النار التي تحشر الناس من المشرق
و جاء أيضا في النار [أي] التي تحشر الناس من المشرق الي المغرب، أنها أول الآيات [1] ، و في رواية أنها آخرها، فآخريتها بالنسبة لما معها [2] من الآيات السابقة ذکر أکثرها، و أوليتها باعتبار أنه لا شي ء بعدها الا نفخ الصور؛
و به صرح القاضي عياض [3] ، فقال:
الحشر في الدنيا قبل قيام الساعة، و هو آخر أشراطها، و لا يعارضه خبر:
«لا تزال طائفة من امتي ظاهرين علي الحق الي يوم القيامة حتي يأتي أمرالله [4] «، لأن معناه [الي] قرب يومها. و أمر الله تعالي: الريح اللينة.
و ليسوا هؤلاء الذين بيت المقدس، لأن آخر اولئک [5] کان مع عيسي عليه السلام، و أما هؤلاء فيبقون بعد سائر الآيات العظام.
و أما رفع القرآن من المصاحف، ثم من الصدور، فالصحيح أنه بعد موت عيسي عليه السلام [6] ؛
[ صفحه 137]
پاورقي
[1] قال في الدر المنثور: 492:7: أخرج ابن أبي شيبة و البخاري وابن مردويه، عن أنس أن عبدالله بن سلام قال: يا رسول الله! ما أول أشراط الساعة؟
قال: «نار تحشر الناس من المشرق الي المغرب».
أقول: و الخبر کما تري برواية «عبدالله بن سلام»!.
[2] في ط «بعدها».
[3] ترجم له في سير أعلام النبلاء: 212:20.
[4] راجع صحيح مسلم (باب نزول عيسي حکما - کتاب الايمان) ج 137:1.
[5] في ط «لأن الآخر».
[6] کذا، و المشهور في الروايا ت أنها من علامات ظهور صاحب الأمر عجل الله تعالي فرجه، فقد ورد عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم في علامات ظهوره: «سيأتي زمان علي امتي لا يبقي من القرآن الا رسمه، و لا من الاسلام الا اسمه...» ثواب الأعمال: 301 ح 4.