بازگشت

النساء في آخرالزمان


ان النساء هم جوهرة عقد الحياة، و کمال معناها حين يدرکن قيمتهن، و يعرفن واجباتهن، و يعلمن أنه بدونهن تتدمر الأسرة و ينهار المجتمع لانهم حافظات النسل: أقدس ما في الحياة.

فان النساء في آخر الزمان يفقدن کرامتهن، و يفتتن بزخارف الدنيا و يترکن دينهن و حياتهن.

قال الرسول صلي الله عليه و اله و سلم: کيف بکم اذا فسدت نساوکم، و فسق شبانکم. [1] .



[ صفحه 256]



و شارکت النساء أزواجهن في التجارة حرصا علي الدنيا. [2] .

و تزين الرجال بثياب النساء، و سلب عنهن قناع الحياء. [3] .

و يعني هذا أن النساء تشارک أزواجهن في التجارة حرصا علي الدنيا و تتشبه بالرجال من حيث الزي الظاهري من الملبس و السلوکيات الرجولية و بهذا تفقد حياء ها بل و تعتبره أمرا غير حضاري أن تکون المرأة تتصف بالحياء و الخجل.

و أما تشبه النساء بالرجل فقد صار من أرقي مراتب الحضارة و التقدم، فالفتاة تلبس البدلة الرجالية، و تقصر شعر رأسها، بحيث يصعب التمييز بينها و بين الرجل.

ثم قال صلي الله عليه و اله و سلم: لا تقوم الساعة حتي تظهر ثياب تلبسها نساء کاسيات عاريات. [4] .

أي تلبس النساء الملابس الشفاقة و العارية التي لا يستر شيئا من مفاتنها، و تصير النساء کالبهائم أي طائشات کأولاد البقر، بمعني أنهن لا يسمعن النصيحة و لا يرتدعن عما هن فيه، و لا يأبهن بحلال و لا بحرام.

و قال الامام علي عليه السلام: تکون النسوة کاشفات عاريات، متبرجات، من



[ صفحه 257]



الدين خارجات، داخلات في الفتن، مائلات الي الشهوات، مسرعات الي اللذات، مستحلات للمحرمات، في جهنم خالدات. [5] .

و قال عليه السلام: و رأيت النساء يتزوجن بالنساء،... و رأيت و رأيت الرجل معيشته من دبره، و معيشة المرأة من فرجها، و رأيت النساء يتخذن المجالس کما يتخذها الرجال. [6] .

نعم هاهن يغرقن في السحاق، و يعقدن الاجتماعات، و يخضن في کل مکان، و لا يهتمن ببيوتهم و تربية أولادهن و السهر علي تنظيم أسرهن.

بعد التطرق الي الفساد الذي ينتشر في آخر الزمان و يعتبر من علائم ظهر الامام عليه السلام فان البعض من البسطاء يرفضون الوقوف امام انتشار الفساد و الظلم و يعتبرونه سببا لتأخير ظهور الامام، لان انتشار الظلم و الفساد مقدمة لظهوره؟؟

الجواب:

و الآن سنقوم بتحليل هذا الاشکال الذي وقع فيه شبابنا، و لدينا هنا جوابان، بامکان کل منهما أن يزيل الاشکال:

1- انتشار الفساد ليس کافيا بل يحتاج الأمر الي الوعي:

ان أساس الاشکال موضوع واحد و هو أن يتصور أن انتشار الفساد



[ صفحه 258]



و تصاعد الأزمة يکفيان لحدوث الثورة و ظهور الامام، بينما الي جانب انتشار الفساد يجب وجود شرط أساس آخر لا تحدث الثورة بدونه، و هذا الشرط هو: استعداد الناس، عن طريق رفع مستوي الوعي لدي جميع الطبقات.

و المقصود من رفع مستوي الوعي هو أن يشعر الأشخاص بموقعهم و قيمة وجودهم، و أن يعتبروا تحمل الظلم و الفساد حياه مخزية مميتة لا تليق بالانسان، ثم يقوموا بعد ذلک بتقييم ظروفهم و امکانياتهم، و ظلم و قوة الطاغوت، و يبذروا بذور الثورة في أرض مستعدة، و يجتهدوا في اروائها.

و الجدير بالذکر أنه اذا لم يحصل مثل هذا الوعي، و لم يدرک الأشخاص قيمة وجودهم، لم يتعرفوا علي امکانياتهم و امکانيات عدوهم، فان الثورة ستکون ثورة عمياء لا تضمن مصالح الشعب.

و بعبارة أوضح؛ لحصول ثورة لا يکفي انتشار الفساد و وجود قائد کفوء و انما اضافة الي ذلک يجب توفر الروحية المعنوية و الفکر اللازم الذي يجعل الشعب يدفع الثمن المناسب بالتضحية و الشهادة في سبيل الهدف لتحقيق الثورة، و الا دب الارتخاء و الضعف و الاکتفاء بالوضع الموجود في المجتمع، و ابتعدت فکرة الثورة عن الأذهان. ثم تشيع مثل هذه العبارات بين الناس: موسي بدينه و عيسي بدينه و ليهتم کل بنفسه و مالي و للاخرين، و يفضل کل واحدا راحة علي الانتفاضة و الثورة و السجن و التعذيب و القتل و الاعدام.

