يصلي بالناس اماما، فاذا کان يوم الجمعة، و قد اقيمت الصلاة، نزل عيسي بن مريم عليهماالسلام بثوبين مشرقين حمر، کأنما يقطر من رأسه الدهن، رجل الشعر صبيح الوجه، أشبه خلق الله عزوجل بأبيکم ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام فيلتفت المهدي، فينظر عيسي عليه السلام فيقول لعيسي:

يا ابن البتول: صل بالناس. فيقول: لک اقيمت الصلاة.

فيتقدم المهدي عليه السلام فيصلي بالناس، و يصلي عيسي عليه السلام خلفه، و يبايعه....