بازگشت

خروج دابة الارض


ثم تخرج الدابة من صدع في الصفا، [و] به جزم غير واحد، أو من المروة، أو من شعب جياد، أو من بعض أودية تهامة من وراء مکة.

أو من مدينة قوم لوط [ليلة] مزدلفة؛



[ صفحه 130]



و لها ثلاث خرجات: مرة من أقصي البادية و لا يدخل ذکرها [1] مکة، ثم تمکث [2] زمانا طويلا، ثم اخري يدخل [3] ذکرها مکة.

قال صلي الله عليه و آله و سلم: «بينا الناس في أعظم المساجد علي الله حرمة و أکرمها: المسجد الحرام، لم يرعهم [4] الا و هي ترعي بين الرکن و المقام، تنفض عن رأسها التراب، فيرفض الناس عنها [شتي فزعا] و تثبت عصابة من المؤمنين عرفوا أنهم لم يعجزوا الله، فبدأت بهم [5] فجلت وجوههم حتي جعلتها کأنها الکوکب الدري و دبت في الأرض، لا يدرکها طالب، و لا ينجو منها هارب، حتي أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه [من خلفه] فتقول:

يا فلان! الآن تصلي؟! فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق [6] .

وروي أحمد: معها عصا موسي، و خاتم سليمان، فتخطم [7] أنف الکافر بالخاتم، و تجلو وجه المؤمن بالعصا [8] .

و عن علي کرم الله تعالي وجهه:

لها ريش و زغب و حافر، و مالها ذنب، و لها لحية [9] .



[ صفحه 131]



[و] قيل: طولها ستون ذراعا، و قيل: مختلفة الخلقة، تشبه عدة من الحيوانات.

و قيل: الأقرب أخذا من قوله تعالي تکلمهم [10] أنها انسان تناظر أهل البدع و الکفر «ليهلک من هلک عن بينه، و يحيي من حي عن بينة» [11] .



[ صفحه 132]




پاورقي

[1] في ط «و لا تدخل کرها».

[2] في ط «تلبث».

[3] في ط «و لا يدخل».

[4] في ط «لا يدعهم».

[5] في ط «أتتهم».

[6] رواه نعيم في الفتن: 661:2 ح 1851 باسناده الي أبي سريحة، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مثله، عنه التشريف بالمنن: 207 باب 207.

[7] في ط «فتختم» و استظهرها في خ «تختم».

[8] مسند أحمد: 295:2. وروي نعيم في الفتن: 665:2 ح 1861 باسناده الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مثله، عنه التشريف بالمنن: 210 باب 209.

[9] کذا، و لم نقف علي هذا اللفظ منسوبا الي الامام علي عليه السلام، نعم روي الماوردي، عن محمدبن کعب، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه سئل عن الدابة، فقال: «أما والله ما لها ذنب، و ان لها للحية» ثم قال الماوردي: و في هذا القول منه اشارة الي أنها من الانس، و ان لم يصرح به راجع تفسير القرطبي: 236:13.

[10] النمل: 82 راجع في ذلک الجامع لأحکام القرآن للقرطبي: 236:13.

[11] اقتباس من قوله تعالي في سورة الأنفال: 42.

أقول: الدابة هي کل ما دب علي وجه الأرض و تحرک من انسان أو حيوان، و قد اختلفت الروايات - و هي کثيرة - في بيان ماهية هذه الدابة علي شکلين:

فمنهم من ذهب الي أنها من جنس الحيوان، و هي روايات ضعيفة سندا، مرفوضة عقلا، و الا فهل يتصور حيوان معه خاتم سليمان و عصا موسي عليهماالسلام و بالتالي فلا يعول عليها بأي حال من الأحوال.

و منهم من ذهب الي أنها من نسل بني آدم - أو کما قال الماوردي علي ما نقله القرطبي کما تقدم: أنها من الانس - و هو قول مقبول بقرائن عقلية و نقلية، منها:

قوله تعالي في الآية (تکلمهم) و قراءة (تحدثهم).

و منها ما روي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي، أنه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:

روي سعدبن عبدالله باسناده الي أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حديث قدسي.

«يا محمد! علي أول من آخذ ميثاقه من الأئمة عليهم السلام»

يا محمد! علي آخر من أقبض روحه من الأئمة عليهم السلام، و هو الدابة التي تکلم الناس» روي علي بن ابراهيم في تفسيره: 130:2، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال:

انتهي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي أميرالمؤمنين عليه السلام و هو نائم في المسجد، و قد جمع رملا و وضع رأسه عليه، فحرکه ثم قال له:

قم يا دابة الأرض! فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟

فقال: لا والله ما هو الا له خاصة، و هو الدابة التي ذکرها الله تعالي في کتابه و اذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض الخبر.

و منها: قول ابن عم رسول الله وصيه و باب مدينة علمه و حکمته الامام علي عليه السلام علي ما رواه الکليني في الکافي: 197:1 ح 3 باسناده الي أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل الي أن قال: -

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: و اني لصاحب الکرات، و دولة الدول، و اني لصاحب العصا و الميسم، و الدابة التي تکلم الناس.