ويجب أن نعرف أن الفساد منذ مدة طويلة قد انتشر في العالم، و قد



[ صفحه 289]



وصل الفساد في کثير من مناطق العالم، و خاصة أفريقيا و آسيا الي ذروته، و منذ اليم الذي نبتت لدي الغرب فکرة السيطرة علي الشرق، زاد الغرب مظالمه في النقاط المختلفة من العالم و استعبد الملايين، و دراسة الأوضاع في الدول المستعمرة في أفريقيا و جنوب آسيا و ثيقة دافعة لهذا الموضوع.

2- اعداد قوة للمنتظر:

يلزم لتحقيق ثورة المهدي عليه السلام اعداد جيش و قوة ضاربة تدعم الامام عليه السلام و تطيع أوامره، و لذا يجب تربية و اعداد أشخاص مضحين داخل جهنم الظلم و الفساد و التفرقة، ليکونوا رسل العدالة، و هذه المجموعة يجب أن تتسلح بقوي الايمان و التقوي، و يکونوا فدائيين مضحين، و لا يغفلون عن ذلک ابدا.

و لذا لا يمکن أن يخلي الانسان عاتقه من مسوولية انجاز الاعمال الاسلامية التي تودي الي اعداد مثل هولاء الأشخاص بحجة واهية هي أن نشر الفساد هو سبب الانفجار و الثورة.

بالاضافة الي کل ذلک، علينا قبل کل شيء أن نشخص موقعنا من ثورة المهدي -عجل الله فرجه -، و من البديهي أننا اذا عملنا علي نشر الفساد فاننا سنکون ضمن من ستعمل ثورة الهدي -عجل الله فرجه -علي ضربهم، و اذا کنا ضمن مصلحي المجتمع فاننا سنکون من بين اصحابه عليه السلام المضحين، و لو افترضنا أننا ساعدنا علي نشر الفساد للتسريع بظهور المهدي صلوات الله تعالي عليه فاننا نکون قد وقعنا في موقف خطر. ثم أليس أن بقية الله -عجل الله فرجه -يثور لقمع الفاسدين و ازالة الظلم و الجور؟ اذن کيف نستطيع - بنشر الفساد - أن



[ صفحه 260]



نکون من المستفيدين من ثورته؟!

و عليه فان السکوت علي الفساد أو المساعدة علي نشره لا يصح کليا بالنسبة لظهور المهدي الموعود -عجل الله فرجه -، و لا شخصيا.

و يظهر أن هذا الاشکال و المغالطة انما هو من صنع الاشخاص الذين يتهربون من المسوولية أو الملوثين بالفساد

و الخلاصة، أن نشر الفساد و الظلم، اذا کان يودي الي قبول الظلم، فانه لن يکون أبدا تمهيدا للثورة عليه، و انما يکون ذلک مفيدا عند ما يکون مقدمة للجهاد في سبيل تحقيق العدالة و الصلاح، و من البديهي أن هذه المقدمة لن تکون عملية الا عند ما يحس الناس بجور الظلم، ثم يعرفون قبال ذلک مظاهر الصلاح و التقوي الشخصي و الاجتماعي أيضا. و الطريقة الوحيدة لذلک دعوة الناس نحو الصلاح و التقوي.

من جهة أخري فان أحاديث الرسول الأکرم صلي الله عليه و اله و سلم و الأئمة الأطهار عليهم السلام قد عينت واجبات المنتظرين، و کلها أحاديث عن التقرب الي الله تعالي، و کمثال قال الامام الصادق عليه السلام:

من سره أن يکون من أصحاب القائم فلينتظر و ليعمل بالورع و محاسن الأخلاق و هو منتظر. فان مات و قام القائم بعده، کان له من الأجر مثل أجر من أدرکه، فجدوا و انتظروا هنيئا لکم أيتها العصابة المرحومة. [7] .



[ صفحه 261]



علماونا السابقون کتبوا رسائل مستقلة عن واجبات و تکاليف المنتظرين في زمن الغيبة، و ربما کتبوا فصولا من کتبهم الخاصة بذلک، مثل النجم الثاقب تأليف المرحوم ميرزا حسين نوري المتوفي عام 1320 ه- و کتاب مکيال المکارم تأليف المرحوم الميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني المتوفي عام 1348 ه-، و کتابه واجبات الناس في زمن غيبة الامام صاحب الزمان عليه السلام.

في هذه الکتب و أشباهها المکتوبة علي أساس الروايات المنقولة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام لم يذکر أبدا کلام عن ملء الدنيا بالظلم کواجب من واجبات المنتظرين في زمن الغيبة.

في الحقيقة لا يوجد عاقل له معرفة بأبسط أحاديث المعصومين يعتقد بذلک، الا اذا کان من زمرة اليسارين ذوي الأراد الغريبة الذين يتمسکون بذلک بهدف قمع بعض الفئات و المجموعات.


پاورقي

[1] بحار الانوار 91:97، ب (1) من أبواب الأمر بالمعروف، ح 82.

[2] الخرائج و الجرائح 1134:3، ب 20، ح 53.

[3] بحار الانوار 263:52، ب (25) علامات ظهوره ح 148.

[4] منتخب الأثر: 426.

[5] منتخب الأثر: 426.

[6] بحار الانوار 52: 257 -256، ب (25) علامات ظهوره ح 147.

[7] الغيبة النعماني 207 ب (11)، ح 16.