بازگشت

عيسي مقررا للشريعة المحمدية


و جاء لعيسي علامات:

لا يجد ريح نفسه - بفتح الفاء، و هو ينتهي حيث ينتهي طرفه - کافرا الا



[ صفحه 121]



مات، يدق الصليب، و يذبح الخنزير و القردة، أي يبطل دين النصرانية، و يتحد الدين، فلا يعبد غيرالله تعالي سبحانه.

و يضع الجزية، أي أنه لا يقبل الا الاسلام، و يترک الصدقة، أي الزکاة، لعدم من يقبلها لنزول البرکات، و ظهور الکنوز، و عدم الرغبة في اقتناء المال للعلم بقرب [1] الساعة.

و ترفع الشحناء و التباغض، أي لفقد أسبابهما غالبا، و ينزع سم کل ذي سم، و يملأ الأرض سلما، و ينعدم القتال، و تسلب قريش ملکها [2] أي لا يبقي [لها] معه اختصاص بشي ء بدون موافقته [3] ؛ فلا يعارض ذلک خبر:

«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان» [4] .



[ صفحه 122]



و تنبت الأرض نبتها کعهد آدم عليه السلام، حتي يجتمع النفر علي القطف من العنب فيشعبهم، و کذا الرمانة، و ترخص الخيل اذ لا قتال، و تغلو الثيران لأن الأرض تحرث کلها [5] .

قال النووي (رض): اذا نزل عيسي عليه السلام کان مقررا للشريعة المحمدية لا رسولا الي هذا الامة.

زاد غيره: و يکون قد علم بأمر الله تعالي في السماء قبل أن ينزل بما يحتاج اليه من علم هذه الشريعة [المحمدية] للحکم [6] به بين الناس، و العمل [7] به في نفسه.

و جاء أنه يتزوج بعد نزوله [و يولد له، و يدفن في الحجرة النبوية مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم بعد صلاة المسلمين عليه.

و مدة مکثه أربعون سنة کما صح، و في رواية: سبع.

و يجمع بخبر أنه رفع الي السماء و هو ابن ثلاث و ثلاثين، فأراد مکثه قبل الرفع و بعده، اذ مجموعهما أربعون.

و قيل: خمسة و أربعون، و لعل راويها ألقي الکسر [8] .



[ صفحه 123]




پاورقي

[1] في ط «باقتراب».

[2] في بعض الروايات «تبتز قريش الامارة» و في بعضها «و يسلب الکفار ملکهم».

[3] في ط «مراجعته».

أقول: توجيه ابن حجر هذا الخبر لرفع معارضته مع الخبر المذکور بعده باطل من وجه، فالرجوع لأخذ موافقته عليه السلام عام يسري علي کافة الأفراد؛

أضف الي ذلک فان الامام عجل الله فرجه الشريف سيسلب ملک کل کافر قريشيا کان أو غير قريشي، فلا يبقي منهم الا المؤمن حقا؛ و بالتالي فلا تناقض بينه و بين الخبر المذکور بعده في أن هذا الأمر لا يزال في قريش ما بقي في الناس اثنان اذ سيکون أحدهما الامام المهدي عليه السلام؛

و المروي عن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم قولهم «لو لم يبق في الأرض الا اثنان، لکان الثاني منهما الحجة»، راجع في ذلک الغيبة للنعماني ص 139 باب 9 فتدبر.

[4] رواه أحمد في المسند: 29:2.

أقول: روي الفريقان بأسانيد عدة، و ألفاظ شتي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: لا يزال الدين قائما حتي يکون اثنا عشر خليفة من قريش. راجع في ذلک احقاق الحق: 74 - 1:13، ففيه ما يفيد.

[5] روي نعيم في الفتن: 566:2 ح 1589 باسناده الي أبي امامة الباهلي، و ص 570 ح 1595 باسناده الي عبدالله بن عمرو بن العاص، و ص 576 ح 1609 باسناده الي أبي هريرة (نحوه).

أقول: ما تقدم من العلامات التي ذکرها ابن حجر انما هي علامات عامة تکون في حکومة الامام المهدي عليه السلام و لا تختص بشخص عيسي عليه السلام الذي هو من قواد و أعوان الامام المهدي عليه السلام.

[6] في ط «ليحکم».

[7] في ط «و يعمل».

[8] روي نعيم في الفتن: 2: 581 - 578، بأسانيد عدة قدر بقاء عيسي بن مريم عليهماالسلام بعد نزوله.