الدجال
و منها - مر أن الدجال يخرج في زمن المهدي، فهو من علامته، فمست الحاجة الي ذکره معها ما يناسب ذلک.
اعلم أن البيهقي حکي عن شيخه الحاکم و أقره:
ان أول الآيات ظهورا خروج الدجال، ثم نزول عيسي عليه السلام، ثم فتح يأجوج و مأجوج، ثم خروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها، انتهي [1] .
والاولي و الأخيرتان مرادة من قوله تعالي:
يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا ايمانها [2] .
کما صح عن أبي هريرة.
و الثانية مرادة من قوله تعالي: (و انه لعلم للساعة) [3] .
و الثالثة و الرابعة مصرح بهما في غير آية.
قال النووي و غيره: کان السلف يستحبون أن يلقن الصبيان أحاديث
[ صفحه 124]
الدجال ليحفظوها، و ترسخ في قلوبهم، و يتوارثها الناس لقوله صلي الله عليه و آله و سلم:
«ما بين خلق آدم الي قيام الساعة خلف أو أثر أکبر من الدجال» [4] .
و في رواية: انه لم تکن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله آدم عليه السلام أعظم من فتنة الدجال، و ان الله لم يبعث نبيا بعد نوح عليه السلام الا حذره امته [5] .
پاورقي
[1] راجع الحاکم: 590:4 ح 8645.
[2] الأنعام: 158، راجع الدر المنثور: 388:3.
وروي العياشي في تفسيره: 384:1 ح 128 باسناده الي أبي جعفر، و أبي عبدالله عليهماالسلام في قوله: يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا ايمانها قال:
طلوع الشمس من المغرب، و خروج الدابة، و الدخان و الرجل يکون مصرا و لم يعمل عمل الايمان، ثم تجي ء الآيات فلا ينفعه ايمانه.
وروي الصدوق في اکمال الدين: 357:1 ح 54 باسناده الي الصادق عليه السلام.
في قول الله عز و جل: (يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا) يعني خروج القائم المنتظر منا.
راجع في ذلک البرهان: 2: 502 - 500.
[3] الزخرف: 61، راجع في ذلک الدر المنثور: 387:7.
[4] روي الحاکم في المستدرک: 573:4 ح 8610 باسناده الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
«ما بين خلق آدم الي قيام الساعة فتنة أکبر عندالله من الدجال».
[5] روي ابن أبي شيبة في المصنف: 649:8 ح 22 باسناده الي أبي عبيدة (مثله).