نصرة الله تعالي له و الخسف بأعدائه
العشرون - يجي ء جيش من قبل [1] العراق في طلب رجل من أهل المدينة أي المهدي [2] فيمنعه الله تعالي منهم، فاذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم،
[ صفحه 37]
فلا يدرک [3] أعلاهم أسفلهم، و لا أسفلهم أعلاهم الي يوم القيامة.
و کونه [4] من قبل العراق في هذه، و من قبل المشرق في روايات [5] اخري، لا ينافي أنهم من أهل الشام [6] المصرح به في عدة روايات [7] .
[ صفحه 38]
پاورقي
[1] في خ «أهل».
[2] قوله «من أهل المدينة»! هو قول عجيب، فان کان مراده هنا أنه من أهل المدينة باعتبار مولده فيها، فهو مردود لما اشتهر في روايات الفريقين من أنه صلوات الله عليه ولد في العسکر أي «سر من رأي» سنة 255 ه و أن والده الامام الحسن العسکري صلوات الله عليه کان مقيما بها حتي نسب اليها و عرف بها، فقيل: العسکري صلوات الله عليه کان مقيما بها حتي نسب اليها و عرف بها، فقيل: العسکري عليه السلام و مشهده الشريف مشهور معروف بها يؤمه المسلمون و يتبرکون به في کل يوم.
و ان کان مراده أنه من أهل المدينة باعتبار أنه صلوات الله عليه مقيم بها، فهو مردود أيضا لانه عليه السلام في غيبته ليس له مکان معروف حتي ينسب اليه، فکلامه هذا بالکل مردود، و في کل الأحوال.
و مما يثير الانتباه و تجدر الأشارة اليه أن ابن حجر هذا ذکر في کتابه الصواعق ص 167 ما لفظه:... و مع ذلک لا حجة فيه لما زعمته الرافضة أن المهدي هو الامام أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن العسکري ثاني عشر الأئمة الآتين في الفصل الآتي علي اعتقاد الامامية.
و مما يرد عليهم ما صح أن اسم أبي المهدي يوافق اسم أبي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اسم أبي محمد الحجة لا يوافق ذلک، و يرده أيضا قول علي مولد المهدي بالمدينة، و محمد الحجة هذا انما ولد بسر من رأي سنة خمس و خمسين و مائتين، انتهي.
والذي يتضح من کلامه هذا أن معتقده في الامام المهدي عليه السلام هو أنه «محمد بن عبدالله» المولود بالمدينة کما يزعم، و هذا قول فاسد لا يعضده أي حديث في روايات الخاصة و العامة، ناهيک عن أن الأدلة کلها ضده؛
فأما قول «اسم أبيه اسم أبي» فقد انفرد به زائدة، و هو مجروح في کتب الرجال حيث أنه يزيد في الأحاديث. و لنا بيان في ذلک أوردنا. عند تحقيقنا لکتاب الملاحم: 178، لابن المنادي، فراجع.
و أما قوله «من أهل المدينة» فهو تحکم بين مردود کما تقدم، و الا فمن هو «محمد بن عبدالله» من أهل المدينة الذي يزعمه؟! تري أفمن الانصاف أن تترک الروايات المشهورة القائلة بولادته في «سر من رأي» والتي رواها جهابذة العلماء في مصنفاتهم المعتمدة، و يؤخذ برواية باطلة لاأساس لها من الصحة؟!
و تعال معي أخي القارئ لنطالع معا ما ذکره ابن حجر هذا في ص 207 من الصواعق حيث قال: و لم يخلف - أي الامام الحسن العسکري عليه السلام - غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لکن آتاه الله فيها الحکمة، و يسمي القائم المنتظر، قيل: لأنه ستر بالمدينة (کذا) و غاب، فلم يعرف أين ذهب، و مر في الآية الثانية عشرة قول الرافضة فيه انه المهدي...، انتهي.
أقول: فان لم يکن المهدي هذا، فمن؟ سؤال نترکه لکل منصف و من کان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد.
و لنسأل ابن حجر هذا عن قوله «ستر بالمدينة» فأي مدينة هذه؟ و کيف ستر فيها «المهدي»؟ و من قال هذا؟ و أين؟
بل و أي علمية و موضوعية ينطلق منها لرد شخصية عظيمة معروفة کهذه نصت عليها الکتب السماوية، و بشر بها الأنبياء و المرسلون، و ذکرها العلماء و المصنفون في صحاحهم و سننهم و مسانيدهم ليتوهم شخصية اخري في ذهنه باسم «محمد بن عبدالله»!! تري فمن يکون هذا؟ و من ذکره؟ و من کتب عنه؟ و ما هي أخباره؟.
[3] في ط «يدري».
[4] في خ «و کونهم».
[5] في خ «رواية».
[6] کذا، و قد اشتبه ابن حجر في بيانه هذا، فجيش المشرق هم القادمون من خراسان کما تصرح به الروايات (و کما تقدم هنا في العلامات 18،17،16).
و أما الجيش المراد به هنا فهو جيش السفياني القادم من الشام أو العراق علي ما يستفاد من بعض الروايات في أن قسما من جيش السفياني کون بالشام، و قسما آخر في العراق، فلاحظ.
[7] أخرج المصنف في الصواعق المحرقة: 165 ما لفظه:
«و يبعث اليهم بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مکة و المدينة».
وروي النعماني في الغيبة: 305 ح 14 باسناده عن أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث الي أن قال: «يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام الا طوائف من المقيمين علي الحق يعصمهم الله من الخروج معه.
و يأتي المدينة بجيش جرار حتي اذا انتهي الي بيداء المدينة خسف الله به...وروي ابن حماد في الفتن: 329:1 باسناده عن الباقر عليه السلام نحوه.
و أخرج المتقي الهندي في البرهان: 116 ب 4 ح 17 عن عرف السيوطي مثله، و في ص 118 عن ابن حجر في کتابه هذا.
و أورد الهيثمي في مجمع الزوائد: 316:7 مثله.