بازگشت

علامات الظهور و ضرورة معرفتها


و بناء علي ما تقدم فقد صار لزاما علي کل مسلم أن يطلع علي تلک العلامات، و حريا به معرفتها وصولا لعيش حالة الانتظار التي حث عليها خاتم الأنبياء و سيد المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم لما لها من أثر بالغ في ادامة و تقوية علاقة المسلم بالله و رسوله و أهل بيته صلوات الله عليهم، و خلق أرضية صلبة أصيلة يقيم عليها ايمانه الحق لمواجهة التحديات المناوئة، و عواصف التيارات المنحرفة في عصر الغيبة، و في ذلک لطف من الله تعالي کبير لعباده؛

فقد روي عن الامام علي بن الحسين عليهماالسلام قوله: «من ثبت علي موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله عزوجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر واحد». [1] .

أضف الي ذلک، فان معرفة علامات الظهور تهيب بالانسان المسلم أن يهي ء نفسه، و يهذب خلقه، و يقوم سلوکه، و يصقل روحه ليکون بمستوي المسؤولية و المواجهة بالشکل الذي يؤهله أن يحمل صفة المنتظر لامام زمانه، الذاب عن



[ صفحه 4]



رايته، و المقاتل بين يديه؛

و هذا لا يلقاه الا ذو حظ عظيم، قد حارب هوي نفسه، و عمل بما أرادالله تعالي، و التزم بأحاديث الرسول و أهل البيت صلوات الله عليهم؛

ناهيک عن أن معرفة تلک العالمات يتضمن وجوب معرفة الامام، و في ذلک ضرورة ايمانية ملحة لاکمال العقيدة الاسلامية، و الحفاظ علي سلامتها، فقد روي عنه صلي الله عليه و آله و سلم قوله: «من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية». [2] .

و لاجل هذا فقد اهتم المسلمون بهذا الأمر مذ نطق به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم کان بين ظهرانيم، و تداولوه و تدارسوه، و سألوا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عنه، و کذا من جاء بعده من الأئمة عليهم السلام؛

و ما قوله عجل الله فرجه الشريف في کتابه للمؤمنين «فليعمل کل امري ء منکم بما يقرب به من محبتنا، و يتجنب ما يدنيه من کراهتنا و سخطنا» [3] الا دليل واضح علي توجيه و ارشاد المؤمنين، و تسديدهم لبلوغ الصراط المستقيم.

و قد استمر اهتمام المسلمين في العصور المختلفة بعلامات الظهور، و کتبوها و تابعوها ولو علي نطاق محدود، و أفردوا لهابعض الدراسات الخاصة:

اما سعيا لا شباع رغبة علمية بحتة، أو محاولة جادة لمعرفة امام زمانهم، و هنا لابد من الاشارة الي أن معيار نجاح تلک الدراسة و صحتها هو المعين الذي استقت منه، و من أي منهل اغترفت.


پاورقي

[1] أخرجه في منتخب الأثر: 513 ح 1 عن کمال الدين.

[2] انظر مسند الطيالسي: 259، و راجع احقاق الحق: 85:13.

[3] انظر تمام کتابه عليه السلام الوارد من الناحية المقدسة في الاحتجاج: 2: 324-318.