ترتيب بعض الآيات و العلامات
و عن ابن عمر: يبقي الناس بعد ذلک مائة و عشرين سنة [1] [و قيل: ان صح
[ صفحه 135]
احتاج الي تأويل.
وما ورد أن هذه أول الآيات] [2] لا ينافيه رواية أن أولها الدجال، لانه أول الآيات [3] الأرضية، و هذا أول الآيات السماوية.
[و] قال بعض الحفاظ المحققين: الذي ترجح من مجموع الأخبار أن [أول] الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العامة في معظم الأرض [4] ، تنتهي بموت عيسي [5] ، و أن طلوع الشمس من مغربها أول الآيات العظام الموذنة بتغير العالم العلوي، و ينتهي ذلک بقيام الساعة.
فلعل خروج الدابة يوم طلوع الشمس من مغربها، و قد ثبت أنهما أول الآيات، فأيهما و جد قبل [6] ، فالآخر منه قريب.
و حکمته أن بالثانية تغلق باب التوبة، فتخرج الدابة، تميز المؤمن من الکافر تکميلا للمقصود من اغلاق باب التوبة.
[ صفحه 136]
پاورقي
[1] قال القرطبي في المصدر السابق: و قال عبدالله بن عمر: «يبقي الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مائة و عشرين سنة حتي يغرسوا النخل» والله بغيبه أعلم.
أقول: العجب ثم العجب أن يذکر ابن حجر مثل هذا الکلام و قد أورد في کتابه الصواعق المحرقة ص 152 في الآية السابعة من الفصل الأول الخاص بالآيات الواردة فيهم عليهم السلام حيث قال: قوله تعالي: (و ما کان الله ليعذبهم و أنت فيهم أشار صلي الله عليه و آله و سلم الي وجود، ذلک المعني في أهل بيته، و انهم أمان لأهل الأرض کما کان هو صلي الله عليه و آله و سلم أمانا لهم، و في ذلک أحاديث کثيرة يأتي بعضها...
و قال بعضهم: يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان علماءهم لأنهم الذين يهتدي بهم کالنجوم و الذين اذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدن، و ذلک عند نزول المهدي لما يأتي في أحاديث أن عيسي يصلي خلفه و يقتل الدجال في زمنه و بعد ذلک تتابع الآيات، بل في مسلم أن الناس بعد قتل عيسي للدجال يمکثون سبع سنين ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقي علي وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من خير أو ايمان الا قبضه فيبقي شرار في خفة الطير و أحلام السباع لا يعرفون معروفا و لا ينکرون منکرا الحديث.
قال و يحتمل و هو الأظهر عندي أن المراد بهم سائر أهل البيت فان الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبي صلي الله عليه و آله و سلم جعل دوامها بدوامه و دوام أهل بيته، لأنهم يساوونه في أشياء مر عن الرازي بعضها و لأنه قال في حقهم: اللهم انهم مني و أنا منهم و لأنهم بضعة منه بواسطة أن فاطمة أمهم بضعته فأقيموا مقامه في الأمان انتهي ملخصا.
أقول: فهل يتصور بقاء الناس مائة عاما و قد خلت الأرض من الأمان أعني أهل البيت عليهم السلام کما تقدم؟!
تري و من سيکون هادي الناس و امامهم ذلک الوقت لقوله جل و علا (انما أنت منذ و لکل قوم هاد)و قوله تبارک و تعالي: (و ما کنا معذبين حتي نبعث رسولا)؟! فيا حبذا لو تريث ابن حجر و أمعن النظر في هذه الآيات الشريفة قبل ايراده لمثل هذه الأخبار الغريبة العارية من کل صحة، و المنافية للعقيدة الاسلامية الحقة.
و لا بأس أخي القارئ أن نذکر هنا ابن حجر و من بنحو نحوه عسي أن تنفع الذکري بأحاديث المعصومين صلوات الله عليهم عن جدهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الله جل جلاله في تأکيدهم علي مسألة أن الأرض لا تخلو من حجة، والاضطرار اليه ولولاه لساخت الأرض بأهلها و أن الحجة لا تقوم لله علي خلقه الا بامام، و أنه لو لم يبق في الأرض الا رجلان لکان أحدهما الحجة، و الأحاديث في ذلک کثيرة نحيل القارئ الي مراجعتها في مظانها، نحو اصول الکافي، و بصائر الدرجات و غيرهما.
[2] ذکر هذه في العبارة في ط بعد قوله «أول الآيات».
[3] في خ «الآية».
[4] في ط «بتغير العالم الأرضي».
[5] کذا، و هو قول واهن،راجع التعليقة السابقة.
[6] في ط «قبل الآخر».